أظهرت دراسة جديدة أن استخدام حقن منع الحمل قد يزيد من احتمالات إصابة النساء بأورام المخ، وفقاً لصحيفة “تلغراف” البريطانية.

ووجد الباحثون في الدراسة التي نُشرت في المجلة الطبية البريطانية (The BMJ) أن النساء اللاتي استخدمن حقن منع الحمل كانوا أكثر عرضة بنسبة 5.6 مرة للإصابة بأورام في المخ.

هذه الدراسة، التي شملت أكثر من 108,000 امرأة في فرنسا، بين عامي 2009 و2018، هي الأولى من نوعها التي تقيم مخاطر استخدام هرمون البروجسترون فيما يتعلق بأورام المخ.

تُستخدم علاجات البروجسترون بشكل واسع من قِبَل النساء لعدة أغراض، بما في ذلك حقن منع الحمل وعلاج اضطرابات الدورة الشهرية.

الدراسة لم تربط أشكال منع الحمل الأخرى، مثل الحبوب، بزيادة خطر الإصابة بأورام المخ، ولكنها أشارت إلى أن حقن منع الحمل كانت مرتبطة بزيادة خطر الإصابة بنسبة 5 أضعاف، مع التأكيد على أن الدراسة وجدت علاقة بين الحقن وخطر الإصابة بأورام المخ دون تحديد السبب في ذلك.

حقن منع الحمل، التي تبقى فعالة لمدة 3 أشهر بنسبة فعالية تصل إلى 99 في المائة، تعتبر وسيلة منع حمل طويلة المفعول تستخدمها مئات الآلاف من النساء في المملكة المتحدة.

فيما يُقدر الباحثون أن هناك حوالي 74 مليون امرأة تستخدم حقن منع الحمل في جميع أنحاء العالم.

وتعمل حقن منع الحمل عن طريق إطلاق هرمون البروجسترون، الذي يمنع الإباضة، وقد تم ربطه سابقا بزيادات طفيفة في خطر الإصابة بسرطان الثدي وعنق الرحم، وفق “تلغراف”.

ويصاب حوالي واحد من كل 500 شخص بورم في المخ، ويمثل الورم السحائي 27 بالمئة منهم، وفقا لأبحاث السرطان في المملكة المتحدة.

وحسب الصحيفة، يسبب الورم السحائي مشاكل خطيرة حتى لو لم تكن سرطانية، بما في ذلك “فقدان الرؤية والشم والذاكرة والسمع، وطنين في الأذنين، ونوبات صرع، وضعف في الذراعين أو الساقين”.

وأظهرت الدراسة ارتفاع معدل الإصابة بالورم السحائي من 0.1 في المائة إلى 0.5 في المائة بين النساء اللاتي استخدمن حقنة منع الحمل في العام السابق، وحصلن عليها لمدة عام على الأقل.

وعززت الدراسة النتائج السابقة التي ربطت أدوية البروجسترون، “أسيتات الكلورمادينون”، و”أسيتات نوميجيسترول”، و”أسيتات سيبروتيرون”، بنمو الأورام.

ويقول أستاذ علم وبائيات السرطان في مركز سيدارز سيناي الطبي في الولايات المتحدة، بول فارو، إن “النساء اللاتي يتناولن حبوب منع الحمل شائعة الاستخدام، أو العلاج بالهرمونات البديلة، لا يتعرضن لخطر متزايد للإصابة بالورم السحائي. والاستثناء الملحوظ هو استخدام أسيتات الميدروكسي بروجستيرون”.

من جانبها، تقول مديرة الأبحاث والسياسات والابتكار في مركز أبحاث أورام الدماغ، كارين نوبل: “رغم أن هذه الدراسة ربطت بعض علاجات البروجستيرون بزيادة خطر الإصابة بالورم السحائي، فإنها أثبتت أيضا سلامة علاجات البروجستيرون الأخرى، والتي ثبت أنها لا تزيد من المخاطر”.

