في الهرمل وبعلبك وبشري وبرج حمود.. إحياء رتبة دفن السيد المسيح
تاريخ النشر: 29th, March 2024 GMT
إحتفلت الطوائف المسيحية التي تتبع التقويم الغربي في قرى الهرمل وبعلبك برتبة دفن السيد المسيح، حيث نظمت المسيرات وغصت الكنائس بالمصلين.
وترأس كاهن رعية رأس بعلبك الأب إبراهيم نعمو رتبة دفن السيد المسيح في كنيسة مار اليان، بحضور قائد اللواء التاسع العميد سامر منصور وفاعليات البلدة.
وبعد تلاوة الإنجيل، ألقى الأب نعمو عظة قال فيها: "تتميز الجمعة العظيمة بأمرين الأول رتبة دفن المسيح، والثاني حضور الجميع إلى هذه الكنيسة من كل الأطراف في البلدة، والجمعة العظيمة هي للتأمل والحداد، وهي تقف كحجر زاوية للإيمان المسيحي.
وتمنى الأب نعمو أن "تمنحنا روح الجمعة العظيمة المزيد من التعاطف والتفاهم فيما بيننا، عسى أن تعطينا دروسا في التضحية والنزاهة"، وتابع: "يجب أن نتأكد أن المسيح سينير حياتنا، فهو يعلم بأننا نعيش اليوم عدم إستقرار إقتصادي وأمني، وسيحول الأيام الصعبة التي نعيشها إلى أيام حلوة، ويلهم أصحاب الرأي والشأن بإنتخاب رئيس للجمهورية ونكون مستعدين للتضحية من أجل وطننا لبنان ليكون وطنا جامعا لكل أبنائه، ونتغلب على الصعاب ونعيش حياة حرة وكريمة".
وختم الأب نعمو بتوجيه التحية إلى الجيش "الذي هو الأمل بالحفاظ على الأمن على جميع الأراضي اللبنانية، وهو الضامن لوحدتنا وعيشنا المشترك وبصلواتنا ستتحسن حياتنا على جميع الصعد". بشري كذلك، أحيت منطقة بشري يوم الجمعة العظيمة، فترأس النائب البطريركي العام على المنطقة المطران جوزف نفاع يعاونه رئيس ديوان كرسي الديمان الخوري خليل عرب وكهنة بشري، رتبة سجدة الصليب في كنيسة السيدة، وألقى عظة تناول فيها معاني المناسبة وسرّي الفداء والقيامة.
وفي بقاعكفرا ترأس الرتبة في كنيسة السيدة الخوري ميلاد مخلوف، وأقيم تطواف في محيط الكنيسة. أما في حدث الجبة، فقد ترأس الخوري حبيب صعب الرتبة المقدسة في كنيسة مار دانيال الاثرية. وفي دير سيدة قنوبين في عمق الوادي المقدس نظمت الراهبات الانطونيات في الدير برئاسة الاخت جانيت فنيانوس برنامج الجمعة العظيمة، وقد أحياه الخوري هاني طوق، وتخللته مسيرة صلاة وتراتيل من دير سيدة قنوبين البطريركي الى دير سيدة حوقا، مروراً بكنيسة القديسة مارينا، تلتها رتبة السجدة ودفن المسيح. وفي حديقة البطاركة في الديمان نظمت الراهبات الانطونيات برئاسة الاخت لينا الخوند برنامج صلوات الجمعة العظيمة، وقد توزعت بين كنيستي مار اسطفان ومار يوحنا مارون. وأقام الخوري نافذ صعيّب رتبة السجدة والتطواف في مجمّع مار يوحنا مارون على مشارف الوادي المقدس. وفي حدشيت أحيا الوكيل البطريركي في الديمان، الخوري طوني الآغا، والخوري ميلاد الكورة احتفالات المناسبة، ونظما تطوافاً في محيط كنيسة مار رومانوس. وترأس الخوري طوني جبارة رتبة صلوات الجمعة العظيمة في كنيسة السيدة – حصرون، وكانت مسيرة صلاة وتراتيل في محيط الكنيسة. وأقام رهبان دير مار اليشاع مسيرة درب الصليب من الدير الجديد الى الدير القديم في عمق الوادي حيث ضريح الاب أنطون طربيه بحضور مؤمنين من مختلف المناطق. برج حمود وترأس كاثوليكوس بيت كيليكيا للأرمن الكاثوليك البطريرك رافائيل بدروس الحادي والعشرون ميناسيان رتبة جناز المسيح في كنيسة المخلص في برج حمود بمشاركة لفيف من الآباء الكهنة وجموع غفيرة من المؤمنين.
