القناة مستمرة في تقديم خدماتها ولا بديل عنها كممر مستدام
تاريخ النشر: 29th, March 2024 GMT
قال الفريق أسامة ربيع رئيس هيئة قناة السويس أن إدارة القناة تتابع الموقف عن كثب بمنطقة البحر الأحمر ونأمل عودة الاستقرار مرة أخرى إلى منطقة البحر الأحمر وانتظام سلاسل الإمداد العالمية، واكد أن قناة السويس تستمر في تقديم خدماتها للسفن العابرة رغم التحديات الراهنة التي تثبت أن قناة السويس ستظل الممر الأسرع والأقصر والأكثر استدامة مقارنة بالطرق البديلة التي لا تحقق وفرا في الوقت والمسافة واستهلاك الوقود وتتسبب في أضرار بيئية بالغة لايمكن تجاهلها.
جاء ذلك خلال قيامه اليوم الجمعة بزيارة متحف قناة السويس، للوقوف على سير العمل، والتعرف على ردود أفعال رواد المتحف وانطباعاتهم خلال فترة الافتتاح التجريبي. تزامنا مع احتفال قناة السويس بذكرى يوم تعويم السفينة ايفيرجيفين بقناة السويس.
وتحرص قناة السويس خلال الفترة الحالية على التشاور المستمر مع العملاء، والتنسيق المباشر للوقوف على آليات عمل مشتركة يمكن معها تقليل تأثيرات الأزمة الراهنة في البحر الأحمر حيث تفرض الأزمة مزيداً من التحديات على حركة التجارة العابرة للقناة وسلاسل الإمداد العالمية.
ويشن الحوثيون منذ منتصف نوفمبر (تشرين الثاني) هجمات على سفن تجارية في البحر الأحمر، دعماً للفلسطينيين في غزة، مما أدى إلى اضطراب الحركة العالمية للشحن، وأجبر شركات على تغيير مسار رحلاتها إلى مسارات أطول وأعلى تكلفة.
وأكد رئيس الهيئة على الأهمية الكبيرة التي يمثلها متحف قناة السويس في حفظ وتوثيق تاريخ القناة وتسجيل لحظاتها الفارقة وأحداثها الهامة وما مرت به من تحديات على مدار تاريخها ليظل المتحف ذاكرة القناة وشاهدا على ماعاصرته وما تشهده من أحداث.
وخلال تواجده بالقاعة المخصصة لسرد وقائع ملحمة تعويم سفينة الحاويات البنمية "EVER GIVEN"، حرص الفريق ربيع على توجيه التحية للعاملين بالهيئة وتهنئتهم بذكرى "يوم التفوق" الذي يوافق ذكرى نجاح تعويم سفينة الحاويات البنمية العملاقة "EVER GIVEN"، والتي باتت علامة فارقة في قدرة الهيئة على مجابهة التحديات بكفاءة واقتدار.
وأوضح رئيس الهيئة أن أزمة جنوح سفينة الحاويات البنمية "EVER GIVEN" أثبتت لمجتمع الملاحة الدولي جاهزية القناة للتعامل مع المواقف الطارئة بفضل ما تزخر به من خبرات متراكمة في مجال الإنقاذ البحري.
وشدد الفريق ربيع على أن تعويم سفينة الحاويات "EVER GIVEN" ملحمة مصرية تمت بأيادي مصرية، ووحدات ومعدات مصرية، وفكر مصري خالص بابتكار أسلوب جديد في أعمال الإنقاذ البحري باستخدام التكريك لأول مرة وهو الإنجاز الذي حظى بالعديد من الإشادات الدولية وجاوز توقعات الخبراء والمتخصصين في مجال النقل البحري.
وأشار رئيس الهيئة إلى أن أزمة جنوح سفينة الحاويات البنمية "EVER GIVEN" كانت أزمة مركبة وغير مسبوقة تكللت جهود إدارتها بالنجاح بفضل بطولة القائمين على أعمال الإنقاذ والدعم الكامل من القيادة السياسية ومتابعته الدورية لجهود حل الأزمة على مدار الساعة.
