تأثير PCOD على التلقيح الاصطناعي.. فهم الاختلالات الهرمونية واستجابة المبيض
تاريخ النشر: 29th, March 2024 GMT
يرمز PCOD إلى مرض المبيض المتعدد الكيسات وهو أحد الاضطرابات الهرمونية الأكثر شيوعًا التي تصيب النساء في سن الإنجاب (15-49 عامًا).
ويتم التعرف عليه من خلال وجود اضطرابات في الدورة الشهرية والسمنة وحب الشباب والشعرانية (الشعرانية هي نمو مفرط للشعر الذكوري عند النساء بعد البلوغ) بسبب الاضطرابات الهرمونية.
وغالبًا ما يكون هناك مستويات مرتفعة من الأندروجينات وهي هرمونات ذكرية في الجسم ومقاومة للأنسولين أيضًا.
وأحد التحديات الرئيسية التي تواجهها النساء المصابات بهذه الحالة هو عدم انتظام التبويض أو غيابه، مما قد يجعل النساء المصابات بمتلازمة تكيس المبايض يواجهن صعوبات في إنجاب الأطفال.
واعتمادًا على شدة هذا المرض، يمكن أن تساعد علاجات الخصوبة مثل IUI (التلقيح داخل الرحم) أو IVF (التخصيب في المختبر) في حدوث الحمل.
والاضطرابات الهرمونية في متلازمة تكيس المبايض – في مرض المبيض المتعدد الكيسات، ينتج الجسم الأنثوي كمية زائدة من الهرمون اللوتيني (LH) من الغدة النخامية الأمامية في الدماغ، مما يخلق خللًا في الهرمونات في الجسم.
وهذا الخلل في الهرمونات، يمكن أن يسبب انخفاضًا في هرمون آخر، وهو الهرمون المنبه للجريب (FSH)، والذي من المفترض أن يساعد عادةً في نمو البويضات في المبيضين.
ووفي الوقت نفسه، ترتفع مستويات هرمون آخر يسمى الهرمون المضاد للمولر، مما يؤدي إلى ارتفاع غير عادي في عدد البويضات في المراحل المبكرة في المبيضين.
وعملية التلقيح الاصطناعي - يتضمن التخصيب في المختبر (IVF) إعطاء الأدوية، عادةً من خلال الحقن، للمساعدة في تنظيم إنتاج البويضات قبل جمع البويضات من المبيضين تحت التخدير في الوقت الأمثل.
ويتم تحديد جرعة هذه الحقن بناءً على عوامل مثل مستويات الهرمون المضاد للمويلر، بالإضافة إلى وزن المريض وعمره.
وقد تواجه النساء المصابات بمتلازمة المبيض المتعدد الكيسات (PCOS) تحديات إضافية أثناء علاج التلقيح الصناعي، حيث أن حالتهن يمكن أن تؤدي إلى تعقيد تنظيم تكوين البويضات وفعالية العلاج بشكل عام.
الوقاية من متلازمة فرط تحفيز المبيضفي متلازمة تكيس المبايض، يوجد عدد متزايد من البصيلات ومستويات أعلى من هرمونات AMH وLH، مما يجعل النساء المصابات بمتلازمة تكيس المبايض أكثر عرضة لإنتاج عدد كبير من البصيلات عند إعطائهن حقن الخصوبة.
ويمكن أن يسبب ذلك ارتفاعًا في مستويات هرمون الاستراديول في الدم، مما قد يؤدي إلى الإصابة بمتلازمة فرط تحفيز المبيض (OHSS)، وهو من المضاعفات الخطيرة.
ولتقليل هذا الخطر أثناء التلقيح الاصطناعي، يتم تقسيم إجراء التلقيح الصناعي إلى مرحلتين.
الأول ينطوي على تحفيز المبيض واسترجاع البويضات، يليه تكوين الجنين والتجميد السريع.
أما المرحلة الثانية، والتي يتم تنفيذها في الشهر التالي، فتتضمن نقل الجنين، مما يضمن إجراء عملية التلقيح الاصطناعي أكثر أمانًا ومراقبة للنساء المصابات بمتلازمة تكيس المبايض.
PCOD متلازمة تكيس المبايضتدخلات ما قبل التلقيح الاصطناعي - تلعب السمنة دورًا مهمًا في تفاقم متلازمة تكيس المبايض من خلال المساهمة في الاضطرابات الأيضية والاختلالات الهرمونية.