وألقى ميناسيان عظة قال فيها: "يا للخزي والعار يا للخيانة العظمى التي وقعت في ذلك الحين عندما أمسكوا بالإله المتجسّد وقادوه من محكمة إلى أخرى وعذبوه ثم صلبوه بغية بالسلطة المتمرّدة. لقد عذبوه وصلبوه هؤلاء الذين أكلوا وشربوا معه، هؤلاء الذين نالوا منه كل ما طلبوه وتمنوه، هؤلاء الذين قالوا إنّه الفادي وساروا معه وهللو له، يوم الشعانين. يا لنكران الجميل! بعد كلّ العجائب التي فعلها أمامهم ولهم من خبز وخمر وشفاء، حتى قيامة الموتى من قبورهم، أهانوه ومزقوه حتى الصلب على خشبة العار. في الماضي كانوا أغلبية الشعب المختار، أمّا اليوم فمَن هم هؤلاء؟ أخذوا منه النعم وراحوا يصرخون "اصلبوه اصلبوه". وما الفرق اليوم من ذلك الشعب لشعب يتنكر لكلّ نعمة ورخاء ينلها من ذات الاله المتجسد، ويردها بالحقد والتمرّد والاجرام. ماذا يميّزنا عن ذلك التلميذ الذي عاش معه، مع يسوع المخلّص الذي اليوم نقوم بذكرى فداه من أجل خلاصنا، وخانه بقبلة. نعم يا لها من نكران جميل رهيب ولكن ما أعظم الجواب الذي ناله من الفادي برحمة وحنان خارق الطبيعة قائلاً له: "بقبلة تخونني يا يهوذا؟ فكم من قبلات خيانة نعطيها نحن له كل يوم بأخطائنا، ونأتي اليوم ونسير في ذكرى صلبه وموته على خشبة الصليب".
أضاف: "ماذا تريدون أن تسمعوا منّي في مثل هذا اليوم الحزين، غير أنّ أشجعكم على التوبة والغفران والندامة الحقيقية مثل بطرس الذي نكر معلمه ثلاث مرّات ثم بكى على خطيئته وندم ونال الغفران. هذا هو الطلب اليوم في هذه الأيام العصيبة التي خلقناها بأيدينا ونكرنا فادينا الاله المتجسّد الذي نزل من عرش الصباؤوت ليصعدنا إلى عرشه السماوي. ماذا نفعل من أجل شعبنا وأرضنا ووطنا. ماذا نفعل من أجل خلاص نفسنا، أي فداء وأي نذر نقدّمه من أجل خلاص نفسنا، وأنفس أولادنا، ووطننا وأرضنا؟ إنّ المسيح نذر وفدى نفسه من أجل البشرية وليس من أجل أي فئة أو طائفة أو شعب بل للبشرية أجمع. فما فعلناه نحن حتى اليوم من حقوق أولادنا وشعبنا ووطننا؟ فليت الجواب يكون فعليًا في إيماننا بالله وحياتنا مع اخوتنا في هذا الوطن الحبيب".
في الختام، أقيم الزياح في الباحة الخارجية حيث حمل النعش ووضع في القبر الى يوم القيامة المجيدة.
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: السید المسیح فی کنیسة من أجل
إقرأ أيضاً:
إحياء سيرة كمال الجزولي في سدني
كلام الناس
نورالدين مدني
نظم الحزب الشيزعي فرع سدني العام الماضي بليفربول إحتفالاً خاصاً لإحياء سيرة الراحل المقيم الأستاذ كمال الجزولي عليه رحمة ورضوانه الناشط السياسي والقانوني والصحفي، بمشاركة كوكبة من صديقاته وأصدقائه تحدث فيها عدد من رفيقات ورفاق دربه عن بعض جوانب سيرته العامرة بالعطاء.
من الصعب تلخيص الكلمات الطيبات التي قيلت في هذه الأمسية الاحتفالية التي قدمها بحب الأستاذ بكري جابر بكلمة معبرة، تلته الفنانة ياسمين ابراهيم بكلمة إنابة عن اللجنة المنظمة للحفل.
كانت أمسية محشودة بالكلمات من الأستاذة سلوى سعيد والأستاذة أميرة عثمان والأستاذة مي محجوب شريف والبروفسير عبدالله علي ابراهيم والدكتور عادل القصاص والدكتور عبدالله الفكي والأستاذ صلاح حسن والأستاذ
محمد الجزولي عن أسرة المحتفى به والأستاذ النيل ابراهيم عن الحزب الشيوعي فرع سدني.
في بدء عرض الكلمات المسجلة تم تقديم قصيدة الإسم جوزيف مصحوبة بصورة فقيد السودان جوزيف قرنق مقدمة موفقة عن موقف كمال الجزولي السودانوي الأصيل:
الإسم الباتر كالخنجر كالسيف
الإسم المشحوذ الحدين يتوهج
هذه اليلة كالقمر المطعون على كفي.
وتوالت الكلمات التي طافت بنا على مجمل عطائه في كل الساحات السياسية والقانونية والصحافية، وكان الغناء حضوراً عبر غناء الفنانة ياسمين ابراهيم والفنان راشد أنور.
كان كمال الجزولي كما جاء في كلمة اللجنة المنظمة للحفل حاضراً في كل هذه الجبهات بهمة ونكران ذات وإصرار مثابر لايعرف الخذلان والفشل بل يمضي منطلقاً مثل الأمل بغير إلتواء إلى هدفه السامي.
ختمت اللجنة المنظمة للحفل كلمتها بمناشدة بنات وأبناء الشعب السوداني، خاصة الجيل الديسمبري الذي يحمل بين جوانحه ملامح الأستاذ كمال الجزولي - بعد أن ينتصر شعبنا - العمل على إعادة رفاة كل من ضحى من أجل الوطن ودفن قسراً خارجه إلى حضن الوطن لتكون مقبرة كل منهم شاهداً على جسارة تضحياتهم.
دعت اللجنة المنظمة للحفل أيضاً إلى تأسيس مركز الأستاذ كمال الجزولي للدراسات الثقافية والفكرية وطباعة الأعمال الكاملة له.
تحية مستحقة لكل الذين أسهموا في إنجاح هذا الاحتفال الذي زين سماء سدني بإحياء سيرة الأستاذ كمال الجزولي عليه رحمة الله ورضوانه.
noradin@msn.com