ليلة القدر: بين الفضيلة والتأمل
تاريخ النشر: 29th, March 2024 GMT
ليلة القدر: بين الفضيلة والتأمل، تعتبر ليلة القدر من أبرز الليالي المباركة في الإسلام، حيث يؤمن المسلمون بأنها ليلة خاصة جدًا ومميزة بالنسبة للعبادة والرحمة الإلهية. يُشير الدليل على وجود هذه الليلة المباركة في القرآن الكريم بقوله تعالى في سورة القدر: "إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ"، وهو ما يُفسَر بأن الله تعالى أنزل في هذه الليلة القرآن الكريم على النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
تختلف آراء العلماء حول تحديد هذه الليلة بالضبط، فمنهم من يرى أنها في العشر الأواخر من شهر رمضان، ومنهم من يرى أنها في الوتر منها، ومنهم من يعتقد أنها يوم 27 من رمضان بشكل خاص. إلا أنّ القرآن والسنة النبوية أكدت عظمة هذه الليلة دون تحديد يقيني لتاريخها.
ليلة القدر: بين الفضيلة والتأملتتميز ليلة القدر بالعديد من الفضائل والمزايا، فهي ليلة تنزل فيها الملائكة وتنشر السلام، وتهب السعادة والبركة على العباد. كما أن الأعمال الصالحة فيها تضاعف أجورها، فمن صام رمضان وقام ليلتها إيمانًا واحتسابًا، غُفِر له ما تقدّم من ذنبه.
يتفرّد هذا الوقت بالسكينة والطمأنينة، فهو فرصة للتأمل والتدبر، والاقتراب من الله بالدعاء والتوبة. تنقل القلوب فيها بين خشية الله ورجاء رحمته، وتفيض العيون بالدموع تذكرًا بفضل الله وكثرة ذنوب الإنسان.
من العبادات التي يُنصح بالقيام بها في ليلة القدر: الصلاة، وقراءة القرآن، والذكر، والاستغفار، وصدقة السرّ. ففي هذه الليلة يُفتَح باب التوبة والغفران، وينزل القضاء بقدره الذي يعلمه الله، ويقبل الدعاء ويستجيب له.
بالتأكيد، يعتبر التأمل في فضل هذه الليلة والاجتهاد في العبادة خلالها من أعظم الطرق لاستقبالها بقلوب مفتوحة وأرواح مطمئنة. إنها ليلة القدر، تلك الليلة التي يتمنى فيها كل مؤمن أن يجد فيها نفسه ويرتقي بها إلى عُليّ درجات الخشوع والتقوى.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: ليلة القدر ليلة القدر و فضلها أهمية ليلة القدر فضل ليلة القدر ليلة القدر 1445 شهر رمضان هذه اللیلة لیلة القدر
إقرأ أيضاً:
البحوث الإسلامية: هجرات الأنبياء دروس إيمانية في الالتجاء إلى الله
عقدت اللجنة العُليا للدعوة بمجمع البحوث الإسلامية، الندوةً الدِينيَّةً الثالثة بالجامع الأزهر الشريف، تحت عنوان: «الهجرة النبوية في القرآن الكريم.. دلالات ومعطيات خالدة»، وذلك ضِمن فعاليَّات الأسبوع الدَّعوي الثامن، الذي تنظِّمه اللجنة تحت عنوان: «الهجرة النبويَّة.. تدبيرٌ إلهي وبُعْدٌ إنساني»، في إطار توجيهات الإمام الأكبر أ.د. أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف؛ بترسيخ دَور الأزهر في حَمْل رسالة الدعوة، وإحياء منهجه الأصيل في بثِّ الوعي الدِّيني المنضبط، وتعزيز حضوره الفاعل في البناء الفِكري والأخلاقي للمجتمع.
وحاضر في النَّدوة -التي أُقيمَت فعاليَّاتها بعد صلاة المغرب بإشراف فضيلة أ.د. محمد الضويني، وكيل الأزهر، وأ.د. محمد الجندي، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلاميَّة- كلٌّ مِن: أ.د. أشرف شعبان، الأستاذ بجامعة الأزهر، وأ.د. عماد الدِّين عبده العجيلي، الأستاذ بجامعة الأزهر، في حين أدار الندوةَ الشيخ يوسف المنسي، عضو أمانة اللجنة العُليا للدعوة.
النبي ﷺ قضى ثلاث عشرة سنة في مكَّةوفي كلمته، أكَّد الدكتور عماد عبده العجيلي، أنَّ النبي ﷺ قضى ثلاث عشرة سنة في مكَّة يدعو إلى التوحيد، ويتحمَّل الأذى والتنكيل، لا لشيء إلا حفاظًا على العقيدة، وأنَّ الابتلاء كان لحكمة إلهيَّة عظيمة؛ لئلَّا يُقال: إن النبي نُصِر بعصبيَّة قريش، بل شاء الله أن يكون النصر من خارجها، ليبقى الدِّين خالصًا للعقيدة، مشيرًا إلى أنَّ الهجرة كانت إعلانًا لميلاد أمَّة جديدة؛ ولذلك اختار المسلمون بداية تقويمهم من هذا الحدث المفصلي، لا من مولد النبي، ولا من بعثته؛ بل من هجرته؛ لأنها لحظة الانطلاق الحضاري الحقيقي.
النبي ﷺ خرج مهاجرًا امتثالًامن جانبه، أوضح الدكتور أشرف شعبان أنَّ النبي ﷺ خرج مهاجرًا امتثالًا لأمر الله، وأقام في المدينة دولة عظيمة أرسى فيها الأمن ونشر العدل، مؤكدًا أن هجرة الأنبياء كانت دائمًا بأمر الله، وأنها دعوة للرجوع إلى الله، وهجر ما نهى عنه، مستشهدًا بحديث النبي ﷺ: «المُهاجرُ من هجرَ ما نهى اللهُ عنه».
هل الخطأ في قراءة الفاتحة يُبطل الصلاة.. وما حكم ترك سورة بعدها؟
هل يغسل من مات محروقا؟.. الإفتاء توضح حكم الشرع
وفي ختام الندوة، لفت الشيخ يوسف المنسي، إلى أنَّ القرآن الكريم حين يتناول قضايا العقيدة، فإنه لا يُلقي الأحكام دفعة واحدة، بل يؤسِّس لها بأسلوب تربوي متدرِّج، يُمهِّد النفوس ويغرس اليقين، مبيِّنًا أنَّ القرآن حين تحدث عن الهجرة، عرضها أولًا في سياق الوعد الإلهي للنبي على مشارف مكة: ﴿إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ القُرآنَ لَرَادُّكَ إِلى مَعادٍ﴾، ثم أعاده فاتحًا، تمامًا كما عاد موسى إلى مصر، ويوسف من السجن، لتكون الهجرة طريقًا لصناعة العقيدة، وترسيخ الإيمان.
وتُواصِل اللجنة العُليا للدعوة بمجمع البحوث الإسلاميَّة تنفيذ فعاليَّات الأسبوع الدعوي الثامن بالجامع الأزهر، في إطار مشروع دعوي متكامل، يستلهم مِنَ الهجرة النبويَّة مقوِّمات البناء الحضاري، ويستهدف ترسيخ القِيَم الإيمانيَّة والإنسانيَّة في الوجدان العام، مِن خلال لقاءات عِلمية تُفعِّل دَور الخطاب الأزهري الوسطي في معالجة قضايا الواقع، وتعزيز الوعي الدِّيني المنضبط، بما يجسِّد الدور المتجدِّد للأزهر الشريف في توجيه الفِكر، وتهذيب السلوك، وبناء الإنسان.