صحيفة صدى:
2025-03-17@01:54:49 GMT

العشر الأواخر من رمضان

تاريخ النشر: 29th, March 2024 GMT

العشر الأواخر من رمضان

العشر الأواخر من رمضان هي آخر ليالي شهر رمضان المبارك وعند مقارنتها بأيام العشر الأوائل من ذي الحجة، نجد أن الامام ابن باز -رحمه الله- ذكر أن العشر الأواخر من رمضان هي أفضل من جهة الليل لوجود ليلة القدر فيها وهي أفضل الليالي في العام، أما العشر الأوائل من ذي الحجة فهي أفضل من جهة النهار وذلك لأن فيها يوم عرفة ويوم النحر وهما أفضل أيام الدنيا على الإطلاق وهو المعتمد عند المحققين من أهل العلم.

تبدأ العشر الأواخر من بعد صلاة العشاء لليلة إحدى وعشرين سواء كان الشهر تاماً أم ناقصاً ويتم فيهها إحياء الليل بالاجتهاد في عبادة الله والعمل الصالح وتحرِّي ليلة القدر فيها كما قال المصطفى عليه الصلاة والسلام “تَحَرَّوْا لَيْلَةَ القَدْرِ في الوِتْرِ مِنَ العَشْرِ الأوَاخِرِ مِن رَمَضَانَ”(صحيح البخاري)، ومعنى الوتر منها أي ليلة إحدى وعشرين، وثلاث وعشرين، وسبع وعشرين، وتسع وعشرين، وجميع هذه الليالي بما فيها الوترية ليالِ خير وبركة ورحمة ومغفرة وعتق من النيران بفضل الله وأكد ذلك النبي عليه الصلاة والسلام في قوله “مَنْ قَامَ لَيْلَةَ الْقَدْرِ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ” وقوله “وإنَّمَا الأعْمَالُ بالخَوَاتِيم”(أخرجهما البخاري).

ومن أفضل الأعمال المُستحبة في هذه الليالي قيام الليل وتلاوة وتدبر القرآن والإلحاح في الدعاء والبعد عن المعاصي والذنوب، وتشجيع وإيقاظ الأهل للعبادة والقيام، والاعتكاف في المساجد كما قالت عائشة رضي الله عنها أن النَّبيَّ عليه الصلاة والسلام كانَ يَعْتَكِفُ العَشْرَ الأَوَاخِرَ مِنْ رَمَضَانَ حَتَّى تَوفَّاهُ الله تَعَالى، ثم أعتكف أزواجه من بعده، (متفق عليه)، ويُستحب أيضا الحرص على الأعمال الصالحة والخَيِّرة كما كان النبي عليه الصلاة والسلام حين يلقاه جبريل عليه السلام أجود بالخير من الريح المرسلة.

وكان عليه الصلاة والسلام يستعد أفضل استعداد لهذه العشر المباركة كما في حديث عائشة رضي الله التي قالت فيه “كَانَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَليهِ وَسَلَّم إذَا دَخَل العَشْرُ الأواخِرُ مِنْ رَمَضَانَ، أحْيَا اللَّيْلَ وأيقَظَ أهْلَهُ، وجَدَّ وشَدَّ المِئزر”(متفق عليه)، ناهيك عن الليلة المميزة في هذه العشر وهي ليلة القدر التي لا تتكرر في كل عام هجري إلا مرة واحدة وقد جعل الله لها فضل عظيم وسورة في القرآن الكريم قال فيها { لَيۡلَةُ ٱلۡقَدۡرِ خَيۡرٞ مِّنۡ أَلۡفِ شَهۡرٖ* تَنَزَّلُ ٱلۡمَلَٰٓئِكَةُ وَٱلرُّوحُ فِيهَا بإذۡنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمۡرٖ * سَلَٰمٌ هِيَ حَتَّىٰ مَطۡلَعِ ٱلۡفَجۡرِ} (القدر 3-5)، لأن العبادة فيها خير من عبادة ألف شهر أي خير من عبادة أكثر من 83 سنة، وذكر ابن كثير في التفسير أن في هذه الليلة يكثر تنزَّلُ الملائكة للأرض ويكون عددهم أكثر من عدد الحصى لكثرة بركتها وتنزل معهم البركة والرحمة بفضل الله.

وأما المقصود بالروح فهو جبريل عليه السلام، وقوله {مِّنْ كُلِّ أمْر} قال فيها قتادة: أي يقضي فيها الله ما يكون في السنة إلى مثلها (تفسير الطبري)، وأما قوله {سَلَٰمٌ هِيَ حَتَّىٰ مَطۡلَعِ ٱلۡفَجۡرِ} فقال عنها الشعبي: هي تسليم الملائكة ليلة القدر على أهل المساجد حتى طلوع الفجر، وقال قتادة ويزيد عن ذلك أنها كلها خير وليس فيها شر إلى مطلع الفجر (تفسير ابن كثير).

