قائد الجيش الأوكراني: جنودنا يقاتلون بأسلحة قليلة أو حتى معدومة
تاريخ النشر: 29th, March 2024 GMT
كشف قائد الجيش الأوكراني أولكسندر سيرسكي أن جنوده يقاتلون على الجبهة "بأسلحة وذخائر قليلة أو حتى معدومة"، مجددا دعوته الغرب إلى تسليم العتاد الحربي إلى بلده "بوتيرة أسرع" في وجه جيش روسي كثف عملياته الجوية.
وقال سيرسكي -خلال مقابلة مع وكالة الأنباء الأوكرانية- إن "قوات الدفاع تنجز مهامَّ على طول خط الجبهة بأسلحة وذخائر قليلة أو حتى معدومة".
وأردف أن "تقدم العدو من حيث الذخائر كان يضاهي قبل بضعة أيام 6 في مقابل 1" بالنسبة إلينا، معتبرا أن الوضع بات "متأزما" في بعض المواقع.
وأكد أن روسيا "كثفت بشكل كبير أنشطة" قواتها الجوية، مستخدمة قنابل جوية مسيرة "تدمر مواقعنا".
من جهته، قال المتحدث باسم الدفاع الجوي الأوكراني إن الجيش الروسي قصف مقاطعات في أقصى غرب البلاد مستهدفا منشآت للطاقة والبنية التحتية في لفيف ومحيطها.
من جهتها، قالت شركة الطاقة الأوكرانية إن القوات الروسية قصفت محطات للطاقة الحرارية والكهرومائية في المناطق الوسطى والغربية من البلاد.
وأوضحت الشركة أن القصف أسفر عن أضرار جسيمة أثرت على برامج توزيع التغذية بالتيار لا سيما في العاصمة كييف.
خسارة مواقعوكشف قائد الجيش الأوكراني أن "القصف المتواصل" ونقص الذخائر دفعا عناصره إلى الانسحاب من مدينة أفدييفيكا التي استولى عليها الروس مؤخرا في منطقة دونيتسك.
ولو كانت أوكرانيا تملك مزيدا من الأسلحة وأنظمة الدفاع الجوي، لكان تسنى لها "من دون أدنى شك" الحفاظ على بعض المواقع التي خسرتها، بحسب سيرسكي.
ودعا الحلفاء الغربيين إلى تسليم الذخائر والأسلحة "بوتيرة أسرع وبكميات كافية"، مكرِّرا دعوات أطلقها مسؤولون أوكرانيون عديدون.
وكانت بعثة أوكرانيا لدى حلف شمال الأطلسي (الناتو) قد ذكرت أنها طلبت تزويدها بإمدادات دفاع جوي خلال اجتماع استثنائي لمجلس الحلف وأوكرانيا أمس الخميس، بعدما شنت روسيا سلسلة من الهجمات الصاروخية على البنية التحتية الحيوية والطاقة.
وقالت البعثة إن وزير الدفاع الأوكراني رستم أوميروف أطلع أعضاء الحلف على تداعيات الهجمات، وطلب منهم توفير مزيد من العتاد لردع الصواريخ المستقبلية.
وتسبب نقص الأسلحة الذي تعاني منه أوكرانيا في نقص الجنود على الجبهة حيث كشف سيرسكي أن عدد الجنود الإضافيين للجيش المقدر بـ500 ألف والذي أعلن عنه الرئيس فولوديمير زيلينسكي في ديسمبر/كانون الأول الماضي أعيد النظر فيه لخفضه.
وأشار إلى أنه "بعد عرض مواردنا الداخلية وتوضيح التشكيلة القتالية لقواتنا المسلحة، خفض هذا العدد تخفيضا ملحوظا".
ويواجه الجيش الأوكراني صعوبات في إلحاق عناصر جدد بصفوفه ليحلوا مكان من هم على الجبهة منذ فترة طويلة. ويثير موضوع التجنيد جدلا في المجتمع الأوكراني.
أزمة تمويليشار في هذا الصدد إلى أن صحيفة إلباييس الإسبانية قد ذكرت بداية الشهر الجاري أن رئيس شؤون السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل بصدد استكمال خطة لاستخدام فوائد الاحتياطات المالية الروسية المجمدة لدى دول الاتحاد، لتمويل أوكرانيا بالسلاح والذخيرة، وليس للمساعدة في إعادة إعمارها فحسب.
وقالت الصحيفة إن المقترح طُرح كجزء من إستراتيجية أوسع لتعزيز الإنفاق الدفاعي في الاتحاد الأوروبي، ويقضي بتحويل هذه الأموال أو جزء منها إلى صندوق السلام الأوروبي لتُخصص لتسليح أوكرانيا أو لتنمية قاعدة صناعاتها العسكرية.
وأشارت "إلباييس" إلى أن المقترح يعكس خطورة الوضع في الجبهات الأوكرانية، حيث ترتفع الأصوات المنادية باستخدام الأموال الروسية في أقرب وقت ممكن.
ورغم أن الإنفاق الدفاعي لدول الاتحاد الأوروبي ارتفع للعام الـ8 على التوالي في 2022، ليبلغ 260 مليار دولار، فإن 80% من مشتريات الدفاع الأوروبية منذ بداية الحرب الروسية الأوكرانية وحتى يونيو/حزيران الماضي كانت من شركات خارج أراضي الاتحاد.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: رمضان 1445 هـ حريات الجیش الأوکرانی
إقرأ أيضاً:
بوتين يعرض تجميد خط الجبهة لوقف الحرب في أوكرانيا.. على ماذا سيحصل بالمقابل؟
عرض الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على الولايات المتحدة في إطار وساطتها لإنهاء الحرب في أوكرانيا، "تجميد خط الجبهة" الحالي وهو العرض الأول من نوعه منذ بداية الحرب.
