بوابة الوفد:
2024-07-06@22:38:16 GMT

عامان مرا.. وبيني وبينهما فريضة النسيان

تاريخ النشر: 29th, March 2024 GMT

يقولون إن الحزن وحده يبدأ كبيرا ثم يقل حتى يخبو بكرور الأيام وتوالي الهموم والانشغالات، ولأن الإنسان جبل على النسيان؛ فلا حزن يدوم ولا متعة تستمر، كلاهما إلى زوال...
وهو ما تؤكده رؤية نيتشه، حين قال: «لا سعادة، لا سكينة، لا أمل، لا فخر، لا متعة، تتحقق في اللحظة الحاضرة، من دون ملكة النسيان».
حيث يرى أن نسيان الماضي يخلق هدوءا وسكينة في الحاضر، بل هو شرط أساسي لتطوير كفاءات وملكات جديدة.

لهذا فمسح الطاولة وغسل الوعي من شوائب الماضي، أمر ملح لترك المجال لأشياء جديدة تتشكل. 
فمعنى أن تمتلك قوة النسيان، وأن تحرص على عدم التصاقك بذاكرتك، فهذا يعني أنك تخلق لذاتك رغبة أكيدة في أن تصير وأن تستمر؛ فيرى نيتشه أن الوحيد الذي يقول: «إنني أتذكر» هو الإنسان، وهو بذلك يقتل سعادته بيده، فحضور الماضي يمنعه من تذوق اللحظة الصافية، ويثقل كاهله ويسحقه، ويمنع مشيه السليم. 
وعلى منواله يسير فرويد، الذي يرى أن الإنسان لا يحمل في كيانه فقط ذاكرة واعية يمكن استحضارها، بل ذاكرة أخرى منسية هي اللاشعور، التي تعد خزانا ومقبرة ندفن فيها المكبوتات المؤلمة التي يصعب استحضارها إلا عن طريق التحليل النفسي؛ مما يعني أن الحياة النفسية للفرد، واعية كانت أم غير واعية، هي في الجزء الأكبر منها، مشكلة من الماضي، الذي ينبغي العمل على نسيانه إذا ما أصبح ثقلا جاثما علينا في الحاضر.
كلتا الرؤيتين تحققان ما ينادي به أحباؤنا والعارفون بما يسكننا من جراحات وانكسارات، الدعوة للنسيان جد منطقية، لا أنكر أهميتها بأي شكل، قد تؤتي أكلها بشرط، أن تحتل الذاكرة أحداث موازية وأكثر قوة، يمكنها ببساطة أن تزيح الماضي وتنتصر عليه، أو تتملكنا رغبة في التخطي إذا ما شعرنا بأن حياتنا وحياة من نحب تنسحق تحت وطأة الذكرى، والتمسك بأيام منحتنا سعادة كانت حينئذ أسمى ما نبتغيه. 
مشاهد كثيرة ومواقف ظلت عالقة بالذاكرة، إذا ما حاولنا نسيانها قد يغمشها مرورنا بمكان أو ترديد كلمة ما، أو تكرار موقف بعينه، أو حتى تنسم رائحة ما ارتبطت بمن رحل، لا أراهن على استمرار آثارها، أو عدمه، لكنها موجودة على كل حال، أوجدها من أخلص لمشاعره يوما، وجعلنا في مكان أنكره ومازال ينكره البعض، حتى ظنوا أن محاولات الإقصاء المتعمد من مشهد وحلم طالما سعيت لتحقيقه، قد يشفي غليل قوم لا يفقهون ولا يدركون للحب والأصول طريقا، لكنه الإخلاص لاسم مهما انتهت بيننا الحياة وسعت وسعيت معها للنسيان، ستظل فريضة الاحترام واجبة له، احترام لمن أكرمنا يوما وفضلنا على العالمين وكنا لديه من المصطفين المقربين حتى الرمق الأخير، وهو ما يجعل من النسيان محاولة بائسة لإنكار الفضل، لكنها الحياة، التي تفرض علينا أن نحقق مقولة نيتشه: «لا سعادة، لا سكينة، لا أمل، لا فخر، لا متعة، تتحقق في اللحظة الحاضرة، من دون ملكة النسيان»... والله عليم بذات الصدور.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: نبضات الحزن النسيان

إقرأ أيضاً:

ديفيد رايا ينتقل بشكل نهائي إلى أرسنال

لندن (د ب أ) - أكمل حارس المرمى الإسباني ديفيد رايا، انتقاله بشكل دائم من برينتفورد إلى أرسنال الإنجليزي.

وذكرت وكالة الأنباء البريطانية (بي ايه ميديا) أن رايا / 28 عاما/ قضى الموسم الماضي على سبيل الإعارة مع أرسنال وشارك في 41 مباراة بكل البطولة محافظا على نظافة شباكه في 16 مباراة في الدوري الإنجليزي، ليحصل على جائزة القفاز الذهبي.

وذكرت تقارير أن الصفقة تكلف أرسنال 27 مليون جنيه إسترليني (3ر34 مليون دولار) وأكد النادي اللندني أن الصفقة ستكتمل بمجرد إنتهاء الإجرءات الروتينية، في الوقت الذي يواصل فيه المدرب ميكيل أرتيتا استعدادته للموسم الجديد.

وقال رايا، الذي يتواجد حاليا مع المنتخب الإسباني المشارك في بطولة كأس أمم أوروبا في ألمانيا ، حيث شارك كأساسي في مواجهة ألبانيا في آخر مباريات دور المجموعات: "بعد عام من الإعارة مع أرسنال، يمكنني التأكيد على أنني سأكون لاعبا للفريق في السنوات المقبلة".

وأضاف: "أنا متحمس لرؤية ما ينتظرني في المستقبل، لكنني دائما أعيش وأحاول الاستمتاع باللحظة الراهنة".

وتابع رايا: "أنه حلم تحقق أن أكون هنا وأرغب في توجيه الشكر لكم جميعا على دعمي وتشجيعي في العام الماضي".

من جانبه قال أرتيتا في تصريحات للموقع الرسمي للنادي: "لقد أظهر ديفيد رايا الموسم الماضي أنه لاعب مهم بالنسبة لنا، لذلك نحن سعداء بأنه أصبح لاعبنا بشكل رسمي".

وأضاف: "لديه بصمة كبيرة في غرفة ملابس الفريق ، ونحن سعداء بمواصلة العمل معه".

مقالات مشابهة

  • اليمين المتطرف الهولندي يعلن انضمامه لتكتل برلماني أوروبي جديد
  • لعلاج مشكلة النسيان.. نصائح غذائية لتنشيط الذاكرة
  • ديفيد رايا ينتقل بشكل نهائي إلى أرسنال
  • الغرياني: الحكومة بهذه الصورة تخرب بيوتها بأيديها.. والفساد الذي تكلمنا عليه في الماضي لا زال يتوسع
  • دعاء لعدم النسيان في المذاكرة.. «اللهم انفعني بما علمتني»
  • فريضة النهوض الاقتصادي وارتباطها بمبدأ الموالاة والمعاداة
  • فضيحة زواج متعة تهز صنعاء: ناشط يتزوج الفتيات الفقيرات ويطلقهن بعد شهر
  • مناقشة الاستعدادات النهائية لفعاليات ملتقى أجواء الأشخرة الثاني
  • متظاهرون داعمون لغزة يعتلون سطح البرلمان الأسترالي
  • وفد عسكري سعودي يتعرف على صلاحيات "الشورى"