كيف أنهكت التداعيات الاقتصادية للحرب فلسطينيي 48؟
تاريخ النشر: 29th, March 2024 GMT
ألقت الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة بظلال قاتمة على فلسطينيي 48 مع ارتفاع تكاليف المعيشة وتفشي الفقر وتصاعد معدلات البطالة وتفاقم المحنة الاقتصادية خاصة في شهر رمضان.
وفلسطينيو 48 هم الفلسطينيون الذين لم يغادروا أراضيهم إبان الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية عام 1948.
ووفقا للبيانات الرسمية، تبلغ نسبة البطالة بين اليهود في إسرائيل حوالي 9%، بينما تتجاوز 15% بين العرب الذين تفاقمت مآسيهم بسبب تضاؤل النشاط التجاري وإغلاق الشركات المملوكة للعرب بسبب مقاطعة المستهلكين اليهود إبان هجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول.
وأكد الخبير المالي والاقتصادي نبيل أرملي للجزيرة، على التأثير العميق للحرب على الأسواق المحلية للمجتمعات الفلسطينية إبان الحرب. وقال أرملي إن تصاعد البطالة بنسبة 15% في المجتمع العربي يسلط الضوء على التحديات الكبيرة التي تواجهها الأسر الفلسطينية التي تعتمد على دخل متواضع مقارنة بنظيراتها اليهودية.
ومع توقف قطاع البناء الحيوي اقتصاديا، فقد آلاف العمال من فلسطينيي الداخل وظائفهم على نطاق واسع. ولم يؤد هذا الجمود إلى تعريض سبل عيش الأسر الفلسطينية للخطر فحسب، بل أدى أيضا إلى تفاقم الضغوط الاقتصادية على المقاولين والشركات.
وفي ضوء هذه الفوارق، تطرح أسئلة حول عدم المساواة في المعاملة بين العرب والفلسطينيين داخل إسرائيل. ويعزو أرملي ذلك إلى التهميش التاريخي والتمييز المنهجي، مما يؤدي إلى إدامة الفوارق الاجتماعية والاقتصادية.
كما يشير إلى أن "تخصيص الموارد بشكل كبير للمدن والبلدات اليهودية، يترك مناطق 48 تعاني من نقص في التمويل وتخلف في التقدم مثل نظيراتها اليهودية".
وتمتد التداعيات إلى ما هو أبعد من البطالة، حيث أصبح انعدام الأمن الغذائي مصدر قلق كبير بالنسبة للعائلات العربية في إسرائيل، حيث بلغ معدل انعدام الأمن الغذائي في إسرائيل حوالي 31%، ولكن النسبة بين فلسطينيي الـ48 تقترب من 63%.
وقد أجبر هذا التفاوت -إلى جانب تضخم نفقات رمضان التي تتراوح في المتوسط بين 1200 دولار و1600 دولار شهريا- الأسر على تقنين الاستهلاك أو اللجوء إلى الائتمان لتأجيل الدفع أملا في نهاية الحرب خلال تلك المدة، مما يؤدى إلى تفاقم الضغوط المالية.
واستجابة لهذه التحديات، تقوم الأسر الفلسطينية بعملية توازن دقيقة، وتسعى جاهدة لتلبية الاحتياجات الأساسية وسط مشهد اقتصادي مضطرب. ويؤكد أرملي ضرورة معالجة هذه الفوارق، مشددا على الحاجة إلى سياسات عادلة لرفع مستوى المجتمعات المهمشة وتخفيف الأعباء الاقتصادية التي تفاقمت بسبب الحرب.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: رمضان 1445 هـ حريات
إقرأ أيضاً:
منجي بدر: الحرب الاقتصادية بين أمريكا والصين ستؤثر على جميع دول العالم| فيديو
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
قال منجي بدر، الوزير المفوض والمفكر الاقتصادي، إن الحرب الاقتصادية والتجارية بين أمريكا والصين ستؤثر على جميع دول العالم، وذلك لما سيحدث من فرض عقوبات وضرائب على السلع والمنتجات، وبدورها ستؤثر على المواطن.
تفوق الصين سيؤدي إلى زعزعة مركز الدولاروأضاف "منجي" في حواره لبرنامج "صباح البلد" على فضائية "صدى البلد" اليوم الثلاثاء، أن تفوق الصين سيؤدي إلى زعزعة مركز الدولار، والدولار يعني لأمريكا القوة التي تسيطر بها على العالم، موضحًا أن سياسة الصين منذ القدم كانت الاستكانة، حتى تفوقت على أمريكا اقتصاديًا وعسكريًا.
البحث عن عملة بديلة عن البريكس سيساهم في التأثير على الدولاروتابع، أن البريكس والتفكير في إيجاد عملة بديلة سيساهم في التأثير على الدولار وقوته، متابعا ما يفعله ترامب نظريا وعلى المدى القصير صحيح، ولكن واقعيا خطأ، فهو يعادي العالم أجمع.
وأردف، الوزير المفوض والمفكر الاقتصادي، أن مراكز الدراسات الأمريكية درست تأثير الصين اقتصاديا على الولايات المتحدة الأمريكية، بالإضافة إلى دراسة المدى الذي قد تصل إليه الصين في هذا الصراع، وأيضا دراسة احتمالية تفوق الاقتصاد الصيني، مشددًا على أن الولايات المتحدة درست الأمر، ولكن التطور الصيني وتقدمه حدث بمعدلات أسرع من توقعات الجانب الأمريكي، كما أن التفوق الاقتصادي الصيني صاحبه تفوق عسكري وتكنولوجي.