الحرة

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: خطر الإصابة

إقرأ أيضاً:

دراسة علمية تكشف ارتباط حالات وراثية مبكرة بخطر الإصابة بالسرطان

أميرة خالد

تمكنت دراسة حديثة من تحديد حالتين وراثيتين رئيسيتين تتشكلان خلال المراحل المبكرة من تطور الإنسان، مما يؤثر بشكل مباشر على احتمالية الإصابة بالسرطان على مدار الحياة.

ونُشرت هذه النتائج في مجلة Nature Cancer، حيث تقدم رؤية جديدة حول أصول المرض وآليات نشأته، وقام بالدراسة باحثون في معهد فان أندل الأمريكي.

وأوضحت الدراسة أن إحدى الحالتين الوراثيتين تساهم في تقليل خطر الإصابة بالسرطان، بينما تزيد الأخرى من احتمالية التعرض له.

ووفقًا للباحثين، فإن الأفراد الذين يحملون الطفرة ذات الخطر المنخفض قد يكونون أكثر عرضة للإصابة بالأورام السائلة مثل سرطان الدم والليمفوما، في حين أن أصحاب الطفرة ذات الخطر المرتفع يكونون أكثر عرضة للإصابة بالأورام الصلبة مثل سرطان الرئة والبروستاتا.

وأشار الدكتور جيه أندرو بوسبيسيليك، رئيس قسم علم الوراثة في المعهد وأحد المشاركين في البحث، إلى أن هذه النتائج قد تعيد تشكيل فهم العلماء لخطر الإصابة بالسرطان.

وأضاف أن اكتشاف هذه الحالتين الوراثيتين يفتح آفاقًا جديدة لدراسة أسباب المرض، ما قد يسهم في تطوير أساليب تشخيصية وعلاجية أكثر دقة وفعالية.

ووجد الباحثون أن الأخطاء الجينية التي تحدث خلال المراحل المبكرة من التطور الجنيني قد تؤثر على آليات مراقبة جودة الخلايا، مما يسمح للخلايا غير الطبيعية بالاستمرار والتكاثر.

وعلى الرغم من أن خطر الإصابة بالسرطان يزداد مع التقدم في العمر نتيجة لتلف الحمض النووي والتعرض للعوامل البيئية، فإن الدراسة تشير إلى أن بعض التغيرات الوراثية قد تضع الأساس للمرض في وقت مبكر جدًا.

وفي تجارب أُجريت على الفئران، لاحظ العلماء أن انخفاض مستويات الجين Trim28 يؤدي إلى ظهور نمطين وراثيين مرتبطين بالسرطان، ما يدل على أن الجذور الجينية للمرض قد تتشكل خلال مراحل النمو الأولى.

ويعتبر هذا الاكتشاف خطوة مهمة نحو فهم أعمق للسرطان، مما قد يسهم في تطوير استراتيجيات جديدة للتشخيص والعلاج المبكر.

وتعزز هذه النتائج الفرضية القائلة بأن التغيرات فوق الجينية تلعب دورًا محوريًا في تطور السرطان، مما قد يسهم في تطوير علاجات مستهدفة تعتمد على فهم أعمق للأنماط الوراثية للمرض.

مقالات مشابهة

  • الرجال أم النساء.. من الأكثر كرما؟
  • دراسة: النساء أكثر كرما من الرجال
  • دراسة تربط باراسيتامول أثناء الحمل بفرط النشاط لدى الطفل
  • دراسة علمية تكشف ارتباط حالات وراثية مبكرة بخطر الإصابة بالسرطان
  • دراسة تكشف اختلافات بين الجنسين في الكرم والسخاء
  • دراسة تكشف حيلة ذكية لجعل الأطفال يحبون الخضروات منذ الفطام
  • دراسة تكشف عن مخاطر بعض وسائل منع الحمل وتأثيرها على الصحة
  • لحماية الجنين: مختصة تكشف عن فحص ضروري للحوامل قبل الولادة
  • دراسة: الرضع يفضلون الأطعمة التي تناولتها أمهاتهم في أثناء الحمل
  • دراسة تكشف طريقة مدهشة ليأكل الأطفال الخضروات منذ الفطام