كشف تقرير لصحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية الأسباب التي تقف خلف "فشل" أجهزة الأمن الروسية في التصدي للهجوم الدامي على قاعة للحفلات الموسيقية في موسكو الأسبوع الماضي وراح ضحيته نحو 143 شخصا وتبناه تنظيم داعش.

من بين العوامل التي أوردها التقرير هو عدم ثقة الروس بالمعلومات التي تقدمها وكالات الاستخبارات الأجنبية وكذلك تركيزهم على أوكرانيا بالإضافة لعمليات القمع السياسي التي يقوم بها الكرملين ضد المعارضين وتؤدي لتشتيت الجهود في الداخل.

في السابع من مارس نشرت السفارة الأميركية في موسكو تحذيرا أمنيا لرعاياها يطلب منهم تجنب أي تجمعات كبرى في موسكو.

ووفقا للصحيفة فقد سلمت وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية "سي آي أيه" تحذيرا خاصا للمسؤولين الروس، قبل يوم واحد من تحذير السفارة الأميركية، يتضمن تفصيلا إضافيا واحدا على الأقل يتعلق باحتمال انخراط فرع من تنظيم الدولة الإسلامية يُعرف باسم داعش-خراسان في المخطط.

وأضافت الصحيفة أن وكالة الاستخبارات الأميركية كانت تتعقب المجموعة عن كثب وتعتقد أن التهديد ذو مصداقية، ولكن في غضون أيام، بدأ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يستخف بالتحذيرات، ووصفها بأنها "ابتزاز صريح" ومحاولات "لترهيب وزعزعة استقرار" المجتمع الروسي.

بعد ثلاثة أيام من حديث بوتين، اقتحم مسلحون قاعة مدينة كروكوس خارج موسكو ليلة الجمعة الماضية وقتلوا ما لا يقل عن 143 شخصا في أعنف هجوم في روسيا منذ ما يقرب من عقدين. 

وسرعان ما أعلن تنظيم داعش مسؤوليته عن المجزرة ببيانات وصور وفيديو دعائي.

تشير الصحيفة إلى أن المؤسسة الأمنية الروسية اعترفت أيضا بالتهديد الداخلي الذي يشكله فرع تنظيم داعش-خراسان، قبل أيام من الهجوم.

وفقا لمعلومات حصل عليها مركز "دوسير" وهي منظمة بحثية مقرها لندن، واستعرضتها صحيفة "نيويورك تايمز" فقد حذرت تقارير مخابرات روسية داخلية جرى تداولها على أعلى المستويات في الحكومة من زيادة احتمال وقوع هجوم في روسيا من قبل متطرفين طاجيكستانيين ينتمون لداعش-خراسان.

يؤكد مسؤولون أميركيون وأوروبيون، فضلا عن خبراء في مجال الأمن ومكافحة الإرهاب، أنه حتى في أفضل الظروف، ومع وجود معلومات محددة للغاية وأجهزة أمنية جيدة التجهيز، فإن تعطيل المؤامرات الإرهابية الدولية السرية أمر صعب.

لكنهم مع ذلك يقولون إن الفشل الروسي نتج على الأرجح عن مجموعة من العوامل، أهمها المستويات العميقة من عدم الثقة، سواء داخل المؤسسة الأمنية الروسية أو في علاقاتها مع وكالات الاستخبارات العالمية الأخرى.

وأشاروا أيضا إلى أن الطريقة التي "اختطف" بها بوتين أجهزة الأمن الداخلية وسخرها لشن حملة قمع سياسية ضد معارضيه، فضلا عن تركيزه على شن هجمات ضد أوكرانيا والغرب، كانت جميعها عوامل إلهاء ربما لم تساعد في صد الهجوم.

وقالت الصحيفة إن هذا الوصف للفشل الروسي في منع الهجوم على الحفل يستند إلى مقابلات مع مسؤولين أمنيين أميركيين وأوروبيين، وخبراء أمنيين ومحللين متخصصين في القدرات الاستخباراتية الدولية. 

وأضافت أن الكثير منهم تحدثوا بشرط عدم الكشف عن هويتهم أثناء مناقشة معلومات تنطوي على تفاصيل استخباراتية حساسة.

وأعلنت السلطات الروسية اعتقال أربعة رجال يشتبه في تنفيذهم الهجوم، فضلا عن توقيف عدّة أشخاص على خلفية مساعدتهم.

