بوابة الوفد:
2025-03-10@16:25:06 GMT

دراما «المتحدة» والقوة الناعمة

تاريخ النشر: 29th, March 2024 GMT

«القوة الناعمة» من أكثر المفاهيم والمصطلحات تداولا خلال العشر سنوات الأخيرة رغم ظهوره الأول فى عام 1990، أصبح العالم أكثر اهتماما باستخدام أدوات واستراتيجيات تأثير غير تقليدية تتفق وواقع حروب الجيل العالم، وأصبحت المعركة معركة وعى ومدركات، معركة حفاظ على هوية مصرية أصيلة قديمة قدم الحضارة نفسها. المٌنظر الأشهر لمفهوم القوة الناعمة؛ «جوزيف ناي» Joseph Nye أستاذ العلوم السياسية بجامعة هارفارد فى الولايات المتحدة الأمريكية، عرف القوة الناعمة فى معناها البسيط على أنها «القدرة على التأثير والإقناع، فضلًا عن الجذب والاستحواذ دون إكراه أواستخدام للقوة والتهديد، كوسيلة لتحقيق الأهداف المطلوبة.

ويمكن فى هذا الصدد الاستفادة من أدوات عديدة؛ منها: الثقافة، والفنون، والرياضة، فضلًا عن الدبلوماسية، والمساعدات الخارجية». وبالنسبة للدراما تحديدا فقد أكد «ناي» على أهمية الثقافة والإعلام كوسيلتين ناعمتين للتغلغل والسيطرة، بدلا من القوة الصلبة وأدوات تهديدها الخشنة، واستعاض عن ذلك بإقرار أدوات التهديد الناعمة ممثلة فى مجموعة من الإجراءات المخطط لها بهدف التأثير فى العقيدة، والقيم الأساسية للمواطنة، والثوابت الرئيسية للدولة، وتغيير الهوية الثقافية، وتشويه صورة الدولة والقيادة. ما يستدعى مواجهة مباشرة وفاعلة لمثل هذا النوع من التهديدات وما تحويه من رسائل سلبية تهدد القيم المجتمعية. هكذا كانت الشركة المتحدة رأس الحربة المصرية وخط دفاعها الأول فى معركة الوعى والهوية، والحفاظ على الهوية المصرية، والتراث المصرى الأصيل. الشركة المتحدة؛ ومنذ إطلاقها، عمدت على استغلال الموسم الرمضانى خير استغلال، وهو الموسم الذى يجمع كافة الشعب المصرى أمام الشاشات، وموسم تلو الآخر تقدم لنا وجبة دسمة ومتنوعة من الدراما والمنوعات تناسب وترضى كافة الأذواق، مجسدة فى ذلك مفهوم القوة الناعمة المصرية من كافة المناحى والزوايا. محافظة على مبادئ وقيم وثوابت الشخصية المصرية بثرائها وتعدد جوانبها. وكانت منبرا لعرض واقع المجتمع المصرى وحقيقة الأحداث ما بعد يونيو 2013 خاصة فيما يتعلق بوقائع وأحداث التطرف والإرهاب التى واجهتها الدولة المصرية. ليس هذا فقط؛ لكن الشركة المتحدة وعبر الموسم الرمضانى، تضرب أكثر من «عصفور» و«مهدد» بحجر واحد. فهى تخوض غمار معركة الوعى والمدركات والحفاظ على الهوية المصرية محققة بذلك مفهوم «الأمن الثقافي». ومن جانب آخر أضافت البعد المؤسسى المنقوص، وحققت المعادلة الخاصة بتحويل الدراما المصرية من الترفيه والتسلية إلى الصناعة والاستثمار. ونحن تأخرنا فى ذلك كثيراً، فالدراما والترفيه، وبرامج المنوعات، والرياضة كلها تحولت لصناعة تدر مداخيل وعوائد كبيرة، وأصبحت رقما مهما ومؤثرا فى الناتج المحلى الإجمالى، وقيمة مضافة للاقتصاد فى عديد الدول. لكن الأهم الدور الذى قامت به المتحدة فى عودة مصر لريادتها الثقافية والفنية، هذه الريادة التى تأسست وارتكزت على تاريخ طويل من الإبداع والفكر، لذلك؛ كان هذا التدخل الحاسم والتأثير الفاعل من الشركة المتحدة، لتصحيح مسار الفن والإبداع المصرى، وعودته للطريق الصحيح من جانب، ومن جانب آخر وعبر عديد الحملات الدعائية، العمل على إعادة ثوابت وأخلاقيات الشخصية المصرية للشارع المصرى، والتى كادت أن تندثر تحت وطأة غزو ثقافى بأخلاقيات وسلوك مغاير تماما لما استقر عليه المجتمع فى مصر. إذن؛ الشكر واجب للشركة المتحدة وقيادتها والمسئولين عنها، وجميع العاملين بها على هذا الجهد الكبير، الذى نتج عنه هذه المنتجات الدرامية عالية الجودة، فاعلة الرسالة والتأثير. وتظل مصر منبر الفكر والأدب، ومنارة الفن والثقافة، قد يخفت ضوء هذه المنارة لبعض الوقت والظروف، لكن دائما وأبدا لم ولن ينطفئ ضوء هذه المنارة. 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: دراما المتحدة والقوة الناعمة وليد عتلم خلال العشر سنوات الأخيرة الولايات المتحدة الأمريكية الشرکة المتحدة القوة الناعمة