شملت الجولة التفقدية بالمتحف، قاعات العرض المتحفي، وأماكن العرض الخارجية، بالإضافة إلى منطقة الخدمات الملحقة بالمتحف.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: قناة السويس البحر الأحمر سلاسل الإمداد العالمية الحوثيين البحر الأحمر قناة السویس
إقرأ أيضاً:
هل ينعش وقف إطلاق النار في غزة اقتصاد مصر وقناة السويس؟
القاهرة- يفتح اتفاق وقف إطلاق النار بغزة فرصا جديدة أمام الاقتصاد المصري، حيث من المتوقع أن يشهد تحسنا ملحوظا بمختلف القطاعات، بدءًا من قناة السويس وصولاً للسياحة والاستثمارات الأجنبية المباشرة وغير المباشرة، وفق مراقبين.
وتتطلع مصر والعالم إلى عودة حركة المرور في البحر الأحمر إلى طبيعتها، من مضيق باب المندب وصولاً إلى قناة السويس التي تكبدت خسائر فادحة العام الماضي مما أثر على أحد أهم مصادر العملة الصعبة للبلاد.
وقال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، نهاية العام الماضي، إن بلاده فقدت نحو 7 مليارات دولار من إيرادات القناة خلال 2024 بسبب "التحديات الإقليمية" وهو ما يمثل انخفاضا بأكثر من 60% مقارنة بعام 2023.
وذكر صندوق النقد الدولي -الشهر الماضي- أن توترات البحر الأحمر أفقدت مصر 70% من إيرادات القناة التي تعد مصدرا رئيسًا للعملة الأجنبية، منذ أن بدأ الحوثيون في اليمن مهاجمة السفن المتجهة إلى إسرائيل في البحر الأحمر.
وتمر حوالي 15% من التجارة البحرية عالميا عبر قناة السويس، البوابة الأقصر بين أوروبا وآسيا، وعودتها إلى مسارها تساهم في زيادة الإيرادات الدولارية وتدعم استقرار الجنيه "العملة المحلية).
إيرادات قناة السويس هوت بنسبة 61.2% بين يوليو/تموز وسبتمبر/أيلول 2024 (الجزيرة) قناة السويس أكثر المتضررينأنهت مصر التشغيل التجريبي لمشروع ازدواج قناة السويس، نهاية عام 2024 الذي سيزيد من مساحة الازدواج فيها بواقع 10 كيلومترات، ليصبح طولها 82 كيلومترا بدلا من 72 كيلومترا، مما سيساهم في زيادة الطاقة الاستيعابية للقناة.
إعلانوتحول ميزان مدفوعات مصر -مع العالم الخارجي- إلى عجز يساهم في تراجع الصادرات البترولية وإيرادات قناة السويس التي هوت بنسبة 61.2% بين يوليو/تموز وسبتمبر/أيلول من العام الماضي، لتسجل 931.2 مليون دولار مقابل 2.4 مليار، وفق بيانات البنك المركزي المصري.
لكن هذه الضغوط قد تشهد تغيرا ملحوظا مع إعلان وقف إطلاق النار في قطاع غزة، بحسب خبراء ومحللين تحدثوا إلى الجزيرة نت، إلا أن هذا التغير الإيجابي مرهون بصمود الاتفاق وإتمام جميع مراحله وإنهاء الحرب.
وقبيل وقف النار، قال زعيم جماعة الحوثي في اليمن عبد الملك الحوثي "سنبقى في مواكبة لمراحل تنفيذ الاتفاق، وأي تراجع إسرائيلي أو مجازر وحصار سنكون جاهزين مباشرة للإسناد العسكري للشعب الفلسطيني".
