بوابة الوفد:
2024-12-28@09:59:59 GMT

دراما «المتحدة» والقوة الناعمة

تاريخ النشر: 29th, March 2024 GMT

«القوة الناعمة» من أكثر المفاهيم والمصطلحات تداولا خلال العشر سنوات الأخيرة رغم ظهوره الأول فى عام 1990، أصبح العالم أكثر اهتماما باستخدام أدوات واستراتيجيات تأثير غير تقليدية تتفق وواقع حروب الجيل العالم، وأصبحت المعركة معركة وعى ومدركات، معركة حفاظ على هوية مصرية أصيلة قديمة قدم الحضارة نفسها. المٌنظر الأشهر لمفهوم القوة الناعمة؛ «جوزيف ناي» Joseph Nye أستاذ العلوم السياسية بجامعة هارفارد فى الولايات المتحدة الأمريكية، عرف القوة الناعمة فى معناها البسيط على أنها «القدرة على التأثير والإقناع، فضلًا عن الجذب والاستحواذ دون إكراه أواستخدام للقوة والتهديد، كوسيلة لتحقيق الأهداف المطلوبة.

ويمكن فى هذا الصدد الاستفادة من أدوات عديدة؛ منها: الثقافة، والفنون، والرياضة، فضلًا عن الدبلوماسية، والمساعدات الخارجية». وبالنسبة للدراما تحديدا فقد أكد «ناي» على أهمية الثقافة والإعلام كوسيلتين ناعمتين للتغلغل والسيطرة، بدلا من القوة الصلبة وأدوات تهديدها الخشنة، واستعاض عن ذلك بإقرار أدوات التهديد الناعمة ممثلة فى مجموعة من الإجراءات المخطط لها بهدف التأثير فى العقيدة، والقيم الأساسية للمواطنة، والثوابت الرئيسية للدولة، وتغيير الهوية الثقافية، وتشويه صورة الدولة والقيادة. ما يستدعى مواجهة مباشرة وفاعلة لمثل هذا النوع من التهديدات وما تحويه من رسائل سلبية تهدد القيم المجتمعية. هكذا كانت الشركة المتحدة رأس الحربة المصرية وخط دفاعها الأول فى معركة الوعى والهوية، والحفاظ على الهوية المصرية، والتراث المصرى الأصيل. الشركة المتحدة؛ ومنذ إطلاقها، عمدت على استغلال الموسم الرمضانى خير استغلال، وهو الموسم الذى يجمع كافة الشعب المصرى أمام الشاشات، وموسم تلو الآخر تقدم لنا وجبة دسمة ومتنوعة من الدراما والمنوعات تناسب وترضى كافة الأذواق، مجسدة فى ذلك مفهوم القوة الناعمة المصرية من كافة المناحى والزوايا. محافظة على مبادئ وقيم وثوابت الشخصية المصرية بثرائها وتعدد جوانبها. وكانت منبرا لعرض واقع المجتمع المصرى وحقيقة الأحداث ما بعد يونيو 2013 خاصة فيما يتعلق بوقائع وأحداث التطرف والإرهاب التى واجهتها الدولة المصرية. ليس هذا فقط؛ لكن الشركة المتحدة وعبر الموسم الرمضانى، تضرب أكثر من «عصفور» و«مهدد» بحجر واحد. فهى تخوض غمار معركة الوعى والمدركات والحفاظ على الهوية المصرية محققة بذلك مفهوم «الأمن الثقافي». ومن جانب آخر أضافت البعد المؤسسى المنقوص، وحققت المعادلة الخاصة بتحويل الدراما المصرية من الترفيه والتسلية إلى الصناعة والاستثمار. ونحن تأخرنا فى ذلك كثيراً، فالدراما والترفيه، وبرامج المنوعات، والرياضة كلها تحولت لصناعة تدر مداخيل وعوائد كبيرة، وأصبحت رقما مهما ومؤثرا فى الناتج المحلى الإجمالى، وقيمة مضافة للاقتصاد فى عديد الدول. لكن الأهم الدور الذى قامت به المتحدة فى عودة مصر لريادتها الثقافية والفنية، هذه الريادة التى تأسست وارتكزت على تاريخ طويل من الإبداع والفكر، لذلك؛ كان هذا التدخل الحاسم والتأثير الفاعل من الشركة المتحدة، لتصحيح مسار الفن والإبداع المصرى، وعودته للطريق الصحيح من جانب، ومن جانب آخر وعبر عديد الحملات الدعائية، العمل على إعادة ثوابت وأخلاقيات الشخصية المصرية للشارع المصرى، والتى كادت أن تندثر تحت وطأة غزو ثقافى بأخلاقيات وسلوك مغاير تماما لما استقر عليه المجتمع فى مصر. إذن؛ الشكر واجب للشركة المتحدة وقيادتها والمسئولين عنها، وجميع العاملين بها على هذا الجهد الكبير، الذى نتج عنه هذه المنتجات الدرامية عالية الجودة، فاعلة الرسالة والتأثير. وتظل مصر منبر الفكر والأدب، ومنارة الفن والثقافة، قد يخفت ضوء هذه المنارة لبعض الوقت والظروف، لكن دائما وأبدا لم ولن ينطفئ ضوء هذه المنارة. 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: دراما المتحدة والقوة الناعمة وليد عتلم خلال العشر سنوات الأخيرة الولايات المتحدة الأمريكية الشرکة المتحدة القوة الناعمة

إقرأ أيضاً:

معركة المواجهة وشروط الانتصار


 لا يجوز وأنت مدني غير رياضي أن تصعد إلى الحلبة لممارسة التحدي لملاكم أو مصارع، لأنه سيؤذيك ويهزمك، ولكن يمكنك هزيمته بالعقل والوعي والإيمان بما لديك من حق، خارج الحلبة حيث يمكنك التفوق عليه.

