120 ألف مُصلٍ فى الجمعة الثالثة من رمضان بالأقصى والاحتلال يمنع الآلاف

 

شهد أمس مجلس الحرب الإسرائيلى خلافات حادة حول مناقشة صفقة التبادل مع المقاومة الفلسطينية وانفض الاجتماع بعد نصف ساعة من انعقاده، بعد طلب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إنهاءه لمناقشة أزمة مشروع قانون التجنيد للمتدينين اليهود ايضا والتى فجرت الغضب فى أوساط اليهود المتدينين.

وكشفت هيئة البث الإسرائيلية، عن تلاسن بين رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو من جهة، والوزيرين بينى غانتس وغادى آيزنكوت من جهة أخرى، أثناء اجتماع حكومة الحرب.

وأوضحت أن رئيس جهاز الاستخبارات «الموساد» دافيد بارنياع، طلب خلال الاجتماع «توسيع صلاحيات الفريق الإسرائيلى الذى يدير مفاوضات التوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح المختطفين» لدى حركة حماس.

وأوضحت الهيئة أن طلب بارنياع أعقبه تطور المواجهة بين الوزيرين ونتنياهو وأضافت: «قال آيزنكوت وغانتس: لقد استمر هذا (المفاوضات) لفترة طويلة جدًا، ونحن بحاجة إلى إنهائه بالفعل. كان من الممكن أن نكون بالفعل فى منتصف الصفقة لو أننا كنا مبادرين. ما من تقدم يذكر فى المحادثات لأننا لم نأخذ زمام المبادرة».

ورد نتنياهو: «نحن مضطرون لخوض مفاوضات شاقة، هذا أمر معقد. حماس ليست مهتمة بالتوصل إلى اتفاق، ويجب ألا نظهر للعدو علامات الضعف»، وفق الهيئة.

وأشارت هيئة البث الإسرائيلية إلى أنه خلال المناقشة حمل الوزير آيزنكوت بيده وثيقة «اليوم التالى» واستراتيجية نتنياهو الحربية وقال له: «كيف نمضى قدمًا بهذا الشيء؟ لا يوجد أى جزء من الخريطة يتقدم إلى الأمام. أنت لا تتقدم إلى الأمام فى أى من مراحل هذا المستند الذى حددته».

وواصل نتنياهو مناوراته وكذبه وأبلغ عائلات المحتجزين فى غزة، بأن إسرائيل تستعد لدخول رفح، ولن تترك أحداً قواتها المحتجزة سواء رهائن أو غيرهم هناك. وزعم «استمرار الضغط العسكري، الذى نمارسه وسنظل نقوم به، هو ما يضمن عودة الجميع».

وانتقد المحلل العسكرى بصحيفة «هآرتس» العبرية، عاموس هارئيل، «محدودية خيال» إسرائيل واستخفافها بعدوها، وعدم اعتبارها عملية «طوفان الأقصى» فى 7 أكتوبر سيناريو واقعيا للحرب الشاملة فى حالة نشوبها فى قطاع غزة.

وكتب هارئيل فى مقاله «بعد مرور قرابة نصف عام، بدأت الصورة فيما يتعلق بما حدث (فى 7 أكتوبر) تتضح، ومن الواضح فعليا أن السيناريوهات المتطرفة التى حدثت يومها، لم يتم تدريب القوات عليها إلا بالكاد قبل الحرب ووصف هارئيل ما حدث بمستوطنات غلاف قطاع غزة فى 7 أكتوبر بأنه «طوفان»، وقال: «تبين أن التسمية التى أطلقتها حماس على الهجوم، طوفان الأقصى، كانت مناسبة».

ونشرت صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية تقريرا عن زيارة وزير حرب الاحتلال يواف جالانت إلى واشنطن أكدت خلاله أن إدارة الرئيس الأميركى جو بايدن فقدت الثقة فى نتنياهو. وقالت الصحيفة فى تقريرها إن إدارة بايدن اكتشفت ما هو واضح أن نتنياهو لا يستطيع أو لا يريد بسبب حلفائه من اليمين المتطرف بالقيام بما هو مطلوب أو إدارة الأزمة الحالية بسبب العدوان على قطاع غزة بشكل صحيح أو قيادة إسرائيل.

وأشارت الصحيفة إلى أن هذا هو أحد الأسباب الجوهرية التى تجعل الولايات المتحدة لا تقوم بدعم نتنياهو فى خطته العسكرية لاجتياح رفح.

وأوضحت الصحيفة إلى أن المسؤولين الأميركيين أبدوا ثقتهم فى يوآف جالانت وزير الحرب الإسرائيلي. وأكدت الصحيفة أن إدارة بايدن رغم موافقتها على القيام بعمليات نوعية فى رفح إلا أنها ترفض فكرة الاجتياح الكامل والمخاطرة بحدوث كارثة إنسانية هناك تؤدى إلى استشهاد مئات الآلاف من الفلسطينيين. وأكد مسؤول أمريكى كبير خلال لقائه مع وزير الدفاع الإسرائيلى يوآف غالانت: لقد فشلتم فى إدخال 50 شاحنة من المساعدات إلى قطاع غزة فهل تستطيعون إخلاء وإيواء ورعاية الغذاء لنحو مليون شخص؟ وكشفت مجلة «بوليتيكو» عن أن وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) تجرى محادثات مبكرة لتمويل مهمة حفظ سلام متعددة الجنسيات أو فريق حفظ سلام فلسطينى فى قطاع غزة.

