المناطق_واس

أوصى إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور عبدالله بن عواد الجهني المسلمين بالطاعة والتقوى ، فهما الطريق الموصل إلى عتبة الله الرحمن الرحيم ، والذي تتجلى رحمته سبحانه وتعالى في قوله ( ورحمتي وسعت كل شي ).

 

أخبار قد تهمك قاصدو المسجد النبوي يصطحبون أطفالهم للصلاة خلال شهر رمضان 29 مارس 2024 - 1:17 صباحًا إدارة الحشود بالهيئة العامة للعناية بالمسجد النبوي .

. جهود يومية لتنظيم حركة المصلين 29 مارس 2024 - 12:48 صباحًا

 

وقال فضيلته في خطبة الجمعة التي ألقاها اليوم : ” من رحمته وستره سبحانه وتعالى لعباده المؤمنين عند الحساب ، قال ابن عمر رضي الله عنهما سَمِعْتُ رَسولَ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يقولُ: إنَّ اللَّهَ يُدْنِي المُؤْمِنَ، فَيَضَعُ عليه كَنَفَهُ ويَسْتُرُهُ، فيَقولُ: أتَعْرِفُ ذَنْبَ كَذَا؟ أتَعْرِفُ ذَنْبَ كَذَا؟ فيَقولُ: نَعَمْ أيْ رَبِّ، حتَّى إذَا قَرَّرَهُ بذُنُوبِهِ، ورَأَى في نَفْسِهِ أنَّه هَلَكَ، قالَ: سَتَرْتُهَا عَلَيْكَ في الدُّنْيَا، وأَنَا أغْفِرُهَا لكَ اليَومَ، فيُعْطَى كِتَابَ حَسَنَاتِهِ، وأَمَّا الكَافِرُ والمُنَافِقُونَ، فيَقولُ الأشْهَادُ: {هَؤُلَاءِ الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى رَبِّهِمْ أَلَا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ ) رواه البخاري ومسلم.

 

 

 

وأضاف فضيلته أن شهر رمضان شهر عظيم حقاً شرّف الله به هذه الأمة المحمدية ، وجعل فيها حدثاً عظيماً يتكرر في حياة الإنسان في كل عام مرة إنها ليلة القدر ، وهي في العشر الأواخر من رمضان على وجه القطع واليقين وفي أوتارها آكد ، قال عليه الصلاة والسلام : تحروا ليلة القدر في الوتر من العشر الأواخر، رواه البخاري.

 

 

 

وأردف يقول : قد قضى الخالق عزوجل أن يكون كل عمل من أعمال الخير والعبادة والذكر في هذه الليلة بقدر جزاء من عمل ثلاثاً وثمانين سنة وهي ألف شهر لأن ليلة القدر خير من ألف شهر ، وقد أنزل الله في شأنها كتاباً ذا قدر بواسطة ملك ذي قدر على لسان رسول ذي قدر لأمة ذات قدر ، ولأنه يقدر فيها ويفرق فيها كل أمر حكيم ، من أتى فيها بالطاعات صار ذا قدر وشرف عندالله عزوجل ، قال تعالى : ( أنا أنزلناه في ليلة القدر وما أدراك ما ليلة القدر ليلة القدر خير من ألف شهر تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر سلام هي حتى مطلع الفجر).

 

 

 

وأكد فضيلته أن تلك الليلة الموعودة المشهودة سجلها القرآن الكريم في سجل الخلود ، وإنما أخفيت ليلة القدر كما أخفيت ساعة الجمعة رحمة بهم ليجدوا في العبادة ويجتهدوا في طلبها بالصلاة والذكر والدعاء والتضرع إليه ، فيزدادوا قرباً من الله عزوجل وثواباً ، وعليه أن يكثر من قول اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني ، كما ثبت ذلك عن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم من حديث عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها ، وهي من جوامع كلمه عليه الصلاة والسلام، فإذا حصل العفو من الله للعبد ، أعطاه ما ينفعه وصرف عنه ما يضره ، فاتق الله أيها المسلم ولا تفوت فرص حياتك ، واقتد بالصفوة المطهر صلى الله عليه وعلى آله وسلم تسليماً فقد كان يجتهد فيها فوق ماكان يجتهد في غيرها من ليالي رمضان ، يشد مئزره ويحيي ليله ويوقظ أهله.

 

 

 

وبين إمام وخطيب المسجد الحرام أنه كان من هديه عليه الصلاة والسلام في هذه العشر الاعتكاف ، وفقهه / حبس النفس على عبادة الله تعالى والأنس به ، وقطع العلائق عن الخلائق ، وإخلاء القلب من كل ما يشغل عن ذكر الله عزوجل.

 

 

 

وقال فضيلته : أخوة الإسلام عن عبدالله بن قيس أنه سمع عائشة – رَضِيَ الله عنها – وذُكر عندها قومٌ يَزِعُمُونَ أَنهم إِذا أَدَّوُا الفرائضَ لا يُبَالُونَ أَن يَنْزَوُوا . فَقَالَتْ : لَعَمْرِي لا يسألهم الله إلا عما افترض عليهم ولكنهم قومٌ يُخْطِئُونَ بالنَّهارِ . وَإِنَّمَا أنتُمْ مِنْ نبيّكُم ونبيكُم منكُم فما رأيتُ النبي ﷺ ترك قيام الليل إلا أن يَمْرَضَ فَيُصَلِّيَ وهو جَالِسٌ ثم نَزَعَتْ [أي جَاءَتْ بِكُلِّ آيَةٍ في القرآن يُذْكَرُ فيها قيام الليل» رواه المُروَزِيُّ في قيام الليل .

