الذيل أو الذنَب.. كيف فقده الإنسان والقردة قبل ملايين السنين؟
تاريخ النشر: 29th, March 2024 GMT
إعداد: ربيع أوسبراهيم تابِع 3 دقائق
بعد سنوات من البحث والتساؤلات، نجح باحثون أمريكيون من تحديد الآلية التي جعلت الإنسان والقردة الكبيرة تصبح بدون ذيل، عكس كثير من الحيوانات الفقرية. وحسب دراسة نشرت في مجلة "نيتشر" مؤخرا، فإن طفرة جينية على مستوى الجين TBXT، المعروف بتحكمه في طول الذيل، أدت إلى فقدان الذًّنب.
تملك غالبية الحيوانات الفقرية ذيلا ينفعها كثيرا لحفظ توازنها ولمساعدتها على الحركة والتواصل مع أقرانها وأيضا لإبعاد الحشرات عنها. لكن الإنسان والقردة الكبرى كالشامبانزي أو الغوريلا لا تملك ذيلا. لماذا وكيف؟ سؤالان لطالما حيّرا الباحثين. إذ يُعتقد أن فقدان الذيل طرأ قبل خمسة وعشرين مليون سنة. ولا تزال آثار الذيل ظاهرة لدى الإنسان من خلال العظم المسماة، العصعص، Coccyx بالفرنسية والإتجليزية. كما يظهر الذيل جليا لدى الجنين في بطن أمه في الأسابيع الأولى، قبل أن يقصُر تدريجيا ويختفي في حدود الأسبوع الثامن من الحمل.
وتشير النظريات العلمية إلى أن فقدان الذنب ساعد على اكتساب خاصية المشي على قدمين، ما يسمى بثنائية الحركة، Bipedalism. لكن، ولغاية إنجاز الدراسة الجديدة، لم نكن نعرف كيف تمّ عمليا فقدان الذيل داخل خلايا الجسم، على مستوى الحمض النووي والجينات، والتي هي محركات التطور.
"الدي.ان.ايه القمامة"
ونشرت الدراسة مؤخرا في مجلة "نيتشر" العلمية العريقة وحدّد من خلالها باحثون أمريكيون طفرة جينية، وهو تغيير في جزء من الحمض النووي DNA، لا يوجد إلا عند القردة الكبرى والإنسان. وكان تحديد تلك الطفرة بفضل أحد المشرفين عن الدراسة من مرصد تنظيم الجينات، التابع لمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا وجامعة هارفارد. لقد نظر الباحث في جزء لطالما أهمله العلماء هو "الدي.ان.ايه القمامة" كما يُنعت أو "الدي.ان.ايه غير المُشفِّر". وتعتبر تلك أجزاء من الجينات منتشرة في كل الحمض النووي في الخلايا كان يُعتقد أن لا دور لها في التأثير على صفات الجسم.
نظر عالم الوراثة بو شيا، إلى الجين المسؤول عن الذيل، وهو المسمى TBXT، فلاحظ أنه لدى القردة الكبرى، بجوار الجين TBXT هناك جين غير مُشفِّر، عكس باقي الحيوانات التي تملك ذيولا. ذلك الجين عند دخوله بجوار الجين TBXT يُعطّل على ما يبدو عمل هذا الجزء المسؤول عن نمو الذيل.
فئران تفقد ذيولها أيضا
للتأكد من ذلك، قام الباحثون بتجارب لدى الفئران دامت أربع سنوات. إذ عدّلوا الفئران جينيّا. وكما نعرف، للفئران ذيول بفضل الجين المسؤول على ذلك (TBXT) . لكن عندما أدخل الباحثون الجين المُعطّل الذي تحدثنا عنه إلى جانبه في محاكاة للطفرة الموجودة عن القردة الكبيرة بدأت ذيول الفئران تقصُر شيئا فشيئا إلى أن اختفت تماما كما نرى في الصورة. وتعتبر هذه أولى تجربة تقدم دليلا دامغا حول فقدان الذيل.