كما أن تهدئة الأوضاع في المنطقة من شأنها أن تجذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية المباشرة، وتعزز من الثقة في الاقتصاد المصري، وتشجع على النمو في قطاعات أخرى مثل السياحة.
تحسن المرور بالقناة على 3 مراحلتوقع أحمد الشامي، مستشار النقل البحري وخبير اقتصاديات النقل أن يكون التحسن في زيادة عدد السفن المارة عبر قناة السويس تدريجيا، وقسمه إلى 3 مراحل:
الفترة الأولى سوف تستمر حتى نهاية مارس/آذار المقبل، وعادة ما تكون التجارة الدولية ضعيفة خلالها وهي مرحلة اختبار بالنسبة للشركات الملاحية الكبيرة التي غيرت مسارها إلى طريق رأس الرجاء الصالح، وبالتالي أي تحسن سوف يكون طفيفا جدا. المرحلة الثانية تمتد من أول أبريل/نيسان وحتى نهاية يونيو/حزيران، وتعتمد على استقرار المرحلة الأولى وسوف تشهد نموا في حركة مرور السفن لكنه مرور حذر. أما المرحلة الثالثة فستُشكل انفراجة في عودة السفن إلى طبيعتها في حال مرور المرحلتين الأولى والثانية دون خروقات كبيرة لاتفاق غزة، وبالتالي عدم عودة التصعيد من جديد في البحر الأحمر. 2.7 مليار دولار صافي تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر في مصر الفترة بين يوليو/تموز وسبتمبر/أيلول 2024 (الجزيرة)وذهب مستشار النقل البحري إلى القول إنه ربما تشهد قناة السويس زيادة أكبر في مرور السفن مما كانت عليه قبل التوترات الجيوسياسية بالمنطقة نهاية عام 2023 لأسباب تتعلق باهتزاز سلاسل التوريد العالمية طوال أكثر من عام وطول المسار البديل، وارتفاع التضخم في العالم وزيادة أسعار النقل.
إعلان قطاعات مستفيدة من وقف النار بغزةعلى صعيد القطاعات الاقتصادية الأخرى في مصر، أعربت الخبيرة المصرفية سهر الدماطي عن تفاؤلها بالتأثيرات الإيجابية على الاقتصاد المصري مع إعلان التوصل لاتفاق إطلاق النار في غزة وتبادل الأسرى.
وأكدت في تصريحات للجزيرة نت أن "الصراعات المتكررة في المنطقة، مثل تلك التي تشهدها غزة ولبنان وسوريا واليمن تخلف بيئة غير جاذبة للاستثمار، نظرا لعدم الاستقرار وعدم اليقين، مشيرة إلى أن الحديث عن تغيير خريطة الشرق الأوسط والصراعات المستمرة يجعل المستثمرين يترددون في ضخ أموالهم في المنطقة.
وأضافت الدماطي أن انتهاء تلك الحروب سيساعد على عودة الاستثمار الأجنبي المباشر وغير المباشر، وعلى نمو قطاعات حيوية مثل السياحة، وزيادة الإنتاج الصناعي المحلي بعد تقليل التكاليف الإنتاجية التي تأثرت بارتفاع تكلفة النقل عبر البحر الأحمر.
ولفتت إلى تحسن طفيف في صافي تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر في مصر إلى 2.7 مليار دولار من 2.3 مليار الفترة بين يوليو/تموز وسبتمبر/أيلول 2024، وتوقعت أن تشهد التدفقات زيادة أكبر.
وقال المركزي المصري الخميس الماضي إن عجز ميزان المعاملات الجارية بلغ 5.9 مليارات دولار الفترة ذاتها مقارنة مع 2.8 مليار بالربع نفسه قبل عام، إلا أن تحويلات المصريين بالخارج -التي زادت إلى 8.3 مليارات دولار الفترة ذاتها مقارنة بـ4.5 مليارات قبل عام- ساهمت في تعويض تراجع عائدات القناة.