صحيفة روسية: اليمن يحبط الغطرسة الأمريكية البريطانية في الجزء الجنوبي للعالم
تاريخ النشر: 29th, March 2024 GMT
إن إصرار اليمنيين واستمرار قدرتهم على إلحاق الضرر بالسفن الإسرائيلية والأمريكية والبريطانية التي تمر عبر باب المندب حتى ترفع إسرائيل حصارها الذي فرضته على غزة ،
ويُظهر أن الدكتاتورية العسكرية للإمبراطورية الغربية يمكن مقاومتها من قبل الدول الصغيرة، وفي الوقت نفسه، تسعى الإمبراطورية الغربية بشدة إلى صرف الانتباه عن فشلها في البحر الأحمر.
وتضيف صحيفة التوقعات الشرقية الجديدة (New Eastern Outlook)"NEO" لقد تبين أن عملية "حارس الازدهار " المشؤومة التي نفذتها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة كانت خاطئة إلى حد كبير، حتى أن وسائل الإعلام الغربية تفضل تجاهلها، على أمل أن ينساها بقية العالم.
ومن الجدير بالذكر أن الولايات المتحدة توفر لإسرائيل قنابل أكثر بملايين المرات من الغذاء لغزة، ولم تخطئ أي من قنابلها هدفها بالهامش الذي يظهر في طرود الغذاء التي أسقطتها الطائرات، وتظهر هذه المقارنة تصميم الولايات المتحدة القوي على مساعدة إسرائيل في إبادة الفلسطينيين، وأن إسقاط الغذاء جواً هو من أجل سمعتها بين الشعوب.
الدرس الرئيسي الذي يبرز إلى الواجهة هو أن الالتزام الامريكي والبريطاني بالقضاء على مقاومة اليمنيين للإبادة الجماعية التي ترعاها لم يؤت ثماره، ولذلك، فقد ولت أيام الغرب الذي كان يحقق كل هدف ضيق الأفق بقوته العسكرية،
ومن الواضح أيضًا أن الدكتاتورية العالمية الغربية لن تقاومها القوى العسكرية العظمى مثل روسيا والصين فحسب، بل ستواجه أيضًا مقاومة من الدول الصغيرة التي تمتلك ما يكفي من تكنولوجيا الصواريخ والطائرات بدون طيار، ولهذا فشلت "عملية حارس الازدهار" بشكل مذهل ومهندسوها؛ وقد أثبتت واشنطن ولندن عدم قدرتهما على الدفاع عن سفنهما التجارية وسفن إسرائيل في البحر الأحمر،
ومن المثير للدهشة أنه يبدو أن أمن السفن التي تمر عبر المنطقة يتناسب عكسيا مع الانتشار العسكري من قبل الدول المالكة لها (هذه السفن)، واجهت الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، اللتان نشرتا قواتهما البحرية بكثافة في البحر الأحمر وما حوله، أهم الهجمات من اليمنيين، بينما كانت السفن من دول أخرى تعبر بسلام، فقد أدى اختيار أنصار الله الدقيق للأهداف إلى حرمان الولايات المتحدة والمملكة المتحدة من الزخم الدعائي لتصوير هجمات الجماعة على أنها عشوائية.،
ربما يتبادر إلى ذهن الإمبراطورية الغربية أنها ربما تضطر إلى إرغام إسرائيل على تعليق حصارها الذي فرضته على غزة منذ العصور الوسطى، وهذا الإدراك يمكن أن يفسر بإعلان بايدن إنشاء رصيف عائم للسفن "لإيصال المساعدات" إلى سكان غزة ،
ومع ذلك، فإن مثل هذا الرصيف قد يكون مصمماً لتهريب سكان غزة إلى الخارج فيما يسميه المنافقون الإسرائيليون بالهجرة الطوعية، ولهذا ، فقد فشلت عملية "حارس الازدهار" فشلاً ذريعاً ، ومع ذلك، فإن اليمنيين لم ينتهوا بعد:
وفي 19 مارس أعلن المتحدث باسم القوات المسلحة اليمنية عن هجوم يمني على السفينة التجارية الأمريكية MADO، وهو الخبر الذي تجاهلته وسائل الإعلام الأمريكية قبل أن تؤكده منظمة التجارة البحرية البريطانية(UKMTO) وشكل الهجوم اتجاها تم فيه استهداف السفن الأمريكية مؤخرا، وأدى أحدها إلى سقوط ضحايا، وفي وقت سابق، فقدت المملكة المتحدة أيضًا السفينة التجارية روبيمار، وهي ناقلة ضخمة للسفن التي ضربها اليمن في 18 فبراير، وتلقت أضرارًا كبيرة مما دفع الطاقم إلى التخلي عنها، وغرقت السفينة بعد عدة أيام، وفي وقت لاحق، تعرضت السفينة المملوكة للولايات المتحدة، "جبل طارق إيجل"، للقصف من قبل اليمنيين في الماضي القريب ،
