«القوة الناعمة» من أكثر المفاهيم والمصطلحات تداولا خلال العشر سنوات الأخيرة رغم ظهوره الأول فى عام 1990، أصبح العالم أكثر اهتماما باستخدام أدوات واستراتيجيات تأثير غير تقليدية تتفق وواقع حروب الجيل العالم، وأصبحت المعركة معركة وعى ومدركات، معركة حفاظ على هوية مصرية أصيلة قديمة قدم الحضارة نفسها. المٌنظر الأشهر لمفهوم القوة الناعمة؛ «جوزيف ناي» Joseph Nye أستاذ العلوم السياسية بجامعة هارفارد فى الولايات المتحدة الأمريكية، عرف القوة الناعمة فى معناها البسيط على أنها «القدرة على التأثير والإقناع، فضلًا عن الجذب والاستحواذ دون إكراه أواستخدام للقوة والتهديد، كوسيلة لتحقيق الأهداف المطلوبة.
ويمكن فى هذا الصدد الاستفادة من أدوات عديدة؛ منها: الثقافة، والفنون، والرياضة، فضلًا عن الدبلوماسية، والمساعدات الخارجية». وبالنسبة للدراما تحديدا فقد أكد «ناي» على أهمية الثقافة والإعلام كوسيلتين ناعمتين للتغلغل والسيطرة، بدلا من القوة الصلبة وأدوات تهديدها الخشنة، واستعاض عن ذلك بإقرار أدوات التهديد الناعمة ممثلة فى مجموعة من الإجراءات المخطط لها بهدف التأثير فى العقيدة، والقيم الأساسية للمواطنة، والثوابت الرئيسية للدولة، وتغيير الهوية الثقافية، وتشويه صورة الدولة والقيادة. ما يستدعى مواجهة مباشرة وفاعلة لمثل هذا النوع من التهديدات وما تحويه من رسائل سلبية تهدد القيم المجتمعية. هكذا كانت الشركة المتحدة رأس الحربة المصرية وخط دفاعها الأول فى معركة الوعى والهوية، والحفاظ على الهوية المصرية، والتراث المصرى الأصيل. الشركة المتحدة؛ ومنذ إطلاقها، عمدت على استغلال الموسم الرمضانى خير استغلال، وهو الموسم الذى يجمع كافة الشعب المصرى أمام الشاشات، وموسم تلو الآخر تقدم لنا وجبة دسمة ومتنوعة من الدراما والمنوعات تناسب وترضى كافة الأذواق، مجسدة فى ذلك مفهوم القوة الناعمة المصرية من كافة المناحى والزوايا. محافظة على مبادئ وقيم وثوابت الشخصية المصرية بثرائها وتعدد جوانبها. وكانت منبرا لعرض واقع المجتمع المصرى وحقيقة الأحداث ما بعد يونيو 2013 خاصة فيما يتعلق بوقائع وأحداث التطرف والإرهاب التى واجهتها الدولة المصرية. ليس هذا فقط؛ لكن الشركة المتحدة وعبر الموسم الرمضانى، تضرب أكثر من «عصفور» و«مهدد» بحجر واحد. فهى تخوض غمار معركة الوعى والمدركات والحفاظ على الهوية المصرية محققة بذلك مفهوم «الأمن الثقافي». ومن جانب آخر أضافت البعد المؤسسى المنقوص، وحققت المعادلة الخاصة بتحويل الدراما المصرية من الترفيه والتسلية إلى الصناعة والاستثمار. ونحن تأخرنا فى ذلك كثيراً، فالدراما والترفيه، وبرامج المنوعات، والرياضة كلها تحولت لصناعة تدر مداخيل وعوائد كبيرة، وأصبحت رقما مهما ومؤثرا فى الناتج المحلى الإجمالى، وقيمة مضافة للاقتصاد فى عديد الدول. لكن الأهم الدور الذى قامت به المتحدة فى عودة مصر لريادتها الثقافية والفنية، هذه الريادة التى تأسست وارتكزت على تاريخ طويل من الإبداع والفكر، لذلك؛ كان هذا التدخل الحاسم والتأثير الفاعل من الشركة المتحدة، لتصحيح مسار الفن والإبداع المصرى، وعودته للطريق الصحيح من جانب، ومن جانب آخر وعبر عديد الحملات الدعائية، العمل على إعادة ثوابت وأخلاقيات الشخصية المصرية للشارع المصرى، والتى كادت أن تندثر تحت وطأة غزو ثقافى بأخلاقيات وسلوك مغاير تماما لما استقر عليه المجتمع فى مصر. إذن؛ الشكر واجب للشركة المتحدة وقيادتها والمسئولين عنها، وجميع العاملين بها على هذا الجهد الكبير، الذى نتج عنه هذه المنتجات الدرامية عالية الجودة، فاعلة الرسالة والتأثير. وتظل مصر منبر الفكر والأدب، ومنارة الفن والثقافة، قد يخفت ضوء هذه المنارة لبعض الوقت والظروف، لكن دائما وأبدا لم ولن ينطفئ ضوء هذه المنارة.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية:
دراما
المتحدة
والقوة الناعمة
وليد عتلم
خلال العشر سنوات الأخيرة
الولايات المتحدة الأمريكية
الشرکة المتحدة
القوة الناعمة
إقرأ أيضاً:
الأنظار تتحوَّل إلى «خليجي 26» بعد دراما تصفيات المونديال
بعد أسبوع دراماتيكي من تصفيات كأس العالم لكرة القدم 2026، تتحوَّل جميع الأنظار -الآن- إلى واحدة من كُبْرَى البطولات الإقليميَّة لكرة القدم، خليجي زين 26 (كأس الخليج العربي)، بنسختها السادسة والعشرين، والتي تستضيفها الكويت، في الفترة من 21 ديسمبر 2024 إلى 3 يناير 2025.وسيضم الحدث الخليجي الكبير، والذي يُعقد كل سنتين ثمانية منتخبات، يقاتلون للحصول على مرتبة الشرف في استاد جابر الأحمد الدولي الحديث، وملعب جابر المبارك الصباح (ملعب نادي الصليبخات).
وكان التعادل المثير للدولة المضيفة للبطولة 1-1 مع الأردن، في الجولة الماضية من تصفيات المونديال، وضع مشجِّعي الكويت في مزاج إيجابي، حيث يتطلَّعون إلى مباراتهم الافتتاحية في 21 ديسمبر المقبل أمام عُمان في المجموعة الأُولَى، والتي ستشمل أيضًا قطر، والإمارات العربيَّة المتحدة، كما تضم المجموعة الثانية حامل لقب النسخة الماضية العراق، والمملكة العربيَّة السعوديَّة، والبحرين، واليمن.وكانت سبعة من المنتخبات الثمانية شاركت في التصفيات المؤهِّلة لكأس العالم في الجولة السادسة، ولا يزال يمتلك الجميع فرصة للوصول إلى النهائيات، مع بقاء أربع مباريات، حيث كشفت هذه المباريات مرَّة أُخْرى المستوى العالي للفرق التي ستتنافس في خليجي زين 26 هنا في الكويت.
وقبل شهر واحد من انطلاق البطولة فقط، حيث يتطلَّع الجمهور والنقَّاد والإعلاميُّون إلى بطولة مميَّزة للغاية.
جريدة المدينة
إنضم لقناة النيلين على واتساب