مع اقتراب العشر الأواخر من شهر رمضان يحرص المسلمون على معرفة فضل ليلة القدر، لأنها من بين الليالي المباركة التي يستجاب فيها الدعاء، وقال الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية، عنها أنها ليلة بدء نزول القرآن الكريم على قلب النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم، وهي ليلة سلام تنزَّل الملائكة فيها بالبركة والرحمة.

فضل ليلة القدر 

وأوضحت دار الإفتاء عبر صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» أن فضل ليلة القدر ورد فيه أحاديث، منها ما رواه البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه: وأن النبي صلى الله عليه وسلم قال «من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه».

وأضافت الإفتاء أن ليلة القدر ثواب العمل الصالح فيها يعادل ثواب أكثر من 1000 شهر من هذا العمل الصالح، فعلى المسلم استغلال كل لحظة فيها والبخيل من يضيع لحظاتها.

ماذا يفعل المسلم في ليلة القدر 

وتابعت الإفتاء أنه حكم الله تعالى في إخفاء موعد ليلة القدر في رمضان ليجتهد المسلم في طلبها وخاصة في العشر الأواخر منه ويوقظ أهله كما كان يفعل رسول الله صلى الله عليه وسلم أملاً في أن توافقه ليلة القدر التي قال الله تعالى فيها: "«لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ، تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ، سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ».

دعاء ليلة القدر 

وعن دعاء ليلة القدر، قال فضيلة المفتي : لقد ذكرت أم المؤمنين السيدة عائشة -رضي الله عنها- أنها قالت للنبي صلى الله عليه وآله وسلم: «يا رسول الله، أرأيت إن وافقت ليلة القدر ما أقول؟ قال عليه الصلاة والسلام وعلى آله: قولي اللهم إنك عفو كريم تحب العفو فاعفُ عني».

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: فضل ليلة القدر ليلة القدر العشر الأواخر العشر الأواخر من رمضان الليالي الوترية فضل لیلة القدر صلى الله علیه

إقرأ أيضاً:

مفتي الجمهورية: الزهد امتلاك القدرة على ضبط النفس وعدم الانسياق وراء الشهوات

أكد الدكتور نظير عياد، مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، أن الزهد في حقيقته ليس تخليًا عن الدنيا أو انسحابًا منها، بل هو زهد القلوب، لا زهد الجوارح، مشيرًا إلى أن الإنسان قد يُحرم من متاع الدنيا، ولكنه يحمل قلبًا قانعًا راضيًا، فيما قد يُمنح آخر الدنيا بأسرها، لكنه يظل نهِمًا لا يشبع، متسائلًا عن المزيد دون ضابط بين المشروع وغير المشروع.

مفتي الجمهورية: السنة النبوية ليست كلامًا بشريًّا مجردًا بل وحيٌا من عند اللهمفتي الجمهورية ينعى ضحايا حادث اصطدام قطار ركاب بخط القنطرة - بئر العبد

جاء ذلك خلال لقاءه الرمضاني اليومي مع الإعلامي حمدي رزق، في برنامج "اسأل المفتي"، الذي يُذاع على فضائية "صدى البلد"، حيث تناول مفهوم الزهد من منظور إسلامي متكامل، مبينًا أن هذه الفضيلة العظيمة تعد بابًا لمحبة الله ومحبة الناس، مستشهدًا بالحديث النبوي الشريف الذي جاء فيه رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم يسأله عن عملٍ إن فعله أحبه الله، وآخر إن فعله أحبه الناس، فأجابه النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: "ازهد في الدنيا يحبك الله، وازهد فيما في أيدي الناس يحبك الناس".

وأوضح المفتي أن جوهر الزهد يتمثل في القناعة والرضا بما قسمه الله للإنسان، وليس في رفض العمل أو السعي نحو تحقيق النجاح.

 وأكد أن الإسلام لا يعارض التملك المشروع للمال أو السعي في التجارة والعمل، لكنه يحث على أن يكون المال في اليد لا في القلب، مشيرًا إلى أن الصحابة الكرام – مثل سيدنا عبد الرحمن بن عوف – كانوا من كبار الأثرياء، لكنهم لم يجعلوا الدنيا تتحكم في قلوبهم، بل سخّروا أموالهم لخدمة دينهم وأوطانهم، وضربوا أروع الأمثلة في العطاء والإيثار.