ونقلت المجلة الامريكية عن مسؤولين فى «البنتاجون» وآخرين، طلبوا جميعاً عدم الكشف عن هوياتهم، إن الخيارات التى يجرى دراستها فى المفاوضات الدبلوماسية والعسكرية المغلقة، لن تشمل نشر قوات أمريكية على الأرض. وأوضحت ان وزارة الدفاع الأمريكية تفكر بجدية فى تمويل قوة لحفظ السلام لتلبية حاجات القوة الأمنية، وإكمال المساعدة المقدمة من دول أخرى.

وواصلت قوات الاحتلال الصهيونى مجازرها لليوم الـ175 فى قطاع غزة خاصة فى محيط مجمع مستشفى الشفاء بعد اقتحامه منذ أكثر من أسبوع، فيما أعلن الجناحان العسكريان لحركتى «حماس» و«الجهاد» إنهما هاجما قوات ودبابات إسرائيلية بصواريخ وقذائف هاون. أسفرت عن مصرع واصابة العشرات من الاحتلال.

وأعلنت وزارة الصحة فى القطاع ارتكاب الإجرام الاسرائيلى 7 مجازر بحصيلة 71 شهيدا وإصابة 112 آخرين خلال 24 ساعة و32623 شهيدا وإصابة 75092 آخرين منذ بدء الابادة الجماعية على القطاع.

وأمرت محكمة العدل الدولية إسرائيل باتخاذ كل الإجراءات الضرورية والفاعلة لضمان تدفق المساعدات الإنسانية من دون عوائق إلى قطاع غزة لتجنب المجاعة.

وأدى قرابة 125 ألف مصلٍ صلاة الجمعة الثالثة من رمضان فى المسجد الأقصى المبارك وسط تكثيف قوات الاحتلال بشكل كبير من وجودها العسكرى فى محيط حواجز «قلنديا» شماليّ القدس، و«الزيتونة» شرقها، و«بيت لحم» جنوبها، وإعادتها آلاف المصلين، وعدم السماح لهم بالدخول بحجة عدم حصولهم على التصاريح اللازمة.

وارتفعت حصيلة شهداء الضربات الجوية الاسرائيلية على سوريا، إلى 42 قتيلا. وهى الأعلى مقارنة بالضربات السابقة وهى الأعنف على سوريا منذ 3 سنوات، فيما تواصلت الغارات الصهيونية على الجنوب اللبنانى.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: مجلس الحرب الإسرائيلى خ المقاومة الفلسطينية قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

أسباب التظاهر في غزة وانعكاساتها على الساحة الداخلية

غزة- خرجت تظاهرة عفوية في بلدة بيت لاهيا شمالي قطاع غزة، عصر الثلاثاء الماضي، تطالب بوقف الحرب على غزة، وذلك بعدما عاد الجيش الإسرائيلي لشن غارات جوية كثيفة مصحوبا بقصف مدفعي تركز على المناطق الشمالية، بالتزامن مع مطالبته الأهالي الصامدين فيها بالإخلاء مجددا.

وتلت التظاهرة دعوات عبر منصات التواصل الاجتماعي لتكرار التجمعات في عدة مناطق بقطاع غزة، لكنها تحولت للمطالبة بـ"إسقاط حكم حركة حماس في غزة"، مما أدى لردود فعل متباينة بين مؤيد ومعارض، ومشكك في أهدافها.

الإجابات عن الأسئلة التالية تشرح التطورات الميدانية للحراك الأخير في الشارع الغزي، وتسرد تفاصيلها، وانعكاسها على الساحة الداخلية.

لماذا انطلقت التظاهرة في شمال غزة؟

دأبت قوات الاحتلال الإسرائيلي على اتخاذ كل الوسائل الكفيلة بإحداث بلبلة وإرباك بين صفوف المواطنين، وأبرزها المتعلقة بإصدار أوامر إخلاء جديدة، مما يضع سكان تلك المناطق في حيرة من أمرهم إذا ما سيضطرون للنزوح أو البقاء، وذلك بعد معاناة طويلة من مرارة النزوح، وإجبارهم على ترك منازلهم منذ بداية الحرب على غزة.

وأجواء الإرباك التي يخلقها الاحتلال تدفع السكان للتشاور فيما بينهم بقرار البقاء أو النزوح، حينها تحول تجمع عدد من ساكني بلدة بيت لاهيا لمظاهرة تطالب بـ"وقف الحرب على غزة"، ورفعوا شعارات كتب عليها "أوقفوا الحرب"، "نرفض نحن نموت" ، "دماء أطفالنا ليست رخيصة".

