الرحمة بالناس دين وليس تفضلا!
تاريخ النشر: 29th, March 2024 GMT
جعل الله من أسمائه الرحمن الرحيم وصفة من صفاته العلى سبحانه تجلى على عباده وتفضل عليهم وقد ذهب جمهور العلماء إلى أن الرحمن مشتق من الرحمة مبنى على المبالغة، فهو ذو الرحمة التى لا نظير له فيها.
إنه الرحمن لجميع خلقه فى الأمطار ونعم الحواس والنعم العامة، والرحيم بالمؤمنين فى الهداية لهم واللطف بهم وكما قال ابن المبارك: الرحمن إذا سئل أعطى، والرحيم إذا لم يسأل غضب وقد أخذه ابن المبارك من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الذى رواه ابن ماجة فى سننه والترمذى فى جامعه عن أبى هريرة رضى الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من لم يغضب الله عليه.
والله جعل الرحمة تسعة وتسعين جزءًا فوضع فى خلقه جزءًا وادخر الباقى فبهذا الجزء الذى وضعه بين خلقه يتراحمون حتى تضع الدابة حافرها خوفًا من أن تصيب وليدها، وقد بين أن رحمته تعالى رهن برحمة الخلق بعضهم بعضًا فإذا لم يتراحموا فلن ينالوا من رحمة الله فى الدنيا إذ الرحمة هى قوام الحياة،وسر لدوام نعم الله وإكسير العافية.
فالله تعالى قال فى كتابه الكريم: «نبئ عبادى أنى أنا الغفور الرحيم * وأن عذابى هو العذاب الأليم»، فهذه الرحمة من الله رحمة مطلقة للعاصى والمطيع وللمؤمن والكافر، فلم يمنع الله خيره ونعمه على من عبدغيره ذلكم الذى أكل خير الله وعبد غيره، وإنما تفضل عليه بعطاء الربوبية فكيف بمخلوق خلقه الله وتفضل عليه بهذه الرحمات وهو يمنع الناس حقهم ويظلمهم ويبغى فى الأرض بغير الحق تجبرا وتكبرا ولم يرحمهم فى ملبس ولا مطعم ولا مسكن، فالراحمون يرحمهم الرحمن ارحموا من فى الأرض يرحمكم من فى السماء.
وليست الرحمة بالناس تفضلًا وتكرمًا من أحد فهى صمام الأمان وراحة البال وسكينة الفؤاد لكل ملتاع ومهموم فى أمس الحاجة لمن يربت على كتفيه ويأخذ بيديه فى مدلهم الحياة وقفارها الجرداء.
المصدر: بوابة الوفد
إقرأ أيضاً:
أول تعليق من صاحب تريند إطعام الكلب: الرحمة بالحيوان لا تقل عن العبادة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
قال الشيخ حازم غريب، صاحب التريند الإنساني الذي اجتاح مواقع التواصل بسبب ظهوره وهو يطعم الكلاب في الشارع بلغة رقيقة وحنونة، إن الهدف من الفيديو لم يكن الشهرة، بل الدعوة إلى الإنسانية قبل كل شيء.
وأضاف في مداخلة هاتفية مع الإعلامي شريف نور الدين، في برنامج «أنا وهو وهي» المذاع على قناة صدى البلد: «لم أنشر الفيديو بحثًا عن تفاعل، ولكن لنشر الرحمة، ونحن بحاجة لجرعة إنسانية تذكّر الناس أن هذه الكائنات أمم مثلنا، كما قال الله تعالى في كتابه الكريم».
الرحمة عبادة والرفق خلق نبويوتابع الشيخ غريب: «نشاهد يوميًا مقاطع مؤلمة لتعذيب الحيوانات، وهذا أبكاني ودفعني لأكون جزءًا من التغيير، وأردت أن أذكر الناس أن الرحمة عبادة، والرفق خلق نبوي».
وأكد أن التعامل مع الحيوان لا يقل عن العبادة، مستشهدًا بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: «في كل كبدٍ رطبة أجر»، مشددًا أن الإسلام لم يأتي ليهدم أو يؤذي بل ليُعمّر هذا الكون ويرحم كل من فيه.
صرح الشيخ حازم: «الإمام مالك يرى بطهارة الكلب جسدًا ولعابًا، وهو قول معتبر في الفقه الإسلامي، الدين فيه سعة، ولا يجوز أن نُضيق على الناس في مسائل اجتهادية».
الرحمة لا تتعارض مع الطهارةوأكد أن الرحمة لا تتعارض مع الطهارة، والكلب ليس نجسًا بإجماع قطعي، بل فيه خلاف فقهي واسع يجب احترامه.