الشوكولاتة مهددة.. أزمة غير مسبوقة في سوق الكاكاو العالمي
تاريخ النشر: 29th, March 2024 GMT
تترنح سوق الكاكاو العالمية تحت وطأة النقص غير المسبوق في المحصول، الذي أدى إلى ارتفاع الأسعار إلى مستويات قياسية، حسب وكالة "بلومبرغ".
وذكرت الوكالة أن أسعار الكاكاو التي زادت أكثر من الضعف خلال 3 أشهر فقط، أجبرت التجار وصانعي الشوكولاتة على جمع المزيد من الأموال لتغطية صفقاتهم أو الخروج من السوق.
وحسب "بلومبرغ"، فقد ارتفعت العقود الآجلة للكاكاو فوق مستوى 10,000 دولار للطن، وهو أعلى من سعر النحاس، مما أدى إلى زيادة تكلفة صناعة الشوكولاتة.
وساهم ضعف المحاصيل في غرب أفريقيا في هذا الارتفاع، حيث يُزرع معظم إنتاج الكاكاو بالعالم، مما أدى إلى نقص للسنة الثالثة على التوالي.
وقالت بام ثورنتون، تاجرة السلع في شركة "Nightingale Investment Management": "من الصعب فهم حجم ارتفاع الأسعار. عندما يكون لديك تحركات بهذا الحجم، عادة ما يكون هناك ضحايا، وأنا مندهشة لأنني لم أسمع عن أي ضحايا حتى الآن".
ويثير ارتفاع الأسعار المخاوف من تكرار سيناريو "فشل الشركات" مثل ما حدث في المؤسسات الأوروبية خلال أزمة الطاقة الأخيرة، عندما خرجت أسعار الغاز عن السيطرة، واضطرت الحكومات إلى إنقاذ المؤسسات، حسب الوكالة.
وقالت "بلومبرغ" إن هناك خطرا من أن تستمر الأزمة لفترة طويلة، مع تأثير تغير المناخ وأمراض المحاصيل على الأشجار، وتزايد المخاوف من دخول الإنتاج في ساحل العاج وغانا في فترة تدهور هيكلي.
وأدى نقص إمدادات حبوب الكاكاو إلى سباق لتأمين الحبوب في الأماكن التي تزرع فيها؛ ففي ساحل العاج، سارع العديد من التجار والمصنعين إلى الحصول على الإمدادات من خلال دفع مبالغ أعلى للمزارعين، من الأسعار التي حددتها الحكومة.
فيما لجأ آخرون إلى منتجين أصغر مثل الإكوادور وإندونيسيا، لكن ذلك لن يكون كافيا لتأمين الإمدادات.
وحسب "بلومبرغ"، فمن المتوقع أن يصل العجز إلى نحو 500 ألف طن هذا الموسم، أي ما يعادل حوالي عُشر السوق العالمية، فيما سيكون هناك عجز آخر قدره 150 ألف طن في الموسم المقبل.
وتكافح مصانع معالجة الكاكاو تحت وطأة ارتفاع تكاليف الإنتاج، مما أدى إلى تباطؤ عملها أو توقفها تماما في بعض الدول مثل غرب إفريقيا، وفقا لـ"بلومبرغ".
وحسب الوكالة، فقد أغلقت شركة "Blommer Chocolate Co" للشوكولاتة مصنعها في ولاية شيكاغو الأميركية، بعد 85 عاما من العمل. كما قررت شركة "Barry Callebaut" السويسرية، وهي أكبر شركة لتصنيع الشوكولاتة السائبة، تسريح 18 بالمئة من قوتها العاملة، كما تخطط لإغلاق مصنع في ألمانيا ومنشأة أخرى في ماليزيا.
وكانت "Barry Callebaut" قد حذرت في يناير الماضي، من "تأثير واسع النطاق على متطلبات رأس المال العامل في الصناعة" جراء ارتفاع التكاليف.
وقالت الشركة إنها اتخذت خطوات لمعالجة هذه المخاوف، حيث أصدرت سندات بقيمة 600 مليون فرنك سويسري (663 مليون دولار) لإعادة تمويل الأوراق المالية المستحقة في مايو، فضلاً عن زيادة خط ائتمان وتأمين قرض آخر.
وفي سياق متصل، خفضت شركة "BNP Paribas Exane" تصنيف شركة "Hershey" لإنتاج الشوكولاتة بسبب الارتفاع الكبير في التكاليف.
وأشارت الوكالة إلى تحول التركيز الآن إلى الحصاد الجديد في غرب أفريقيا، على الرغم من أن الإمدادات لن تبدأ إلا في العام المقبل، بعد أن يتاح للمزارعين الوقت الكافي للاستجابة لارتفاع الأسعار وتحسين الإنتاج.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: ارتفاع الأسعار أدى إلى
إقرأ أيضاً:
مع اقتراب شهر رمضان.. معاناةُ اليمنيين تتفاقم مع ارتفاع الأسعار وغلاء المعيشة! (تقرير خاص)
يمن مونيتور/ من إفتخار عبده
“كان يأتي مثل هذا اليوم من شهر شعبان -سابقًا- وقد ملأنا بيوتنا بكافة أصناف المواد الغذائية التي تخص شهر رمضان المبارك، وكنا نقوم بشراء الزينة الرمضانية التي تضيف لليل رمضان بهجةً وسرورًا، ومنا من كان يقوم بتغيير بعض أثاث منزله، لكننا اليوم كلما اقترب الشهر نشعر بالخوف والقلق”. بهذه الكلمات بدأ محمد صالح حديثه لـ”يمن مونيتور”.
