قصة آية 2 من سورة الفجر.. ما هي الليالي العشر التي أقسم بها الله؟
تاريخ النشر: 29th, March 2024 GMT
قصة آية ، لقاء يتجدد عبر موقع صدى البلد من خلال بيان معاني القرآن الكريم وأسباب النزول على مدار شهر رمضان 2024، ونتناول فيه اليوم، قصة آية 2 من سورة الفجر يقول تعالى: "وَالْفَجْرِ (1) وَلَيَالٍ عَشْرٍ (2) وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ (3) وَاللَّيْلِ إِذَا يَسْرِ (4)".
قصة آية 2 من سورة الفجرجاء عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال: هي العشر الأواخر من رمضان، حيث ذكر في تفسير القرطبي : وليال عشر أي ليال عشر من ذي الحجة.
وقال ابن عباس وقال مسروق هي العشر التي ذكرها الله في قصة موسى - عليه السلام - وأتممناها بعشر، وهي أفضل أيام السنة . وروى أبو الزبير عن جابر أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : " والفجر وليال عشر - قال : عشر الأضحى " فهي ليال عشر على هذا القول ; لأن ليلة يوم النحر داخلة فيه ، إذ قد خصها الله بأن جعلها موقفا لمن لم يدرك الوقوف يوم عرفة. وإنما نكرت ولم تعرف لفضيلتها على غيرها ، فلو عرفت لم تستقبل بمعنى الفضيلة الذي في التنكير ، فنكرت من بين ما أقسم به ، للفضيلة التي ليست لغيرها .
وفي قول لابن عباس أيضا ويمان والطبري: هي العشر الأول من المحرم ، التي عاشرها يوم عاشوراء . وعن ابن عباس ( وليال عشر ) ( بالإضافة ) يريد : وليالي أيام عشر .
العشر الأواخر من رمضان، هي عشر خيرٍ ويمنٍ وبركةٍ، ويكفي أن فيها ليلة هي خيرٌ من ألف شهرٍ، وهي ليلة القدر، حيث يقول الحق سبحانه وتعالى: "إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلفِ شَهْرٍ" (القدر:1-3)، ويقول سبحانه :"إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ، أَمْرًا مِنْ عِنْدِنَا إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ" (الدخان: 3-5).
ويقول نبينا (صلّى الله عليه وسلم): "تحَرَّوْا لَيْلَةَ القَدْرِ في العشْرِ الأَوَاخِرِ مِنْ رَمَضانَ" (متفق عليه)، ولأهمية هذه العشر كان نبينا (صلى الله عليه وسلم) كما أخبرت السيدة عائشة (رضي الله عنها): "إذا دَخَلَ العَشْرُ الأَوَاخِرُ مِنْ رمَضَانَ، أَحْيا اللَّيْلَ، وَأَيْقَظَ أَهْلَه، وجَدَّ وَشَدَّ المِئزرَ" (متفق عليه).
ومن أفضل أعمال العشر الأواخر من رمضان قيام الليل، فهو سبيل المتقين إلى رضا رب العالمين، حيث يقول الحق سبحانه: {إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ * آخِذِينَ مَا أَتَاهُمْ رَبُّهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُحْسِنِينَ * كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ ، وهو من أخص صفات المؤمنين، حيث يقول سبحانه: {إِنَّمَا (۲) يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا الَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِهَا خَرُّوا سُجَّدًا وَسَبِّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ * تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ * فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ } .
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: قصة آية سورة الفجر معاني القرآن شهر رمضان 2024 العشر الأواخر من رمضان العشر الأواخر من رمضان قصة آیة
إقرأ أيضاً:
كيف يستعد الصائمون للعشر الأواخر من رمضان بروحانية خاصة؟
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
يعد قيام الليل من أعظم العبادات في شهر رمضان، خاصة في العشر الأواخر، حيث تتضاعف الأجور ويحرص المسلمون على اغتنام هذه الليالي المباركة بالصلاة والذكر والدعاء، وتزداد المساجد ازدحامًا بالمصلين الذين يبحثون عن الأجواء الروحانية والتقرب إلى الله، خاصة في ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر، ولكن كيف يستعد الناس لهذه العشر المباركة بروحانية خاصة؟
1. تكثيف العبادة والاستعداد النفسييبدأ الاستعداد للعشر الأواخر مبكرًا، حيث يحرص الكثيرون على تهيئة قلوبهم وأرواحهم لاستقبال هذه الأيام المباركة، كما يتجهز البعض بتخفيف المشاغل الدنيوية والتركيز على العبادات، مثل قراءة القرآن والتسبيح، فيما يخطط المصلون لتنظيم أوقاتهم ليتمكنوا من حضور قيام الليل والتراويح في المساجد دون تقصير في أعمالهم أو واجباتهم العائلية.
2. الإقبال على المساجد والاعتكافتشهد المساجد خلال العشر الأواخر ازدحامًا كبيرًا، حيث يحرص الناس على أداء صلاة التهجد في جماعة، ويفضل البعض الاعتكاف في المساجد، وهو سنة نبوية، حيث يتفرغون للعبادة ويبتعدون عن مشاغل الدنيا، فيما يتم تجهيز المساجد لاستقبال المعتكفين، بتوفير أماكن مريحة ومياه للشرب، وبعضها يقدم وجبات للسحور.
3. البحث عن الخشوع والتدبر في الصلاةيحرص المصلون على أداء صلاة القيام بخشوع، مع التركيز على تدبر آيات القرآن التي تتلى خلال الصلاة، ويختار البعض مساجد معينة يشتهر أئمتها بحلاوة الصوت والخشوع في التلاوة، مما يساعدهم على الاندماج في الأجواء الروحانية، وقد يستغل المصلون السجدات الطويلة في الدعاء والتضرع، طمعًا في رحمة الله ومغفرته.
4. الإكثار من الدعاء وطلب المغفرةيعتبر العشر الأواخر فرصة عظيمة للدعاء، خاصة في ليلة القدر، حيث يسأل الناس الله الرحمة والمغفرة والتوفيق في الدنيا والآخرة، ويردد الكثيرون دعاء النبي ﷺ: "اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني"، رجاءً لمغفرة الذنوب، فيما يحرص البعض على كتابة قائمة بأدعية خاصة بهم، سواء لأنفسهم أو لأهلهم وأحبائهم، ليذكروها في لحظات الخشوع.
5. تنظيم النوم والطعام لضبط النشاط في الليليتجنب البعض الإفراط في الطعام عند الإفطار، حتى لا يشعروا بالخمول أثناء صلاة التهجد، ويعتمد البعض على القيلولة خلال النهار لتعويض قلة النوم، والبقاء نشطين طوال الليل، كما يتناول المصلون وجبة سحور خفيفة تمنحهم الطاقة للصيام دون أن تسبب تعبًا خلال الصلاة.
6. الصدقة والإحسان في العشر الأواخريسعى الكثيرون لمضاعفة الحسنات عبر التصدق وإطعام الفقراء، خاصة أن الصدقة في ليلة القدر تعادل أجر ألف شهر، وتتسابق الجمعيات الخيرية على تنظيم حملات إفطار الصائمين وتوزيع المعونات للمحتاجين، ويحرص بعض المصلين على كفالة الأيتام أو المساهمة في بناء المساجد، طمعًا في الأجر المضاعف.
7. ختم القرآن والتقرب إلى اللهيحرص الكثيرون على إتمام ختم القرآن خلال العشر الأواخر، صواء في صلوات التراويح أو في جلسات فردية، فيما يسعى البعض لحضور ختم القرآن في المساجد حيث يدعو الإمام دعاءً جامعًا يملأ القلوب بالخشوع.