صحيفة صدى:
2025-01-30@23:58:07 GMT

العشر الأواخر من رمضان

تاريخ النشر: 29th, March 2024 GMT

العشر الأواخر من رمضان

العشر الأواخر من رمضان هي آخر ليالي شهر رمضان المبارك وعند مقارنتها بأيام العشر الأوائل من ذي الحجة، نجد أن الامام ابن باز -رحمه الله- ذكر أن العشر الأواخر من رمضان هي أفضل من جهة الليل لوجود ليلة القدر فيها وهي أفضل الليالي في العام، أما العشر الأوائل من ذي الحجة فهي أفضل من جهة النهار وذلك لأن فيها يوم عرفة ويوم النحر وهما أفضل أيام الدنيا على الإطلاق وهو المعتمد عند المحققين من أهل العلم.

تبدأ العشر الأواخر من بعد صلاة العشاء لليلة إحدى وعشرين سواء كان الشهر تاماً أم ناقصاً ويتم فيهها إحياء الليل بالاجتهاد في عبادة الله والعمل الصالح وتحرِّي ليلة القدر فيها كما قال المصطفى عليه الصلاة والسلام “تَحَرَّوْا لَيْلَةَ القَدْرِ في الوِتْرِ مِنَ العَشْرِ الأوَاخِرِ مِن رَمَضَانَ”(صحيح البخاري)، ومعنى الوتر منها أي ليلة إحدى وعشرين، وثلاث وعشرين، وسبع وعشرين، وتسع وعشرين، وجميع هذه الليالي بما فيها الوترية ليالِ خير وبركة ورحمة ومغفرة وعتق من النيران بفضل الله وأكد ذلك النبي عليه الصلاة والسلام في قوله “مَنْ قَامَ لَيْلَةَ الْقَدْرِ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ” وقوله “وإنَّمَا الأعْمَالُ بالخَوَاتِيم”(أخرجهما البخاري).

ومن أفضل الأعمال المُستحبة في هذه الليالي قيام الليل وتلاوة وتدبر القرآن والإلحاح في الدعاء والبعد عن المعاصي والذنوب، وتشجيع وإيقاظ الأهل للعبادة والقيام، والاعتكاف في المساجد كما قالت عائشة رضي الله عنها أن النَّبيَّ عليه الصلاة والسلام كانَ يَعْتَكِفُ العَشْرَ الأَوَاخِرَ مِنْ رَمَضَانَ حَتَّى تَوفَّاهُ الله تَعَالى، ثم أعتكف أزواجه من بعده، (متفق عليه)، ويُستحب أيضا الحرص على الأعمال الصالحة والخَيِّرة كما كان النبي عليه الصلاة والسلام حين يلقاه جبريل عليه السلام أجود بالخير من الريح المرسلة.

وكان عليه الصلاة والسلام يستعد أفضل استعداد لهذه العشر المباركة كما في حديث عائشة رضي الله التي قالت فيه “كَانَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَليهِ وَسَلَّم إذَا دَخَل العَشْرُ الأواخِرُ مِنْ رَمَضَانَ، أحْيَا اللَّيْلَ وأيقَظَ أهْلَهُ، وجَدَّ وشَدَّ المِئزر”(متفق عليه)، ناهيك عن الليلة المميزة في هذه العشر وهي ليلة القدر التي لا تتكرر في كل عام هجري إلا مرة واحدة وقد جعل الله لها فضل عظيم وسورة في القرآن الكريم قال فيها { لَيۡلَةُ ٱلۡقَدۡرِ خَيۡرٞ مِّنۡ أَلۡفِ شَهۡرٖ* تَنَزَّلُ ٱلۡمَلَٰٓئِكَةُ وَٱلرُّوحُ فِيهَا بإذۡنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمۡرٖ * سَلَٰمٌ هِيَ حَتَّىٰ مَطۡلَعِ ٱلۡفَجۡرِ} (القدر 3-5)، لأن العبادة فيها خير من عبادة ألف شهر أي خير من عبادة أكثر من 83 سنة، وذكر ابن كثير في التفسير أن في هذه الليلة يكثر تنزَّلُ الملائكة للأرض ويكون عددهم أكثر من عدد الحصى لكثرة بركتها وتنزل معهم البركة والرحمة بفضل الله.

وأما المقصود بالروح فهو جبريل عليه السلام، وقوله {مِّنْ كُلِّ أمْر} قال فيها قتادة: أي يقضي فيها الله ما يكون في السنة إلى مثلها (تفسير الطبري)، وأما قوله {سَلَٰمٌ هِيَ حَتَّىٰ مَطۡلَعِ ٱلۡفَجۡرِ} فقال عنها الشعبي: هي تسليم الملائكة ليلة القدر على أهل المساجد حتى طلوع الفجر، وقال قتادة ويزيد عن ذلك أنها كلها خير وليس فيها شر إلى مطلع الفجر (تفسير ابن كثير).