وفي الوقت نفسه، فشلت القوات البحرية الأمريكية والبريطانية في رفع الحصار الذي فرضه اليمنيون على ميناء إيلات الإسرائيلي، والذي أفاد بأنه فقد أكثر من 85٪ من إيراداته منذ أن بدأت المجموعة اليمنية عملياتها
والرسالة البسيطة التي ينبغي أن تكون واضحة الآن هي أن الولايات المتحدة والمملكة المتحدة لابد أن تتخلى عن غطرستهما المهيمنة في محاولة تحقيق أهداف متعجرفة مثل تعزيز الإبادة الجماعية الإسرائيلية وغيرها من الأهداف العسكرية، ويذكر اليمنيون أن النظام العالمي الجديد قد بدأ، حيث تكون الدبلوماسية ضرورية لتحقيق التوازن بين المصالح المشروعة للجميع.
كما أن لهجمات اليمنيين تأثيرات ثانوية مرغوبة على الصعيد الجيوسياسي العالمي، ويتمتع القيادة اليمنية بالقدرة على إلحاق أضرار كبيرة بالمشاركين، الأمر الذي أدى إلى إثناء البعض والحد من قدرة الولايات المتحدة على حشد أتباعها دبلوماسياً، مقارنة بالحروب السابقة ضد العراق وأفغانستان،
وشهدت حروب النهب الإمبريالية الأمريكية الماضية انضمام العديد من الدول، بما في ذلك ألمانيا وإسبانيا وأستراليا ونيوزيلندا وبولندا، حيث لم يكن هناك خطر من الانتقام الحقيقي، لكن اليمنيون مختلفون، على سبيل المثال، رفضت أستراليا إرسال سفينتها إلى عملية "Prosperity Guardian" خوفاً من فقدانها، ولهذا السبب يشعر المشاركون في العملية الحالية بالقلق من المخاطر التي تنطوي عليها، وقد أبلغ أنصار الله مرارا وتكرارا عن استهداف السفن البحرية الأمريكية والبريطانية، وهي تصريحات لا يمكن تجاهلها، كما أن القوات البحرية المشاركة تقوم في المقام الأول بتأمين سفن الشحن الخاصة بها بدلاً من مساعدة الموقف العسكري الأمريكي، حتى عندما تكون الوحدة الأمريكية متوترة وغير قادرة على توفير حماية ذات معنى لسفن الشحن الأمريكية.
أما القيادة المركزية الأمريكية، التي ليست مسؤولة عن وسط الولايات المتحدة، بل عن الشرق الأوسط، تحولت إلى إصدار تهديدات وبيانات لم تردع اليمنيين، بعد أشهر عديدة من الانتشار العسكري والقصف الوحشي على اليمن.
وفي ظل الظروف الراهنة، يستطيع البنتاغون إما أن يواصل موقفه العسكري ويخاطر بالمزيد من الهجمات، أو يحث إسرائيل على تلبية مطالب اليمن ووقف الإبادة الجماعية في غزة، وقد ذكّر القيادة اليمنية الولايات المتحدة بأنها لا تستطيع دائمًا شق طريقها في الجنوب العالمي، وعليها أن تأخذ مطالب الدول الأصغر على محمل الجد.
الكاتب: سيمون تشيجي نديريتو
المصدر: ٢٦ سبتمبر نت
كلمات دلالية: الولایات المتحدة والمملکة المتحدة
إقرأ أيضاً:
صعيد أمريكي: هل تُهدد الولايات المتحدة العلاقات التركية بتصريحات حول حماس؟
نوفمبر 19, 2024آخر تحديث: نوفمبر 19, 2024
المستقلة/- في تطور لافت للانتباه على الساحة الدولية، أكدت وزارة الخارجية الأمريكية على موقفها الحازم تجاه الدول التي تستقبل مسؤولين من حركة حماس، محذرةً من أن ذلك لم يعد مقبولًا تحت أي ظرف، وذلك في تعليقها الأخير على التقارير الصحافية التي أفادت بأن بعض من قادة الحركة غادروا العاصمة القطرية الدوحة باتجاه تركيا. تصريحات متوترة وغير معتادة من واشنطن تثير أسئلة حول تداعيات هذا التصعيد على العلاقات التركية الأمريكية.
