كشفت وكالة ناسا عن كسوف كلي للشمس، سيحدث خلال الأيام القليلة القادمة في الثامن من أبريل/نيسان هذا العام عند المناطق الغربية من العالم مثل المكسيك وأميركا وكندا، وما يجعل الحدث مميزا أنّ سكان تلك المناطق لن يشهدوا كسوفا مماثلا حتى 20 عاما أخرى.وخلال الكسوف القادم الذي تفصلنا عنه أيام معدودة، ستصطف الشمس والأرض وبينهما القمر على استقامة واحدة، فيحجب القمر أشعة الشمس عن الأرض، ويدخل جزء من الكوكب في ظلام دامس لبرهة من الزمن ريثما ينتهي مرور القمر.

فوائد الكسوف العلمية:

يستغلّ الفلكيون ظاهرة حجب أشعة الشمس الساطعة لدراسة بعض الظواهر والخصائص المتعلّقة بالشمس وغلافها الخارجي، في حين يسعى بعض الهواة ومحبو الفلك إلى مراقبة الكسوف وتخليد ذكرى حدوثه بالتقاط بعض الصور.

وبهذه المناسبة تقدمت وكالة الفضاء الأميركية “ناسا” ببعض الإرشادات المهمة التي ربّما تجعل التجربة أفضل، “السلامة أولا” يشكل النظر مباشرة إلى الشمس خطرا حقيقيا على العينين، وحتى على عدسات الكاميرا ما لم تُرفق بعدسات شمسية خاصة. لذا من المهم ارتداء نظارات خاصة يُطلق عليها نظارات الكسوف، وأيضا إرفاق الكاميرا بمرشحات (فلاتر) شمسية لحماية العدسة من العطب.وبعد أن يَحجب القمر الشمس تماما، ينبغي نزع المرشحات من الكاميرا لالتقاط الهالة الشمسية (الكورونا) -وهي الطبقة الخارجية في الغلاف الجوّي للشمس- في مشهد غير مألوف البتة.

جميع معدات التصوير تفي بالغرض تعتمد جودة الصورة على المصوّر أكثر من آلة التصوير نفسها، سواء أكانت آلة التصوير كاميرا دي إل سي آر متطوّرة أو هاتفا مزوّدا بعدسة تكبير، وإذا لم تتوفّر عدسات التكبير، فمن الممكن التركيز على المشاهد الطبيعية الأخرى وأثر غياب ضوء الشمس المفاجئ عنها.ويمكن أيضا استخدام بعض المعدات الأخرى المفيدة مثل الاستعانة بحامل ثلاثي القوام لتثبيت الكاميرا وتجنّب التقاط صور غير واضحة عندما تكون الإضاءة منخفضة.

ومن الممكن أيضا استخدام مؤقت تأخير إطلاق الغالق (Shutter)، وهو ما يتيح فرصة التقاط الصور دون حدوث اهتزاز للكاميرا.اختلس النظر في جميع الجهات صحيح أنّ الشمس هي العنصر الأساسي في الكسوف.

لكن ما يطرأ على الكوكب من أثر الكسوف لا يقلّ روعة عما في السماء.فانعدام الضوء في وضح النهار واشتدادالعتمةسيصنع أجواء فريدة ومميزة، لترتسم الدهشة على محيا الحضور، وحتى النباتات والزهور ستكون في حالة ذهول لعدم اعتيادها الأجواء.

ويحث مصوّر ناسا بيل إنغالس على التركيز على التجربة كلها ومراقبة الحدث من عدّة زوايا فيقول: إنّ الصور الحقيقيةستكون للأشخاص من حولك وهم يشيرون ويحدقون في الكسوف ويشاهدونه، وهو ما يعكس المشاعرالمميزة في تلك اللحظات.التدرب والممارسة من المهم أن التحضير الجيد قبل الحدث، ويشمل ذلك معرفة قدرات الكاميرا وضبط إعداداتها، لا سيما بما يتعلّق بإعدادات التعريض (Exposure) المسؤولة عن ضبط الإضاءة وتصفية الضوء. ومن المهم التعامل مع الكاميرا بشكل يدوي للتدخل السريع إذا لزم الأمر.

فبالنسبة لكاميرات “دي إس إل آر”، يُنصح استخدام فتحة ثابتة من إف/8 إلى إف/16، مع تجربة سرعات الغالق بين 1000/1 إلى 4/1 ثانية للوصول إلى الإعدادات الأمثل، والتي يمكن استخدامها بعد ذلك لالتقاط الصور أثناء المراحل المختلفة من الكسوف.وخلال الكسوف الكلّي سيظهر الغلاف الجوّي للشمس بسطوع كبير، لذا من الأفضل استخدام فتحة ثابتة ونطاق تعريض يتراوح من 1000/1 تقريبا إلى ثانية واحدة.

