علي جمعة: الشيطان معمول لمصلحة البشر
تاريخ النشر: 29th, March 2024 GMT
أجاب الدكتور علي جمعة، مفتي الديار المصرية السابق، على سؤال طفل حول هو ليه ربنا سايب الشيطان يوسوس لنا؟
علي جمعة يوضح وسوسة الشيطان والنفس الأمارة بالسوءوأضاف «جمعة»، خلال إحدى حلقات برنامج «نور الدين»، والمُذاع على شاشة «قناة الناس»، اليوم الجمعة: «الشيطان ما بيوسوس ويجري، العبرة فيك أنت.. بتطاوعه ليه، ربنا جاب لك واحد بيقولك تيجي نعمل الشر ويجري، طيب لو ما كنش فيه حد يقولك، كانت نفسك هتكون أمارة بالسوء».
وتابع مفتي الديار المصرية السابق: «لما ييجي يوسوس لك الشيطان تستعيذ بالله، وربنا خلق الشيطان ليكون لك فرصة، تعرف تميز الشر والخير، والشيطان معمول لمصلحتنا علشان ينبهنا إن الحاجة دي خطأ، فنبتعد عنها ونستعيذ بالله منه».
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: الدكتور علي جمعة وسوسة الشيطان النفس الوساوس
إقرأ أيضاً:
عندما يُفكر الشيطان .. “ستارمر” نموذجا
الخيارات الديمقراطية في الدول الغربية التي تمارس دور البلطجي على العالم تنحصر في اتجاهين رئيسيين قد يكون الديمقراطي والجمهوري في أمريكا أو المحافظون والعمال في بريطانيا، وهذه الآلية تساعد وتسهل لجماعات الضغط السيطرة عليها خاصة اللوبي اليهودي أو اللوبي الذي يرسم اتجاهات السياسات العامة لتلك الأنظمة.
فبغض النظر عن الحزب الذي قد يفوز في الانتخابات، فالخيارات محسومة لتحقيق المصالح الاستراتيجية على حساب من يقدم تنازلات كبيرة لتلك البلدان ولجماعات الضغط ولوبيات السياسة .
رُسمت سياسة الغرب على وجود الحليف الاستراتيجي المضمون الولاء بموجب التعهد الذي قدمه مؤسس الحركة الصهيونية –هرتزل –الذي قدم للغرب الضمانات اللازمة مقابل فلسطين، ولذلك فإن الاستراتيجية الغربية لدول الاستعمار تلتقي مع سياسة كيان الاحتلال وهو تدمير الوطن العرب والسيطرة على ثرواته وتنصيب الحكومات والأنظمة العميلة للغرب.
وفي المقابل فإن حماية ودعم ورعاية كيان الاحتلال هو هدف استراتيجي للسياسات الاستعمارية من أي اتجاه أتت أو أي ملة أو قومية أو غيرها .
لقد رأى العالم أجمع كيف تقاطر زعماء الشرق والغرب إلى الأراضي المحتلة في بداية طوفان الأقصى؛ وكيف بادروا إلى توفير الأسلحة لكيان العدو واتفقوا على نشر الأكاذيب والزور والافك لتبرير الإجرام على غزة ولبنان وسخروا كل الإمكانيات لصالح الإجرام الصهيوني وبرروا كل الجرائم فرادى وجماعات، حتى انهم جعلوا المجرم بريئا والبريء مجرما.
تذمرت الجماهير الغربية وأسقطت حكوماتها وأملت التغيير، لكن منظومة لوبيات الإجرام لا تهتم بخيارات الانتخابات مهما كانت لأنها تتحكم في النتائج سلفا، فرغم سقوط الأول جاء من هو أفضل منه في أمريكا ترامب وفي بريطانيا “ستارمر” عن حزب العمال المعارض، لكن المشترك بينهم الحفاظ على المشروع الاستراتيجي المتمثل في إنشاء وتوطين اليهود على أرض فلسطين كأهم مشروع للاستعمار ولصهاينة العرب الذين يدينون للغرب والشرق بالوجود والاستمرار.
ستارمر- رئيس وزراء بريطانيا محامٍ وقانوني ومتزوج من يهودية وخادم لليهود أكثر من غيره، لأنه من الداعمين الأساسيين لمحاربة “السامية” وهي عبارة عن فكرة تكميم الأفواه المعارضة للأكاذيب التي ينشرها الإعلام الصهيوني وأيضا لقمع الآخرين وجذب المحايدين إلى تأييد الفكر الصهيوني .