ويشهد الريال اليمني انهيارًا تاريخيًا أمام العملات الأجنبية، إذ تجاوز حاجز الـ600 ريال مقابل الريال السعودي، كما تشهد الأسواق ارتفاعًا جنونيًا في أسعار المواد الغذائية، الأمر الذي وضع المواطنين في حالة من العجز والذهول.
ويستغل بعض التجار تقلبات أسعار الصرف لزيادة رفع أسعار المواد الغذائية المستهلكة بشكل يومي، كما لجأ البعض منهم إلى التعامل بالريال السعودي بدلًا من الريال اليمني، مبررين ذلك بعدم استقرار سعر صرف العملة المحلية، مما يتيح لهم حماية أرباحهم من تقلبات السوق، فيما يزيد من معاناة المواطنين بسبب هذا التلاعب
ويضيف محمد، البالغ من العمر 40 عامًا والساكن في مديرية صالة بمحافظة تعز” اليوم الغلاء المعيشي لا يطاق، والتجار يستغلون هذا الموسم لزيادة أرصدتهم المالية، إنهم يبيعون لنا المواد بسعر يفوق سعر صرف الريال السعودي، لأنهم يخشون أن يرتفع سعر الصرف عند شرائهم البضاعة الجديدة”.
وأردف “أحصل من عملي في مدرسة خاصة على 60 ألف ريال، أي أقل من 100 ريال سعودي، وإذا أردت أن أشتري كيس دقيق على سبيل المثال بسعر 53 ألفًا، سيتبقى من المبلغ سبعة آلاف تكفي فقط لشراء لترين من الزيت لا أكثر من ذلك، ولكم أن تتخيلوا حجم المعاناة التي تحل علينا في ظل هذا الغلاء المعيشي”.
وتابع: “لا أعتقد أننا هذا العام سنحصل على الحاجات الأساسية للمطبخ الرمضاني، لم نعد اليوم نبحث عن الكماليات والأصناف التي تزين السفرة الرمضانية، نحن فقط نبحث عن الأساسيات التي لا غنى عنها والتي لا نقدر على توفيرها اليوم”.
غلاءٌ غير مسبوق
في السياق ذاته، يقول محمد الرزيقي” يعمل في محل بهارات في الجحملية وسط مدينة تعز، إن: ” الأسعار هذا العام مرتفعة بشكل كبير عن العام السابق، فقد زادت بنسبة 20% أو أكثر من ذلك، الأمر الذي جعل نسبة الإقبال علينا من قبل المواطنين ضئيلة جدًا”.
وأضاف الرزيقي لـ”يمن مونيتور”اليوم سعر كيس الدقيق وزن 50 كيلو وصل إلى 53 ألفًا، وسعر الأرز 10 كيلو 30 ألفًا، والسكر 10 كيلو وصل إلى 17 ألفًا، وأما قنينة الزيت سعة 5 لترات فسعرها 19500 ريال، وقس على هذا بقية المواد”.
وتابع ” أغلب الذين يرتادون المحل يشترون بكميات قليلة، اليوم نادرًا ما نبيع الدقيق ذا الـ50 كيلو، الناس يشترون بكميات قليلة، فالميسور وسعيد الحظ هو من يأخذ الدقيق وزن 10 كيلو والسكر وزن 5 كيلو والأرز وزن 5 كيلو، وغيرهم يأخذ الأرز بوزن كيلو، وبعضهم أقل، وكذلك بقية المواد”.
بدوره، يقول الناشط الإعلامي محمد عامر الحطامي “مع اقتراب شهر رمضان المبارك، يعاني اليمنيون من ارتفاع أسعار المواد الغذائية الأساسية، في ظل غياب واضح للرقابة الحكومية، وما نشهده اليوم من تلاعب بعض التجار بالأسعار، وبيع السلع بالريال السعودي، يعكس استغلالًا واضحًا لمعاناة الناس وتدهور الوضع الاقتصادي”.
وأضاف الحطامي لـ”يمن مونيتور”التجار اليوم لا يحددون الأسعار بناءً على التكلفة الفعلية لعملية الشراء والبيع، بل يضعون في حسبانهم أي ارتفاع مستقبلي في سعر الصرف، ما يؤدي إلى تضاعف الأعباء على المستهلكين الذين لا يمتلكون المال الكافي لشراء متطلباتهم”.
وطالب الحطامي الجهات المعنية، من وزارة الصناعة والتجارة والسلطات المحلية، بتفعيل دورها في مراقبة الأسواق، ومنع هذه التجاوزات التي تثقل كاهل المواطن البسيط، فالمواطن هو الضحية الدائمة لكل أزمة اقتصادية، بينما تترك الأسواق بلا تنظيم أو محاسبة، ما يزيد من المأساة أكثر”.
وأكد الحطامي أنه “إذا استمر الوضع بهذا التلاعب دون إجراءات حازمة، فسيؤدي إلى كارثة معيشية غير مسبوقة، خاصةً مع دخول شهر رمضان المبارك، الذي تتزايد فيه حاجة الأسر للمواد الغذائية الأساسية”.
وواصل: “نطالب بفرض رقابة صارمة على الأسواق، وإلزام التجار بالتسعيرة العادلة، ووضع حد لهذا الجشع الذي يضرب استقرار المجتمع ويزيد من معاناة المواطنين”.