مصطفى الكيلاني يكتب: كوميديا رمضان.. ضحك بلا حدود
تاريخ النشر: 29th, March 2024 GMT
يُعتبر شهر رمضان موسماً ذهبياً للمسلسلات، حيث تتنافس القنوات التليفزيونية على تقديم أفضل الأعمال الكوميدية لجذب المشاهدين. وفى هذا العام برزت مجموعة من المسلسلات الكوميدية التى لاقت استحساناً كبيراً، مثل «بابا جه» و«الكبير أوى» وكوميديا اجتماعية فى «إمبراطورية ميم».
ما يميز هذه المسلسلات اعتمادها على كوميديا الموقف، والتى تعتمد على خلق مواقف طريفة ومفارقات غير متوقعة تثير الضحك لدى المشاهد.
وهو ما يفتح الباب لكى يتم توزيعها لمنصات أجنبية، وتتم ترجمتها، لأنها ستصبح مفهومة لمشاهد لا يتحدث العربية، مثلما استوعبنا كوميديا «فريندز» و«ساينفيلد»، التى لا تخلو من «إيفيهات» لا يعرفها سوى المشاهد الأمريكى، ولكنها كذلك ثرية بكوميديا الموقف، ما يجعلها ذات قدرة على الوصول لمشاهدين حول العالم، وهو ما يتوفر فى الكوميديا المصرية الآن، التى تحاول الخروج من «قلش» مسرح مصر، لأشكال عدة كانت موجودة فى الأعمال الكوميدية المصرية من أيام المؤسس نجيب الريحانى، مروراً بفؤاد المهندس وعبدالمنعم مدبولى وعادل إمام وسعيد صالح، وصولاً إلى جيل شيكو وهشام ماجد وأحمد فهمى.
«بابا جه»: المسلسل ليس فقط كوميديا، ولكنه يقدم رسائل شديدة الأهمية للتعامل مع الأبناء، فالأب بالإيجار «أكرم حسنى» يتعلم من خلال مواقف عدة مكتوبة بعناية كيفية معاملة ابنته، والاهتمام بها، وتحمُّل المسئولية.
«الكبير أوى»: يستمر الكبير أوى فى تقديم كوميديا الموقف من خلال شخصية «الكبير» الغريبة والساذجة، والتى تتعارض مع محيطها العصرى، مما يخلق مواقف كوميدية لا تنتهى. بخلاف تيمة البارودى، وهو ما فعله قبلاً من تقديم نسخة الكبير من «لعبة الحبار»، وفى هذا الموسم قدّم نسخة حزلئوم من المسلسل الإسبانى «قصر الورق».
«إمبراطورية ميم»: يقدم هذا المسلسل الكوميديا الاجتماعية من خلال شخصية «مختار» الأب الذى يحاول إدارة شئون أسرته المكونة من ستة أبناء، فى ظل غياب الأم. وتكمن الكوميديا فى المواقف اليومية التى يواجهها مختار فى التعامل مع أبنائه المشاغبين.
تتشابه المسلسلات الثلاثة فى اعتماد معظم مشاهدها على كوميديا الموقف، لكنها تختلف فى بعض الجوانب الأخرى. ففى مسلسل «بابا جه» نجد أن شخصية «هشام» هى محور الكوميديا فى المسلسل مع الدعم من ضيوف الشرف. بينما يركز مسلسل «الكبير أوى» على عدة شخصيات، فلم يرضَ «مكى» أن تكون الكوميديا من خلاله وشخصياته فقط، ولكن كذلك من خلال أكثر من كاراكتر محيط به، ولكنه طبعاً أقل فى صناعة كوميديا الموقف من «بابا جه».
أما مسلسل «إمبراطورية ميم» فيجمع بين كوميديا الشخصيات والموقف، حيث إن شخصية مختار تقع فى مواقف مضحكة وجادة فى آن واحد بسبب اختلاف شخصيات الأبناء وتنوع تصرفاتهم.
الرسائل الاجتماعية
تحمل المسلسلات الكوميدية الرمضانية رسائل اجتماعية مهمة، فمسلسل «بابا جه» يسلط الضوء على أهمية الأسرة ودور الأب فى حياة أبنائه. بينما يناقش مسلسل «إمبراطورية ميم» التحديات التى يواجهها الأب فى المجتمع، حينما يتحمل بمفرده مسئولية عدد ضخم من الأبناء.
بالرغم من النجاح الذى حققته هذه المسلسلات، إلا أنها لا تخلو من بعض النقاط التى يمكن انتقادها، مثل: الاعتماد على بعض الكليشيهات: قد تقع بعض المسلسلات فى فخ تكرار بعض الكليشيهات الكوميدية، مما يُفقدها عنصر المفاجأة.
