رئيس الشؤون الدينية يستَقبل الرئيس العام لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
تاريخ النشر: 29th, March 2024 GMT
المناطق_واس
استقبل معالي رئيس الشؤون الدينية للمسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالرحمن السديس، بمكتبه بالمسجد الحرام، أمس، معالي الرئيس العام لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالله السند.
أخبار قد تهمك رئيس الشؤون الدينية يؤكد أهمية إعداد موسوعة إسلامية للتقريب بين المذاهب الإسلامية لإيصالها للعالم 19 مارس 2024 - 7:41 صباحًا رئيس الشؤون الدينية بالجمهورية التركية يزور حي حراء الثقافي 18 مارس 2024 - 12:31 مساءً
وجرى خلال اللقاء تعزيزَ أوجه التعاون بين رئاسة الشؤون الدينية للمسجد الحرام والمسجد النبوي؛ والرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؛ لتعضيد وتعزيز البيئة الإيمانية التعبدية الخاشعة لقاصدي المسجد الحرام، وتعميق الأدوار التكاملية والتناغمية مع الرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، خلال العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك؛ تحقيقًا لتطلُّعات القيادة الرشيدة -حفظها الله-؛ لخدمة الحرمين الشريفين والمصلين والمعتمرين.
وأشاد رئيس الشؤون الدينية خلال اللقاء؛ بما تبذله رئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من دور مهم في إقامة شعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ومحاربة الانحرافات الفكرية والبدع، ونشر العقيدة الصحيحة والسنة المطهرة، مؤكدًا عِظم هذه الشعيرة والدور الذي يضطلع به رئاسة هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، مبيناً حرص الرئاسة على تكامل الأدوار مع رئاسة هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وكافة شركاء النجاح في منظومة العمل بالمسجد الحرام؛ لتهيئة الأجواء التعبدية الإيمانية، وإثراء تجربة القاصدين دينيًا، خلال العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك؛ لتمكين المصلين والمعتمرين من أداء عباداتهم بأمن وأمان، وأجواء تعبدية آمنة.
من جهته عبر معالي الرئيس العام لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر عن شكره وتقديره لرئاسة الشؤون الدينية، ممثلة في معالي رئيسها الشيخ الدكتور: عبدالرحمن السديس، وحرصه الدائم على التعاون والتناغم مع هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؛ بما يحقق تعزيز قيم التسامح والاعتدال، ورسالة الحرمين الشريفين الدينية، وتطلعات ولاة الأمر -حفظهم الله-، متمنيًا للرئاسة التوفيق والسداد.
المصدر: صحيفة المناطق السعودية
كلمات دلالية: الرئيس العام لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر رئيس الشؤون الدينية لهیئة الأمر بالمعروف والنهی عن المنکر رئیس الشؤون الدینیة
إقرأ أيضاً:
تأملات قرآنية
#تأملات_قرآنية
د. #هاشم_غرايبه
يقول تعالى في الآية 31 من سورة الأعراف: “يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا ۚ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ”.
في تفسير هذه الآية أجمع السف الصالح على أنها نزلت في قريش التي كانت تطوف حول الكعبة عريا، وأن الزينة تعني الثياب، لكن المتأمل في هذا التفسير لا يقتنع به، فهنالك ثلاثة أمور هامة في النص أغفلوها:
1 – لماذا كان الخطاب لبني آدم، مع أنه في المتطلبات العبادية يكون الخطاب للمؤمنين؟.
2 – الأمر الإلهي ليس محددا بالبيت الحرام كما اعتقدوا، وفي كل الآيات التي حددها الله تعالى بالمسجد الحرام كانت الصياغة بغاية الوضوح ، لكنه تعالى هنا قال الله (كل مسجد)، وهذا نص قاطع الدلالة بشمول لكل المساجد، وليس هنالك طواف في أي مسجد، سواء بملابس او بدونها بخلاف المسجد الحرام.
3 – لماذا كان إيراد الله لتناول الطعام بلا إسراف، مع أن المساجد ليست أماكن لتناوله؟.
