شاهد.. مائدة رمضانية للنازحين في رفح رغم الحرب
تاريخ النشر: 29th, March 2024 GMT
غزة- في مشهد مهيب، احتشد مئات الفلسطينيين شيبا وشبانا وأطفالا من سكان "حارة بربرة" والنازحين إليها في "مخيم الشابورة" للاجئين بمدينة رفح جنوب قطاع غزة، على مائدة إفطار رمضانية، وسط أجواء سادتها المحبة والتكافل.
وبدا هذا المشهد غير مألوف في ظل تحليق مكثف لمقاتلات حربية إسرائيلية وطائرات مسيّرة دون طيار يطلق عليها الغزيون "الزنانة"، وتنذر بالموت في كل لحظة.
ومنذ اندلاع الحرب على غزة والتي توشك على دخول شهرها السابع، يتجنب الغزيون التجمعات الكبيرة، في ظل تكرار الاستهداف الإسرائيلي بغارات جوية وقصف مدفعي.
بيد أن منظمي هذا الإفطار الجماعي كانت لهم رسالة مفادها "أننا نحب الحياة ما استطعنا إليها سبيلا، وباقون هنا رغم التحديات والتهديدات".
"لقد فتكت الحرب بنا جميعا، قتلا وتدميرا وتشريدا، وكلنا بحاجة إلى مثل هذا التجمع الذي يعكس مظاهر المحبة والتكافل بين سكان الحارة والنازحين فيها"، يقول أحمد عدوان المسؤول في "لجنة حي بربرة" القائمة على مبادرة مائدة الإفطار الجماعي الرمضانية.
وعدوان هي العائلة اللاجئة الأكبر في هذه الحارة التي تستمد اسمها من بلدة بربرة التي تنحدر منها داخل فلسطين المحتلة، وهجرتها إبان النكبة في عام 1948.
وبادر شبان الحارة لتشكيل هذه اللجنة مع بدايات الحرب من أجل خدمة سكانها، والتي لجأت إليها حشود من النازحين، جلهم من مدينة غزة وشمال القطاع.
ولم يكن تنظيم هذه المائدة سهلا في ظل شح اللحوم والدواجن في الأسواق، وارتفاع أسعارها بشكل غير مسبوق، غير أن أحمد ورفاقه أصروا على إنجاحها، وتمكنوا بجهود -وصفها بالجبارة- من توفير 500 كيلوغرام من اللحوم وطهيها مع الأرز للمئات الذين لبوا الدعوة لتناول وجبة الإفطار في شوارع الحارة.
ومنذ شهور طويلة لا تتوفر -في الأسواق- اللحوم والدواجن الطازجة، بسبب إغلاق المعابر التجارية، وتدمير قوات الاحتلال المزارع والمرافق الزراعية، خاصة تلك المتاخمة للسياج الأمني في جنوب القطاع وشماله.
كما تشهد الأسواق ارتفاعا هائلا في أسعار المجمدات وغالبية السلع، في ظل أزمة سيولة نقدية وعدم مقدرة الغالبية على توفير الاحتياجات الأساسية.
وأوضح أحمد للجزيرة نت "ليس الأكل هو الهدف من هذا الإفطار، رغم أن كثيرين لم يتذوقوا اللحوم والدجاج منذ شهور طويلة، ولكنه يحمل رسالة تكافل ومحبة، وأننا سكان رفح والنازحين فيها سند لبعضنا بعضا، رغم حرب الإبادة وجرائم القتل والتطهير التي تمارسها قوات الاحتلال".
ولا يخفي عدلي صالحة أنه استجاب لدعوة الإفطار، رغم مخاوفه من "غدر الاحتلال"، وقال للجزيرة نت "كانت مبادرة طيبة أن نجتمع لنشعر بمعاني شهر رمضان المبارك وطقوسه التي نفتقدها بسبب الحرب".
وعلى وقع أصوات مزعجة تصدر عن "الزنانة" وتشيع الرعب والإرهاب، اعتبر عدلي أن وجود أعداد غفيرة من سكان الحارة والنازحين فيها "رسالة حياة ومحبة وتكافل"، وأضاف "الحرب أرهقتنا وكنا بحاجة لمثل هذه المبادرة الخيرية التي تعيد لنا بعض الأمل".
ويتفق نادر أبو شرخ مع عدلي على ما أحدثه هذا التجمع الخيري حول مائدة رمضانية في شوارع الحارة، وأزقتها من أثر إيجابي في نفوس الجميع صغارا وكبارا. وقال للجزيرة نت "نجتمع هنا، لا فرق بين مواطن ونازح، كلنا على صعيد واحد وحول مائدة رمضانية نستشعر معها شعائر هذا الشهر الفضيل".
ووجد نادر في المودة والتراحم وأجواء الألفة والمحبة التي عكسها الحاضرون في هذه الفعالية "رسالة للاحتلال بأننا أصحاب هذه الأرض، نعشق الحياة ولسنا دعاة موت وخراب، ولن تمنعنا المجازر من أداء رسالة رمضان التي تحمل معاني الرحمة والتراحم والكرم والجود".
