كيف يؤثر الذكاء الاصطناعي بشكل مفاجئ على أسعار الفائدة؟
تاريخ النشر: 29th, March 2024 GMT
نشر موقع "بلومبيرغ" تقريرًا ناقش خلاله الآثار المحتملة للذكاء الاصطناعي على معدلات الفائدة، مشيرًا إلى أن الاعتماد على التكنولوجيا في اتخاذ القرارات المالية قد يؤدي إلى تغييرات غير متوقعة في أسعار الفائدة، وأن استخدام البيانات وتحليلات الذكاء الاصطناعي قد يؤدي إلى تحسين الدقة في توقعات السوق وبالتالي تغييرات في سياسات الفائدة.
وقال الموقع، في التقرير الذي ترجمته "عربي21"، إنه مع استمرار التحسينات في الذكاء الاصطناعي، تتزايد أيضًا الأسئلة حول كيفية تأثير الذكاء الاصطناعي على الاقتصادات وأسعار الأصول وأسعار الفائدة؛ هل من المرجح أن يؤدي الذكاء الاصطناعي إلى ارتفاعها أو انخفاضها؟
قد يظن البعض أن الاقتصاديين لديهم طريقة بسيطة للتعامل مع مثل هذا الاستعلام المباشر، لكن الاقتصاد الكلي والذكاء الاصطناعي معقدان، ورغم هذا فإن هناك توقعاً جريئاً بأن أسعار الفائدة الحقيقية المعدلة وفقاً للتضخم سوف ترتفع، ولفترة طويلة من الزمن.
وأشار الموقع إلى أن الحكمة التقليدية هي أن المعدلات تميل إلى الانخفاض مع ارتفاع الثروة والإنتاجية، ومن السهل رؤية سبب هذا الرأي؛ حيث إن أسعار الفائدة الحقيقية كانت في انخفاض عمومًا طيلة أربعة عقود من الزمن، أما من الناحية النظرية، فإن الإقراض يصبح أكثر أمانًا مع مرور الوقت، خاصة وأن الثروة المتاحة للادخار أعلى.
إن هذه التوقعات غير البديهية تعتمد على اعتبارين، أولًا، من الناحية العملية، إذا كانت هناك طفرة حقيقية في الذكاء الاصطناعي، فإن الطلب على النفقات الرأسمالية سيكون مرتفعا للغاية. ثانيًا، من الناحية النظرية، تشكل إنتاجية رأس المال عاملًا رئيسيًّا في تشكيل أسعار الفائدة الحقيقية، وإذا ارتفعت إنتاجية رأس المال بشكل كبير بسبب الذكاء الاصطناعي، فيجب أن ترتفع أسعار الفائدة الحقيقية أيضًا.
وأوضح الموقع أنه بالنظر إلى النفقات الرأسمالية في عالم الذكاء الاصطناعي، فإن الإسراع لإنتاج المزيد من رقائق أشباه الموصلات عالية الجودة مستمر، وهذه الاستثمارات ليست سهلة أو رخيصة، لكن الطلب على الاستثمار لن يتوقف عند هذا الحد، وكلما تم دمج الذكاء الاصطناعي في الحياة وخطط الأعمال، كلما زاد الطلب على العمليات الحسابية، ومن شأن ذلك أن يؤدي إلى توسع كبير في البنية التحتية للطاقة.
وقد يكون ذلك مجرد بداية الارتفاع في النفقات الرأسمالية؛ فالذكاء الاصطناعي يقود بالفعل بعض التقدم في وتيرة الاكتشافات العلمية، وهو الاتجاه الذي من المتوقع أن يستمر، فمثلاً، قد يجعل الذكاء الاصطناعي تحلية المياه فعالة من حيث التكلفة في أجزاء كثيرة من العالم، وفجأة، سيكون هناك المزيد من الطلب على تطوير المزيد من أجزاء كاليفورنيا وأريزونا ونيفادا. وسوف تقوم الولايات المتحدة ببناء المزيد من العقارات، باستخدام المزيد من الطاقة في هذه العملية، وقد تفعل السعودية والإمارات والعديد من الأماكن الأخرى الشيء نفسه، مما يعزز الطلب الإجمالي على الاستثمار بشكل أكبر.