إقرأ أيضاً:

ذكاء Apple المتعثر.. هل فقدت الشركة سباق الذكاء الاصطناعي؟

يبدو أن Apple تواجه أزمة غير مسبوقة في سباق الذكاء الاصطناعي، بعد تأجيلها المتكرر لميزات Apple Intelligence التي روجت لها بقوة عند إطلاق سلسلة iPhone 16. 

وبدلاً من أن تكون هذه الميزات نقلة نوعية في تجربة المستخدم؛ تحولت إلى مصدر إحباط للعديد من المستهلكين، مما أثار موجة من الانتقادات حتى بين أكثر معجبي الشركة ولاءً.

تأجيلات متكررة تضع Apple في مأزق

كان من المفترض أن تقدم Apple Intelligence تحسينات غير مسبوقة، مثل مساعد ذكي متكامل مع Siri، وميزات متطورة لتحليل البيانات وإنشاء المحتوى. 

لكن بعد تأخيرات متتالية؛ أعلنت Apple مؤخراً أن هذه الميزات لن ترى النور حتى عام 2026، أي بعد إطلاق iPhone 17، مما يعني أن مستخدمي iPhone 16 لن يحصلوا على ما وعدت به الشركة عند الشراء.

أزمة Apple Intelligence.. تأجيلات جديدة وتكهنات بإعادة تطوير المشروع من الصفرمحكمة أميركية ترفض براءات اختراع AliveCor وتمنع حظر استيراد Apple WatchApple تكشف عن MacBook Air الجديد .. أسرع بـ 23 مرة من أخر إصدارتوقعات بإطلاق هاتف أبل Apple iPhone 17e في غضون عامقائمة أجهزة آبل المدعومة بتقنية Apple Intelligence.. اكتشف ما الجديدمنتجات غير ناضجة وصورة مهتزة

ولم ترتق الميزات التي تم طرحها، مثل تلخيص الإشعارات وتحرير الصور بالذكاء الاصطناعي، إلى مستوى المنافسين مثل Google وSamsung، بل جاءت بإمكانيات محدودة وأداء ضعيف. 

ودفع هذا الفشل المديرين التنفيذيين داخل Apple، مثل كريج فيديريجي، إلى التعبير عن استيائهم من التأخيرات المتكررة، وسط قلق متزايد بشأن تأثير ذلك على سمعة الشركة.

هل Apple متأخرة في سباق الذكاء الاصطناعي؟

في الوقت الذي تكافح فيه Apple لتحسين Apple Intelligence، تواصل شركات مثل Google وOpenAI وSamsung تطوير ميزات ذكاء اصطناعي متقدمة تدمجها بفعالية في أجهزتها.

وإذا استمرت Apple في هذا النهج المتأخر، فقد تجد نفسها في موقف صعب، حيث يصبح من الصعب عليها اللحاق بركب المنافسة في هذا المجال الحيوي.

مقالات مشابهة

  • "رمضان المصرى وأصحابه" يكشف أسرار أغنية المسحراتي
  • النزاهة: إعادة 20 مليار دينار إلى الشركة العامة للخطوط الجوية العراقية
  • النزاهة: إعادة (20) مليار دينار إلى الشركة العامة للخطوط الجوية العراقية
  • ذكاء Apple المتعثر.. هل فقدت الشركة سباق الذكاء الاصطناعي؟
  • السامعي: المرأة اليمنية سدت ثغرات العدوان الناعمة وواجهت استهدافها بصمود راسخ
  • السامعي: المرأة اليمنية تصدت للحرب الناعمة والاستهداف الممنهج من قبل العدوان
  • عرقاب: المرأة الجزائرية كانت وستظل رمزاً للعطاء والقوة
  • «التعاون الإسلامي» يعتمد الخطة المصرية للتعافي المبكر وإعادة إعمار غزة
  • أحمد ياسر يكتب: دراما الحرب بالوكالة في أوكرانيا
  • تشكيل فريق البنك الأهلى لمواجهة المصرى فى كأس مصر