حكايات الحرب والنزوح في السودان.. محامية تتحول الى بائعة زبادي بكسلا
تاريخ النشر: 29th, March 2024 GMT
يحاول بعض النازحين القادمين من مناطق الحرب في السودان مقابلة الضائقة المالية بطرق أبواب العمل الحر بعد توقف مصادر دخلهم.
التغيير ــ كسلا
و مع اقتراب مرور عام على الحرب لم يستلم اغلبيه الموظفين مرتباتهم والتي كانت لا تكفي اساساً لمجابهة الاحتياجات اليومية.
وفقد معظم الموظفين والتجار واصحاب الأعمال الحرة والمهنيين وغالبية الشرائح مصادر دخلهم بعد تشردهم إلى الولايات الآمنة.
حيث فكر بعض الفارين من الحرب في ايجاد مصادر دخل تسد رمقهم او تمثل مساعدة لهم في دور الإيواء أو تساهم مع الأسر التي تستضيفهم .
وتمتلئ دفاتر مواقع التواصل الاجتماعي في الولايات الآمنة بطلبات أو استفسارات لنازحين يسألون عن الالتحاق باي عمل.
ولا يشترط هؤلاء أن يعملوا في نفس تخصصهم السابق قبل الحرب بل مجرد إيجاد فرصة في أي مكان يوفر القليل من الدخل.
وفي حديثها لـ «التغيير» حكت النازحه «ح م م» مأساتها منذ نزوحها من ود مدني وسط السودان ديسمبر الماضي .
وكانت «ح» تعمل محاميه وتمتلك مكتب توثيق يوفر لها دخلاً جيداً لها ولاسرتها.
ونبهت «ح» إلى أنها ظلت ولمده شهر كامل منذ مجيئها تبحث عن عمل في احدى مكاتب المحاماة في كسلا، غير أنها فوجئت بأن المحامين في هذه المدينه رفضوا طلبها و أوضحوا لها أن مكاتبهم لا تحتمل أكثر من محام.
وبررت موقف زملائها بقولها إن المحامين في كسلا (شغلهم تعبان) لأن المدينه صغيره ولا توجد بها قضايا وحالات ونزاعات قانونية مثل ما كان الحال في مدني.
و أضافت: بعد ذلك يئست من طلب العمل في مجال المحاماه كما أن القانون يمنعني من العمل والترويج (أون لاين) عبر مواقع التواصل الاجتماعي للتسويق لانفسنا حيث يمنع الإعلان للعمل.
وقالت: وجدت نفسي مضطرة بعد ذلك لبيع المانجو و الآن أمارس بيع “الزبادي” لسكان الحي الموجودة به مدرسة الايواء التي اقطن بها.
وتشعر «ح» بالإحباط الشديد كونها تركت عملها المحبب واضطرتها الظروف لممارسة مهنة هامشية مؤقتة.
و أضافت: عموماً ليس لدي أدنى مشكلة ويمكنني أن أعمل في أي مجال طالما كان رزقاً حلالاص، ولكنها استدركت بقولها :”لكن إذا قلت إنني سعيدة كوني تحولت من محامية شاطره إلى بائعة زبادي فلن يصدقني أحد”.
وأضافت : “الأرباح ليست بالكثيرة ولكنها في الأول والآخر خير وبركة”
وتطرقت «ح» للأوضاع في دور الإيواء في كسلا وصفتها بالسيئة لجهة أن أطفالها يعيشون في بيئة غير ملائمة.
وقالت: نتعرض للمضايقات يومياً و يمنعوننا من المبيت خارج المدرسة مع العلم بأن منزل والدي في كسلا واحيانا في حال عدم وجود ضيوف معه اصطحب اسرتي الصغيرة للمبيت هناك ..
وتابعت: اعترضت على طريقتهم وقلت لهم بأننا لسنا في داخليه ولسنا في سجن بل نحن في مركز ايواء ورفضنا ترحيلنا من الروضة الملحقة بالمدرسة رفقه خمس أسر من السيدات.
وقالت: رفضنا الأمر و رفضت دمج أولادي مع بعض الأطفال في المدرسه لأن سلوكهم سيئ.
المصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: دار إيواء زبادي كسلا محامية نزوح
إقرأ أيضاً:
بهذه الحسابات (..) فقد انتهت الحرب في السودان !
الجيش عند الجهوم عليه انكمش في معسكراته لصد الهجوم.
المليشيا تقاتل بشكل مختلف؛ هي تنتشر في مساحة حغرافية واسعة تحاول السيطرة عليها لمنع تقدم الجيش.
طريقتان في القتال متعاكستان. المليشيا تحاول الاستحواذ والسيطرة على الأرض والاحتفاظ بها لأطول مدة ممكنة، تستخدم الانتشار كتكيك قتالي دفاعي. الجيش على العكس، يتخلى على الأرض وينكمش في معسكراته لكي يدافع.
والنتيجة أمامنا؛ لقد صمد الجيش وصد هجمات المليشيا، ثم بدأ الهجوم المضاد. صحيح انتشار المليشيا أعاق تقدم الجيش وأطال زمن الحرب ولكنه لم يمنعه ولا يمنعه. لقد كانت استراتيجية قتالية فاشلة.
بهذه الحسابات فقد انتهت الحرب!
طريقة قتال الطرفين تحدد النتيجة الحتمية. سيتقدم الجيش ويستولي على كل المناطق التي انتشرت فيها المليشيا، فقد ثبت عمليا من خلال الاستقراء أنها لا تستطيع الدفاع والاحتفاظ بالأرض، ولن توقف تقدم الجيش.
وثبت قبل ذلك أنها كذلك فاشلة في الهجوم والجيش ناجح في الدفاع وذلك حين عجزت عن دخول معسكرات الجيش الأساسية منذ بداية الحرب وهي في كامل قوتها واستعدادها والجيش في أضعف حالاته. الان الآية انقلبت، وهي لن تصمد.
فلماذا لا تستسلم وتوفر دماء ما تبقى من جنودها وتوفر زمن وموارد الشعب السوداني؟
حليم عباس