ويتحدر الموقوفون الأربعة من طاجيكستان، الجمهورية السوفياتية السابقة في آسيا الوسطى.

ويعد هجوم موسكو الأخير أكثر الهجمات حصدا للأرواح في روسيا منذ حوالى عشرين عاما والأعنف لتنظيم الدولة الإسلامية في أوروبا.

وبالرغم من مجاهرة التنظيم بمسؤوليته عن الهجوم، تصر السلطات الروسية على ربط الاعتداء بأوكرانيا التي تتواجه معها عسكريا منذ سنتين.

والثلاثاء، اتهم مدير جهاز الأمن الروسي (إف أس بي) ألكسندر بورتنيكوف الاستخبارات الأوكرانية والغربية بـ "تسهيل" الهجوم.  وتنفي أوكرانيا أي علاقة لها بالاعتداء.

المصدر: الحرة

إقرأ أيضاً:

روسيا تدين بشدة الهجوم الإرهابي الذي استهدف القيادة الشرعية في تشاد

أدانت روسيا، اليوم الخميس، بشدة الهجوم الإرهابي الذي استهدف السلطات الشرعية في تشاد.

وذكرت وزارة الخارجية الروسية في بيان أوردته وكالة «سبوتنيك» الروسية، أن موسكو تدين بشدة الهجوم الإرهابي الموجه ضد القيادة الشرعية لجمهورية تشاد.

وكانت الحكومة التشادية، أعلنت صباح اليوم، أن اشتباكات اندلعت بين قوات الأمن ومجموعة مسلحة، شنت هجومًا على القصر الرئاسي، أسفرت عن مقتل 19 شخصًا، بينهم 18 من المهاجمين.

وأوضحت مصادر أمنية تشادية أن القوات الأمنية تصدت للمناوشات التي جرت في محيط القصر الرئاسي، كما فرضت سيطرتها بشكل كامل في محيط القصر دون وجود أي اضطرابات في الوقت الراهن.

وأواخر ديسمبر الماضي، اصطف الناخبون للإدلاء بأصواتهم في الانتخابات البرلمانية والإقليمية في تشاد، وهي الانتخابات التي من المقرر أن تنهي فترة انتقالية استمرت 3 سنوات من الحكم العسكري.

ومن المرتقب الإعلان عن النتائج منتصف يناير الجاري، حيث سجل ما لا يقل عن 8 ملايين ناخب لانتخاب 188 نائبًا للجمعية الوطنية الجديدة، وجاءت الانتخابات في وقت حرج بالنسبة لتشاد التي تواجه العديد من التحديات الأمنية بما في ذلك الهجمات التي يشنها عناصر جماعة «بوكو حرام» في منطقة بحيرة تشاد، وخروج القوات الفرنسية بعد إعلان تشاد إنهاء الاتفاقيات الأمنية مع باريس.

اقرأ أيضاًاتصال هاتفى بين وزير الخارجية والهجرة مع نظيره التشادي

مصر تدين استهداف القصر الرئاسي في تشاد

سماع أصوات إطلاق رصاص.. القوات التشادية تتصدى لهجوم على القصر الرئاسي

مقالات مشابهة

  • غازبروم نفت الروسية: مستعدون للعقوبات الأميركية الجديدة
  • كيف اشتعلت النيران؟.. أسباب طبيعية وبشرية وراء حرائق كاليفورنيا
  • ستكلف موسكو مليارات..بايدن: العقوبات الجديدة على روسيا سترفع أسعار الغاز
  • السفارة الإيرانية في موسكو: بزشكيان يزور روسيا في الـ 17 من الشهر الحالي
  • من يقف وراء الهجوم على القصر الرئاسي في تشاد؟
  • قراصنة أوكرانيون يدمرون مزود خدمة الإنترنت الروسي
  • روسيا تدين بشدة الهجوم الإرهابي الذي استهدف القيادة الشرعية في تشاد
  • "الحملات الإعلامية المناهضة وسبل التصدي لها" ندوة بـ"إعلام مطروح"
  • حروب الغرف المظلمة.. ما شكل الصراع الاستخباراتي بين روسيا وأوكرانيا؟
  • مقتل 3 جنود و19 إرهابيًا خلال اشتباكات شمال غرب باكستان