أقيم بجامع السيح الحدري بولاية الكامل والوافي محاضرة دينية بالتعاون مع مركز الكامل والوافي القرآني التابع للجمعية العمانية للقرآن الكريم بعد صلاة الجمعة اليوم، قدّمها الشيخ خالد بن عايش الهاشمي تركزت المحاضرة على شهر رمضان المبارك والفضائل العظيمة المترتبة على صيامه وعباداته، وسلط الشيخ الضوء بشغف على الكرامات العظيمة في هذا الشهر الفضيل وعلى الهبات والعطايا الربانية التي ينزلها الله سبحانه وتعالى على المسلمين فيه، مستشهدًا بالآيات القرآنية الكريمة والأحاديث النبوية الشريفة التي تبرز فضل هذا الشهر الكريم.

كما تطرق الشيخ في محاضرته عن أحداث غزوة بدر الكبرى وأهميتها في تاريخ الإسلام، وقدم شرحا لأحداث ووقائع ذلك اليوم المبارك، مبرزًا الدروس والعبر التي يمكن استخلاصها من هذه الفترة التاريخية المهمة، كما تطرق لبعض اللطائف القرآنية في شهر القرآن وتطرق إلى الآية "وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنتُمْ أَذِلَّةٌ" لإبراز حجم الانتصارات ومقاييس النصر الإلهي وأسبابه الصبر والتقوى، وأكد على التآزر بين المسلمين في كل أنحاء العالم ونصرة بعضهم البعض، تأتي هذه المحاضرة ضمن سلسلة من الأنشطة الدينية التي تنظمها اللجنة بهدف تعزيز الوعي الديني والروحاني لدى أفراد المجتمع، خاصة في شهر رمضان المبارك؛ لتعزيز الفهم الصحيح للتاريخ الإسلامي وترسيخ قيم السلام والتسامح في نفوس الناس.

.

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

رمضان بين الروحانية والاقتصاد.. بين الزهد والاستهلاك

"وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا ۚ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ" (الأعراف: 31).

يأتي رمضان كل عام حاملاً معه روحانيته وخصوصيته، حيث تتغير إيقاعات الحياة، ويتحول الشهر إلى فرصة للتأمل والعودة إلى الذات. ومع ذلك، أصبح رمضان أيضًا موسمًا اقتصاديًا نشطًا، حيث يشهد العالم الإسلامي ارتفاعًا ملحوظًا في معدلات الاستهلاك، مما يخلق تناقضًا بين جوهر الشهر القائم على الزهد والتقشف، وبين السلوكيات الاستهلاكية التي تميزه في العصر الحديث.

في العقود الماضية، كانت طقوس رمضان تتمحور حول البساطة، حيث كان الإفطار يعتمد على التمر والماء ووجبات متواضعة تعكس روح الصيام. أما اليوم، فقد تحول المشهد إلى سباق شرائي محموم، حيث تزدحم الأسواق بالمشترين، وتروج العلامات التجارية لعروض خاصة بشهر الصيام، وتتضاعف إعلانات المنتجات الغذائية بشكل لافت. أدركت الشركات قوة رمضان كسوق استهلاكي، فأصبحنا نرى حملات تسويقية ضخمة تستهدف المستهلكين، بدءًا من عروض السوبرماركت وحتى الإعلانات التلفزيونية التي تروج للولائم الفاخرة. كل هذا يخلق ضغطًا اجتماعيًا على الأفراد، حيث يشعر الكثيرون بضرورة مواكبة هذا الاتجاه، حتى لو كان ذلك على حساب ميزانياتهم الشخصية.

لكن هل المشكلة تكمن فقط في التسويق؟ أم أن هناك بُعدًا نفسيًا يدفع الأفراد إلى الإنفاق بكثافة خلال هذا الشهر؟ الناس في رمضان يشعرون بأنهم بحاجة إلى تعويض ساعات الصيام الطويلة بوجبات غنية ومتنوعة. كما أن التجمعات العائلية والولائم تلعب دورًا في زيادة الاستهلاك، حيث يسعى الجميع إلى تقديم موائد عامرة تعكس الكرم والضيافة. ومع ذلك، فإن هذا النمط لا يتماشى مع جوهر رمضان، الذي يهدف إلى تهذيب النفس وتعزيز الشعور بالامتنان والبساطة. المفارقة هنا أن الشهر الذي يُفترض أن يكون فرصة للتقشف الروحي، أصبح واحدًا من أكثر الفترات التي تشهد هدرًا غذائيًا وإنفاقًا زائدًا.

بين الروحانية والاستهلاك، هناك مساحة للتوازن. ليس المطلوب الامتناع عن الشراء أو تجنب الاستمتاع بمائدة رمضان، ولكن الأهم هو الوعي بكيفية الإنفاق. يمكن أن يكون رمضان فرصة لإعادة تقييم العادات الاستهلاكية، من خلال شراء الاحتياجات الفعلية فقط دون الانسياق وراء العروض الترويجية التي تخلق رغبة شرائية غير ضرورية، وتقليل الهدر الغذائي عبر تخطيط الوجبات وتحضير كميات مناسبة للاستهلاك العائلي، والتركيز على الجوهر الروحي لرمضان من خلال استثمار الوقت في التأمل والعبادة بدلًا من الانشغال بالماديات.

في النهاية، رمضان ليس مجرد موسم استهلاكي، بل هو فترة للتغيير الداخلي. إذا استطعنا تحقيق توازن بين الروحانية والاقتصاد، فربما نستطيع استعادة جوهر رمضان الحقيقي، بعيدًا عن الاستهلاك المفرط، لنعيش تجربة أكثر عمقًا وصدقًا.

مقالات مشابهة

  • دعاء ختم القرآن الكريم في شهر رمضان المبارك
  • معارف متنوعة في المسابقة الرمضانية بالكامل والوافي
  • رمضان بين الروحانية والاقتصاد.. بين الزهد والاستهلاك
  • 12 ألف وجبة يومياً للصائمين يقدمها جامع الشيخ زايد الكبير في سولو
  • مسابقة ثقافية نسائية تعزز معرفة النشء بالكامل والوافي
  • جامع الشيخ زايد الكبير في سولو يقدم 12 ألف وجبة يومياً للصائمين
  • جامع الشيخ زايد الكبير في سولو يقدم 12 ألفr وجبة يومياً للصائمين
  • فضائل شهر رمضان المعظم في محاضرة بـ متحف كفر الشيخ
  • بفضل عروضها الثقافية والروحانية الفريدة..مراكش تجذب السياح خلال شهر رمضان المبارك
  • ختام بطولة تحدي الشطرنج بالكامل والوافي