هذه العناصر الثلاثة التي ارتكزت عليها الآية، تنقض تماما ذلك التفسير، وتوجب علينا التفكر في مراد الله في هذه الآية.
بداية من كون الخطاب لعموم البشر (وليس للمؤمنين فقط)، يجب أن نستنتج أن الأمر الإلهي هنا ليس محددا بعبادة الصلاة المفروضة على المؤمنين، ولا هو بالطواف في المسجد الحرام، إنما هو بما يشترك فيه جميع البشر مؤمنهم وكافرهم، المصلون وغير المصلين، وهذا يعني الفطرة التي خلق عليها البشر.
وهنا يجب العودة الى دور المسجد، والبحث فيما يمثله من توافق مع تلك الفطرة.
لو استعرضنا ما جاء في كتاب الله في هذا الصدد، لوجدنا أن لفظة المسجد بالمفرد وبالجمع ذكرت 28 مرة، منها ما كانت بالتعميم مثل قوله تعالى: “وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا”[الجن:18]، ومنها بالتعريف الصريح كذكر المسجد الحرام والمسجد الأقصى في بداية سورة الإسراء، أو بالإشارة غير الصريحة الى مسجد قباء في المدينة: “لَّمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَىٰ مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَن تَقُومَ فِيهِ” [التوبة:108].
يتبين لنا ان الله تعالى اعتبرها بيوتا له، والبيت هو المكان الذي يأوي الإنسان، وتسكن نفسه إليه، ولا يتكلف فيه ما يتكلفه خارجه، فيحق له أن يضع عنه ثيابه التي تستره، لذلك وضع الله لها آدابا وقيد دخولها بقيود، مثل الاستئذان لغير أصحابها، والاستئناس بالسلام قبول دخولها حتى لمالكيها.
إن كان ذلك لبيوت البشر فكيف لبيوت الله؟.
فيجب أن تنال حقها من التوقير والتعظيم، فلا يذكر فيها ما لا يرضاه صاحبها (الله تعالى)، من شرك به أو لغو كلام أو شجار أو جدال، فكل حديث فيه يكون وفق ما أمر به الله وشرعه وأحله، من قراءة لكتابه أو تدارسه او تدارس السنة والفقه والعلم النافع، وينصت له بلا مقاطعة او رفع الصوت.
هذه من آداب المساجد التي تعتبر من شعائر الله: “وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ” [الحج:32]، التي امتدح اله من يراعيها حق رعايتها، على أنها من علامات التقوى.
هنا نفهم أن الزينة التي يأخذها الناس عند المساجد شاملة لكل مظاهر التوقير والعناية من نظافة وترتيب وهندام حسن وتطيب لمن يدخلها، كما أنها تشمل تجميل المكان هندسة وعمارة وفرشا.
كل ذلك محدد بالمؤمنين: “إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا اللَّهَ” [التوبة:18]، لأنهم فقط من يعمرون بيوت الله بناء وتأثيثا وحضورا.
أما باقي البشر من غير المؤمنين فواجبهم احترام بيوت الله فلا يقيموا حولها ما يشوه منظرها او يضايق مرتاديها، ومن أكثر المضايقات هي كاميرات المراقبة التي تضعها السلطات الأمنية.
ويثبت أن أنظمة سايكس بيكو هي من فئة غير المؤمنين أنها جميعها تخلت عن تلك المهمة، فهي تنفذ كل المشاريع الخدمية ما عدا بناء المساجد، فتتركها للمتبرعين.
تبقى المسألة الأخيرة: “وَكُلُوا وَاشْرَبُوا”، فلا بد أن المقصود ليس تناول الطعام في المساجد، إنما هو إشارة الى أوقات الصلاة التي تعلنها المساجد، وهي الأوقات الأمثل للفطرة البشرية لتناول الطعام، وقد ثبت طبيا أن توزيع الوجبات وتقليل كميتها “وَلَا تُسْرِفُوا” أفضل لصحة الإنسان، وتناولها بعد صلاة العشاء ضار.