الموت ببطء.. مئات المهاجرين بلا مياه ولا طعام بين تونس وليبيا
تاريخ النشر: 27th, July 2023 GMT
لا يزال مئات المهاجرين الأفارقة، بينهم حوامل وأطفال، متروكين، حتى أمس الأربعاء، في رأس جدير في المنطقة العازلة بين ليبيا وتونس بعدما أرسلتهم السلطات التونسية إليها، حسب شهادات جمعتها وكالة الصحافة الفرنسية.
وأقام نحو 140 مهاجرًا من أفريقيا جنوب الصحراء، قالوا إنهم في المنطقة منذ 3 أسابيع، مخيما مؤقتا على حافة مستنقع ملحي، على بعد 30 مترا من حاجز رأس جدير الحدودي الليبي (شمال).
ويحاول رجال ونساء وأطفال تحمل الحر الشديد نهارًا والبرد ليلًا، بلا مياه أو طعام أو وسيلة للاحتماء من أشعة الشمس والرياح.
وإثر صدامات أودت بمواطن تونسي في الثالث من يوليو/تموز الجاري، طُرد عشرات المهاجرين الأفارقة من صفاقس ونُقلوا إلى مناطق حدودية مع ليبيا والجزائر.
ووفق حرس الحدود الليبيين وشهادات جمعتها وكالة الصحافة الفرنسية، فإن مجموعتَين أخريين -تضم كل منهما نحو 100 شخص- موجودتان في منطقة رأس جدير بين ليبيا وتونس منذ صدامات الثالث من يوليو/تموز في صفاقس.
فاطمة امرأة نيجيرية (36 عامًا) انتهى بها المطاف في رأس جدير مع زوجها، بعيدا عن طفلهما البالغ من العمر 3 سنوات، الذي بقي في صفاقس، نقطة الانطلاق الرئيسية للهجرة غير الشرعية إلى أوروبا.
وقالت فاطمة "لم أرَ طفلي منذ 3 أسابيع. أحضرنا الجنود التونسيون إلى هنا. ليس لدينا هاتف أو مال. لا شيء. أخذوا كل شيء منا".
وقال النيجيري جورج (43 عامًا) لوكالة الصحافة الفرنسية "لا نعلم أين نحن. نعاني هنا، بلا طعام وبلا مياه".
وأضاف "لا يسمح لنا الليبيون بدخول أرضهم، والتونسيون يمنعوننا من العودة. نحن عالقون وسط كل هذا"، مناشدًا الدول الأوروبية "المساعدة أو إرسال سفينة إنقاذ".
وهتف "حياة السود مهمة!"، وانضم إليه أفارقة آخرون رفع أحدهم لافتة كتب عليها "الحكومة التونسية تقتلنا ببطء. نحن بحاجة إلى مساعدة"، في حين كُتِبت على لافتة أخرى عبارة "نحن لسنا حيوانات".
وخلال الأيام العشرة الماضية، آوى حرس الحدود الليبيون مئات من المهاجرين الذين عُثِر عليهم يتجولون في الصحراء، جنوب رأس جدير حيث عثر على 5 جثث على الأقل.
يتقاسم المهاجرون الذين تقطعت بهم السبل في رأس جدير القليل من الطعام والماء الذي يحضره لهم الليبيون عبر الهلال الأحمر المحلي.
وقال مبارك آدم محمد لوكالة الصحافة الفرنسية إن "النساء والفتيات لا يتحملن هذه الظروف (…)، بعد أيام قليلة من وصولنا إلى هنا، أحضر لنا الهلال الأحمر الليبي القماش المشمع" الذي لا يكفي للوقاية من أشعة الشمس الحارقة، داعيًا "المنظمات الإقليمية والدولية" إلى التدخل لإجلاء المهاجرين.
وروى الشاب البالغ من العمر 24 عاما "اعتقلتني الشرطة في صفاقس وأحضرتني إلى هنا بالقوة"، مضيفا أنه فر من السودان الذي مزقه الحرب بحثا عن ملجأ في ليبيا أولا، ثم توجه إلى تونس قبل أن يُلقى القبض عليه مع آخرين. وقال إن "الجيش والشرطة التونسيين متمركزان هناك لمنع الناس من العودة إلى تونس".
وذكرت منظمة هيومن رايتس ووتش (غير الحكومية) أن الشرطة التونسية "طردت" نحو 1200 أفريقي إلى مناطق مقفرة قرب ليبيا في الشرق والجزائر في الغرب.
ولاحقا، تولى الهلال الأحمر التونسي إسعاف نحو 600 منهم في الجانب الليبي، ومئات في الجانب الجزائري، عبر توزيعهم في مراكز إيواء.
وتبذل السلطات الليبية جهدا كبيرا للتعامل مع أكثر من 600 ألف مهاجر موجودين على أراضيها، وتقدم إليهم كميات ضئيلة من المياه والغذاء عبر الهلال الأحمر الليبي.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: الصحافة الفرنسیة الهلال الأحمر
إقرأ أيضاً:
اسبانيا تفكك شبكة جزائرية لاستغلال المهاجرين مقابل 600 أورو ضحاياهم مغاربة
عثرت الشرطة الاسبانية، نهاية الأسبوع الجاري، على ثلاث شقق في أليكانتي، أخفت مهاجرين وصلوا بشكل غير قانوني عن طريق القوارب، حسب وسائل إعلام إسبانية.
تمكنت الشرطة خلال هذه العملية من القبض على خمسة رجال وامرأة، جميعهم من الجنسية الجزائرية، كانوا يقومون بإيواء مواطنيهم أشخاصا آخرين من المغرب في ظروف غير إنسانية، حيث كانوا ينامون على الأرض، حتى في الشرفات، مقابل 600 يورو شهريا.
وقامت الشرطة بتفكيك هذه المنازل الثلاثة في المنطقة الشمالية من المدينة، والتي كانت تستخدم لإيواء المهاجرين الذين وصلوا مؤخرا إلى الساحل الإسباني في قوارب الموت.
كانت هذه المنازل في حالة سيئة. وتتكون من ثلاث غرف نوم وغرفة معيشة وحمام ومطبخ، وعثر فيها على العديد من الأسرة والأفرشة على الأرض، بالإضافة إلى الأحذية وحقائب السفر والملابس المتناثرة.
لم يكن للمهاجرين سوى حق النوم في هذه المنازل، دون غرف أو حمامات خاصة بهم. وفي أحد الطوابق، عثر على مهاجر نائم على أرضية الشرفة، مغطى بالبطانيات.
ويدفع المهاجرون ما بين 10 و20 أورو في الليلة، وقد يصل الإيجار الشهري للسرير إلى ما بين 30 و 600 أورو. وعند مداهمة الشرطة، عثر على 17 شخصا داخل هذه المنازل.
تراوحت أعمار الموقوفين بين 22 و57 عامًا، وكان واحد منهم فقط يقيم في إسبانيا بشكل قانوني، بينما كان لدى اثنين آخرين سجل جنائي. ويجري التحقيق معهم بتهمة تشجيع الهجرة غير الشرعية.
كلمات دلالية إسبانيا هجرة