وأضاف الموقع أن الطلب على السفر إلى الفضاء وإطلاق الأقمار الصناعية آخذ في الارتفاع أيضًا، ويرجع ذلك جزئيًا إلى الذكاء الاصطناعي، وعلى نحو أقل تفاؤلاً، قد تزداد أهمية الحرب التي يقودها الذكاء الاصطناعي والقتال بطائرات مسيرة، كما هو الحال بالفعل في أوكرانيا والشرق الأوسط، وهذه أخبار سيئة ستؤدي مع ذلك إلى زيادة الاستثمار.
وإذا اجتمع عدد كاف من هذه الاتجاهات في فترة زمنية قصيرة بما فيه الكفاية، فمن المتوقع أن ترتفع أسعار الفائدة الحقيقية، وسوف يرتفع الطلب على الاقتراض والاستثمار، رغم أن المدخرات ربما لن ترتفع بشكل متناسب، على الأقل ليس في الأمد القريب.
وأفاد الموقع أنه إذا تم تحقيق الذكاء الاصطناعي العام، فسيكون ذلك أشبه بوصول المليارات من العمال المحتملين إلى الاقتصاد العالمي في نفس الوقت تقريبًا، وهذا سيناريو معقد، وستكون هناك أيضًا استثمارات كبيرة لمساعدة العاملين البشريين على التعامل مع التعديلات وإعادة تخصيص جهودهم الناتجة.
ومن الناحية العملية يُتوقع حدوث طفرة في قطاع عربات النقل، فضلاً عن التوسع في البرامج الحكومية لمساعدة العمال، وسوف تفرض هذه القوى وغيرها من القوى المماثلة المزيد من الضغوط الصعودية على أسعار الفائدة الحقيقية.
وأكد الموقع أن الاقتصاد الكلي ليس بالأمر السهل على الإطلاق، لذلك ينبغي اعتبار كل هذا مجرد تخمين وليس توقعًا، ومع ذلك، فمن المنطقي أن نكون مستعدين لعكس الاتجاه طويل الأمد المتمثل في انخفاض أسعار الفائدة الحقيقية، إلى أن يؤدي التقدم الذي يقوده الذكاء الاصطناعي إلى خلق المزيد من الثروة لتجديد مخزونات المدخرات، وخفض أسعار الفائدة الحقيقية مرة أخرى.
واختتم الموقع التقرير بالقول أنه في هذه الأثناء، يجب أن يكون الناس مستعدين للتغيير، فانخفاض الأسعار لا يشكل بالضرورة قانونًا حديديًّا للتاريخ الاقتصادي، وكما ثبت أن الاعتدال الأعظم كان مجرد وهم بسبب الأزمة المالية في الفترة 2007-2008، فقد يثبت أن "الاعتدال الكبير" الحالي لأسعار الفائدة الحقيقية هو ظاهرة متقطعة.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي اقتصاد اقتصاد دولي اقتصاد عربي اقتصاد دولي معدلات الفائدة أسعار الفائدة الذكاء الاصطناعي أسعار الفائدة الذكاء الاصطناعي معدلات الفائدة المزيد في اقتصاد اقتصاد دولي اقتصاد دولي اقتصاد دولي اقتصاد دولي اقتصاد دولي اقتصاد دولي اقتصاد اقتصاد سياسة سياسة اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الذکاء الاصطناعی من الناحیة الطلب على المزید من الموقع أن
إقرأ أيضاً:
قبل قرار البنك المركزي.. التأثير المتوقع لخفض أسعار الفائدة على البنوك والبورصة
ينتظر الجميع بفارغ الصبر اجتماع البنك المركزي المقرر أن يعقد في 17 أبريل الجاري، حيث تضع لجنة السياسات النقدية داخل المركزي المصري لمساتها الأخيرة على سعر الفائدة البالغ 28.25% للإقراض و27.25% للإيداع، وذلك بعدما ظلت المعدلات ترتفع لأكثر من ثلاث سنوات متتالية.
واختتم البنك المركزي في مارس 2024 دورة رفع الفائدة بواقع 600 نقطة أساس إضافية، ليبقي على المستويات دون تغيير حتى الآن.
ورأى اقتصاديون، أن تباطؤ معدل التضخم في مصر خلال شهر فبراير الماضي حتى نسبة 12.8%، وهو الأدنى في 3 سنوات، مقابل 24% في يناير من العام الجاري، يفتح المجال أمام البنك المركزي المصري لبدء تخفيض الفائدة لأول مرة منذ نوفمبر 2020.
ومالت توقعات محللي الأسواق في الوقت الحالي إلى ترقب خفض الفائدة في البنك المركزي بنسبة بين 2% إلى 3% خلال شهر أبريل 2025، مع زيادة وتيرة التيسير النقدي في النصف الثاني لهذا العام.