في أول اعتراف لرد الجميل لليهود وبسبب نشوة الفوز يعلن “ستارمر” انه يريد تدمير الإسلام عقيدة وشريعة، لأنه “الإسلام” يتعارض مع قيم الغرب وسيقضي عليها إذا لم تتم محاربته وهزيمته حتى لو أدى ذلك إلى إلغاء القيم الديمقراطية واستبدالها بالاستبداد والقمع.
إنه لا يبحث عن النظام الأكمل والأشمل ويستفيد منه، بل يريد محاربة الإسلام، لأنه يتعارض مع قيمهم غير السوية، ومعلوم أن دول الغرب في العصور الظلامية التي عاشتها، عانت من الحروب الدينية والطائفية بينها البين وحينما ثابت إلى وعيها رسمت خطتها على سياسة الافتداء بالآخرين لتحقيق مصالحها وخاصة الدول العربية والإسلامية والنامية عموما، فألمانيا كانت تتقاتل مع بريطانيا في إفريقيا بجنود إفريقيا وبريطانيا تستولي على الوطن العربي بجيوش عربية، لكن تحت إمرة الإنجليز وهي ذاتها السياسة التي عملت عليها الدول الأوروبية فرنسا وهولندا والبرتغال وإيطاليا وغيرها وحققت آثارا إيجابية قللت من خسارة جنود الاستعمار وحسمت المعارك لصالحها .
فمثلا احتلت بريطانيا فلسطين بجيش قوامه مائة الف جندي مصري يقودهم بعض ضباط من الإنجليز واستعمرت السودان تحت أمرة ذات العدد وأربعة ضباط من الإنجليز وأعادت احتلال القدس عام 1936م بجيش من مسلمي الهند ومثل ذلك فرنسا هزمت الجيش السوري في معركة ميسلون بجيش من لبنان وسوريا والمغرب والسنغال والجزائر واعتمدت روسيا القيصرية في حروبها على الخلافة العثمانية طوال ثلاثمائة سنة على جيش من مسلمي القوقاز وآسيا الوسطى وكافأتهم الثورة البلشفية بالنفي إلى سيبيريا حيث هلكوا من البرد والصقيع والأساليب الوحشية في التعذيب وسوء التغذية .
السياسات الاستعمارية منطلقاتها إجرامية تجاه الشعوب الأخرى، فمثلا أمريكا تبيع أطفال المستعمرات ليتم استخدامهم كطعم لصيد التماسيح يوضع الطفل أمام البحيرات وحينما تأتي التماسيح إليه يتم اصطيادها؛ وتُشرع ألمانيا لجنود مستعمراتها في إفريقيا إبادة الرجال واغتصاب النساء لتحسين النسل حتى، انه تمت إبادة معظم سكان المستعمرات إبادة جماعية؛ وفرنسا تستخدم الأسلحة الكيماوية لإبادة المقاومة في الجزائر والمغرب وتونس والتي لازالت آثارها حتى اليوم، وهذه الأعمال الإجرامية ينظر اليها ساسة الغرب أنها مشروعة وأنها من قبيل الإحسان والواجب لنشر قيم الغرب الفاضلة كما يزعمون.
وفي فلسطين مورست كل تلك الأفعال الإجرامية من أجل إبادة الشعب الفلسطيني وتسليم الأرض لليهود، حيث توافقت السياسات الاستعمارية على إنجاز المشروع الصهيوني مهما كلف الأمر تنفيذا لوعدهم لهم، فالأرض ليست للعرب والمسلمين، بل لمن يمتلك القوة والإجرام والاستبداد.
ستارمر ككل مفكري وساسة الغرب يرى أن المشكلة الحقيقية في علاقة الإسلام بالغرب تكمن في الإسلام ذاته ومع محمد نبي الإسلام، رؤية منكوسة ترى الفضائل وتحسبها رذائل، فبدلا من أن يدعو إلى تصحيح مسار الانحراف الذي تسير إليه المادية الطاغية الإجرامية المتوحشة في حق الإنسانية وتصحيح الانحرافات الدينية التي كانت سببا في الحروب والإجرام في أوروبا وخارجها، يريد تدمير الإسلام عقيدة وشريعة، وكما يظن –ليس لأوروبا سوى خيار واحد هو مقاومة الإسلام ولو أدى ذلك إلى التخلي عن القيم الليبرالية وسن القوانين لمحاربة المسلمين ودفعهم إلى مغادرة أوروبا مثل قوانين المثلية والشذوذ والإلحاد –فإما أن يؤمنوا بقيم الغرب ويلتزموا بها أو يتم تهجيرهم واستبدالهم بآخرين .
