الثورة نت../

من عاصمة العدوان الأمريكي أعلن مجرمو الحرب عدوانهم الإجرامي على الشعب اليمني في الـ26 من مارس 2015م، تحت عناوين وذرائع لا أساس لها من الصحة، ولا تمت إلى الواقع بصلة، بل كان هدفهم الأساسي إخضاع اليمن وشعبه وثرواته للهيمنة والنفوذ الأمريكي السعودي الإماراتي.

يُحيي اليمنيون الذكرى السنوية للعدوان الأمريكي السعودي الإماراتي على اليمن، على نطاق واسع ليس من أجل الاحتفاء وإنما للوقوف على فداحة الجرم والألم والمصاب وحجم الخراب والتدمير والافقار والمعاناة التي لحقت بالشعب اليمني جراء تلك الحرب الأكثر عدوانية ودموية وظلما على مر العصور.

يتذكر الجميع في هذه الذكرى الأليمة المسلسل الدموي لآل سعود وآل نهيان وأسيادهم الأمريكيين والصهاينة بحق مئات الآلاف من الأطفال والنساء والشيوخ في اليمن، الذين قتلتهم دول العدوان بدم بارد، ودمرت كل ما يمتلكه هذا الشعب من منشآت حيوية ومقدرات وبنى تحتية من ضمنها المجمعات الحكومية والمصانع وشبكات الطرق والجسور والكهرباء والماء والاتصالات ومخازن الحبوب والوقود والمطارات والموانئ وغيرها وهي جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية لا يمكن أن تسقط بالتقادم.

كما يتذكر كل الأحرار في هذه الذكرى تبعات الحصار الإجرامي الذي فرضته ولا تزال تلك الدول على 30 مليون مواطن في اليمن، دون أن يرف جفن لدعاة حقوق الإنسان والديمقراطية ممن لايزالون يدعمون قوى العدوان والإجرام العالمي بالسلاح والعتاد والذخيرة والمعلومات الاستخباراتية لقتل الشعبين اليمني والفلسطيني ويسعون جاهدين لإفلاتهم من العقاب كما كان دأبهم مع دول العدوان منذ العام 2015م.

لكن وعلى الرغم من كل الخسائر والأضرار التي لحقت باليمن جراء تسعة أعوام من القصف والتدمير الممنهج والحصار إلا أنها كشفت الكثير من الحقائق المهمة لكل شعوب العالم، من أبرزها حقيقة أن اليمن لا يمكن احتلاله أو إركاعه، ومدى هشاشة دول العدوان وفي مقدمتها السعودية التي ظنت بأنها ومن خلال صفقات الأسلحة التي تشتريها بمليارات الدولارات سوف تهزم الشعب اليمني، وأن حربها على اليمن ستكون نزهة قصيرة ولن تستغرق سوى أسبوعين، لكن النتيجة كانت صادمة ومحرجة لتلك الأنظمة التي أدركت متأخرة بأن هذه الحرب ستكون سببا في زوالها.

وبعد تسع سنوات من العدوان وفشله في تحقيق أي من أهدافه المزعومة، ها هو اليمن أقوى مما سبق، وقدراته العسكرية اليوم تواجه أعتى القدرات العسكرية العالمية المتطورة المتمثلة في أمريكا وبريطانيا وإسرائيل التي عجزت جميعها عن منعه من مساندة الشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة في مواجهة العدوان الصهيوني الأمريكي المستمر منذ ستة أشهر.

ساهم العدوان والحصار الأمريكي السعودي الإماراتي في اكتساب القوات اليمنية العديد من الخبرات العسكرية والتسليح الذاتي والتحول من الوضعية الدفاعية إلى الهجومية، والوصول التدريجي إلى جميع المواقع الحيوية في دول العدوان والتي تمثل أهمية استراتيجية لاقتصاديات أمريكا ودول أوروبا ودول الخليج التي انخرطت في العدوان الآثم على اليمن.

أثبت الشعب اليمني بالفعل أنه شديد المراس وقوي الإرادة والتضحية، ويستمد قوته وشموخه من إيمانه وارتباطه الوثيق بالله وانتمائه وحبه للأرض التي يعيش عليها، مؤكدا بذلك أن هذا البلد كان وسيظل مقبرة لكل الغزاة والمحتلين على مر التاريخ.