المبالغة فى بعض المواقف: قد تلجأ بعض المسلسلات إلى المبالغة فى بعض المواقف الكوميدية، مما يجعلها غير واقعية.
وأظن أن أكبر مثال على كوميديا الموقف صنعه مكى وهشام ماجد وشيكو فى «خلصانة بشياكة»، الذى أعتبره أحد أفضل الأعمال الكوميدية المعتمدة على كوميديا الموقف، ولو تم وقتها دعمه، خاصة أنه كان فى بداية ظهور المنصات، لفتح الباب أمام الكوميديا المصرية للعرض خارج الإطار العربى.
خلاصة القول، تُعتبر المسلسلات الكوميدية الرمضانية لهذا العام إضافة قوية للدراما العربية، حيث نجحت فى تقديم كوميديا خفيفة ومسلية، تعتمد على كوميديا الموقف، مما يجعلها قابلة للترجمة والانتشار العالمى.
ومع ذلك، ينبغى على صُناع هذه المسلسلات الحرص على تجنب الكليشيهات والمبالغة، والبحث عن أفكار جديدة ومبتكرة للحفاظ على عنصر المفاجأة والإضحاك.
وبالإضافة إلى ما سبق، يمكن مناقشة الرسائل الاجتماعية التى تحملها المسلسلات، مثل أهمية الأسرة، ودور الأب، وكذلك تقديم أفكار تساهم فى زيادة وعى المجتمع.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: الدراما السباق الرمضانى الدراما الكوميدية إمبراطورية ميم إمبراطوریة میم الکبیر أوى من خلال بابا جه
إقرأ أيضاً:
"الدشاش يجمع الكوميديا بالتشويق: محمد سعد في إطلالة جديدة وزينة تعود إلى الشاشة الكبيرة"
في خطوة لزيادة التشويق والإثارة، أزاحت شركة "رشيدي برودكشن" الستار عن البوسترات الفردية لأبطال فيلم الدشاش، المقرر طرحه في دور العرض المصرية يوم 1 يناير المقبل.
جاء الإعلان عبر الصفحة الرسمية للشركة على موقع إنستجرام، حيث ظهر كل من محمد سعد، نسرين أمين، باسم سمرة، وزينة بتصاميم مميزة تحمل ملامح شخصياتهم في العمل.
الدشاش يحمل توقيع المخرج سامح عبد العزيز، وتأليف جوزيف فوزي، وإنتاج محمد رشيدي في تجربة جديدة تهدف إلى تقديم عمل مختلف يمزج بين الكوميديا والتشويق، مع وعود بمفاجآت غير متوقعة ستبهر الجمهور.
ويعد الفيلم محطة فارقة في مسيرة النجم محمد سعد، الذي يعود من خلاله إلى السينما بعد غياب طويل عن هذا النوع من الأدوار. سعد، المعروف بشخصياته الكوميدية المحبوبة مثل "اللمبي"، سيظهر هذه المرة في قالب مختلف تمامًا، ما يثير فضول جمهوره الذي ينتظر رؤيته في شخصية أكثر تعقيدًا وتنوعًا.
أما النجمة زينة، فتعود بفيلم الدشاش بعد سنوات من التعاون الناجح مع محمد سعد في فيلم بوشكاش، الذي حقق نجاحًا جماهيريًا كبيرًا وقت عرضه. ويبدو أن الكيمياء بينهما ستتجدد في هذا العمل، الذي يُتوقع أن يكون أحد أبرز أفلام موسم رأس السنة.
إلى جانب سعد وزينة، يشارك في البطولة النجم باسم سمرة، المعروف بأدائه المتقن، ونسرين أمين، التي أثبتت حضورها اللافت في السنوات الأخيرة. مع هذا الطاقم المميز، من المنتظر أن يحمل الفيلم طابعًا استثنائيًا يمزج بين الأداء القوي والأحداث المشوقة.
تأتي هذه الخطوة بعد أن شارك محمد سعد في موسم رمضان الماضي بمسلسل إكس لانس، الذي شهد مشاركة مجموعة كبيرة من النجوم مثل شيرين، جيهان خليل، وسارة درزاوي. ولكن هذه المرة، يبدو أن سعد يهدف إلى إعادة تعريف نفسه سينمائيًا وتقديم تجربة جديدة لجمهوره.
يُذكر أن الشركة المنتجة تراهن على أن يكون الدشاش أحد أبرز الأعمال السينمائية في بداية العام الجديد، خصوصًا مع الحبكة المبتكرة والإطلالة الجديدة لأبطاله. ومن المنتظر أن يتم الكشف تفاصيل إضافية حول الفيلم قريبًا، مع اقتراب موعد عرضه.