شاركنا تدعو ناسا إلى مشاركة التجربة الخاصة مع الأصدقاء والعائلة، ومشاركة المحتوى كذلك على منصات التواصل الاجتماعي لكي تصل إلى أكبر قدر ممكن.وأخيرا، أثناء مراقبة الكسوف والانهماك بتصويره، ينبغي أن لا ننسى مشاهدته بأعيننا للحظات ورؤيته بعيدا عن أي أجهزة ومعدات، وذلك فقط حينما يكون كسوفا كلّيا، أما قبل وبعد الكسوف الكلّي، فينبغي الالتزام بلبس النظارات المخصصة.

ما هو الكسوف الكلي للشمس، وماذا يقول العلم حول هذه الظاهرة؟:

يحدث الكسوف الكلي للشمس عندما تُحجب الشمس بالكامل عن طريق القمر. ورغم أن الشمس أكبر من القمر بمقدار 400 مرة، لكنها أيضا تبعد عن الأرض 400 مرة أكثر، وهذه هي النسب المثالية للقمر لحجب الشمس تماما، شريطة أن تكون المحاذاة على سطح الأرض صحيحة تماما.وإذا كان الكسوف “كليا”، أي أن الشمس مغطاة تماما عند مشاهدتها من أي نقطة على الأرض، يُشار إليه باسم “كسوف كلي للشمس”، على الرغم من أنه من أماكن أخرى، قد يكون جزئيا فقط.

لا يعد الكسوف الكلي للشمس نادرا، ويحدث تقريبا مرة واحدة كل 18 شهرا. ومع ذلك، فمن الشائع أن يكون الكسوف الكلي مرئيا من سطح الأرض.وفي الآونة الأخيرة، حسب الباحث البلجيكي جين ميوس، يبدو أن متوسط ​​تواتر الكسوف الشمسي الكلي لأي نقطة معينة على سطح الأرض هو مرة واحدة كل 375 عاما.

الكسوف الكلي للشمس هو الأول من نوعه فوق أي جزء من الولايات المتحدة منذ عام 1979- وهو الأول على مستوى القارة بأكملها منذ عام 1918- ولكنه يكون سريعا بحيث لا يمكن ملاحقته في طائرة أسرع من الصوت.

ودخل لأول مرة الولايات المتحدة على الساحل الغربي فوق ولاية أوريغون في 21 أغسطس 2017، من الساعة 10 صباحا بالتوقيت المحلي.ثم انطلق الكسوف في طريق طوله 67 ميلا جنوب شرق البلاد بسرعة مذهلة تبلغ 1700 ميل في الساعة.وخلال ساعة ونصف الساعة تقريبا، غادر الولايات المتحدة على الساحل الشرقي بالقرب من تشارلستون، ساوث كارولينا، حيث لم يكن مرئيا من الأرض مرة أخرى.بعد ذلك بعامين، أدى كسوف شمسي آخر فوق نصف الكرة الجنوبي إلى حلول الظلام في السماء فوق جنوب المحيط الهادئ وأجزاء من أمريكا الجنوبية.وكان شرق نيوزيلندا أقرب الأماكن لرؤية الكسوف على المحيط .

مرتبط

المصدر: الميدان اليمني

كلمات دلالية: أضرار كسوف الشمس الكسوف الجزئي الكسوف الكلي كسوف الشمس كسوف الشمس 2024 كسوف الشمس اليوم كسوف الشمس وخسوف القمر موعد كسوف الشمس وكالة ناسا الکسوف الکلی للشمس ی للشمس

إقرأ أيضاً:

"أسيران في الفضاء" لا يوجد سبيل لإعادتهما إلى الأرض بعد تعطل "ستارلاينر"

لم تنطلق مركبة "ستارلاينر" الاختبارية التابعة لشركة بوينغ إلى الفضاء حتى تعطلت عند وصولها إلى محطة الفضاء الدولية، ويبدو أنها تعطلت نهائيا.

اثنان من رواد الفضاء الشجعان، وهما سونيتا ويليامز وباري ويلمور، تحولا إلى سجينين في محطة الفضاء الدولية، بعد أن وصلا إلى محطة الفضاء على متن المركبة الفضائية "ستارلاينر" التابعة لشركة "بوينغ" والتي تأجل إطلاقها عدة مرات، قبل أن تطلق في 5 يونيو الجاري، ولكن في الطريق بدأت المركبة في التحطم. وكان من الضروري بذل جهود جبارة من أجل أن تلتحم بسلام في نهاية المطاف مع محطة الفضاء في مدار الأرض.

وفقا لبرنامجها كان من المفترض أن يبقى الطاقم في محطة الفضاء الدولية لمدة أسبوع تقريبا، ثم يعود إلى الأرض على متن نفس المركبة، لكن ليس لديهما الآن ما يعودان به، بينما تبحث شركة "بوينغ" عن سبب التحطم.

إقرأ المزيد تأجيل عودة مركبة ستارلاينر إلى أجل غير مسمى

وتفكر وكالة "ناسا "في إحضار كبسولة تابعة لإيلون ماسك لإجلاء الطاقم من المحطة. وقد يطلب الأمريكيون المساعدة من روسيا.

