يتجلى علينا شهر رمضان كل عام، ويُذكرنا بعظيم فضل الله علينا، إذ أُنزل فيه آيات الله البينات لتُخرجنا من الظلمات إلى النور، فقال تعالى: «شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِى أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ» ومن ليالى رمضان المباركة اختص الله ليلة هى خير من ألف شهر وأنزل فيها كلماته الجليلة فقال عز وجل: «إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِى لَيْلَةِ الْقَدْرِ»، وقد أَنزل الله جلا فى علاه القرآن من اللوح المحفوظ فى السماء السابعة إلى السماء الدنيا جملة واحدة فى ليلة القدر، ثم أُنزل متفرقًا بحسب الوقائع ليُثبت قلب النبى والمؤمنين فيما يلاقونه من مشاق، فنَزل به جبريل عليه السلام على قلب سيدنا محمد على مدى ثلاثة وعشرين عاما طول فترة البعثة وحتى مماته عليه الصلاة والسلام.

 

إن علينا جَمعَهُ وقرآنه 

خاطب الله سبحانه وتعالى نبيه العدنان فى سورة القيامة فقال: «لاَ تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقرآنهُ فَإِذَا قرأناهُ فَاتَّبِعْ قرآنهُ ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ» فجاء لفظ الجمع هنا بمعنى الحفظ ودقة الترتيب، كما ورد بمعنى الكتابة والتدوين وكان هذا على ثلاث مراحل، بداية من جمعه من فم سيدنا النبى عليه الصلاو السلام فى صدور المسلمين ورقاعهم ثم فى عهد أبى بكر الصديق رضى الله عنه وأخيرًا جمعه فى أول مصحف فى عهد عثمان بن عفان رضى الله عنه.

 

الحكمة من نزول القرآن متفرقًا 

قال تعالى فى سورة الفرقان: «كذلك لنثبت به فؤادك ورتلناه ترتيلًا» فكان نزول القرآن حسب الأحداث التى يواجها الرسول وأصحابه ليثبت الله قلوبهم أمام العقبات والصعوبات أثناء نشر الإسلام، ومواساة لهم فى الشدائد، ودعمًا لهم فى الصعاب، وأيضًا نزل متفرقًا ليسهل حفظة والعمل به، فالتشريع والتزام الناس به وانتقالهم من الجاهيلة إلى نور الإسلام أمر يحتاج إلى التدرج، كما وضحت أُمنا عائشة رضى الله عنها فيما رواه البخارى: «إنما نزل أول ما نزل منه سورة من المفصل فيها ذكر الجنة والنار، حتى إذا ثاب الناس إلى الإسلام نزل الحلال والحرام، ولو نزل أول شىء: لا تشربوا الخمر لقالوا: لا ندع الخمر أبدا، ولو نزل: لا تزنوا، لقالوا: لا ندع الزنى» فكان لحكمة بالغة يعلمها الله ورسوله، لذا استمر نزولة 23 عاما طوال بعثة الرسول وحتى وفاته، ولم يكن ممكنًا جمع القرآن فى كتاب بين دفتين خلالهم حتى وفاة حضرة النبى وبدأ حروب الردة.

 

جمع القرآن من فم رسول الله إلى صدور الصحابة ورقاعهم

كان جبريل عليه السلام ينزل بآيات الله على سيدنا محمد وكان حضرة النبى شديد الحصر على حفظه وعدم تفلت شىء منه، فقد كان يدعو رسول الله كتبة الوحى ليكتبوه فى بيته الشريف بعد نزول الوحى، ومن أشهر كُتاب الوحي:على بن أبى طالب، ومعاوية بن أبى سفيان، وأبى بن كعب، وزيد بن ثابت، كما كان الصحابة ذوي قلوب منشرحة لحفظ القرآن والعمل بأحكامة، فكانوا يظلوا عليه عاكفين حتى يحفظوا كل من نزل من القرآن أولًا بأول غيباً وعن ظهر قلب، وقد ارتفعت نسبةُ الحفّاظ منهم إلى عدد لا يحصى.

وعلى هذا المنوال بلّغوه إلى مَنْ بعدَهم بطريقتين، الأولى: الكتابة التى كانت تتم للقرآن بأمر الرسول عليه الصلاة والسلام لكُتاب الوحى وكانت تتم على ما تيسر من الرقاع (على الجلد) أو العسب(جريد النخل) أو الأكتاف (عظم البعير أو الشاة)، لأن صنع الورق لم يكن مشتهرا عند العرب حينها، بل كان عند الفرس والروم ويصعب الحصول عليه، والثانية: حفظه فى الصدور عن طريق التلقى الشفهى من كبار قرّاء الصحابة وحفاظهم؛ الذين تلقَوْه بدورهم عن رسول الله عليه الصلاة والسلام، الذى أقرّهم على كيفية النطق والأداء.

