المقاومة الشعبية لها أشكال عديدة وهي في جوهرها استجابة وطنية للتحدي الذي خلقته مليشيا الدعم السريع بحربها على الشعب السوداني، بالطبع هناك جانب عسكري للمقاومة الشعبية يتمثل في دعم القوات المسلحة والقتال بجانبها ضد التمرد حماية للعرض والأرض، وهذا الجانب يحتاج لتنسيق تام مع القوات المسلحة والتأكيد على أنها تحت إمرتها بشكل تام وفي كل المراحل وهذا ما يحدث فعلا على أرض الواقع في تجربة تستحق الاحترام والإشادة؛ ولكن هناك واجبات أخرى اجتماعية ونهضوية وبنائية للمقاومة الشعبية في كل المراحل ما بعد الحرب، ومن الضروري أن تستمر وتنظم نفسها حماية للوطن وللسيادة الوطنية ولبناء شروط جديدة للسياسة الوطنية.

وبالتالي نحن نرفض تسييس المقاومة الشعبية حزبيا لكننا نؤكد أنها تعبر عن وعي وطني قومي يحمي البلد والثوابت، وأن قيادتها من داخلها ومن شرعية المجتمعات السودانية وبالتالي يجب قطع الطريق أمام كل الانتهازيين والسلطويين الذين يتحدثون باسمها ويدعون أنهم يرأسونها فهم بذلك يقطعون الطريق أمامها لتؤدي دورها التاريخي بأفقهم المحدود، وبذلك ستتجمد وتتحول لأشكال جامدة فاقدة للحياة. الوعي بهذه الأمور ضروري منذ الآن ولا شيء سيوقف المسار الوطني الذي بدأ يتشكل اليوم.

هشام عثمان الشواني

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

نبارك الرد الإيراني الذي طال بضربة قاصِمة على رؤوس الاحتلال المُجرم

بقلم : تيمور الشرهاني ..

