تذهب المقاربة هنا في شأن الـ«مزدوجين» إلى كثير من الاستخدامات؛ وأغلبها في الكتابة؛ قد تكون هذه الاستخدامات في هذا الجانب للاقتباسات المختلفة لأقوال الآخرين، وقد تكون لنصوص إما قرآنية كريمة، أو لحكم وأمثال ذاهبة إلى التدليل ومعززة لما يطرحه كاتب الموضوع في فكرة معينة، ويريد أن يقنع الآخرين بحقيقة ما يكتب، مدعما ذلك بالأدلة القولية، وهذه كلها في حكم المعتاد والمتداول بين الناس، بل هي من أساسيات الكتابة، وتعكس مدى الثروة المعلوماتية التي يختزنها كاتب الموضوع، أو أنه لا يتحدث من فراغ، والدليل ما تتضمنه العبارات والجمل الموجودة بين المزدوجين، وإن كان البعض لا يحبذ كثيرا الاستخدام المفرط للمزدوجين، خاصة في الموضوعات القصيرة، حيث يعد ذلك عيبا من عيوب الكاتب الذي يفترض أن يكون متمكنا في مناقشة فكرته أكثر من اعتماده على ما ينقله للاستدلال؛ وهذه الصورة هي في حكم المعتاد في استخدام المزدوجين، ولكن الصورة ذاتها تذهب بعيدا إلى حيث المعاني الضمنية للاستخدام، وذلك عندما لا يريد المتحدث؛ وهنا عندما يكون الحديث مباشرا؛ أن يفصح عن حقيقة ما من حقائق ما يتحدث عنه، فيضيف في حديثه مشيرا بيديه إلى معنى المزودجين، فالنقد اللاذع -على سبيل المثال- ربما لا يحتمله المنقود، فلا يصرح به المتحدث فيقول: «بين مزدوجين» وعلى السامع أن يستنتج ما بين هذين المزدوجين الذي أشار إليهما المتحدث، وقد تتعقد المسألة أكثر من ذلك عندما يشار إلى أمر ما، أو شخصية ما، أو مكان ما، أو نظام ما، أو هيئة ما، بكثير من النقد القاسي، وقد يصل في حالات استثنائية إلى السب والشتم، عبر إشارات ضمنية تفصح المساحة المتاحة بين المزدوجين، وقد يضيف أحدهم عبارة «استغفر الله» في إشارة إلى شدة اللفظ، أو المعنى الذي يشير إليه، فالمزدوجان؛ في هذه الحالة؛ تلعب دور الوسيط بين الطرفين، وهو؛ بلا شك؛ دور خطير، وقد يكون مخرجا للقائل أو للكاتب، وفق معنى أنه لا يعمم الحكم باستخدام المزدوجين، ولست متأكدا إن كان في ذلك منفذا قانونيا من عدمه.
وبهذه الوظيفة؛ لإشارة المزدوجين، تتحرر من استخدامات الكتابة فقط، إلى معان ضمنية كثيرة في الحياة، ويجد فيها الآخر المتنفس للذي يود قوله؛ أو على الأقل الإفصاح عنه؛ بطريقة غير مباشرة، فيعفي نفسه عن مغبة الوقوع في مصيدة التهجم على الآخر بصورة مباشرة، حيث تكفي الإشارة الضمنية، وإن لم يصرح بها، فقد يعي المتلقي ما يود إيصاله المتحدث في تلك اللحظة، والصورة برمتها لا تخرج عن المعنى العام لصورة «خائنة الأعين» وهي الصورة التي تذهب إلى المناورة أو التلصص على عيوب الآخرين، والتي عَظَّمَ القرآنُ الكريم دورها بوصفها بـ«خائنة» وهو وصف ترتعد منه النفس السليمة، وإن لم تعه النفس الموسومة بالسوء، والعياذ بالله.
فـ «المزدوجان» هي مجموعة مخاتلات تتوارى خلفها الأنفس عن المصادمة المباشرة مع الطرف الآخر، ولأنها كذلك وفق هذا السياق المطروح، فإنها تظل كثيرة الاستخدام في كثير من المواقف، أعلن عنها بصورة مباشرة؛ كحركة بالأيدي؛ أو ذكرت في سياق الحديث، وذكرها؛ يقينا؛ لن يكون عرضيا، حيث يحدث ذلك مع سبق الإصرار والترصد، فالمتحدث يعي ما يقول، وما يشير إليه، وهنا المعنى «ليس في بطن الشاعر» وإنما يفصح عنه بصورة مباشرة، وإن كبل بـ«المزدوجين».
