لبنان ٢٤:
2025-03-11@13:04:08 GMT

المفتي حجازي: رمضان غزة ملطخ بدماء الأبرياء

تاريخ النشر: 29th, March 2024 GMT

المفتي حجازي: رمضان غزة ملطخ بدماء الأبرياء

عقد في دار الفتوى في راشيا اليوم، اللقاء العلمائي برئاسة مفتي راشيا الشيخ الدكتور محمد حجازي وعلماء راشيا، وبحث المجتمعون في الاعتداءات الصهيونية على لبنان وارتقاء شهداء في الهبارية وغيرها، مقدمين العزاء لذوي الشهداء. وأرسل المفتي حجازي وفدا للتعزية في الهبارية باسم دار الفتوى في راشيا، وطالبوا الدولة بالعمل "للجم هذه الاعتداءات الصهيونية والتي تعد انتهاكا مفضوحا ومدانا ومخالفا للقانون الدولي".

 

ودعوا الدولة الى أن تعمل مع المنظمات الدولية "لوقف هذا الإجرام الصهيوني، فليس مقبولا الوقوف موقف المتفرج، وهنالك قرى أبيدت في الجنوب، مع التستر على ذلك"، مستهجنا  "اللامبالاة مع الاعتداء الإسرائيلي وانتهاك المجال الجوي للبنان".

وشدد المفتي حجازي على "خطورة ما يجري في غزة، التي تدفع ضريبة الوقوف مع الحق أبرياء يسقطون شهداء وجرحى ودمارا وتهجيرا، حتى وصل الأمر برمي جثث الشهداء في البحر من أجل ردمه، وفي ذلك انتهاك للإنسان حيا وميتا".

وطالبوا الدول العربية ب "لزوم العمل على وقف آلة الحرب في غزة بخاصة ورمضان يكاد ينتهي ولم  تتوقف آلة الحرب الصهيونية عن إجرامها". 

وأكد العلماء أن "للمسلم حقا على أخيه ألا يخذله ولا يسلمه، بل أن ينصره على ظالمه، وليس هناك من ظلم أشد من ظلم العدو الصهيوني".

وتطرق مفتي راشيا الى "أهمية اغتنام هذا الشهر ومواساة الفقراء والمحتاجين، وخاصة من خلال صندوق الزكاة في راشيا". وبين أن قيمة صدقة الفطر في حدها الأدنى أربعمائة ألف ليرة لبنانية، ودفعها نقدا فيه مصلحة للفقير وفدية العجرعن الصيام ثلاثمائة ألف ليرة لبنانية.

وبحث في إطلاق مشروع بناء مستوصف في راشيا "للوقوف مع أهلنا في مرضهم وبلسمة جراحهم"، وطالب بتقديم الدعم لبناء هذا المستوصف الخيري، كما القيام بمشاريع أخرى.

ونوه العلماء بالنشاط العلمي في راشيا، والذي يعد علامة فارقة في المنطقة، وشددوا على اغتنام شهر الصيام والتخلق بأخلاقه وقيمه "لأن من غايات الصيام أن يكون من المتقين"، راجين أن "تتوقف آلة الحرب الإجرامية بحق أهلنا في فلسطين ولبنان".

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: فی راشیا

إقرأ أيضاً:

دلائل اقتصاديَّة في شهر الصيام

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

يتَّسم شهر رمضان بمضاعفة الخيرات، وحلول البركات؛ فهو بحقٍّ شهر البركة الاقتصادية للأمة الإسلامية، وقد أشار النبي ﷺ إلى ذلك في قوله: "يا أيها الناس قد أظلكم شهرٌ عظيمٌ مبارك، شهر يزاد فيه رزق المؤمن" ( )، والمتدبر لآيات القرآن الكريم يجد أنَّ هناك ارتباطًا بين التقوى والبركة، قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}( )، ويقول الله سبحانه وتعالى: {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ}( ).

إلا أن هذه الزيادة في البركة والرزق تتحوَّل إلى الاستهلاك لا إلى الادِّخار والاستثمار، والمعلوم اقتصاديًّا أنَّ الاستثمار هو الابن الشرعي للادِّخار، فنحن أمَّةٌ للأسف الشديد أصبح الاستهلاك منهجها حتى صدق فينا قول الرئيس الأمريكي الأسبق نيكسون: "إن العرب لا يعرفون كيف يصنعون الثروة ولكنهم يعرفون جيدًا كيف ينفقونها"،  وهذا قائمٌ بالفعل، فقبل قدوم رمضان بأيام وربما بأسابيع أُعلنت حالةُ الطوارئ في البيوت والأسواق، وبدأ تزاحمُ الجميع على شراء الأغذية والسلع الرمضانيَّة، الضروريَّة وغير الضروريَّة في "تظاهرة استهلاكيَّة" مُبالَغ فيها، فتحوَّلَ شهرُ رمضان من شهرٍ للعبادة والصوم والإقلال من الملذات، إلى شهر للتسوق والتُّخمة والإسراف.