شَكل الرد الإيراني على الاحتلال الإسرائيلي حدثاً تاريخياً يستحق التقدير والاحترام، حيث جاء في وقت حساس للغاية في تاريخ الصراع الفلسطيني الصهيوني. هذا الرد لا يعكس فقط قوة المقاومة، بل يفتح نقاشاً أوسع حول دور الدول والشعوب في الدفاع عن حقوق الفلسطينيين. هنا يتضح من الأحداث الأخيرة أن الاحتلال الإسرائيلي الذي اعتقد أنه يستطيع التفرد بالمنطقة واجه تحديات غير متوقعة من قوى متعددة. لقد أصبح من الواضح أن هناك تحالفات جديدة تتشكل لتضع المقاومة الفلسطينية في قلب الصراع مع الاحتلال.
من جهة أخرى، لا يمكن فهم تطورات الصراع الفلسطيني بدون النظر في السياق الإقليمي الذي يحيط به، لذا تُعد الدول المجاورة لفلسطين، وخاصة إيران واليمن ولبنان، محورية في هذا الصراع حيث يتم تبادل الدعم والتنسيق لمواجهة الاحتلال الغاصب. فلقد شهدت المنطقة تغيرات جذرية خلال السنوات الأخيرة، والتي أضحت تأثيراتها واضحة على مجرى الأحداث. بيد أن هذه الديناميكية تعكس تحولًا في ميزان القوى الإقليمي حيث يسعى الجميع إلى الدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني.
وعلى الصعيد ذاته، يُعد الرد الإيراني على الاحتلال الإسرائيلي بمثابة رسالة قوية بمكانة الجمهورية الإيرانية كداعم رئيسي للمقاومة الفلسطينية. هذا التنسيق العسكري والمساند يُعزز من موقف المقاومة داخلياً وخارجياً مما يضع الاحتلال تحت ضغط غير مسبوق. كما أن هذه العملية تهدف إلى إعادة ترتيب أولويات القوى الإقليمية وتحفيزها على تبني موقف أكثر صرامة ضد الاحتلال. ويعد التحليل العسكري لهذا الرد من الأمور المهمة لفهم تأثيره على مستقبل الصراع.
لذا تُشارك الحركات المقاومة في اليمن ولبنان والعراق بشكل نشط في دعم القضية الفلسطينية. ثم إن التحالف بين هذه القوى يعكس وحدة مصير الأمة وإرادتها في مواجهة الاحتلال. ولقد برزت هذه الحركات كقوى مؤثرة في تغيير المعادلات العسكرية على الأرض مما يزيد من حدة التوتر بين الاحتلال وفصائل المقاومة. وإن التنسيق الدائم بين هذه الفصائل ضروري لتحقيق أهداف تحرير فلسطين بالكامل.
كما أن الضربات الأخيرة أحدثت تأثيراً كبيراً على تل أبيب وجبهة الاحتلال، فبات من الواضح أن العواقب أكثر من مجرد رد فعل عسكري، وإحداث حالة هلع وخوف الذي يشهده الإسرائيليون سببت بحد ذاتها حالة من عدم الاستقرار والرعب المستمر مما يؤثر على الروح المعنوية لدى جنودهم ومدنييهم. وتكثيف الضغوطات أدى إلى تفكير الاحتلال في استراتيجيات جديدة لمواجهة هذه التحديات. وإن استمرار الضغوطات العسكرية سيؤدي حتماً إلى تعزيز وحدتهم، لكن دون جدوى، وسيكون الانهيار مصيرهم وفقدانهم للمقاومة، ولن يصمدوا أمام جبروت العقيدة الجبارة التي يمتلكها حزب الله والمقاومون، والنصر سيكون حليف المؤمنين.
لذلك تُمثل الضربات الصاروخية دلالات لليوم الاستثنائي، علامة فارقة في تاريخ الصراع الفلسطيني حيث تقاطعت فيه نيران مقاومي الأمة في سماء فلسطين. وإن هذه اللحظة تُعزز من الرواية الوطنية الفلسطينية بينما تلقي الضوء على أهمية الوحدة بين مختلف القوى المقاومة. وإن الفهم العميق لهذه الدلالات يشكل أساساً لاستراتيجيات مستقبلية تهدف إلى إنهاء الاحتلال بإذن الله. علماً أنها ستظل هذه اللحظة محفورة في ذاكرة الأجيال القادمة كدليل على إرادة الشعب الفلسطيني في التحرر.
ما حدث اليوم يُعد دعوة قوية لجميع أحرار الأمة بأن يجعلوا لهم سهماً في تحرير فلسطين. فيتوجب علينا جميعاً دون استثناء أن نتجاوز الحدود الجغرافية ونستجيب لنداء الإنسانية، حيث إن تحرير فلسطين هو مسؤولية مشتركة. وإن التغيرات التي نشهدها تمنحنا الأمل في تحقيق هذا الهدف، وسيتطلب الأمر التزاماً حقيقياً من جميع الأطراف لضمان سلام دائم يحقق العدالة للشعب الفلسطيني.

تيمور الشرهاني

مقالات مشابهة

  • نبارك الرد الإيراني الذي طال بضربة قاصِمة على رؤوس الاحتلال المُجرم
  • “أنها اكذوبة ، والعنجهية تتلاشى “
  • الدويري: هذه مميزات صاروخ “فتاح 1” الإيراني الذي ضرب إسرائيل
  • الدويري: هذه مميزات صاروخ فتاح 1 الإيراني الذي ضرب إسرائيل
  • القيادة تهنى رئيس جمهورية الصين الشعبية بذكرى اليوم الوطني لبلاده
  • القيادة تهنئ رئيس جمهورية الصين الشعبية بذكرى اليوم الوطني لبلاده
  • بنكيران: استشهاد نصر الله لن يزيد المقاومة وحاضنتها الشعبية إلا صمودا
  • الشعبية تنعى القيادي فتح شريف
  • حزب المصريين: حماية الأمن القومي وصون السيادة الوطنية هما أساس الاستقرار
  • مصر تكافح أسوأ أشكال عمل الأطفال بحلول 2025.. برامج مبادرات حماية الطفل في أولويات الخطة الوطنية