إعلان

 

كيف جاءت الدعوات لتكرار التظاهرات؟

مع انتشار صور ومقاطع مصورة للتظاهرة التي خرجت في بيت لاهيا، بدأت ازدواجية تفسيرات نشطاء التواصل الاجتماعي، بين من يقرأها بأنها مطالب وطنية طبيعية يريدها الجميع، تتمثل في وقف حرب الإبادة على قطاع غزة، وآخرين أعادوا نشرها على أنها ضد حركة حماس وتطالبها بإنهاء الحرب ومغادرة الحكم.

الغريب أن الصحفي الإسرائيلي إيدي كوهن كان أول من استغل تلك المشاهد والاختلافات التي انتشرت عبر منصات التواصل الاجتماعي، ودعا لتجدد التظاهرات ضد حركة حماس، وحدد ساعة انطلاقتها، وأماكن تجمعها في مختلف محافظات قطاع غزة.

من الذي تبنى دعوات التظاهر مرة أخرى؟

عقب كل حراك عفوي، يتصدر أشخاص فلسطينيون يقيمون خارج قطاع غزة الدعوات للتحرك مجددا، وهذه المرة عاد الأشخاص ذاتهم، الذين تتنوع أماكن إقامتهم بين بلجيكا وتركيا ومصر، بنشر دعوات التظاهر في الوقت ذاته وأماكن التجمعات التي حددها الصحفي الإسرائيلي.

أثار ذلك كثيرا من علامات الاستفهام بين الهدف الذي يريدون تحقيقه، وكيف حاول البعض استثمار التظاهرة العفوية وإخراجها عن سياقها الطبيعي لتحقيق أجندة أخرى.

ما العلاقة بين الداعين للتظاهر ضد حماس والحراكات السابقة؟

تعود مطالبات النشطاء الذين يقيمون خارج الأراضي الفلسطينية للتظاهر ضد حركة حماس إلى عام 2018، حين دعوا وقتها لحراك تحت عنوان "بدنا نعيش"، مطالبين بإنهاء مشكلة انقطاع التيار الكهربائي، التي تعود أساسا للحصار الإسرائيلي على قطاع غزة.

وتكررت الدعوات ذاتها في سنوات لاحقة من الأشخاص ذاتهم للخروج إلى الشارع، لكن وجود القائمين على التجييش للحراك خارج قطاع غزة، وانخراط وسائل إعلام تابعة للسلطة الفلسطينية وحركة فتح بالدعوة للحراك أفرغه من مضمونه.

 

 

ما أبرز ردود الفعل الفلسطينية؟

قال عضو المكتب السياسي لحركة حماس باسم نعيم "من حق الناس جميعا أن تصرخ من شدة الألم، وأن ترفع صوتها عاليا ضد العدوان على شعبنا والخذلان من أمتنا، وشعبنا سواء من خرج أو من لم يخرج للشارع، فنحن منهم وهم منا".

إعلان

واستدرك -في منشوره على موقع فيسبوك- قائلا "لكن مرفوض ومستنكر استغلال هذه الأوضاع الإنسانية المأساوية، سواء لتمرير أجندات سياسية مشبوهة، أو إسقاط المسؤولية عن المجرم المعتدي وهو الاحتلال وجيشه".

وأصدرت الجبهة الداخلية في قطاع غزة بيانا قالت فيه إن "المطالب المشروعة لا تبرر التساوق مع الاحتلال وأهدافه الخبيثة، فليس فلسطينيا من يخون دماء الشهداء ويقف في صف العدو الذي يذبح أطفالنا ونساءنا، ومن يستجب لدعوات مجرمي الحرب نتنياهو وكاتس، فقد تساوق مع الاحتلال ضد شعبه، وخان دماء الشهداء والتضحيات الجسام".

من جانبها، دعت فصائل العمل الوطني والإسلامي -في بيان لها- إلى "اليقظة والحذر، والانتباه من كل محاولة لحرف مسار الحراك الجماهيري الغاضب، واستغلال معاناة الفلسطينيين ووجعهم لتهديد التماسك الوطني، ومحاولة دق إسفين بين أبناء الشعب الواحد والتحريض ضد المقاومة، والدفع بكرة اللهب للساحة الداخلية".

مقالات مشابهة

  • عائلات المحتجزين في غزة: نتنياهو يطيل الحرب للنجاة من لجنة التحقيق
  • معاريف: حكومة نتنياهو تشتبه في أن التظاهرات التي خرجت في غزة حيلة من حماس
  • معاريف: حكومة نتنياهو تشتبه أن التظاهرات التي خرجت في غزة حيلة من حماس
  • كيف علق البرغوثي على التظاهرات في غزة ؟
  • هل تؤسس ثورة غزة ضد حماس للسلام؟
  • لليوم الثالث.. مظاهرات ضد حماس في قطاع غزة
  • حماس تهدد بمعاقبة المتظاهرين ضدها في غزة
  • أسباب التظاهر في غزة وانعكاساتها على الساحة الداخلية
  • نتنياهو يدعو لمشاورات لبحث توسيع العملية العسكرية في غزة
  • لماذا يحتج سكان غزة ضد حماس؟