أصبح الجميع يدركون اليوم أن تلك الحرب العدوانية التي شنها الأشقاء الاشقياء ضد يمن الإيمان والحكمة قد فشلت، وأن تلك الأنظمة التي شكلت التحالف الشيطاني قد هُزمت شر هزيمة، وأن كافة أهدافهم في اركاع وإخضاع اليمن وشعبه لهيمنتها ونفوذها قد ذهبت أدراج الرياح، وأن على قوى العدوان الإقرار بهزيمتها والانسحاب من اليمن ورفع الحصار عنه، ودفع التعويضات عن إجرامهم بحق اليمن وشعبه.

لم يقتصر فشل تحالف العدوان على الجانب العسكري فقط بل تعدى ذلك بكثير ليشمل الجوانب الأمنية والاقتصادية والسياسية والاجتماعية، والذي تؤكده حالة الانفلات الأمني والانهيار الاقتصادي والانقسام والفوضى والصراعات التي تشهدها المحافظات المحتلة، وهي الحالة التي كان العدوان يسعى لتعميمها على كافة المناطق اليمنية.

في المقابل تتمتع المحافظات والمديريات الواقعة تحت سلطة المجلس السياسي الأعلى باستقرار أمني واقتصادي واجتماعي، ووعي إيماني غير مسبوق في تاريخ اليمن المعاصر بعد أن ظلت التفجيرات والاختلالات الأمنية والأزمات تعصف باستقراره ومعيشته طيلة العقود الماضية.

وعلى الرغم من سيطرة التحالف ومرتزقته على ثروات وموارد اليمن السيادية كالنفط والغاز والموانئ والمنافذ البرية والمطارات، إلى جانب ما قاموا به من حرب اقتصادية ضد صنعاء ابتداء بنقل عمليات البنك المركزي إلى عدن وطباعة العملة بكميات كبيرة، وقطع مرتبات موظفي الدولة، إلا أن كل ذلك فشل في منع صنعاء من تحقيق الاستقرار الاقتصادي وتثبيت سعر صرف العملة المحلية، خلافا لما يحدث في المحافظات المحتلة من انهيار اقتصادي مريع، وعجز عن إيقاف تهاوي سعر صرف العملة والتي تجاوزت 1630 للدولار الواحد.

أما على الصعيد العسكري فأصبح التحالف ومرتزقته بعد تسع سنوات من عدوانهم على اليمن أكثر ضعفا وتخبطا وشتاتا بعد تلقي عواصم دول العدوان لضربات مؤلمة من قوات صنعاء، إلى غير ذلك من العوامل التي قادتها إلى هذا الوضع وفي مقدمتها تضارب المصالح فيما بين تلك الدول التي ظنت أن اليمن سيكون لقمة سائغة وفريسة سهلة وأنها ستتمكن من احتلاله وتحقيق اطماعها التاريخية في السيطرة على ثرواته وموقعه الاستراتيجي.

على النقيض من ذلك بدت صنعاء اليوم أكثر قوة وتماسكا على كافة المستويات، وأصبحت قواتها المسلحة أكثر تطورا، وتخوض حربا مفتوحة ومتطورة تواجه فيها الولايات المتحدة وبريطانيا بشكل مباشر نصرة للشعب الفلسطيني الشقيق الذي يتعرض لحرب إبادة جماعية وحصار وتجويع من قبل الكيان الصهيوني وأمريكا، في ظل صمت وخذلان عربي وإسلامي مخجل.

المصدر: الثورة نت

كلمات دلالية: الشعب الیمنی دول العدوان على الیمن

إقرأ أيضاً:

28 يناير خلال 9 أعوام.. 42 شهيداً وجريحاً وتدمير للمنازل والمنشآت الخدمية والبنى التحتية في جرائم حرب لغارات العدوان على اليمن

يمانيون../
تعمد العدوانُ السعوديّ الأمريكي، في اليوم الثامن والعشرين من يناير خلالَ الأعوام: 2016م، و2017م، و2018م و2029م، ارتكابَ جرائم الحرب، والإبادة الجماعية، بغاراتِه الوحشية.

على منازل وممتلكات المواطنين والمستشفيات والأحياء السكنية والأسواق، والجامعات، والجسور، والمباني التاريخية والأثرية، في صعدة، وعمران، وصنعاء، وحجة.