كما أنه يزيد من مقاومة الأنسولين، مما قد يؤدي إلى عدم تحمل الجلوكوز، والسكري، ومتلازمة التمثيل الغذائي، وزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب.
تعد معالجة السمنة أمرًا بالغ الأهمية قبل البدء في علاج التلقيح الصناعي إن اعتماد نظام غذائي منخفض السعرات الحرارية لا يؤثر على القيمة الغذائية، واتخاذ خيارات غذائية صحية، واتباع روتين ممارسة التمارين الرياضية بانتظام يمكن أن يساعد في إنقاص الوزن.
وهذا بدوره يمكن أن يحسن جودة البويضات لدى النساء المصابات بمتلازمة تكيس المبايض، مما يعزز فرص نجاح علاج أطفال الأنابيب.
التخصيص الفردي لبروتوكول التحفيز لنساء متلازمة تكيس المبايضمن المهم فهم المتطلبات الفريدة للنساء اللاتي يعانين من متلازمة تكيس المبايض أثناء التخطيط لجرعة حقن التلقيح الاصطناعي. يمكن أن تساعد إضافة أدوية أخرى مثل الميتفورمين أو الميوينوسيتول في تحسين جودة البويضات. يجب أن يكون الحقن الزناد النهائي هو الجزيء الناهض ويجب تجنب حقن HCG وبما أن متلازمة تكيس المبايض ترتبط أيضًا بزيادة حالات الإجهاض، فيمكن تقديم خيار الدراسة الجينية قبل الزرع للأجنة لتقليل فرص الإجهاض.
يمكن أن يكون التعامل مع متلازمة تكيس المبايض والسمنة والعقم أمرًا مرهقًا عاطفيًا وجسديًا على الرغم من أن التلقيح الاصطناعي في متلازمة تكيس المبايض يمثل تحديًا، إلا أن معدلات نجاح تقنيات التلقيح الصناعي الحالية تبلغ نحو 70٪ لدى النساء أقل من 35 عامًا إن تجزئة دورة التلقيح الاصطناعي مع نقل الأجنة المجمدة لدى امرأة متلازمة تكيس المبايض يجعلها أكثر أمانًا ولها نتائج أفضل.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: متلازمة تکیس المبایض التلقیح الاصطناعی التلقیح الصناعی یمکن أن
إقرأ أيضاً:
ما تأثير القضية الفلسطينية على الانتخابات الأمريكية؟.. خبراء يجيبون
في ظل التحضيرات للانتخابات الرئاسية الأمريكية المقبلة، تتعدد الآراء حول تأثير نتائج هذه الانتخابات على القضية الفلسطينية. ومع دخول الحزبين الجمهوري والديمقراطي في سباق محموم على الرئاسة، يتساءل العديد من المراقبين عما إذا كانت الإدارة القادمة، سواء بقيادة الجمهوريين أو الديمقراطيين، ستحقق تقدمًا ملموسًا نحو حل الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي، أم أن الوضع سيبقى كما كان عليه طوال العقود الماضية.
أزمة محتملة داخل الديمقراطيين وضغوط على إسرائيل في حال فوز الجمهوريينقال الدكتور أيمن الرقب، القيادي في حركة فتح، إن فوز الجمهوريين من شأنه أن يُعقد الوضع السياسي للحزب الديمقراطي، ويضعه أمام تحديات داخلية مشيرًا إلى أن التجارب السابقة، مثل انتخابات عامي 2000 و2016، حينما واجه الديمقراطيون أزمات دفعتهم لفرض ضغوط على حكومات خارجية، ومنها فرض تمديد قرار مجلس الأمن رقم 2334 لإدانة الاستيطان الإسرائيلي.
وأضاف الرقب في تصريحات خاصة "الفجر"،أن الرئيس السابق دونالد ترامب يمتلك رؤية واضحة لحل النزاعات الإقليمية، تتركز على إنهاء الحروب التي تستنزف الولايات المتحدة، وفي حال عودته إلى السلطة، فقد يسعى لإنهاء النزاعات المتواصلة بما فيها الصراع في الشرق الأوسط، بينما إذا فازت كامالا هاريس والديمقراطيون، من المحتمل أن تواصل الإدارة سياسة المماطلة في حل القضية الفلسطينية.
وبحسب الرقب، فإن الوضع الراهن يتطلب تحركًا أمريكيًا جادًا نحو وقف الحرب وحل الصراع عبر مبدأ حل الدولتين.