وقالت شركة سيجما لتداول الأوراق المالية: «بعد الانخفاض الحاد في التضخم الذي شهدناه خلال فبراير 2025 نتيجةً للتأثيرات الأساسية، أصبح البنك المركزي المصري في وضعٍ يسمح له ببدء دورة تخفيف تدريجي لأسعار الفائدة المرتفعة حاليًا».
التأثير المتوقع لخفض أسعار الفائدة
وأضافت في تقرير اطلعت عليه «الأسبوع»: «في حال خفض البنك المركزي المصري أسعار الفائدة، ستكون هناك آثارٌ متباينة على الشركات المدرجة في البورصة المصرية، فمع ربط معظم أسعار فائدة ديون الشركات بأسعار فائدة البنك المركزي المصري، ستستفيد الشركات ذات أعباء الديون العالية من خلال انخفاض مصاريف الفائدة».
وتابعت: «من منظور السوق العام، يُحدث انخفاض أسعار الفائدة في الاقتصاد تأثيرًا مزدوجًا، وإحدى نتائج ذلك هي أنها تُقلل من جاذبية الادخار، بما في ذلك في شهادات الادخار ذات العائد المرتفع الشائعة في البنوك، مما يُشجع الاستثمارات البديلة مثل أسواق الأسهم».
وأشارت إلى أنه من الآثار المتوقعة لخفض أسعار الفائدة، تخفيض تكاليف الاقتراض للشركات، مما يُشجع الاستثمارات الرأسمالية واستراتيجيات الشركات التوسعية.
وبينت «سيجما كابيتال» في تقريرها الآثار المحتملة لخفض أسعار فائدة البنك المركزي المصري على بعض أكبر الشركات المدرجة في البورصة المصرية، منها قطاع البنوك حيث توقعت تأثير الخفض المرتقب للفائدة على ثلاث بنوك هي البنك التجاري الدولي وبنك كريدي أجريكول ومصرف أبوظبي الإسلامي
البنك التجاري الدولي
وقالت «سيجما كابيتال»: بالرغم من التأثير السلبي لتخفيضات أسعار الفائدة صافي هامش الفائدة (NIM) وربحية البنك التجاري الدولي CIB مصر، إلا أن نهج البنك المتمثل في الاحتفاظ بالسندات طويلة الأجل عالية العائد على حساب سندات الخزانة قصيرة الأجل يُخفف من هذا التأثير ويُؤخره.
بالإضافة إلى ذلك، فإن نسبة كفاية رأس المال القوية والبالغة حوالي 24.1%، وانخفاض نسبة إيداعات الأصول طويلة الأجل لحوالي 40.3%، والتركيز على إقراض الشركات حتى نسبة 80% من محفظة القروض البنك التجاري الدولي، تُمكّن البنك من توسيع نطاق أنشطته الإقراضية بضمانات الشركات.
واستطردت سيجما لتداول الأوراق المالية: علاوة على ذلك، فإن مزيج التمويل الرخيص لدى البنك التجاري الدولي CIB (يبلغ إجمالي أصول CASA حوالي 55%)، والتخفيضات الاستباقية في أسعار الفائدة على بعض شهادات الادخار قبل قرار البنك المركزي المصري، إلى جانب توقعاتنا بانخفاض حذر وتدريجي في أسعار الفائدة، من شأنه أن يؤدي إلى تطبيع الأرباح بشكل أبطأ وأكثر ثباتًا نسبيًا.
مصرف أبوظبي الإسلامي مصر
وعن التأثير المحتمل لخفض سعر الفائدة على أداء مصرف أبوظبي الإسلامي مصر، قالت «سيجما كابيتال»: مما لا شك فيه أن خفض أسعار الفائدة سيؤثر سلبًا على ربحية البنك، ومع ذلك، فإن زيادة تركيز مصرف أبوظبي الإسلامي على الأوراق المالية الحكومية طويلة الأجل بدلًا من قصيرة الأجل من شأنه أن يؤخر هذا التأثير جزئيًا.
وتابعت: بالإضافة إلى ذلك، فإن جودة أصول البنك الاستثنائية، بنسبة قروض متعثرة تبلغ 2.2% ونسبة تغطية تبلغ 294%، تُقلل من الحاجة إلى تكاليف تخصيص كبيرة في الفترة المقبلة، مما يُخفف الضغط على الربحية، ومن ناحية أخرى، قد يُشكل انخفاض نسبة كفاية رأس المال نسبيًا لدى مصرف أبوظبي الإسلامي البالغ 17.2% تحديات لنموه خلال دورة التيسير النقدي القادمة.