ويعيش زهاء مليون و300 ألف نسمة من سكان مدينة رفح والنازحين فيها في حالة قلق وترقب، جراء تهديدات إسرائيلية باجتياح المدينة ضمن عملية عسكرية برية واسعة، رغم تحذيرات دولية من أن مثل هذه العملية ستؤدي إلى مجازر دموية بحق المدنيين.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: رمضان 1445 هـ حريات من سکان فی رفح
إقرأ أيضاً:
750 ألف مستفيد.. "زايد الإنسانية" تنفذ 7 برامج رمضانية داخل وخارج الإمارات
انتهت مؤسسة زايد بن سلطان آل نهيان للأعمال الخيرية والإنسانية، من تنفيذ برامجها الرمضانية داخل الإمارات وخارجها والتي استمرت طيلة شهر رمضان المبارك 2025، وذلك سيراً على نهج المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه.
وتوزعت المبادرات الرمضانية على 7 برامج شملت برنامج "المير الرمضاني"، و"إفطار صائم داخل الدولة"، و"إفطار صائم خارج الدولة"، وبرنامج "كسر الصيام"، إضافة إلى توزيع "السلال الرمضانية" و"القسائم الشرائية" وبرنامج "كسوة عيد الفطر"، ليتخطى بذلك عدد المستفيدين من تلك البرامج 750 ألف شخص.
10 مواقعونجحت المؤسسة في تنفيذ برنامج "إفطار صائم" داخل الدولة بالشراكة مع عدد من الجمعيات الخيرية، حيث عهدت إلى شركائها عملية التنفيذ الميداني للبرنامج، في حين تولت عملية الإشراف على التنفيذ ضمن 10 مواقع موزّعة على إمارات الدولة.
وتمكنت الجمعيات الخيرية الشريكة بإشراف المؤسسة وهي.. مؤسسة سعود بن راشد المعلا للأعمال الخيرية والإنسانية، ومؤسسة صقر بن محمد القاسمي للأعمال الخيرية والإنسانية، وجمعية الشارقة الخيرية، ومؤسسة الاتحاد الخيرية، وجمعية الفجيرة الخيرية، من تنفيذ خطة إفطار يومية للمستحقين داخل إمارات الدولة من خلال توزيع مباشر لوجبات الإفطار قبل موعد الإفطار أو عبر إقامة خيام إفطار مجمعة للصائمين والمستحقين.
13 دولةوابتداءً من اليوم الأول من شهر رمضان المبارك، نفذت المؤسسة برنامج "إفطار صائم" و"توزيع السلال الرمضانية" في أكثر من 13 دولة بمختلف قارات العالم، بالتنسيق مع وزارة الخارجية وسفارات الدولة بالخارج بإجمالي عدد مستفيدين يزيد على 465 ألف مستفيد ومن الدول المشمولة بهذا البرنامج الأردن، ومصر، وباكستان، وكازاخستان، ونبغلاديش، وماليزيا، وروسيا البيضاء، وكوسوفو، وإندونيسيا، وإثيوبيا، والفلبين، وجزر القمر، والبرازيل.
وسيراً على نهج المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، في العطاء والإحسان، أقامت المؤسسة بالتعاون مع جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية شراكة رعاية تنفذ المؤسسة بمقتضاها العديد من المشاريع على مدار عام في جامع الشيخ زايد بمدينة سولو في إندونيسيا يستفيد منها أكثر من 190 ألف شخص.
وتتلخص تلك البرامج والمشاريع في "إفطار صائم" على مدار شهر رمضان الفضيل، ومشروع "كسوة العيد"، ومشروع "سقيا الماء"، ومشروع "إيفاد الحجاج" غير المستطيعين.
تمكن المستفيدينوأشرف فريق من إدارة جامع الشيخ زايد في سولو، وفريق من مؤسسة زايد للأعمال الخيرية والإنسانية، على توزيع وجبات الإفطار اليومية في الجامع وتخطى عدد المستفيدين من وجبات الإفطار فيه من 12 إلى 15 ألف شخص يومياً.
كما انتهت المؤسسة من تنفيذ برنامج المير الرمضاني لآلاف الأسر والتي بلغ عددها نحو 3523 أسرة من ذوي الدخل المحدود، واشتمل على المواد الغذائية الأساسية التي تحتاجها الأسر في الشهر الفضيل، إضافة إلى توزيع السلال الغذائية على الأسر المتعففة لتأمين الاحتياجات الأساسية لشهر رمضان الفضيل.
وبلغ عدد المستفيدين من تلك السلال الغذائية 20 ألف أسرة بإجمالي 40 ألف سلة غذائية، في حين بلغ عدد المستفيدين من برنامج القسائم الشرائية التي تمكن المستفيدين من الشراء المباشر من محال التجزئة 13500 مستفيد.
ونفذت المؤسسة برنامج "كسر الصيام" في عدد من المواقع ضمن مبادراتها الإنسانية خلال شهر رمضان، لتسهيل الأمور على سائقي المركبات، وتجنيبهم السرعة والعجلة في القيادة على الطرقات لإدراك وجبة الإفطار.
وانتهت المؤسسة أيضاً من برنامجها توزيع كسوة العيد على الأيتام لإدخال السرور والبهجة على نحو 16 ألف طفل، وتم في هذا الشأن توفير قسائم شرائية تمكن من خلالها الأطفال وذووهم من اختيار ألبسة العيد احتفالاً بهذه المناسبة العطرة.