الدكتور أيمن الرقب
وأشار إلى أن هناك دعمًا عربيًا قويًا، خاصة من المملكة العربية السعودية، التي تضع شرطًا للتطبيع مع إسرائيل يتمثل في ضمانات جادة لإقامة دولة فلسطينية، وهو ما يفرض تحديات إضافية على السياسة الإسرائيلية التي تتعارض مع بعض قرارات الكنيست حول الاستيطان.
من جهته، يؤكد الكاتب الصحفي الفلسطيني ثائر أبو عطيوي، مدير مركز العرب للأبحاث والدراسات، أن الانتخابات الأمريكية المقبلة، سواء أفرزت فوز الديمقراطيين أو الجمهوريين، لن تسفر عن أي تغيير جوهري في الموقف الأمريكي تجاه القضية الفلسطينية.
ويشدد أبو عطيوي على أن الإدارات الأمريكية، على مدى عقود، لم تتجاوز الوعود الإعلامية والدعائية التي تخدم أغراضها الانتخابية وتستهدف أصوات العرب الأمريكيين.
وأشار أبو عطيوي في تصريحات خاصة لـ«الفجر» إلى أن هذه الوعود لا تُترجم على الأرض، وأن الولايات المتحدة تستمر في دعم سياسات الاحتلال الإسرائيلي بشكل مباشر.
ويرى أن استمرار الحرب على قطاع غزة، التي دخلت شهرها الثالث عشر، يعد دليلًا على ازدواجية الموقف الأمريكي. وبينما تعلن واشنطن وساطتها، فإنها تقدم دعمًا عسكريًا ولوجستيًا لإسرائيل، متجاهلة الظروف الإنسانية القاسية التي يمر بها الفلسطينيون.
الكاتب الصحفي الفلسطيني ثائر أبو عطيوي
أبو عطيوي يشير إلى ضرورة توحد الموقف العربي عبر جامعة الدول العربية، مؤكدًا على أهمية تطوير مشروع عربي يطالب الرئيس الأمريكي القادم بإنهاء العدوان على غزة، ويدفع إسرائيل للتفاوض بجدية لتحقيق الاستقرار وضمان أمن الشعب الفلسطيني وحقه في إقامة دولة مستقلة.
نزار نزال: الانتخابات الأمريكية تثبت عدم الحياد تجاه الصراع الفلسطينيوفي السياق ذاته، أوضح المحلل السياسي الفلسطيني نزار نزال أن سياسة الولايات المتحدة تجاه القضية الفلسطينية ثابتة، سواء في ظل الديمقراطيين أو الجمهوريين.
وأكد نزال لـ«الفجر» أن مشروعًا أمريكيًا-إسرائيليًا طويل الأمد ينفذ على أرض الواقع في الضفة الغربية وقطاع غزة، وأن الانتخابات الأمريكية ليست سوى استمرارية لدعم هذا المشروع دون تغيير حقيقي.
المحلل السياسي الفلسطيني نزار نزالنزال يرى أن الجمهوريين عادةً ما يتيحون لإسرائيل حرية أكبر لتنفيذ سياساتها، في حين أن الديمقراطيين قد يضعون بعض القيود النسبية. وأوضح أن السياسة الأمريكية، رغم تغيير الرؤساء، لم تسهم إلا في تعزيز الاحتلال وفرض واقع استيطاني جديد، مؤكدًا أن الشعب الفلسطيني يدفع ثمن هذا الانحياز الأمريكي الدائم لدولة الاحتلال، على حساب حقوقه المشروعة.
الدور العربي المطلوب والآمال المستقبليةمع تصاعد الآمال في تحرك عربي فاعل يقوده موقف مشترك من الدول العربية، تشدد عدة أصوات فلسطينية على ضرورة مطالبة الإدارة الأمريكية الجديدة بوقف الحرب على غزة، وفتح باب المساعدات الإنسانية دون قيود. ويأتي ذلك في وقت تشهد فيه غزة كارثة إنسانية، حيث يعاني الفلسطينيون من نزوح جماعي، وسط نقص في الإمدادات الضرورية، واستمرار القصف الذي يحرمهم من الاستقرار والأمان.
المسؤولية الدولية لحل عادل ودائمفي ظل هذه المواقف المتباينة من المحللين والخبراء، يبقى التساؤل الأهم: هل ستتحمل الولايات المتحدة، بغض النظر عن الحزب الفائز، مسؤوليتها الأخلاقية تجاه القضية الفلسطينية، وتضغط على إسرائيل لتحقيق حل سياسي يعيد للشعب الفلسطيني حقوقه المشروعة في ظل سلام شامل وعادل؟.