ما أسفر عن 25 شهيداً، جلهم أطفال ونساء، 17 جريحاً، وترويع النساء والأطفال، وتشريد عشرات الأسر من منازلها، وحرمان طلاب العلم، وخسائر في الأموال والممتلكات الخاصة والعامة، ومضاعفة المعاناة، وتفاقم الأوضاع المعيشية، وانتهاك القوانين والمواثيق الدولية الإنسانية، ومشاهد صادمة.

وفيما يلي أبرز التفاصيل:

28 يناير 2016..32 شهيداً وجريحاً في جرائم حرب لغارات العدوان على صعدة:

في اليوم الثامن والعشرين من يناير عام 2016م، سجل العدوان السعودي الأمريكي، 3 جرائم حرب ومجزرتين وحشيتين، إلى سجل جرائمه بحق الشعب اليمني، مستهدفاً بغاراته منازل المواطنين وسوق الجعملة، في مديريتي حيدان ومجز، أسفرت عن 20 شهيداً، و12 جريحاً، ودمار واسع في الممتلكات، وحرمان عشرات الأسر من مآويها، وموجة نزوح ورعب.

حيدان: 23 شهيداً وجريحاً في مجزرة أسرة عوشان

ففي مديرية حيدان، استهدفت غارات العدوان منزل المواطن محمد حسن عوشان بمنطقة ذويب، أسفرت عن جريمة إبادة جماعية، بحق 18 شهيداً بينهم أطفال ونساء، و5 جرحى، من أسرة واحدة، وتدمير المنزل والمنازل والممتلكات المجاورة، وحالة من الخوف والرعب، وموجة من النزوح، والتشرد والحرمان.

مشاهد الدماء والأشلاء والجثث، وصراخ الجرحى، وعمليات الانتشال من تحت الأنقاض، واستمرار تصاعد النيران وأعمدة الدخان، والغبار، ونزوح الأهالي، وبكاء الأطفال والنساء الناجين، كلها تعكس وحشية العدوان، وتدمي القلب.

من حضر إلى مكان الجريمة يجد أرضاً مختلفة لا وجود لمنزل عليها، وما فوق أرضها دماء وأشلاء، وجثث، أحجار مبعثرة ناخت وتبعثرت من على قمة الجبل إلى هرمه وفي منحدراته، مجرد بقايا أثر لأسرة ، من أم وعيالها، وجاراتها وأطفالها، كبار وصغار، توزعت أشلائهم ودمائهم على قرية المليح الواقعة بمنطقة ذويب.

يقول أحد المسعفين: “في منتصف النهار الساعة الثانية ظهراً، كانت أسرة عوشان تتناول وجبة الغداء في منزل من طابقين، وكنا في البيت وشاهدنا الطيران وهو يقصف منزل حسن عوشان، خرجت من البيت أنا وعائلتي ووصلنا إلى هنا وجدناهم قطع لحم، ممزقة، أشلاء، أكثر من سبعة أو ثمانية، وفي جثث مفقودة، ولا يزال الحفر مستمرًّا، ورفع الأنقاض، لم نستطع تأخيرهم، وبادرنا بدفنهم، لأنه ما بقي جثث مكتملة لهم”.

ويتابع ” لم نستطع البحث عن باقي الجثث، لليوم التالي، بسبب استمرار تحليق طيران العدوان فوق رؤوسنا، وعندما نريد إنقاذهم يعود التحليق مجدداً، وهذه رجل طفل صغير، وباقي جسده لحم، وجدنا لحومهم في أسفل الوادي وفي المزارع، 3 أسر بكاملها، أين العالم؟ أين الأمم المتحدة؟ أين هي حقوق الإنسان؟”.

كانوا يتناولون وجبة الغداء الاعتيادية، وجبة تقيهم الجوع، فيما هم أصبحوا وجبة دسمة لغارات العدوان، وقياداته المتلذذة بالدم اليمني، وإبادة الأطفال والنساء.

استهداف المدنيين جريمة حرب، وإبادة جماعية، ضد الإنسانية، تدعو العالم للتحرك الفوري، لوقف العدوان على اليمن ومحاسبة مرتكبيها.