ولا يجوز في حرب الشعب أن تكون الخسارة للشعب المظلوم أكثر من المستعمر الظالم، بل يجب أن تقوم معركة الشعب على استنزاف العدو وجعل احتلاله مكلفاً، وغير ذلك تكون معركة الشعب خاسرة لمصلحة العدو المتفوق.

المستعمرة الإسرائيلية لديها قدرات وإمكانات متفوقة، عسكرية، بشرية، تكنولوجية، استخبارية، والشعب الفلسطيني امكاناته محدودة، ولكنه يملك الإيمان بعدالة قضيته، واستعداده العالي للتضحية، والأبواب مغلقة أمامه نظراً لتطرف العدو، والامكانات والدعم المتوفرة لديه.

السلاح الأول الذي يملكه الشعب الفلسطيني، ويغيظ مستعمريه هو العامل الديمغرافي السكاني البشري، حيث تتوفر لديه أكثر من سبعة ملايين عربي فلسطيني على كامل جغرافية أرضه، وتتوفر لديه فصائل وأحزاب متعددة، من فتح وحماس والشعبية والديمقراطية وحزب الشعب والجهاد، وجبهة التحرير الفلسطينية والعربية والنضال الشعبي وغيرهم، في مناطق 67، ولديه أحزاب واعية متمكنة طليعتها الجبهة الديمقراطية والشيوعيون والحركة الإسلامية، والتجمع الوطني الديمقراطي، والحركة العربية للتغيير والحزب الديمقراطي العربي وغيرهم في مناطق 48.

كما تتوفر لديه عدالة مطالبه المجسدة المتمثلة بقرارات الأمم المتحدة وفي طليعتها وأهمها قراري التقسيم 181 قرار حل الدولتين، وقرار حق اللاجئين بالعودة 194، وكلاهما أساس الحقوق الفلسطينية دولياً، وعشرات القرارات المكملة المماثلة، وما يمثلها من قبل المؤسسات الدولية: محكمة الجنايات، محكمة العدل، اليونسكو، الجمعية العامة..الخ.

لذلك يجب أن تتحلى قيادات فصائل المقاومة بالوعي والتركيز لما يجب القيام به، وأن تبتعد عن المغامرة والسلوك المتطرف، فهو ضار ومؤذٍ لهم ولشعبهم، وها هي معركة سبعة أكتوبر دلالة واضحة في الاستخلاص والنتيجة رغم أهميتها وما أنتجت، ولكن نتائجها الخسائر الفادحة بالشهداء والتدمير.

لذا يجب تجنب المغامرات المماثلة، سواء في القدس أو الضفة الفلسطينية أو مناطق 48، ونتذكر وإياهم نتائج الانتفاضة المدنية الأولى عام 1987، وما أعطت من نتائج مذهلة، وأهم إنجاز حققه الشعب الفلسطيني في تاريخه، بعد الإنجاز الأول: ولادة منظمة التحرير وانطلاق الثورة الفلسطينية قبل عام 1967، وهذا لا يعني أن الكفاح المسلح غير مشروع وغير قانوني، ولكنه ليس الشكل الوحيد الذي يمكن من خلاله تحقيق النتائج بالانتصار واستعادة الحقوق.

الحفاظ على بقاء الشعب الفلسطيني داخل وطنه هو المهمة الأولى للقيادات والفصائل، وتجنب خسارة البقاء والصمود على أرض الوطن، في مواجهة الاستعمار الاحلالي، وفي مواجهة مخططات التهجير والطرد والتشريد سواء القسري او الطوعي، إضافة إلى أن الشعب الفلسطيني هو الحاضنة الولاّدة للقيادات والكوادر والمناضلين، ولهذا مطلوب الحفاظ عليه وعدم تبديد حضوره وصموده.
والمهمة الثانية تتمثل بالحفاظ على قدرات الفصائل وامكانات الأحزاب والمؤسسات الجماهيرية والنقابية والابداعية، كي تواصل عملها، في مواجهة مخططات المستعمرة العنصرية.

والمهمة الثالثة الضرورية تجنب العمليات المسلحة التي لا تقوم بها إلا فئات محدودة، وأعداد قليلة، مهما بلغت خياراتها للتضحية ومهما بلغت ضرباتها موجعة، ولكنها محدودة أمام عظمة الشعب وقدراته الهائلة للعمل والتفاني والتضحية.

وأخيرا بدون وحدة وطنية، ائتلافية، بين فتح وحماس وباقي الفصائل في مناطق 67، وبدون ائتلاف سياسي انتخابي في مناطق 48، بين الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، وكتلة الوحدة للحركة الإسلامية، لن تستطيع الحركة الوطنية الفلسطينية تحقيق تطلعاتها وأهدافها التدريجية التراكمية في: المساواة، والاستقلال والعودة.

الدستور الأردنية

مقالات مشابهة

  • مباريات اليوم السبت في الدوري العراقي والقنوات الناقلة
  • خاص| توقعات وفاء حامد برج الحمل 2025.. عام التميز والقوة
  • مي كساب بطلة مسلسل «نون النسوة» في موسم دراما رمضان 2025
  • معركةُ الوعي
  • مي كساب في دراما رمضان 2025 بـ نون النسوة
  • انتصار أفضل ممثلة دراما لعام 2024
  • محافظ الدقهلية يتابع لجان المرور لتقييم اداء الشركة المصرية لتدوير المخلفات
  • معركة المواجهة وشروط الانتصار
  • إهداء وثائقي ما وراء الحشاشين إلى أرواح منتجي الشركة المتحدة
  • معركة الوعى