وتابع بأن بعض الناس قد يسيئون فهم الزهد، فيظنون أنه يدعو إلى التخلي عن العمل والمنافسة والسعي في الدنيا، وهو تصور خاطئ يتعارض مع ما جاءت به الشريعة الإسلامية، مؤكدًا أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن زاهدًا عن العمل، بل كان قدوة في بذل الجهد والسعي، كما أن الصحابة الكرام كانوا أصحاب أعمال وتجارات ناجحة، لكنهم حافظوا على زهد القلوب، فلم يتعلقوا بالدنيا تعلّقًا مفرطًا.

وأشار المفتي إلى أن القناعة هي ثمرة من ثمار الزهد، ومن لم يكن قانعًا بما رزقه الله، فإنه سيظل أسيرًا لطمعه، ولن يشعر بالرضا أو السعادة، مستشهدًا بالآية الكريمة: ﴿وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا﴾، والتي توازن بين العمل للدنيا والآخرة، بحيث لا ينشغل الإنسان بأحدهما على حساب الآخر.

وشدد المفتي على أن الزهد لا يعني الانعزال عن الحياة أو رفض النجاح والطموح، وإنما يعني امتلاك القدرة على ضبط النفس وعدم الانسياق وراء الشهوات والرغبات المفرطة، لافتًا الانتباه إلى أن الإنسان الزاهد حقًّا هو من يكون طموحًا ويسعى للأفضل، لكنه في الوقت ذاته لا يجعل الدنيا تتحكم في قلبه أو تفسد عليه دينه وأخلاقه، مؤكدًا أن تحقيق هذا التوازن هو جوهر التعاليم الإسلامية التي تحث على العمل والجد مع الرضا والقناعة.

وفي ختام الحلقة، أجاب مفتي الجمهورية، على أسئلة المشاهدين حيث أوضح أن الصيام يمثل مدرسة عظيمة للزهد، حيث يعلم الإنسان كيف يترفع عن شهوات الدنيا ويزهد فيما لا ينفعه، مشيرًا إلى أن هناك علاقة وثيقة بين الصوم والزهد، فكلاهما عبادة قلبية تقوم على الامتناع عن المحظورات والتقرب إلى الله. 

وأشار المفتي إلى أن الصيام إمساك عن أمور محددة، وكذلك الزهد الذي لا يقتصر على ترك المباحات، بل يشمل أيضًا الزهد في المحرمات، مشددًا على أن هذه العبادات القلبية تظهر آثارها في علاقة الإنسان بربه وبالناس من حوله، بل وبالكون كله. واستشهد فضيلته بقول الله تعالى: (لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ). 

وأوضح أن التقوى تمثل حاجزًا يمنع الإنسان من الوقوع في المعاصي، كما أنها في الوقت نفسه دافع للارتقاء الروحي والسعي لمرضاة الله، وهو ما يتحقق عبر التخلق بالزهد والابتعاد عن التعلق بالدنيا والانشغال بما في أيدي الناس.
وفي سياق متصل، تطرق مفتي الجمهورية إلى الحديث عن فضل العمرة، موضحًا أنها شعيرة إلهية تعكس امتثال العبد لأمر الله سبحانه وتعالى، كما أنها تجسيد لعظمة هذا الدين الذي شرع العبادات المختلفة لتهذيب النفس وتزكيتها.

وأشار إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم بيّن أن العمرة من الأسباب التي تؤدي إلى مغفرة الذنوب، مستشهدًا بحديث النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما إذا اجتنبت الكبائر". وأكد أن العمرة تمنح المسلم فرصة للتقرب إلى الله وتنقية النفس من الذنوب، ليبدأ حياة جديدة قائمة على الطاعة والسلوك الحسن.