مجز: 9 شهداء وجرحى في استهداف سوق الجعملة ومنازل المدنيين

وفي مديرية مجز، لم يسلم المدنيون من بطش العدوان، حيث استهدف سوق الجعملة ومنزل أحد المواطنين في مدينة ضحيان، مما أسفر عن استشهاد شخصين وإصابة 7 آخرين، وتدمير كبير في الممتلكات والمحلات التجارية.
يقول أحد المتضررين: “لقد فقدنا كل ما نملك، دمرت الغارة متجري ومنزلي، ولا أعرف كيف سأعيش الآن”.

بدوره يقول أحد الأهالي: “في تمام الساعة العاشرة استهدفوا منزلي، وسقط ضحايا من أسرتي، عدت من عملي وما عاد لقيت أحداً، الجرحى في المستشفى، والشهداء تحت الأنقاض، والمنزل مدمر بالكامل، ومحلات ومنازل مجاورة له، في السوق، تدمرت”.

استهداف المنازل والأسواق وإبادة الأطفال والنساء، تحت أسقفها جريمة حرب وإبادة جماعية، وانتهاك صارخ للقوانين والمواثيق الدولية والإنسانية، وورقة مقدمة تضع نفسها على طاولة محكمة العدل الدولية والجنايات الدولية، والمنضمات الإنسانية والحقوقية لتقوم بمسؤولياتها الأخلاقية والقانونية.

صور الدمار والخراب، وصراخ الجرحى، وبكاء الأطفال والنساء، كلها مشاهد مؤلمة تعكس حجم الكارثة التي حلت بالمدنيين الأبرياء في صعدة، عشرات الأسر نزحت من منازلها، وحرمت من أبسط مقومات الحياة، وباتت تعيش في خوف ورعب مستمر.

تعتبر هذه الجريمة، جريمة حرب بكل المقاييس، وتكشف عن انتهاكات جسيمة للقانون الدولي الإنساني، وتستوجب مساءلة مرتكبيها، كما أنها تؤكد استمرار العدوان في استهداف المدنيين والبنية التحتية، وتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن.

28 يناير 2016.. 8 شهداء وجرحى في جريمة حرب لغارات العدوان على عمران:

في اليوم والعام ذاته، ارتكب العدوان السعودي الأمريكي جريمة حرب جديدة بحق الشعب اليمني، حيث استهدف بغاراته الهمجية المجمع الحكومي وبيت الشباب وقلعة أثرية ومنازل المواطنين في مديرية مسور بمحافظة عمران، أسفرت هذه الجرائم عن استشهاد 5 مدنيين وإصابة 3 آخرين، وتدمير واسع للممتلكات والبنية التحتية، وتشريد العشرات من الأسر، في مشهد مروع يعكس وحشية العدوان وتصعيده المستمر.

استهداف ممنهج للبنية التحتية والمعالم التاريخية

لم يكتف العدوان باستهداف المدنيين، بل استهدف بشكل مباشر البنية التحتية الخدمية والمعالم التاريخية، حيث دمر المجمع الحكومي وبيت الشباب وقلعة أثرية، مما يعكس رغبته في شل الحياة العامة وتدمير التراث الحضاري للشعب اليمني.
تداعيات إنسانية وسياسية وقانونية، تمثلت في استشهاد 5 مدنيين وجرح 3 آخرين وتشريد عشرات الأسر وفقدانهم لمآويهم وممتلكاتهم، وانتشار الرعب والخوف بين الأطفال والنساء، وتفاقم الأزمة الإنسانية في المنطقة، ما زاد من حدة الكراهية والاستياء الشعبي ضد العدوان، ومرتزقته، وتقويض جهود السلام والاستقرار، في انتهاك صارخ للقانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان، وجرائم حرب تستوجب مساءلة مرتكبيها.
كما لهذه الجرائم تأثير نفسي واجتماعي، أدت إلى اضطرابات نفسية حادة لدى الناجين، خاصة الأطفال، وصدمة نفسية عميقة لدى المجتمع المحلي، ومخاوف مستمرة من تكرار الهجمات، وتشتت الأسر وتفكك النسيج الاجتماعي، وزيادة معدلات الفقر والبطالة، وتدهور الخدمات الأساسية.