لقد سيطر الغرب على الحكومات والأنظمة العربية والإسلامية وسخّرها لخدمته وتنفيذ مشاريعه الإجرامية في تدمير الشعوب وإفقارها وتبديد ثرواتها ومحاربة كل بوادر التوحد والتكامل وهي خطوات واضحة تسير عليها الأنظمة العميلة حتى وإن أنكرت التبعية .
“ستارمر” ينصح ويوجه الغرب بالقيام بحرب لا هوادة فيها ضد الإسلام والمسلمين سواء في أوروبا أو الوطن العربي، فالحرب على المسلمين في الغرب بإدماجهم في الانحلال والرذيلة أو ترحيلهم بفرض قوانين صارمة عليهم وفي البلاد العربية يقترح “خيارا وحيدا” هو إشعال حرب كبرى عليهم وتكريس الطغيان والاستبداد وجعل الحروب دائمة بقوله (خيارا واحدا الدفع نحو قيام حرب كبرى تحد من الحريات وتربك الحياة العامة وتشعل حروبا غير منتهية في الدول الإسلامية تفقد الإسلام مناخات السلام التي يتمدد من خلالها ).
الإسلام دين السلام وهم يدركون ذلك لكنهم يريدون الحرب الإجرامية وشتان بين دعاة الحرب والإجرام واستحلال سفك الدماء وبين دعاة الحرية والعدالة والسلام .
إنهم منتشون اليوم أكثر من ذي قبل بسبب التفوق العسكري لذلك يريدون أن يقضوا على الشعوب الضعيفة والنامية وخاصة الدول العربية والإسلامية.
ليست المرة الأولى التي يجاهر فيها ساسة الغرب ومفكروهم بالعداوة للمسلمين ويقدمون خطوات عملية لتحطيم الإسلام وتدميره عقيدة وشريعة، في خطابات القساوسة والرهبان والسياسيين في الماضي والحاضر لا تخرج عما يكرره ويلوكه رئيس الوزراء البريطاني اليوم؛ فالمسلمون هم من أسقطوا الإمبراطورية التي غابت عنها الشمس واليمن دق آخر مسمار في نعشها قبل رحيلها من جنوبه الحُر .
تقاطر ملوك وأباطرة أوروبا على فلسطين في الحروب الصليبية من إنجلترا وفرنسا وألمانيا والبرتغال وهولندا والنمسا وغيرها للقضاء على الإسلام، ألبسوا الرهبان والقساوسة عمائم المسلمين، لكن ما كان مصيرهم سلوا مقابر القدس وارض الشام .
وجاء التتار مدعين الإسلام فبان كذبهم وانكشف أمرهم وتميز الصادق من الكاذب وفي الأخير رحلوا واليوم يكرر الغرب صولته وكما وصفهم شاعر اليمن المرحوم عبدالله البردوني في قصيدته أبو تمام وعروبة اليوم:
واليوم عادت علوج الروم فاتحة والوطن العربي المسلوب والسلب.
الغرب اليوم يسعى جاهدا لإطالة أمد الاحتلال والاستيطان وذلك لن يكون إلا من خلال تدمير الإسلام بكل الوسائل والسبل، مستعينا بالخونة والمجرمين على أنهم علماء ومراجع دينية وإنشاء الجماعات الإرهابية تحت عناوين إسلامية وامر الحكام والأمراء والملوك بنشر الانحطاط والرذيلة وإثارة الحروب بين أقطار الأمة الواحدة والاستيلاء على الثروات والاستعانة بها في حروبه الإجرامية ودعم كل الاختلافات المذهبية والطائفية وغيرها، ومع ذلك يبدو الغرب غير واثق من تحقيق النتيجة التي يريدها والله سبحانه قد بين لنا امرهم وكشف حقيقتهم بقوله تعالى ((يايها الذين ءامنوا لاتتخذوا بطانة من دونكم لايألونكم خبالا ودّوا ماعنتّم ،قد بدت البغضاء من افواههم وماتخفي صدورهم اكبر، قدبينا لكم الآيات ان كنتم تعقلون )) آل عمران -118-.