بغداد اليوم - بغداد

مساء يوم الأحد الماضي، وبينما مرت الحرب في غزة يومها الـ 170 وتجاوز عدد الشهداء الفلسطينيين أكثر من 32 ألف شخص، اتخذ مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة أخيرا أول خطوة عملية ضد هذه الجريمة واسعة النطاق ضد الإنسانية ووافق على قرار فوري لوقف إطلاق النار في غزة. 

وفي جلسة مجلس الأمن يوم الأحد، قدمت موزمبيق، ممثلة جميع الأعضاء غير الدائمين في المجلس، مشروع قرار بشأن وقف إطلاق النار في غزة، ويؤكد هذا القرار على المحاور الثلاثة المتمثلة في "وقف فوري لإطلاق النار في غزة خلال شهر رمضان، والإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع الأسرى، وضمان وصول المساعدات الإنسانية".

وبحسب الأخبار المنشورة في وسائل الإعلام، يبدو أن الدول التي طرحت القرار طالبت بوقف إطلاق نار "فوري ودائم ومستقر"، وهو ما لم يتم تضمينه بسبب معارضة الولايات المتحدة، لكن التغييرات التي طرأت على نص مشروع القرار جعلت أمريكا، خلافا لكل المرات السابقة، تمتنع عن استخدام حق النقض وتمتنع عن التصويت على هذا القرار.

ويأتي هذا الإجراء الأمريكي بينما كان رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، قبل الموافقة على قرار الوقف الفوري لإطلاق النار في غزة، قد أكد لأمريكا أنه يجب عليه استخدام حق النقض (الفيتو) على هذا القرار. 

ورداً على رفض أمريكا استخدام حق النقض ضد القرار المذكور، ألغى نتنياهو رحلة الوفد الإسرائيلي إلى واشنطن، التي كان من المفترض أن يناقش فيها عملية رفح مع المسؤولين الأمريكيين.

وقال مجيد صفاء تاج، محلل الشؤون الدولية، في حديثه لـ"بغداد اليوم"،  في إشارة إلى عدم امتثال إسرائيل لميثاق الأمم المتحدة في حرب غزة: "وفقًا لهذا الميثاق، يجب على الدول الأعضاء في الأمم المتحدة اتخاذ خطوات للحفاظ على السلام والامتناع عن اتخاذ إجراءات تعرض السلام والأمن الدوليين للخطر".

وبين صفاء تاج، إن "الإبادة الجماعية الوحشية والوحشية التي ترتكبها إسرائيل في غزة تتعارض تمامًا مع ميثاق الأمم المتحدة وقوانين الحرب والمبادئ الإنسانية والأخلاقية البسيطة. ومع ذلك، خلال هذا الوقت، اجتمع مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة عدة مرات لمنع استمرار جرائم الحرب الإسرائيلية بطريقة أو بأخرى. لكن الأمريكيين استخدموا حق النقض (الفيتو) ضد القرارات المناهضة لإسرائيل".

وأضاف: رغم أن مجلس الأمن الدولي وافق الأحد الماضي على قرار الوقف الفوري لإطلاق النار في غزة، ورغم أن هذا القرار ملزم، إلا أن إسرائيل لا تعتبر نفسها ملزمة بالامتثال له، لأن سلوك الأمريكيين في هذا الصدد غير قانوني، وكان الأمريكيون أكثر اهتماماً بتخفيف ضغوط الرأي العام الدولي وجذب الرأي العام الأمريكي الداخلي عشية الانتخابات.

وقال هذا المحلل للقضايا الدولية، في إشارة إلى التصريحات الأمريكية بأن القرار الأخير لمجلس الأمن غير ملزم: في عام 2018، وافق مجلس الأمن على القرار 2401 بموضوع الوقف الفوري لإطلاق النار في سوريا، ورغم أن هذا القرار لم يكن تحت الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة، إلا أن الأمريكيين اعتبروه ملزماً للحكومة السورية، لكن هنا المندوب الأمريكي يقول إن قرار الأحد الماضي ليس ملزماً لإسرائيل".

وبين "على الرغم من هذا التعامل المزدوج من الجانب الأمريكي، فضلاً عن عدم امتثال إسرائيل للقواعد الدولية، فلا ينبغي لنا أن نتوقع وقفاً فورياً أو دائماً لإطلاق النار في غزة".

وتابع صفاء تاج، في إشارة إلى تشويه صورة أمريكا العالمية بسبب حرب غزة "أمريكا حذرت إسرائيل مراراً وتكراراً بخفض حدة الهجمات وعدم قتل المدنيين، لكن تدريجياً ارتفع عدد الشهداء في غزة وخرجت مسيرات كبيرة في جميع أنحاء العالم احتجاجاً على مجزرة النظام الصهيوني في غزة".