يقول أحد الأهالي: “هذه منازلنا مخربة ومدمرة بملايين، هذا بيتي دمروه كامل وهذا منزل ابن أخي، وهذه بقايا الصواريخ، وجارنا الصباحي منازله الاثنين، ما ذنب المدنيين، نساء وأطفال، شردونا من القرية”.
إن هذه الجرائم البشعة تستدعي وقفة جادة من المجتمع الدولي، والضغط على دول التحالف لوقف عدوانها على اليمن، وتوفير الحماية للمدنيين، ومحاسبة مرتكبي هذه الجرائم، كما أنها تفرض على الشعب اليمني المزيد من الصمود والمقاومة حتى تحقيق النصر وتحرير الوطن.

28 يناير 2016.. جرائم حرب جديدة بغارات العدوان تستهدف المدنيين والبنية التحتية في صنعاء:

وفي اليوم والعام ذاته، أضاف العدوان السعودي الأمريكي جريمة حرب جديدة إلى سجل جرائمه بحق الشعب اليمني، مستهدفاً بغاراته الهمجية الأحياء السكنية في مديرية معين، ومعامل كلية المجتمع بمنطقة صرف مديرية شعوب بمحافظة صنعاء، أسفرت عن دمار واسع في المستشفيات والمنازل والممتلكات الخاصة، وتشريد العشرات من الأسر، في مشهد مروع يعكس وحشية العدوان وتصعيده المستمر ضد المدنيين والبنية التحتية.

معين: استهداف الأحياء السكنية والمستشفيات

شهدت مديرية معين غارات جوية عنيفة استهدفت الأحياء السكنية، مما أسفر عن دمار كبير في مستشفى المدينة والمغربي، وتدمير العديد من المنازل والممتلكات الخاصة، تحولت الأحياء السكنية إلى أنقاض، وانتشرت الدماء وتوسعت دائرة الأضرار، في مشهد صادم مدمر.

يصف أحد الناجين من الغارات تلك اللحظات الرهيبة، قائلاً: “ندين ونستنكر هذه الأعمال الإجرامية الداعشية من قبل طيران سلمان المجرم، وعصابته، الذين يستهدفون اليمن ليل نهار، الساعة 12 وأنا في البقالة اشتغل ومعي أخي وابني، وما سمعت إلا الصاروخ ضرب في الشارع العام، وتدمر المحل بالكامل، لو سلمان رجال أنه حارب إسرائيل، بقالتي في ذمة سلمان، والعمارة والسيارات، المستشفيات كلها راحت، هذه مواد غذائية، أو سلاح يا عالم؟”.

مواطن آخر كان مريضاً في مستشفى المدينة يقول: “حصلت غارة لوما انشق المستشفى نصفين، وأصبحنا في رعب وخوف وخرج الأطفال والنساء، والممرضات، وأنا ما قدرت أخرج، أنا مشطط عمليات جلست أشهد أهلل، ما معي جهد أخرج من غرفة العمليات”.

بدوره يقول أحد الأطباء: “الغارات دمرت الأجهزة بالكامل، وضربت المكاتب، وخوفت المرضى، وزرعت الرعب في الناس بالكامل، ونقول حسبنا الله ونعم الوكيل”.

شعوب: استهداف معامل كلية المجتمع

وفي مديرية شعوب، استهدفت غارة جوية معامل كلية المجتمع، ما أسفر عن تدمير كامل للمعامل، وتعطيل العملية التعليمية، وحرم الطلاب من حقهم في التعليم.
يقول أحد أساتذة الكلية: “لقد دمرت الغارة كل ما بنيناه على مدار سنوات، فقدنا معاملنا وأجهزتنا، ولا نعرف كيف سنعيد بناءها، يا سلمان، يا من تتحدث باسم العروبة، أين هي العروبة من هذه الجرائم”.
في منتصف الليل باتت معامل كلية المجتمع وقاعات محاضراتها، هدفاً لغارات العدوان السعودي الأمريكي، كما هو حال المستشفيات والمنازل ومحلات المواطنين في مديرية معين، هنا كشوفات ودرجات الطلاب، وطاولات ومقاعد تملأ القاعات، وأجهزة ومعدات في المعامل يتدرب عليها الدارسون، ليتقنوا حرف ومهارات يدوية وعقلية، تمكنهم من خدمة المجتمع البشري، والعمل لتوفير معيشتهم، لكن غارات العدوان، كان لها رأي مختلف باستهدافها”.
إن هذه الجرائم البشعة تستدعي وقفة جادة من المجتمع الدولي، والضغط على دول التحالف لوقف عدوانها على اليمن، وتوفير الحماية للمدنيين، ومحاسبة مرتكبي هذه الجرائم، كما أنها تفرض على الشعب اليمني المزيد من الصمود والمقاومة حتى تحقيق النصر وتحرير الوطن.