وهكذا نجد أن حضرة النبى صلى الله عليه وسلم لم ينتقل إلى جوار ربه إلا والقرآن مكتوب كله فى بيته ومجموع فى صدور أصحابة بكل دقة، إلا أنه لم يكن مجموعاً فى مكان واحد، ولم يكتب على قطع متناسقة، فكل سورة أو مجموعة سور قصار كان يكتب فى أحجار متناسقة، ويربط عليها الخيط، ويوضع فى بيوت أمهات المؤمنين أو فى بيوت بعض كتاب الوحى.

 

جمع القرآن فى مكان واحد فى عهد أبى بكر الصديق 

بعد انتقال الرسول صلى الله عليه وسلم إلى الرفيق الأعلى ارتدت الكثير من قبائل العرب عن الإسلام، وبدأت حروب الردة، واستشهاد ما يزيد على 70 صحابيا من حفظة القرآن الكريم فى معركة اليمامة فى حرب مسيلمة الكذاب، لذا تشاورا مع أبى بكر الصديق فى أمر جمع القرآن مع عمر بن الخطاب رضى الله عنه، وذلك لمزيد من الاحتياط خوفًا على ضياع شىء منه بعد موت الكثير من حفاظة الكبار فى الحرب، وبعد أن اطمأن قلبه أوكل مهمة جمعه إلى الصحابى الجليل زيد بن ثابت رضى الله عنه، فجُمع القرآن من جميع الرقاع والعظام والسعف وصدور الرجال وكتبه فى مكان واحد لأول مرة، بعد أن كان مجموعًا فى عهد النبى صلى الله عليه وسلم فى صدور الصحابة ومكتوبًا على مواد متنوعة فى أماكن متفرقة، وحُفظ عند أبى بكر الصديق حتى وفاته ومن ثم فى بيت عمر بن الخطاب حتى توفاه الله، ثم عند حفصة بنت عمر رضى الله عنهم.

 

جمع القرآن فى عهد عثمان بن عفان

جاء عهد عثمان بن عفان سنة 23 للهجرة، وتوسعت الفتوحات ودخل كثير من الأمم الأعجمية فى الإسلام، فوصلت الفتوحات إلى الصين شرقًا وتونس غربًا وأرمينيا وأذربيجان شمالًا، وانتشر بين هؤلاء الأقوام والأمم معلمو القرآن الكريم من الجيلين الثانى والثالث، من التابعين وتابعى التابعين، الذين تتلمذوا على الصحابة الذين نشرهم الفاروق فى البلدان، فاختلف الناس فى أوجه قراءة القرآن، حيث قرأوه بلغات بلادهم على اتساع اللغات، ولما كان حذيفة بن اليمان يغازى أهل الشام فى فتح أرمينية وأذربيجان مع أهل العراق وفزع من اختلافهم فى قراءة القرآن، فقال لعثمان بن عفان: يا أميرَ المؤمنين، أدرك هذه الأمة قبل أن يختلفوا فى الكتابِ اختلافَ اليهود والنصارى.

فأرسلَ عثمانُ إلى حفصة أنْ تُرسل المُصحف الذى جُمع فى عهد أبى بكر الصديق ليُنسخُ فى مصاحف تُبعث للأقطار، ثم يردوه إليها، وأمرَ زيدَ بنَ ثابت، وعبدَالله بن الزبير، وسعيدَ بن العاص، وعبدَ الرحمن بن الحارث بن هشام رضى الله عنهم، فنسخوها فى المصاحف، وأرسل إلى كلِّ قُطر بمصحف ممّا نسخوا، ومع كل مصحف قارئ يقرئ المسلمين كتاب الله بلا خطأ، وأمر بالالتزام بتلك النسخ وحرق ما سواها، وهكذا وحّد المصاحف فى البلاد الإسلامية بالنسخ عن مصحف الصديق.

وفيما بعد استنسخ من نسخة عثمان بن عفان ملايين النسخ، وهكذا كان الأصل فى نقل القرآن هو النقل الشفوى متواتراً، أما النقل الخطى فهو لزيادة التوثيق، وكل ذلك تحقيق لوعد الله جل جلاله فى حفظ كتابه من الزيادة أو النقصان، والتحريف أو التبديل: «إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ».

 

الفرق بين جمع الصديق وذى النورين

فى عهد أبى بكر الصديق لم يكن القرآن مجموع فى مكان واحد وجمعه الصديق خشية أن يضيع بسبب موت حفظته من الصحابة فى الحروب، فجمعه فى صحائف مرتبة الآيات على ما وقفهم عليه النبى صلى الله عليه وسلم، أما عثمان بن عفان حفظ القرآن الكريم بسبب اختلاف النطق فيه لما انتشرت الرسالة وبلغت الأفاق وتنازع الناس بين لغاتهم، فأخذ البعض يخطئ الآخر، فخشى من تفاقم الأمر واللحن فى القرآن فجمعه فى مصحف واحد مرتب الآيات والسور واقتصر من سائر اللغات على لغة قريش لأنه نزل بلغتهم.