وأختم بخير وصف لليلة القدر والذي ذكره لنا نبينا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام الذي لا ينطق عن الهوى عندما قال عنها “إنَّ أمارةَ لَيلةِ القَدرِ أنَّها صافيةٌ بَلْجةٌ”، أي: مُشرِقةٌ، ومنه تَبَلَّجَ، أي: ظَهَرَ نُورُه، بلا سَحابٍ ولا غُبارٍ، بل هي واضِحةٌ وغَيرُ مُغبَرَّةٍ، “كأنَّ فيها قَمَرًا ساطِعًا”، أي يَكونُ ضَوءُها هادئًا مِثلَ ضَوءِ القَمَرِ الساطِعِ في نُورِه، “ساكِنةٌ ساجيةٌ”، أي: هادِئةٌ أصواتُها، فهو تأكيدٌ لِلأوَّلِ، “لا بَردَ فيها، ولا حَرَّ” فهي مُعتَدِلةُ الحَرارةِ “ولا يَحِلُّ لِكَوكَبٍ أنْ يُرمى به فيها حتى تُصبِحَ”، لِعَدَمِ الحاجةِ إلى ذلك، لِأنَّه إنَّما تُرمى الشياطينُ بالشُّهُبِ والكَواكِبِ عِندَ إرادةِ استِراقِ السَّمعِ، وهم في هذه اللَّيلةِ لا يَجرُؤونَ على ذلك، لِكَثرةِ المَلائِكةِ في جَميعِ بِقاعِ الأرضِ والسَّماءِ “وإنَّ أمارَتَها أنَّ الشَّمسَ صَبيحَتَها تَخرُجُ مُستَويةً، ليس لها شُعاعٌ، مِثلَ القَمرِ لَيلةَ البَدرِ” فتَطلُعُ الشَّمسُ مُستَديرةً لا يَشوبُ دائِرَتَها شُعاعٌ كالمُعتادِ، بل تَكونُ كالقَمَرِ لَيلةَ البَدرِ، فيَنتَشِرُ ضَوْءُها بلا شُعاعٍ.

كما يُضيءُ القَمَرُ بلا شُعاعٍ “لا يَحِلُّ لِلشَّيطانِ أنْ يَخرُجَ معها يَومَئِذٍ” ففي هذا اليَومِ لا يَخرُجُ معها الشَّيطانُ كعادَتِه، فقد جاءَ في الصَّحيحَيْنِ: “فإذا طَلَعتِ الشَّمسُ فأمسِكْ عنِ الصَّلاةِ؛ فإنَّها تَطلُعُ بَينَ قَرنَيْ شَيطانٍ” ولكِنَّه في هذا اليَومِ لا يَستَطيعُ فِعلَ ذلك؛ لِكَثرةِ المَلائِكةِ في الأرجاءِ.

اللهم بلغنا جميعا ليلة القدر في أحسن الأحوال وأعنا على الصلاة القيام والدعاء فيها وحسن تلاوة القرآن ولا تحرمنا أجرها وخيرها وبركتها.

المصدر: صحيفة صدى

كلمات دلالية: علیه الصلاة والسلام العشر الأواخر من لیلة القدر فی هذه

إقرأ أيضاً:

بث مباشر.. صلاة التراويح من الجامع الأزهر ليلة 16 رمضان

توافد الآلاف من المصلين على الجامع الأزهر، لأداء صلاتي العشاء والتراويح في الليلة السادسة عشر من شهر رمضان المبارك.

هل يجوز أداء صلاة التراويح ركعتين غير الوتر ؟.. الإفتاء تجيبما هو قدر القراءة في صلاة التراويح؟ اعرف آراء العلماء

وينقل المركز الإعلامي للأزهر الشريف صلاتي العشاء والتراويح طوال أيام الشهر الفضيل عبر منصات الأزهر الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي، وكذلك صفحة الجامع الأزهر، كما تُبث على عدد من القنوات الفضائية، أبرزها القناة الأولى، القناة الفضائية المصرية، إضافة إلى إذاعة القرآن الكريم على الراديو.

ويُحيي الجامع الأزهر خطته العلمية والدعوية لشهر رمضان المبارك بتوجيهات ورعاية فضيلة الإمام الأكبر أ.د أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، وتتضمن: مقارئ قرآنية، ملتقيات دعوية عقب الصلوات، دروسًا علمية بين التراويح، صلاة التهجد في العشر الأواخر، تنظيم موائد إفطار يومية للطلاب الوافدين، إضافة إلى احتفالات خاصة بالمناسبات الرمضانية، وذلك في إطار الدور الدعوي والتوعوي الذي يضطلع به الأزهر الشريف لنشر العلوم الشرعية وترسيخ القيم الإسلامية السمحة.

صلاة التراويح في المنزل

قالت دار الإفتاء، إنه يجوز للمسلم أن يصلي صلاة التراويح في المنزل، ولكن صلاتها في الجماعة أفضل على المفتى به، وهو مذهب جمهور الفقهاء من الحنفية والشافعية والحنابلة.