28 يناير 2017.. جريحان وتدمير جسر الأمان للمرة الثانية بغارات العدوان على حجة:

وفي اليوم ذاته من العام 2017م، سجل العدوان السعودي الأمريكي، جريمة حرب إلى سجل جرائمه بحق الإنسانية في اليمن، مستهدفاً للمرة الثانية خلال يومين، جسر الأمان الحيوي الذي يربط بين محافظتي حجة والحديدة، بغاراته الوحشية المدمرة، أسفرت عن تدمير الجسر بشكل كامل وتوقف حركة المرور، مما فاقم من معاناة المدنيين في المنطقة.
يعد جسر الأمان شريان حياة لمئات الآلاف من المدنيين، حيث يوفر لهم الوصول إلى الخدمات الأساسية مثل الرعاية الصحية والغذاء والمياه، ونتيجة لهذا الهجوم، بات هؤلاء المدنيون محاصرين في مناطقهم، ويعانون من نقص حاد في الإمدادات الأساسية، مما يهدد حياتهم ويزيد من معاناتهم الإنسانية.
استهداف الجسر، أسفر عن آثار كارثية على المدنيين تتمثل في قطع خطوط الإمداد، مما يهدد بحدوث أزمة إنسانية حادة في المنطقة، وصعوبة الوصول إلى الرعاية الصحية، حيث يعاني المرضى والجرحى من صعوبة كبيرة في الوصول إلى المرافق الصحية، مما يعرض حياتهم للخطر، وتدهور أوضاعهم المعيشية، وارتفاع أسعار المواد والسلع الغذائية، وتشريد عدد من العائلات بالنزوح من منازلهم بحثاً عن مكان آمن، مما يزيد من معاناتهم.
يقول أحد السائقين: “طيران العدوان استهدف الكبري، ونحن هنا معرقلين، ما قدرنا نفك طريقاً فرعياً، وها هي السيارات والشاحنات مكدسة من أمس الليل الساعة الواحدة بعد نصف الليل، ضربونا قطعوا الرزق على أطفالنا، وجرح اثنان من المواطنين”.
استهداف الطرقات والبنى التحتية والجسور، جريمة حرابة، وقطع للطرقات وتعد على عابري السبيل، وجريمة حرب مكتملة الأركان، تستدعي تحركات أممية ودولية فاعلة، لوقف العدوان ورفع الحصار، وإعادة إعمار اليمن، وتحقيق العدالة لأسر وذوي الضحايا.

مقالات مشابهة

  • 30 يناير خلال 9 أعوام.. 30 شهيداً وجريحاً في جرائم حرب بغارات العدوان السعودي الأمريكي على اليمن
  • تصنيف أمريكا لأنصار الله.. خطوة فاشلة لفرض الهيمنة على اليمن
  • مسؤولون إيرانيون: الشعب اليمني سطّر ملحمة تاريخية في دعم الشعب الفلسطيني
  • 20 يناير خلال 9 أعوام.. قرابة 40 شهيداً وجريحاً في جرائم حرب بقصف غارات العدوان السعودي الأمريكي على اليمن
  • سياسي أنصار الله: اليمن سيظل داعماً للمقاومة وحقوق الشعب الفلسطيني
  • مسؤولون إيرانيون: الشعب اليمني سطر ملحمة تاريخية في دعم غزة وفلسطين
  • ارتفاع نسبة الأمية إلى 65%.. التعليم على حافة الانهيار في اليمن
  • تحرش بسائحة صينية باستخدام جوجل ترجمة.. سائق تاكسي يواجه هذه العقوبة
  • 28 يناير خلال 9 أعوام.. 42 شهيداً وجريحاً وتدمير للمنازل والمنشآت الخدمية والبنى التحتية في جرائم حرب لغارات العدوان على اليمن
  • هكذا يتم التحضيرُ للتصعيد الأمريكي ضد اليمن.. والاستعداد بالأدوات والمموِّل (صورة)