كما أشار إلى ارتباط العمرة بشهر رمضان، لافتًا النظر إلى الحديث النبوي الشريف الذي جاء فيه أن أداء العمرة في رمضان يعادل أجر حجة مع النبي صلى الله عليه وسلم، موضحًا أن هذه الفضيلة لا تعني أنها تغني عن فريضة الحج، وإنما تبرز عظم أجر العمرة في هذا الشهر الكريم، حيث يجتمع فيها الصيام والقيام وأداء الشعائر المقدسة، مما يحقق للعبد رفعة ومكانة عظيمة عند الله. 

وحول حكم تكرار العمرة في السفر الواحد، أوضح المفتي أن هذه المسألة خلافية بين العلماء، مشيرًا إلى أنه لا حرج في ذلك، لكن بشرط ألا يكون التكرار على حساب أولويات أخرى تتعلق بفقه الواقع ومقتضيات الحياة.

وبيّن أن الإنسان يمكن أن يؤدي عبادة تتعلق بذاته، وأخرى تنفع غيره، مستشهدًا بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: "والله في عون العبد ما دام العبد في عون أخيه"، موضحًا أن من أراد أن يكثر من العمرات يمكنه كذلك أن ينوع في أعماله الخيرية، كمد يد العون للمحتاجين، مما يحقق التكامل في العمل الصالح.

وأضاف أن بعض العلماء قالوا: "من حج مرة فقد أدى فرض الله، ومن حج مرتين فقد وفّى دين ربه، ومن حج ثلاثًا فقد منع الله جسده عن النار"، مشيرًا إلى إمكانية القياس على ذلك في العمرة، بحيث تكون وسيلة للخير والإحسان إلى الآخرين. 

وفيما يتعلق بجواز أداء العمرة بالتقسيط أو الاستدانة، أوضح مفتي الجمهورية أن الشريعة الإسلامية قائمة على التيسير ورفع الحرج، مشددًا على أن الأصل أن يؤدي الإنسان العبادات وفق استطاعته، مستشهدًا بقول الله تعالى: (لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا).
وأكد أنه لا حرج في التقسيط إذا كان الشخص قادرًا على السداد دون أن يوقع نفسه في ضائقة مالية، لكن الأولى أن يرتب أولوياته وفق ظروفه وإمكاناته، بحيث لا يتحول الأمر إلى مشقة أو عبء مالي ثقيل.

وفي ختام اللقاء، أجاب المفتي عن سؤال حول صيام الأيام الستة من شوال قبل قضاء ما فات من رمضان، موضحًا أن الأولى هو البدء بالقضاء لأن "قضاء الله أحق بالوفاء"، إذ إن الإنسان لا يملك أمر حياته ولا يعلم إن كان سيتمكن من أداء القضاء لاحقًا أم لا.

وبيّن أن الحديث الشريف الذي يقول: "من صام رمضان وأتبعه بست من شوال كان كمن صام الدهر" لا يشترط التتابع المباشر، فيجوز صيامها متفرقة، لكنه شدد على أن إبراء الذمة من الفرض أولى، ومن ثم يمكن لمن أراد أن يصوم الستة بعد قضاء ما عليه أن يفعل ذلك دون حرج.

مقالات مشابهة

  • فى يوم 16 رمضان.. النبي صلى الله عليه وسلم يصل بدر ووفاة السيدة عائشة
  • متى يفطر الصائم المسافر؟.. دار الإفتاء توضح الضوابط الشرعية
  • دعاء ليلة القدر مكتوب .. أحد أسباب العتق من النار
  • كيفية سجود التلاوة في المواصلات.. الإفتاء توضح
  • هل يجوز التفرغ للعبادة في رمضان وترك العمل؟ دار الإفتاء توضح
  • مفتي الجمهورية: الزهد امتلاك القدرة على ضبط النفس وعدم الانسياق وراء الشهوات
  • ما فضل ثواب تفطير الصائمين في رمضان؟ «الإفتاء» تجيب
  • ماهي ليلة القدر
  • أسماء بنات مستوحاة من ليلة القدر
  • موعد ليلة القدر ودعاؤها المستجاب.. الشيخ الشعراوي حدد توقيتها في هذه الليلة