وكل ما حدث على مدار تلك المراحل من جمع القرآن وحفظه إنما هو من توفيق الله عزوجل الذى كتب على قرآنه الكريم أن يكون محفوظا منذ أن كان فى السموات وحتى وصل إلى الأرض ومنذ نزوله على صدر الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام إلى الآن فيما يزيد على 1400 عام.

 

أول مصحف مطبوع فى مصر

لم تُعرف الطباعة فى مصر إلا فى فترة الاحتلال الفرنسى، ثم رحلت المطبعة مع الحملة، وظلت مصر لا تعرف الطباعة حتى العام 1822، حينما أراد محمد على باشا إحداث نهضة بالبلد فى التخصصات والمجالات المتنوعة، وفى العام 1832 أمر محمد على بطبع أجزاء من المصحف لتلاميذ المدارس، ثم صدر أمر إلى مدير مطبعة بولاق بطبع المصحف والذى كان مُحرمًا قبل ذلك بفتوى بناء على عدة حجج منها عدم طهارة مواد الطباعة أو حدوث خطأ فى الطباعة، وأمر الشيخ التميمى، مفتى الديار المصرية فى ذلك الوقت بوضع خاتمة على المصحف ليكون بيعه وتداوله أمرًا مشروعًا، وتم توزيع المصحف المطبوع على المدارس والأزهر الشريف، واستمر ذلك حتى وفاة محمد على، ولذا يعتبر مصحف محمد على أول مصحف مصرى مطبوع.

وتَقرر إعادة طبع ذلك المصحف فى عهد الملك فاروق، تألفت لجنة للمراجعة والتدقيق فأتمت مراجعة المصحف وتصحيحه تحت إشراف مشيخة الأزهر، وتم إعداد المصحف وطبعه بمصلحة المساحة، أما ترتيبه فتم فى مطبعة دار الكتب المصرية، وكانت تلك الطبعة الثانية للمصحف الشريف، وصدرت العام 1371هـ/ 1952 وكانت أصح وأجمل الطبعات.

ثم توالت الطبعات فى المطابع الأميرية وغيرها، وعرف بمصحف بولاق، أو المصحف الأميرى، أو المصحف المصرى، أو مصحف دار المساحة، أو مصحف دار الكتب، فهى مسميات لمصحف واحد، وهو الذى كتب حروفه الخطاط جعفر بك، وتمت كتابته وضبطه بما يوافق رواية حفص عن عاصم، وأُخذ هجاؤه مما رواه علماء الرسم عن المصاحف التى بعث بها الخليفة عثمان بن عفان إلى البصرة والكوفة والشام ومكة ومصحف المدينة المنورة ومصحفه.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: صلى الله علیه وسلم الصلاة والسلام عثمان بن عفان رضى الله عنه جمع القرآن مع القرآن محمد على لم یکن

إقرأ أيضاً:

فضل المحافظة على السنن الرواتب والحث على أدائها .. تعرف عليه

ورد إلى دار الإفتاء المصرية، سؤال يقول (نرجو منكم بيان فضل المحافظة على أداء السنن الرواتب والحث على أدائها والترغيب فيها. وهل الإكثار منها سبب لمحبة الله عز وجل؟

وقالت دار الإفتاء في إجابتها على السؤال إنه قد أخبرنا سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن الإكثار من النوافل سبب لمحبة الله تعالى؛ روى الإمام البخاري في "صحيحه" عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «إِنَّ اللهَ قَالَ:.. وَمَا يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ».

كما رغَّب سيدنا رسولُ الله صلى الله عليه وآله وسلم في المحافظة على اثنتي عشرة ركعة التي هي السنن الراتبة التابعة للصلوات المفروضة، وهي: أربع ركعات قبل صلاة الظهر، وركعتان بعدها، وركعتان بعد صلاة المغرب، وركعتان بعد صلاة العشاء، وركعتان قبل صلاة الفجر، وبيَّن أن في المحافظة عليها أجرًا عظيمًا؛ فقد روى الإمام الترمذي في "سننه" عن أم المؤمنين أم حبيبة رضي الله عنها أنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «مَنْ صَلَّى فِي يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ رَكْعَةً بُنِيَ لَهُ بَيْتٌ فِي الْجَنَّةِ: أَرْبَعًا قَبْلَ الظُّهْرِ، وَرَكْعَتَيْنِ بَعْدَهَا، وَرَكْعَتَيْنِ بَعْدَ الْمغرب، وَرَكْعَتَيْنِ بعد الْعشَاء، وَرَكْعَتَيْنِ قبل صَلَاة الْفَجْرِ»، وفي رواية الإمام مسلم أنها قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: «مَا مِنْ عَبْدٍ مُسْلِمٍ يُصَلِّي للهِ كُلَّ يَوْمٍ ثِنْتَيْ عَشْرَةَ رَكْعَةً تَطَوُّعًا غَيْرَ فَرِيضَةٍ إِلَّا بَنَى اللهُ لَهُ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ -أَوْ إِلَّا بُنِيَ لَهُ بَيْتٌ فِي الْجَنَّةِ-».