بنك كريدي أجريكول
وعن تأثير الفائدة المنخفضة على تحركات بنك كريدي أجريكول، أكد التقرير أنه كما هو الحال مع البنوك الأخرى، يؤثر انخفاض أسعار الفائدة سلبًا على صافي هامش الفائدة (NIM) وعائد حقوق الملكية (ROE).
ولفت تقرير سيجما كابيتال إلى أن نسبة الحسابات الجارية لحسابات التوفير التي تتجاوز المتوسط لدى بنك كريدي أجريكول مصر - CIEB (حوالي 57%)، وارتفاع مساهمة الأرصدة غير المدرة للفائدة في ودائع العملاء (حوالي 22%)، وتجنب إصدار شهادات ادخار عالية العائد، كلها عوامل تُخفف من ضغط الهامش الناتج عن تخفيضات أسعار الفائدة.
وأردفت: وعلى العكس رغم قوة قاعدة رأس مال بنك كريدي أجريكول (حيث يبلغ معدل كفاية رأس المال حوالي 20.1%)، فإن ارتفاع نسبة قروض العملاء طويلة الأجل لدى البنك (حوالي 58%) وانخفاض حصته السوقية نسبيًا يُقيدان قدرته على النمو والاستفادة من تخفيضات أسعار الفائدة المتوقعة.
البنوك تخفض الفائدة على شهادات الادخار وحسابات العملاء
تجدر الإشارة إلى أن البنوك في مصر بدأت خطواتها الاستباقية نحو تخفيض الفائدة على شهادات الادخار وحسابات التوفير والجاري بعائد، ومنها:
- بنك القاهرة: حيث قرر البنك تخفيض الفائدة على حساب ميجا توفير بنسبة 2% إلى 25% بدلاً من سعر عائد يبلغ 27% في السابق، كذلك خفض بنك القاهرة سعر الفائدة على الحساب الجاري بعائد يومي بمقدار 50 نقطة إلى 20.5%.
- البنك التجاري الدولي: اتجه البنك في فبراير الماضي نحو خفض الفائدة على شهادات الادخار بأجل 3 سنوات وبعائد ثابت هي «برايم وبرميم وشهادات ادخار بلس»، بنسبة تقليل 3%.
- البنك العربي الإفريقي الدولي: خفض البنك الفائدة في مارس الماضي على حساب توفير جولدن بلس بنسبة 1.75%، فيما خفض العربي الإفريقي الدولي الفائدة على حساب « E-Golden Saving» بنسبة 2% إلى 24% بدلاً من 26%.
- بنك HSBC: خفض البنك البريطاني الفائدة على شهادات الادخار الثلاثية بنسبة 2.5% ليصل عائد الشهادات الشهري إلى 18% بدلاً من 20.50%.
-بنك مصر: خفض بنك مصر سعر الفائدة على ودائع فليكس أجل 6 و9 أشهر بأكثر من 6%، كما قلل البنك عائد حساب التوفير ذو العائد الشهري بنسبة 0.5% إلى 22.5%، وخفض بنك مصر فائدة حساب سوبر كاش الجاري اليومي بأكثر من 1.5%.
- بنك QNB مصر: خفض بنك قطر الوطني مصر الفائدة على شهادات الادخار الثلاثية منذ مطلع العام الجاري بنسبة بين 1 و2.50%.
- البنك المصري الخليجي - EGBANK: خفض البنك عوائد شهادات الادخار لديه خلال شهر فبراير الماضي بنسبة بين 1.5% و2%.
- البنك الأهلي المصري: لا يزال البنك الأهلي المصري يدرس تعديل أسعار الفائدة على شهادات الادخار بعائد 27% وبعوائد متناقصة «30% و25% و20%»، حسبما صرح في وقت سابق الرئيس التنفيذي للبنك، محمد الأتربي.
اقرأ أيضاًالبنك المركزي المصري يشتري 1.1 طن ذهب في 3 أشهر
قبل اجتماع الفائدة.. البنك المركزي يسحب فائض سيولة بقيمة 787.7 مليار جنيه
قبل خفض سعر الفائدة.. أعلى عائد على شهادات البنك الأهلي بسعر فائدة 30%
بعد قرار تخفيض سعر الفائدة من البنوك.. أعلى عائد على شهادات ادخار بنك مصر