ممَّا يعني مزيدًا من الاعتماد على الاستيراد الخارجي؛ ذلك لأننا أمَّة مستهلكة أكثر منها منتجة، ولم نصل بعدُ إلى مرحلة الاكتفاء لتوفير احتياجاتنا الاستهلاكية اعتمادًا على مواردنا وجهودنا الذاتية، وهذا له بُعدٌ خطيرٌ جدًّا يتمثَّل في وجود حالة تبعيَّةٍ غذائيَّةٍ للآخر الذي يمتلك هذه الموارد ويستطيع أن يتحكَّم في نوعيَّتها وجودتها ووقت إرسالها إلينا، في شكل تدفُّقاتٍ استيراديَّةٍ كبيرة، ومن ثمَّ كان للاستهلاك أبعادٌ خطيرةٌ وكثيرة تهدد حياتنا الاقتصادية، وتهدد أمننا الوطني أيضًا.

لذلك يجب علينا في شهر رمضان أن نبتعدَ عن فكرة الكائن الاستهلاكي، والذي اقتصرت أهدافه في الحياة على الاستكثار من كلِّ شيء: الطعام والشراب واللهو والجنس، حتى صار يستهلك الوقت بنفس الكيفية والنهم التي يستهلك به سائر الأشياء، هذا الكائن الاستهلاكي يريد أن يقضيَ الوقت لا أن يستثمره، تسمعه يُحدِّث صاحبه بهذا دون خجل، دعنا نُضيِّع الوقت في شيءٍ ما، مع العلم أنَّ هذا الكائن وإن كان صاحبَ مستوىً مالي رفيع، فهو ليس غنيًّا بالضرورة، بل هو فقيرُ النفس والروح أيًّا كان مستوى معيشته،  فهو مَعنيٌّ فقط بإثراء جسمه بالملذات دون الولوج في مقتضيات وروحانيات الشهر المبارك.

فالنظام الاقتصادي العالمي لا يمكن أن يستمرَّ دون خلق مزيدٍ من الحاجات الوهميَّة لهذا الكائن  حتى يستمرَّ في البحث عن منتجاتٍ لإشباعها، فتتراكم الثروات لدى الشركات الكبرى في غيبة هذا الكائن وطلبه الاستهلاكي، فالطلب لهذه العادات الاستهلاكية هو الذي يحدد مدى الاهتمام بمنتجات وخدمات تلك الشركات، فزيادة الطلب تحفز على زيادة الإنتاج، ما يؤدي إلى حدوث نموٍّ اقتصادي لهذه الشركات، بينما تراجع الطلب على منتجاتها يؤثر سلبًا على الإنتاج؛ لهذا أصبحت تلك الشركات تسعى لتوظيف خبراء السلوك وعلماء النفس من أجل تحفيز السلوك الاستهلاكي عند هذا الكائن حتى يستمرَّ في إنفاق معظم دخله على منتجاتهم فيصير لحمه ودمه وقودًا لماكينات تلك الشركات.

لذا؛ فشهر رمضان يعدُّ فرصةً حقيقيَّةً لامتلاك إرادةٍ للتصدِّي لتلك الحالة الاستهلاك الشرهة التي تنتابنا في هذا الشهر الكريم، وصناعة نمطٍ استهلاكي رشيد يترك أثره على المستوى الاقتصادي الفردي والعام وعملية تدريب مكثّف تستغرق شهرا واحدًا، تُفهم الإنسان أنَّ بإمكانه أن يعيش بإلغاء استهلاك بعض المفردات في حياته اليوميَّة.

مقالات مشابهة

  • المفتي عن انتصار العاشر من رمضان: يطلق عليه غزوة بدر الثانية
  • دلائل اقتصاديَّة في شهر الصيام
  • ما قيمة زكاة الفطر والحالات التي لا تجزئ فيها الفدية عن الصيام؟.. المفتي يجيب
  • مبعوث ترامب: حماس منظمة إرهابية قتلت الآلاف من الأبرياء
  • رامي مخلوف يتهم بشار الأسد بتدمير سوريا والمتاجرة بدماء العلويين
  • في مدينة لبنانية.. قاصرٌ يتعرض للطعن!
  • الثورة الفلسطينية الكبرى.. يوم قام القسام ضد الإنجليز والمنظمات الصهيونية
  • أحمد موسي: لا يمكن التسامح مع من تلوثت أيديهم بدماء المصريين
  • أمام أنظار أحمد حجازي.. نيوم يتخطى أحد في دوري «يلو»
  • موقف أحمد حجازي.. تشكيل نيوم ضد أحد في دوري «يلو»