كان من المخطط أن تتبع الرحلة الفضائية المأهولة رحلة أخرى غير مأهولة، لكن الجميع فهموا أن هذا جنون، ومع ذلك، تمكنت وكالة "ناسا" وشركة "بوينغ" من جمع الملايين اللازمة من الدولارات لتحقيق الرحلة، لكن ظهرت صعوبات أخرى، حيث تم العثور على مشكلات متتالية على متن المركبة، وفي نهاية المطاف تم إطلاقها في عام 2022، وهذه المرة التحمت مع محطة الفضاء الدولية، وبدا أن الأمور تسير على ما يرام على الرغم من فشل بعض الأنظمة.

وأخيرا استعدوا لإرسال رواد الفضاء، ولكن في 6 مايو الماضي، قبل ساعتين من الإطلاق، تم إلغاء الإطلاق. وتكرر ذلك في 17 مايو، و1 يونيو، و2 يونيو، وأخيرا انطلقت المركبة في 5 يونيو.

فلماذا كانوا يؤجلون الإطلاق؟ - أولا، سمع رواد الفضاء أن صمام الأكسجين في نظام الوقود لصاروخ "أطلس" كان يهتز، وكانت هناك بالفعل قصة مع هذا الصمام. وتم تطويره بواسطة شركة ValveTech، وهي شريك قديم لشركة Boeing وNASA، لكن "ناسا" قررت توفير المال. وبعد الاطلاع على رسومات الصمامات، استغنت ناسا عن خدمات شركة ValveTech، وطُلب من جهة أخرى مجهولة إنتاج الصمامات. ووجهت شركة ValveTech رسالة إلى وكالة "ناسا" مفادها أن التحليق اعتمادا على قطع غيار "رمادية" أمر خطير، وفي الوقت نفسه رفعت دعوى قضائية بشأن سرقة الملكية الفكرية وخسرتها. وعندما نقرأ أن "ستارلاينر" فقدت اتجاهها يعني ذلك أن السبب هو الصمامات "الرمادية" المشؤومة.

ولكن بعد ذلك تم اكتشاف وجود تسرب للهيليوم من المركبة نفسها. والهيليوم هو غاز ضروري للتوجيه في الفضاء وتعديل المسار. وبعد فحص مصدر التسرب اتخذ المتخصصون قرارا غريبا مفاده عدم إصلاح أي شيء وإبقاء كل شيء كما هو، وقالوا إن "الثقب صغير ولن يؤثر على التحليق"، لكن أثناء التحليق فقدت ستارلاينر السيطرة مرة أخرى. وبدأت المشاكل مع محركات نظام التحكم النفاث. وفشلت المحاولة الأولى للالتحام، ولم تستجب المركبة. وفشل ما مجموعه خمسة محركات، بينما تمكنوا من إصلاح أربعة. وهكذا، بدون محرك واحد، التحمت المركبة مع المحطة.

 كانت هناك بعض الأخطاء في الأنظمة الأخرى. وفي حقيقة الأمر هي رحلة تجريبية تهدف إلى كشف جميع أوجه القصور في ظروف الفضاء الحقيقية. ولسوء الحظ، كان هناك الكثير منها. والآن، من خلال تمديد الرحلة، يحاولون معرفة الأسباب. ويجري العمل على إيجاد حلول تسمح باستخدام المركبة في المستقبل.

والآن تقول وسائل الإعلام إن رواد الفضاء "عالقون"، لكن الخبراء يحاولون عدم إثارة هذه المشكلة. وأعلنت كل من "ناسا" و"بوينغ" رسميا أنهما جندتا رواد الفضاء لحل المشاكل العالقة، لكنهم يعترفون بشكل غير رسمي بأن الصورة أكثر خطورة إلى حد ما. ويبدو أنهم لن يخاطروا بإعادة رواد الفضاء على متن نفس المركبة التي وصلوا عليها. وإنهم يريدون إشراك كبسولة "التنين" (دراغون) الخاصة بـ إيلون ماسك، ولكن ما العمل مع ستارلاينر؟. من غير المستبعد أن تخسر "بوينغ" تلك اللعبة الباهظة الثمن، حيث يتوقع الخبراء نهاية مأساوية لهذه المركبة.

المصدر: كومسومولسكايا برافدا

مقالات مشابهة

  • العجيري العلمي: ثلاث ظواهر فلكية تزين سماء الكويت في الأسبوع الأول من يوليو الجاري
  • اختلاف سطوع المريخ في سماء الأرض لهذه الأسباب
  • يُرصد بسماء الوطن العربي.. اقتران القمر بالمريخ فجر الاثنين
  • تعزيز فيتامين د عبر تعريض الفطر للشمس
  • جمعية جدة الفلكية: اقتران القمر والمريخ يزين سماء الوطن العربي غدًا
  • طقس الفيوم.. حار رطب نهارًا والعظمى 37 درجة
  • «بوابة الإمارات».. طريق العالم للقطب الجنوبي القمري
  • استشارية أمراض جلدية توضح لـ«السفيرة عزيزة» أسباب اختلاف درجات ضربة الشمس
  • بحجم الهرم الأكبر.. الأرض تستعد لعبور كويكب ضخم بالقرب منها بعد ساعات
  • "أسيران في الفضاء" لا يوجد سبيل لإعادتهما إلى الأرض بعد تعطل "ستارلاينر"