واعتبر أن هذه الهجمات الوحشية جعلت صورة إسرائيل العالمية سلبية للغاية لدرجة أن المسؤولين الأمريكيين أعربوا عن قلقهم بشأن أمن النظام. كما أن الرأي العام العالمي رأى في أمريكا الداعم الرئيسي لعمليات القتل في غزة، ولذلك حاولت أمريكا استعادة صوتها".

وعن عدم استخدام أمريكا لحق الفيتو، أشار المحلل الإيراني إلى أن الخلاف بين الرئيس جو بايدن ونتنياهو كان قد أعلن في كثير من الحالات من قبل، وقال "الآن، في وضع أصبح فيه نتنياهو عالقاً عملياً في المستنقع ولا يمكن إنقاذه، وقرر الأمريكيون إنقاذ أنفسهم على الأقل وإعادة صورتهم في عيون الرأي العام، ولهذا الغرض قرروا عدم استخدام حق النقض ضد القرار الفوري لوقف إطلاق النار في غزة".

وأضاف "لذلك يبدو أن أمريكا كانت لديها ثلاث رسائل لإسرائيل بعدم استخدام حق الفيتو في جلسة مجلس الأمن؛ أولاً، الولايات المتحدة ضد توسيع الحرب في الشرق الأوسط، ثانياً، تغيرت السياسات الأمريكية تجاه القضية الفلسطينية وهي تدعم خطة الدولتين أكثر من ذي قبل، والرسالة الثالثة موجهة إلى المجتمع الداخلي الإسرائيلي وكان الاتفاق على تغيير نتنياهو".

وذكر صفاء تاج أن "نتنياهو تلقى هذه الرسائل وقد فقد الأمل تماماً في أمريكا"، وقال: الآن هناك احتمال لزيادة حدة الحرب، وباعتبار أن الغرض من رحلة الوفد الإسرائيلي إلى واشنطن كان للتفاوض بشأن الهجوم على رفح، والآن بعد إلغاء هذه الرحلة، قد نشهد زيادة في الجرائم في رفح".

المصدر: وكالة بغداد اليوم

كلمات دلالية: لإطلاق النار فی غزة إطلاق النار فی غزة استخدام حق النقض الأمم المتحدة الرأی العام عدم استخدام مجلس الأمن هذا القرار

إقرأ أيضاً:

الأمم المتحدة تتبنى مشروع قرار بشأن أوكرانيا

تبنت الجمعية العامة للأمم المتحدة، التي تضم 193 عضوا، اليوم الاثنين، قرارا صاغته الولايات المتحدة بشأن أوكرانيا.
وتم تبني القرار بعد إدخال بعض التعديلات الأوروبية عليه. وحصل النص المعدل على 93 صوتا لصالح القرار، مقابل 18 صوتا ضده، بما في ذلك الولايات المتحدة، وامتناع 65 دولة عن التصويت.
وقال مسؤول في وزارة الخارجية الأميركية إن الولايات المتحدة تعتزم استخدام حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة إذا أُدخلت أي تعديلات على مشروع القرار.
وقال المسؤول، الذي تحدث للصحفيين شريطة عدم الكشف عن هويته، إن إدارة ترامب تركز على جمع كل أطراف الأزمة في أوكرانيا إلى طاولة المفاوضات.
وأضاف "سنستخدم حق النقض ضد أي تعديل إذا وصل إلينا في مجلس الأمن. وسنستخدم حق النقض ضد تعديلات الأوروبيين إذا جاءت إلينا في مجلس الأمن".

أخبار ذات صلة مسؤولون أميركيون وروس يعقدون لقاء جديدا في الرياض موسكو تعلن موعد اجتماع جديد بين روسيا وأميركا المصدر: وكالات

مقالات مشابهة

  • ماكرون:نريد التأكد من التوصل لوقف إطلاق النار في أوكرانيا يلتزم بيه الطرفان
  • الأمم المتحدة تتبنى مشروع قرار بشأن أوكرانيا
  • رويترز: أمريكا تهدد باستخدام الفيتو ضد مشروع قرارها بشأن أوكرانيا
  • الرئاسة الفلسطينية: نطالب أمريكا بإجبار الاحتلال على تثبيت وقف إطلاق النار
  • مع بداية محادثات لوقف إطلاق النار..من يربح في أوكرانيا؟
  • بعد تحرير حماس 30 رهينة.. وزير خارجية أمريكا يعلق ويبرز دور ترامب
  • ‌دعوة أميركية كينية لوقف إطلاق النار شرق الكونغو
  • بات يام.. سفارة أمريكا في إسرائيل تحظر على الموظفين استخدام وسائل النقل العام
  • أخبار العالم | أمريكا توقع صفقة المعادن النادرة اليوم .. لقاء الرياض التشاوري يبحث تطورات غزة وترحيب عربي بقمة القاهرة
  • أمريكا تحذر مواطنيها في إسرائيل من استخدام وسائل النقل العام