وأختم بخير وصف لليلة القدر والذي ذكره لنا نبينا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام الذي لا ينطق عن الهوى عندما قال عنها “إنَّ أمارةَ لَيلةِ القَدرِ أنَّها صافيةٌ بَلْجةٌ”، أي: مُشرِقةٌ، ومنه تَبَلَّجَ، أي: ظَهَرَ نُورُه، بلا سَحابٍ ولا غُبارٍ، بل هي واضِحةٌ وغَيرُ مُغبَرَّةٍ، “كأنَّ فيها قَمَرًا ساطِعًا”، أي يَكونُ ضَوءُها هادئًا مِثلَ ضَوءِ القَمَرِ الساطِعِ في نُورِه، “ساكِنةٌ ساجيةٌ”، أي: هادِئةٌ أصواتُها، فهو تأكيدٌ لِلأوَّلِ، “لا بَردَ فيها، ولا حَرَّ” فهي مُعتَدِلةُ الحَرارةِ “ولا يَحِلُّ لِكَوكَبٍ أنْ يُرمى به فيها حتى تُصبِحَ”، لِعَدَمِ الحاجةِ إلى ذلك، لِأنَّه إنَّما تُرمى الشياطينُ بالشُّهُبِ والكَواكِبِ عِندَ إرادةِ استِراقِ السَّمعِ، وهم في هذه اللَّيلةِ لا يَجرُؤونَ على ذلك، لِكَثرةِ المَلائِكةِ في جَميعِ بِقاعِ الأرضِ والسَّماءِ “وإنَّ أمارَتَها أنَّ الشَّمسَ صَبيحَتَها تَخرُجُ مُستَويةً، ليس لها شُعاعٌ، مِثلَ القَمرِ لَيلةَ البَدرِ” فتَطلُعُ الشَّمسُ مُستَديرةً لا يَشوبُ دائِرَتَها شُعاعٌ كالمُعتادِ، بل تَكونُ كالقَمَرِ لَيلةَ البَدرِ، فيَنتَشِرُ ضَوْءُها بلا شُعاعٍ.

كما يُضيءُ القَمَرُ بلا شُعاعٍ “لا يَحِلُّ لِلشَّيطانِ أنْ يَخرُجَ معها يَومَئِذٍ” ففي هذا اليَومِ لا يَخرُجُ معها الشَّيطانُ كعادَتِه، فقد جاءَ في الصَّحيحَيْنِ: “فإذا طَلَعتِ الشَّمسُ فأمسِكْ عنِ الصَّلاةِ؛ فإنَّها تَطلُعُ بَينَ قَرنَيْ شَيطانٍ” ولكِنَّه في هذا اليَومِ لا يَستَطيعُ فِعلَ ذلك؛ لِكَثرةِ المَلائِكةِ في الأرجاءِ.

اللهم بلغنا جميعا ليلة القدر في أحسن الأحوال وأعنا على الصلاة القيام والدعاء فيها وحسن تلاوة القرآن ولا تحرمنا أجرها وخيرها وبركتها.

المصدر: صحيفة صدى

كلمات دلالية: علیه الصلاة والسلام العشر الأواخر من لیلة القدر فی هذه

إقرأ أيضاً:

في ليلة 29 رجب.. أبرز الأدعية المأثورة والمستحبة بهذا الشهر

يكثر المسلمين من  الطاعات وترديد الأدعية المأثورة الدعاء بها خاصة في شهر رجب، حيث إن شهر رجب له فضل كبير، ويسبق شهر شعبان الذي ترفع فيه الأعمال.

ومن الأدعية التي يستحب الدعاء بها في شهر رجب

"اللهُمّ إني أعوذُ بكَ منَ الهمِّ والحزَنِ، وأعوذُ بكَ منَ العجزِ والكسلِ، وأعوذُ بكَ منَ الجُبنِ والبخلِ، وأعوذُ بكَ مِن غلبةِ الدَّينِ وقهرِ الرجالِ".

"اللهمَّ بارِكْ‏ لَنا فِي‏ رَجَبٍ‏ وَ شَعْبانَ، وَ بَلِّغْنا شَهْرَ رَمَضانَ، وَ أَعِنَّا عَلَى الصِّيامِ وَ الْقِيامِ، وَ حِفْظِ اللِّسانِ، وَ غَضِّ الْبَصَرِ، وَ لا تَجْعَلْ حَظِّنا مِنْهُ الْجُوعَ وَ الْعَطَشَ".