المصدر: لجريدة عمان
إقرأ أيضاً:
سمير عمر: الإعلام المصري يجب أن يكون المنصة المرجعية الأولى للشأن المحلي
كتب- أحمد الجندي:
قال الكاتب الصحفي سمير عمر، رئيس قطاع الأخبار بالشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، إن الإعلام المصري يجب أن يكون المنصة المرجعية الأولى لكل ما يتعلق بالشأن المحلي، مشيرًا إلى أهمية تطوير الخطاب الإعلامي ليكون أكثر دقة وسرعة وفاعلية في نقل الحدث وتحليله.
وأوضح عمر، خلال استضافته ببرنامج "كلمة أخيرة" تقديم الإعلامية لميس الحديدي، عبر قناة "ON"، أن بناء صورة ذهنية قوية للدولة ليس أمرًا مستحدثًا، وإنما هو ضرورة استراتيجية تعتمد على تاريخ مصر العريق ومكانتها الإقليمية الرفيعة.
وأشار رئيس قطاع الأخبار إلى أن مصر ليست في حاجة إلى تحسين سمعتها، ولا تحتاج إلى بناء علامة تجارية، مشيرًا إلى أن مصر تمثل قاعدة إقليمية مهمة، وهذا يفرض مسؤولية إعلامية كبرى في تقديم محتوى يعكس هذه الحقيقة.
وأوضح عمر أن التحدي الحقيقي لا يكمن في نقص الموارد أو الإمكانات، بل في كيفية إدارتها بالشكل الأمثل، مؤكدًا أن الإعلام القوي لا يرتكز فقط على الأدوات، وإنما على الإرادة والخبرة، وبيئة العمل الداعمة.
اقرأ أيضًا:
أعلى من العالمي.. "التموين": سعر مغرٍ لتوريد القمح المحلي
ذروة الموجة الحارة.. تحذير من "الأرصاد" بشأن طقس اليوم الثلاثاء
لماذا يشكل الفسيخ "مجهول المصدر" خطراً على صحتك؟.. أستاذة كيمياء الكائنات الدقيقة تحذر
لمعرفة حالة الطقس الآن اضغط هنا
لمعرفة أسعار العملات لحظة بلحظة اضغط هنا
الكاتب الصحفي سمير عمر الإعلام المصري الشركة المتحدة للخدمات الإعلاميةتابع صفحتنا على أخبار جوجل
تابع صفحتنا على فيسبوك
تابع صفحتنا على يوتيوب
فيديو قد يعجبك:
الأخبار المتعلقةإعلان
إعلان
سمير عمر: الإعلام المصري يجب أن يكون المنصة المرجعية الأولى للشأن المحلي
روابط سريعة
أخبار اقتصاد رياضة لايف ستايل أخبار البنوك فنون سيارات إسلامياتعن مصراوي
اتصل بنا احجز اعلانك سياسة الخصوصيةمواقعنا الأخرى
©جميع الحقوق محفوظة لدى شركة جيميناي ميديا
القاهرة - مصر
27 14 الرطوبة: 17% الرياح: شمال شرق المزيد أخبار أخبار الرئيسية أخبار مصر أخبار العرب والعالم حوادث المحافظات أخبار التعليم مقالات فيديوهات إخبارية أخبار BBC وظائف اقتصاد أسعار الذهب أخبار التعليم فيديوهات تعليمية رياضة رياضة الرئيسية مواعيد ونتائج المباريات رياضة محلية كرة نسائية مصراوي ستوري رياضة عربية وعالمية فانتازي لايف ستايل لايف ستايل الرئيسية علاقات الموضة و الجمال مطبخ مصراوي نصائح طبية الحمل والأمومة الرجل سفر وسياحة أخبار البنوك فنون وثقافة فنون الرئيسية فيديوهات فنية موسيقى مسرح وتليفزيون سينما زووم أجنبي حكايات الناس ملفات Cross Media مؤشر مصراوي منوعات عقارات فيديوهات صور وفيديوهات الرئيسية مصراوي TV صور وألبومات فيديوهات إخبارية صور وفيديوهات سيارات صور وفيديوهات فنية صور وفيديوهات رياضية صور وفيديوهات منوعات صور وفيديوهات إسلامية صور وفيديوهات وصفات سيارات سيارات رئيسية أخبار السيارات ألبوم صور فيديوهات سيارات سباقات نصائح علوم وتكنولوجيا تبرعات إسلاميات إسلاميات رئيسية ليطمئن قلبك فتاوى مقالات السيرة النبوية القرآن الكريم أخرى قصص وعبر فيديوهات إسلامية مواقيت الصلاة أرشيف مصراوي إتصل بنا سياسة الخصوصية إحجز إعلانك