وقد خصَّ سيدنا رسولُ الله صلى الله عليه وآله وسلم بعضَ هذه الرواتب بالتأكيد والترغيب، كنافلة الفجر؛ روى الإمام مسلم في "صحيحه" عن السيدة عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها أنَّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «رَكْعَتَا الْفَجْرِ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا»، وفي شرحه لهذا الحديث قال العلامة المباركفوري في "تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي" (2/ 388، ط. دار الكتب العلمية): [قَوْلُهُ «رَكْعَتَا الْفَجْرِ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا» أَيْ مِنْ مَتَاعِ الدُّنْيَا، قَالَهُ النَّوَوِيُّ، وَقَالَ الطِّيبِيُّ: إِنْ حَمَلَ الدُّنْيَا عَلَى أَعْرَاضِهَا وَزَهْرَتِهَا فَالْخَيْرُ إِمَّا مُجْرًى عَلَى زَعْمِ مَنْ يَرَى فِيهَا خَيْرًا أَوْ يَكُونُ مِنْ باب: ﴿أَيُّ الْفَرِيقَيْنِ خَيْرٌ مَقَامًا﴾ [مريم: 73]، وَإِنْ حُمِلَ عَلَى الْإِنْفَاقِ فِي سَبِيلِ اللهِ فَتَكُونُ هَاتَانِ الرَّكْعَتَانِ أَكْثَرَ ثَوَابًا مِنْهَا، وَقَالَ الشاه ولي الله الدهلوي في حجة الله الْبَالِغَةِ: إِنَّمَا كَانَتَا خَيْرًا مِنْهَا؛ لِأَنَّ الدُّنْيَا فَانِيَةٌ وَنَعِيمُهَا لَا يَخْلُو عَنْ كَدَرِ النَّصَبِ وَالتَّعَبِ، وَثَوَابُهُمَا بَاقٍ غَيْرُ كَدِرٍ] اهـ.

وكان سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يحرص على أن يصلي أربعًا قبل الظهر، فإذا لم يصليهنّ قبل الظهر صلاهن بعدها؛ روى الإمام الترمذي في "سننه" عن السيدة عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها: "أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وآله وسلم كَانَ إِذَا لَمْ يُصَلِّ أَرْبَعًا قَبْلَ الظُّهْرِ صَلاَّهُنَّ بَعْدَهُ"، وفي رواية ابن ماجه أنها قالت: "كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم إِذَا فَاتَتْهُ الأَرْبَعُ قَبْلَ الظُّهْرِ صَلَّاهَا بَعْدَ الرَّكْعَتَيْنِ بَعْدَ الظُّهْرِ"؛ قال العلامة الشوكاني في "نيل الأوطار" (3/ 32، ط. دار الحديث): [الحديثان يدلّان على مشروعية المحافظة على السنن التي قبل الفرائض، وعلى امتداد وقتها إلى آخر وقت الفريضة؛ وذلك لأنها لو كانت أوقاتها تخرج بفعل الفرائض لكان فعلها بعدها قضاء وكانت مُقدَّمةً على فِعل سنة الظهر] اهـ.

كما أن محافظة المسلم على الرواتب القبلية للصلاة يوقظ قلبه ويهيئه للخشوع في الفريضة، ومحافظته على الرواتب البعدية للصلاة يَجْبُر ما وقع فيها من النقص والخلل.
 

مقالات مشابهة

  • أنوار الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم
  • آيات قرآنية عن الشكر لله عز وجل
  • سورة الفاتحة.. فضلها وأسرارها في قضاء الحوائج
  • الأزهرى: 40 تيار متطرف تبدأ بالأخوان المسلمين وتنتهى بداعش
  • هل يجوز هبة ثواب تلاوة القرآن للأحياء؟ دار الإفتاء تجيب
  • هل من قرأ سورة يس في صدر النهار يستجاب الدعاء ويغفر له؟
  • سر خطير سيجعلك تداوم على قراءة سورة الواقعة.. تعرف عليه
  • آيات إبطال السحر مكتوبة وأدعية من القرآن والسُنة
  • هل يحق لنا البحث عن اليقين؟أم هو واجب علينا؟
  • فضل المحافظة على السنن الرواتب والحث على أدائها .. تعرف عليه