"اللهم اعصمني من كل سوء، ولا تاخذني على غرة، ولا على غفله، ولا تجعل عواقب أمري حسرة وندامة".

"يا مَنْ أَرْجُوهُ لِكُلِّ خَيْرٍ ، وَ آمَنُ سَخَطَهُ عِنْدَ كُلِّ شَرٍّ ، يَا مَنْ يُعْطِي الْكَثِيرَ بِالْقَلِيلِ ، يَا مَنْ يُعْطِي مَنْ سَأَلَهُ ، يَا مَنْ يُعْطِي مَنْ لَمْ يَسْأَلْهُ وَ مَنْ لَمْ يَعْرِفْهُ تُحَنُّنًا مِنْهُ وَ رَحْمَةً ، أَعْطِنِي بِمَسْأَلَتِي إِيَّاكَ جَمِيعَ خَيْرِ الدُّنْيَا ، وَ جَمِيعَ خَيْرِ الْآخِرَةِ ، وَ اصْرِفْ عَنِّي بِمَسْأَلَتِي إِيَّاكَ جَمِيعَ شَرِّ الدُّنْيَا وَ شَرِّ الْآخِرَةِ، فَإِنَّهُ غَيْرُ مَنْقُوصٍ مَا أَعْطَيْتَ ، وَ زِدْنِي مِنْ فَضْلِكَ يَا كَرِيمُ".

"اللَّهُمَّ إنِّي أعُوذُ بكَ مِنَ الكَسَلِ والهَرَمِ، والمَأْثَمِ والمَغْرَمِ، ومِنْ فِتْنَةِ القَبْرِ، وعَذابِ القَبْرِ، ومِنْ فِتْنَةِ النَّارِ وعَذابِ النَّارِ، ومِنْ شَرِّ فِتْنَةِ الغِنَى، وأَعُوذُ بكَ مِن فِتْنَةِ الفَقْرِ، وأَعُوذُ بكَ مِن فِتْنَةِ المَسِيحِ الدَّجَّالِ، اللَّهُمَّ اغْسِلْ عَنِّي خَطايايَ بماءِ الثَّلْجِ والبَرَدِ، ونَقِّ قَلْبِي مِنَ الخَطايا كما نَقَّيْتَ الثَّوْبَ الأبْيَضَ مِنَ الدَّنَسِ، وباعِدْ بَيْنِي وبيْنَ خَطايايَ كما باعَدْتَ بيْنَ المَشْرِقِ والمَغْرِبِ".

أدعية مستحبة لزيادة الرزق
 

"اللَّهمَّ اكفني بِحلالِكَ عن حرامِكَ، وأغنِني بِفَضلِكَ عَمن سواكَ".

"يا الله، يا رب، يا حي يا قيوم، يا ذا الجلال والإكرام، أسألك باسمك العظيم الأعظم أن ترزقني رزقًا واسعًا حلالًا طيبًا، برحمتك يا أرحم الراحمين، اللهم ارزقنا رزقا حلالًا طيبًا مباركًا فيه كما تحب وترضى يا رب العالمين. حسبنا الله سيؤتينا الله من فضله إنا إلى الله لراغبون".

"اللهم ارزقني علمًا نافعًا، ورزقًا واسعًا، وشفاءً من كل داء وسقم، يا من ترزق من تشاء بغير حساب، رحمن الدنيا والآخرة ورحيمهما، اللهم ارحمني رحمة تغنيني بها عمن سواك، إلهي أدعوك دعاء من اشتدت فاقته، وضعفت قوته، وقلت حيلته، دعاء الغريق المضطر البائس الفقير الذي لا يجد لكشف ما هو فيه من الذنوب إلّا أنت".

مقالات مشابهة

  • بعد ليلة بكى فيها الكوماندوز في زغرب.. استقبال رسمي لأبطال منتخب مصر لكرة اليد بمطار القاهرة
  • دعاء أول ليلة في شعبان مستجاب.. ردد أفضل 50 دعوة فيها العجب وتحقق الأمنيات
  • دعاء أول ليلة في شعبان.. فرصة للتوبة والتقرب إلى الله
  • المقصود من الليلة في قوله تعالى: {فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ}
  • هذا موعد ليلة ترقب هلال شهر رمضان بالجزائر
  • في ليلة 29 رجب.. أبرز الأدعية المأثورة والمستحبة بهذا الشهر
  • من أنوار الصلاة على سيدنا ومولانا محمد عليه الصلاة والسلام
  • الحالات التي يُباح فيها للمصلي قطع الصلاة وأقوال الفقهاء في ذلك
  • الاحتفاء بذكرى الإسراء والمعراج في صلالة
  • أفضل الأعمال في شعبان.. فرصة للاستعداد لرمضان