وأظهرت الدراسة العلمية أنه لم يكتمل بعد الفهم الدقيق لآليات الحمض النووي، الدي.ان.ايه، بمختلف مكوناته وعلاقته بتطور الكائنات، خاصة بشأن دور الدي.ان.ايه القمامة الذي يُمثل حسب بعض الباحثين قرابة نصف الحمض النووي لدينا. قادم الاكتشافات يعد بمزيد من المفاجآت.
المصدر: فرانس24
كلمات دلالية: الحرب بين حماس وإسرائيل الحرب في أوكرانيا السنغال ريبورتاج علوم تاريخ دراسة حيوانات إرهاب الحرب بين حماس وإسرائيل غزة وقف إطلاق النار تنظيم الدولة الإسلامية الجزائر مصر المغرب السعودية تونس العراق الأردن لبنان تركيا الحمض النووی
إقرأ أيضاً:
مسؤول أمريكي: المشروع النووي الإيراني لم يُدمر بالكامل
خاص
بدأت الولايات المتحدة تقييم التداعيات المترتبة على الضربات الجوية التي استهدفت مواقع نووية وعسكرية إيرانية، في وقت تشير فيه التقديرات الأميركية إلى تغير واضح في معادلة القوة بالمنطقة.
فبعد قصف طائرات “بي 2” لمنشآت نووية إيرانية، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب تدميرها بالكامل، إلا أن تقارير استخباراتية، وفي مقدمتها من وكالة “سي آي إيه”، تحدثت عن ضرر كبير دون تأكيد التدمير الكامل، وصرح المتحدث باسم البنتاغون أن البرنامج النووي الإيراني تعطّل لعامين على الأقل.
ومن جانبه، أوضح مصدر رسمي في الإدارة الأميركية، أن إيران اليوم أضعف مما كانت عليه قبل أشهر، مشيراً إلى خسائر متعددة، من بينها تراجع نفوذها في المنطقة، خاصة بعد الضربات التي طالت ميليشيات حليفة لها مثل حزب الله والحوثيين، إلى جانب تأثر النظام السوري، أحد أبرز حلفائها.
كما أشار المصدر إلى أن الغارات الإسرائيلية دمّرت أجزاء من منظومة الدفاع الجوي الإيرانية، واستهدفت الرادارات، ما أفقد طهران قدراتها الدفاعية، إلى جانب مقتل عدد من كبار الضباط في الحرس الثوري.
وأكد أحد المسؤولين الأميركيين أن الضربات الأخيرة أسقطت هالة الحصانة التي كانت تحيط بإيران، مضيفًا: “لم يعودوا بمنأى عن الاستهداف، وليسوا بالقوة التي كانوا يُصورون بها”.
لكن رغم الضربات، يرى مسؤولون أميركيون أن تدمير المشروع النووي الإيراني بشكل كامل غير ممكن من خلال القصف الجوي فقط، مشيرين إلى أن البنية التحتية للمشروع تضررت بدرجة كبيرة، ما أوقف تقدم إيران نحو امتلاك سلاح نووي على المدى القريب.
التقديرات الأميركية تظهر أن إيران لا تزال تحتفظ بترسانة تضم نحو 1500 صاروخ باليستي، تشكل تهديدًا حقيقيًا لإسرائيل والمصالح الأميركية في المنطقة.
في ضوء هذه التطورات، تتحرك واشنطن في مسارين متوازيين: تعزيز وجودها العسكري لمواجهة أي تهديد محتمل، وتسريع الجهود الدبلوماسية لإعادة طهران إلى طاولة المفاوضات.
وشدد أحد المسؤولين على أن التصعيد العسكري أثبت محدودية الحلول العسكرية، وأن الخيار الأفضل هو التوصل لاتفاق دبلوماسي يضمن منع إيران من استئناف أنشطتها النووية، محذرًا من أن البديل سيكون عقوبات اقتصادية أشد قسوة قد تضعف إيران أكثر.