ما المهم في الأمر؟
عسكريا، يعني "تجميد خط الجبهة" أو Freezing the frontline بالإنجليزية، وقف التمدد العسكري الروسي داخل الأراضي الأوكرانية والحفاظ على ما حظيت به موسكو حتى الآن من جهة، ومن جهة أخرى تخلي موسكو عن السيطرة الكاملة على مناطق دونيتسك ولوغانسك وخيرسون وزابوريجيا التي تحتل أجزاء كبيرة منها.
ما هي أبرز سماته؟
◼ لا يعني نهاية الحرب أو تسوية النزاع، بل هدنة غير مستقرة.
◼ قد يستمر الوضع المجمد سنوات طويلة كما حدث على خط الهدنة الفاصل بين الكوريتين منذ 1953.
◼ يُستخدم أحيانا كأداة سياسية لإضفاء نوع من "الشرعية الواقعية" على السيطرة الميدانية.
ماذا ستجني روسيا بالمقابل؟
تريد روسيا في مقابل هذا العرض النادر، اعتراف واشنطن بسيادة موسكو على شبه جزيرة القرم التي ضمتها إليها في عام 2014، والتعهد بعدم انضمام كييف إلى حلف شمال الأطلسي "الناتو".
ما هو رأي الأوروبيين؟
تطالب كييف وحلفاؤها الأوروبيون بانسحاب القوات الروسية من كامل الأراضي الأوكرانية وعودة الوضع إلى ما كان عليه قبل 2014، وليس مجرد إنهاء الحرب الحالية.
لكن صحيفة وول ستريت جورنال قالت إن المسؤولون البريطانيون والفرنسيون منفتحون على سيناريو تقبل فيه أوكرانيا خطوط السيطرة الحالية مقابل ضمانات أمنية ودعم اقتصادي.
وقالت الصحيفة إن لكن فرنسا والمملكة المتحدة تفضلان صفقة تعترف بالسيطرة على الأراضي التي استولت عليها روسيا من أوكرانيا خلال الحرب فقط بطريقة الأمر الواقع، مثل وقف إطلاق النار الذي أنهى الحرب الكورية.
مؤخرا
قدّم هذا الاقتراح في مطلع نيسان/ أبريل الجاري خلال لقاء جمعه مع المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف في سانت بطرسبرغ في إطار المفاوضات الجارية لوقف إطلاق النار في أوكرانيا.
وقبل أيام اقترح بوتين إجراء محادثات ثنائية مع كييف لأول مرة منذ الأيام الأولى للحرب.
وقالت وسائل إعلام أمريكية، أنه بموجب مقترح أمريكي، سترفع واشنطن العقوبات المفروضة على روسيا منذ عام 2014، وستعتبر محطة زابوريجيا للطاقة النووية أرضا أوكرانية لكن واشنطن ستديرها، وستزود كلا من أوكرانيا وروسيا بالكهرباء، مقابل وقف الحرب والاعتراف بالوضع الحالي على الأرض.
ماذا قالوا؟
◼ قال وزير الدفاع الأمريكي إن مطلب أوكرانيا وأوروبا بعودة الوضع على الأرض إلى ما قبل 2014 مطلب "غير واقعي".
◼ قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن كييف لن تعترف باحتلال روسيا لشبه جزيرة القرم وغيرها من الأراضي لأن ذلك يخالف الدستور لكن يمكن استعادة السيطرة على هذه المناطق دبلوماسيا مع الوقت.
◼ قال رئيس الإدارة العسكرية الإقليمية لخيرسون، أولكسندر بروكودين، إن تجميد خط الجبهة الحالي يعني جدارا مثل جدار برلين أو خط الهدنة الكوري في خيرسون المنقسمة.
◼ قالت المساعدة وخبيرة التفاوض في مركز أوراسيا التابع للمجلس الأطلسي، مرسيدس سابوبو إن تجميد خط الجبهة يعني بقاء ملايين الأوكرانيين تحت سلطة الاحتلال الروسي.
الصورة الأوسع
تستضيف بريطانيا الأربعاء جولة جديدة من المحادثات تشارك فيها كل من الولايات المتحدة وأوكرانيا إلى جانب دول أوروبية في ظل المساعي الأميركية الجديدة لوضع حد للحرب الروسية على أوكرانيا.
ومن المقرر أن يزور المبعوث الرئاسي الأميركي ستيف ويتكوف موسكو هذا الأسبوع، بحسب ما أكد البيت الأبيض، في رابع زيارة يقوم بها إلى روسيا منذ تولى الرئيس دونالد ترامب السلطة.
وهدد ترامب مذاك بالتخلي عن الجهود الرامية لوضع حد للنزاع ما لم يتم تحقيق تقدّم سريع.
وأكد زيلينسكي بأن بلاده لن تكون مستعدة لخوض مفاوضات مباشرة مع روسيا إلا بعد وقف إطلاق النار.
لكن الكرملين أشار إلى أنه لا يمكنه المسارعة لإبرام اتفاق لوقف إطلاق النار.
والخميس الماضي، اجتمع وزراء خارجية كل من الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا إلى جانب مسؤول ألماني رفيع في باريس لبحث التطورات.
وبعد محادثات باريس، حذّر روبيو وترامب من أن الولايات المتحدة مستعدة للتخلي عن المفاوضات ما لم يتحقق أي تقدّم سريع.
ويرأس وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي محادثات الأربعاء التي ستكون أدنى مستوى من تلك التي عُقدت في باريس.
ويمثّل الجانب الأوكراني مدير مكتب الرئاسة الأوكرانية أندريه يرماك ووزيرا الخارجية أندريه سيبيغا والدفاع رستم أوميروف.