التصعيد الأمريكي: موقف ثابت أم تحدٍّ دبلوماسي جديد؟أوضح المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية ماثيو ميلر، ردًا على التقارير الإعلامية التي تحدثت عن انتقال قادة حماس إلى تركيا، أن الولايات المتحدة تعتبر أن أي دولة تستقبل هؤلاء القادة يجب أن تدرك أنها تتعامل مع “منظمة إرهابية شريرة” ولا ينبغي لها توفير مأوى لهذه الشخصيات. وقال ميلر في تصريحاته: “لا نعتقد أن قادة منظمة إرهابية يجب أن يعيشوا بشكل مريح في أي مكان، ناهيك عن دولة عضو في حلف شمال الأطلسي (الناتو)”. ووجه خطابه بشكل مباشر إلى الحكومة التركية قائلاً: “لقد تحدثنا مع جميع دول العالم حول هذا الموضوع، ونود أن نؤكد للحكومة التركية بوضوح أن التعامل مع حماس كما لو أنه لا شيء قد حدث هو أمر غير مقبول”.
هذه التصريحات تأتي في وقت حساس، حيث تستمر حركة حماس في كونها محورًا رئيسيًا في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، في حين أن تركيا كانت قد استضافت عددًا من قادة الحركة على مدار السنوات، كما كان لها دور في تقديم الدعم السياسي لحماس في إطار سياستها الخارجية في المنطقة.
قطر، تركيا وحماس: تاريخ من العلاقات المتشابكةلعقود، كانت قطر قد استقبلت المكتب السياسي لحركة حماس، وكانت نقطة انطلاق لقادة الحركة في المنطقة. كما استضافت قطر الرئيس السابق لحماس، إسماعيل هنية، الذي قُتل في 31 يوليو في هجوم إسرائيلي على طهران. هذا الدور القطري المعلن في دعم حماس لم يمرّ دون أن يثير الجدل على الصعيد الدولي، لا سيما من جانب الولايات المتحدة وإسرائيل، اللتين يعتبران الحركة منظمة إرهابية.
في الوقت نفسه، تركيا، التي كانت تتمتع بعلاقات قوية مع قطر وحماس، قد تواجه ضغوطًا دولية جديدة من واشنطن. فتركيا كانت قد استقبلت بعض قيادات حماس، بل سعت إلى لعب دور الوسيط في جهود التوصل إلى حل للصراع في غزة. إلا أن الانتقال المفترض لقادة حماس إلى تركيا الآن قد يعيد فتح ملف العلاقات التركية مع الدول الغربية، خاصة الولايات المتحدة.
الولايات المتحدة وحماس: استراتيجية ضغوط متواصلةالولايات المتحدة تعتبر حركة حماس تهديدًا إرهابيًا، وقد اتخذت العديد من الخطوات لمكافحة نفوذها في المنطقة. التصريحات الأخيرة من وزارة الخارجية الأمريكية تأتي في سياق الضغط المتواصل على الدول التي تتعاون مع الحركة، وتأكيد واشنطن على موقفها بعدم التسامح مع الدول التي تسهل الحركة الإرهابية في أي شكل من الأشكال.
ورغم هذه الضغوط، يُمكن أن تستمر بعض الدول، مثل تركيا، في اتباع سياسة مستقلة تجاه حماس، مستفيدة من علاقاتها المعقدة مع الدول العربية والإسلامية، وكذلك من توجهاتها الدبلوماسية الإقليمية.
هل تُهدد العلاقات التركية الأمريكية؟التصريحات الأمريكية قد تكون بمثابة اختبار حقيقي لعلاقات تركيا مع واشنطن، خصوصًا في الوقت الذي تحتاج فيه أنقرة إلى دعم واشنطن في قضايا مثل الأمن الإقليمي والعلاقات مع الاتحاد الأوروبي. ومع تأكيد واشنطن على أن وجود قادة حماس في تركيا ليس مقبولًا، يبقى أن نرى كيف ستستجيب أنقرة لهذا الضغط، وهل ستضطر إلى مراجعة سياستها أو مواجهة تداعيات سياسية ودبلوماسية كبيرة.