واستندت الإفتاء في إجابتها عن سؤال: «هل يجوز للمرء المسلم أن يصلي صلاة التراويح في منزله؟» إلى ما قاله ابن قدامة في «المغني» (2/ 123): «وَالْمُخْتَارُ عِنْدَ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ فِعْلُهَا –أي التراويح- فِي الْجَمَاعَةِ، قَالَ فِي رِوَايَةِ يُوسُفَ بْنِ مُوسَى: الْجَمَاعَةُ فِي التَّرَاوِيحِ أَفْضَلُ، وَإِنْ كَانَ رَجُلٌ يُقْتَدَى بِهِ فَصَلاهَا فِي بَيْتِهِ خِفْت أَنْ يَقْتَدِيَ النَّاسُ بِهِ، وَقَدْ جَاءَ عَنِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم-: «اقْتَدُوا بِالْخُلَفَاءِ»، وَقَدْ جَاءَ عَنْ عُمَرَ أَنَّهُ كَانَ يُصَلِّي فِي الْجَمَاعَةِ».

وأشارت إلى أنه ذهب المالكية إلى ندب صلاة التراويح في المنزل، ولكن هذا الندب مشروط بثلاثة أمور ذكرها: الصاوي في «حاشيته على الشرح الصغير» فقال: [قَوْلُهُ: (وَنُدِبَ الِانْفِرَادُ بِهَا) إلَخْ: حَاصِلُهُ أَنَّ نَدْبَ فِعْلِهَا فِي الْبُيُوتِ ومَشْرُوطٌ بِشُرُوطٍ ثَلَاثَةٍ: أَنْ لَا تُعَطَّلَ الْمَسَاجِدُ، وَأَنْ يَنْشَطَ لِفِعْلِهَا فِي بَيْتِهِ، وَأَنْ يَكُونَ غَيْرَ آفَاقِيٍّ بِالْحَرَمَيْنِ، فَإِنْ تَخَلَّفَ مِنْهَا شَرْطٌ كَانَ فِعْلُهَا فِي الْمَسْجِدِ أَفْضَلَ».

إمامة المرأة للنساء في صلاة التراويح

وقال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء في الأزهر الشريف، إن الصلاة عبادة شرعها الله بكيفيتها وهيئتها لم يجتهد في رسمها أحد، وجعل الله لها شروط صحة، وجعل كون الإمام ذكرًا شرطًا لصحة صلاة الجماعة، وليس حقًّا للرجل، ولا انتقاصًا للمرأة، بل هذا أمر تعبدي في المقام الأول.

وأضاف علي جمعة، في فتوى له عن حكم إمامة المرأة في الصلاة، أنه قد اتفق المسلمون على تكريم المرأة، ورأوا أن منعها من إمامة الرجال من باب التكريم لا من باب الإهانة والانتقاص، ومن أوامر الإسلام لهذا الغرض أيضًا أن الله تعالى أمر النساء أن يقفن خلف صفوف الرجال؛ لأن صلاة المسلمين قد اشتملت على السجود، فكان ذلك من قبيل قول العرب : «إنما أخرك ليقدمك»، فتأخير النساء في صفوف الصلاة ليس نوعًا من أنواع الحط من كرامتهن، بل ذلك إعلاء لشأنهن، ومراعاة للأدب العالي، وللحياء، وللتعاون بين المؤمنين ذكورًا وإناثًا على الامتثال للأمر بغض البصر.

وفي الحقيقة فإن مسألة «إمامة المرأة للرجال في الصلاة» ينظر إليها من زاويتين؛ الزاوية الأولى : هي زاوية الواقع العملي للمسلمين، وتطبيقهم الفعلي على مر العصور والدهور، والثانية: هي التراث الفقهي، والواقع النظري المعتمد لديهم.
 

مقالات مشابهة

  • متى العشر الأواخر من رمضان؟.. ترقب ليلة القدر الأولى خلال 96 ساعة
  • بث مباشر.. صلاة التراويح من الجامع الأزهر ليلة 16 رمضان
  • صيام أم انتقام؟؟
  • هل موعد ليلة القدر ثابت أم متغير؟.. صحح معلوماتك
  • دعاء ليلة القدر مكتوب .. أحد أسباب العتق من النار
  • أدعية ليلة القدر 2025 .. ردد أفضل 100 دعاء جامع شامل للخيرات ويقضي جميع الحوائج
  • كيف تطمع في رحمة الله؟.. فرصة عظيمة اغتنمها بهذه الطريقة
  • لا تتكاسلوا في شهر الهمة.. السديس: ‬⁩استقبلوا العشر الأواخر بعملين
  • الشيخ محمد عيد كيلاني: الاجتهاد في العشر الأواخر قد يكون سببًا في أن يُكتب الإنسان من المقبولين
  • عبادات مستحبة في العشر الأواخر من رمضان.. كيف نقتدي بالنبي؟.. فيديو