 

 

 

 

وفي المدينة المنورة خطب وأم المصلين في المسجد النبوي فضيلة الشيخ الدكتور صلاح بن محمد البدير، إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف.

 

 

 

وقال فضيلته: أيها الصائمون: لقد مضت من شهركم بواكره، وطلّتْ أواخره، وذهبت فواتحه، وحلت خواتمه، ويُوشِكُ ضيفكم على الارتحال والانتقال، فاغتنموا بواقيه قبل أن تذهب أيامُه وتقوَّض خيامه، فإن الخاسر المحروم من أضاع موسم الهبات والنفحات وفرّط في شهر البركات والرحمات، فما أخسر متجره ونصيبه وما أعظمها عليه من مصيبة.

 

 

 

أيها الصائمون : طوبى لمن رتل القرآن وتلاه، طوبى لمن أعطى الفقير وأغناه، طوبى لمن صام وكف عن الناس شرّه وأذاه، طوبى لمن أحيا ليالي رمضان بالقيام، وصان صومه عن الآثام، طوبى لمن يسارعون في الخيرات ويرغبون في الطاعات، ويستكثرون من الحسنات، ويبادرون إليها خوف الفوت بالموت.

 

 

 

وأضاف الشيخ البدير : مدح الله أهل الإيمان بأجلّ الصفات وأعظم الحسنات، ومنها المسارعة إلى الخيرات والجدّ والرغبة في الطاعات، ولا قبيحة يقبح عليها المرء، كالتثاقل في الفروض والواجبات، والتكاسل في الطاعات، والمسارعة في المحرمات، والمسابقة إلى المنكرات، فيا مصرًا على الذنوب أما آن لك أن تتوب، يا غافلًا عن ذكر مولاه إِلى متى أنت محجوب، يا غافلًا عن شهره، يا منشغلًا بلهوه، يا من يسحب رجلًا لا تكاد تنسحب، يا من إذا دعي إلى الخير لم يستجب، بادر الشهر العظيم، وأقبل على الربّ الكريم، وخلّص نفسك من الفتور والتواني، ومحصّ طبعك من الكسل والتباطؤ والتراخي، وأقلع عن تفريطك وآثامك، وتب مما جنيت في سائر أيامك، واقصد باب التوبة تجده مفتوحًا، وأقبل على الله ما دام الأجل مفسوحًا، وأصلح منك قلبًا ونفسًا وروحًا، فقد فاز من شمّر وجرى، وأفلح من جَدَّ وسرى، وخاب من تقدم العباد وهو راجع إلى ورا.

 

 

 

وقال فضيلته : يا عبدالله : تبْ من ذنوبك على عجل، وكن من تفريطك على وجل، وأقلع عن آثامك قبل حلول الأجل، فإن الله يتوب على التائبين، ويغفر زلات الآيبين.

 

 

 

واختتم الشيخ الدكتور صلاح بن محمد البدير بقوله: يا عبد الله: هذه العشرُ الزاهيات الزاكيات قد بدت، هذه ليلة القدر المبجّلة المجلّلة المفخّمة قد دنت، فاجْهَدْ جهدَك، وجافِ عن النومِ جنبَك، ووجِّه إلى الله تعالى وجهَكَ وقلبَك، وابلُغ غايتَك، وابذُل طاقتَك، عن عائشة رضي الله عنها، قالت: «كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يجتهِدُ في العشر ما لا يجتهِدُ في غيرِها»، أخرجه مسلم، وعنها رضي الله عنها، قالت: «كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم إذا دخلَت العشرُ شدَّ مئزَرَه، وأحيَا ليلَه، وأيقظَ أهلَه»، متفق عليه، وعنها رضي الله عنها، قالت: كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يُجاوِرُ- أي: يعتكِفُ في العشر الأواخِر من رمضان، ويقولُ: «تحرَّوا ليلةَ القدر في العشر الأواخِر من رمضان» متفق عليه وعنها رضي الله عنها أنها قالت للنبي صلى الله عليه وسلم: (أرَأيْتَ إنْ وافَقْتُ ليلةَ القدرِ ما أقولُ فيها؟ قالَ: «قولي: اللهمَّ إنَّكَ عفوٌّ تُحِبُّ العفوَ فاعْفُ عَنِّي» أخرجه أحمد والترمذي وابن ماجه؛ فقوموا في هذهِ الأسحار على أقدام الانكسار، وأكثروا الاعتذار والاستغفار، فربكم يحب أن يرى عبده بين يديه منكسرًا، وإليه مفتقرًا، ومن ذنوبه معتذرًا، فأظهروا الاستكانة والتذلّل بين يديه، والفاقة والمسكنة إليه، وارجوا فضله ورحمته بأقوالكم وأفعالكم، فمن أصابته رحمة ربّه وسيده ومولاه نال السعادة العاجلة والآجلة، اللهم أيقِظنا من الغفَلات، وارزُقنا الفوزَ في شهر الرحَمات.

المصدر: صحيفة المناطق السعودية

كلمات دلالية: المسجد الحرام المسجد النبوي خطبتا الجمعة صلى الله علیه وسلم الله صلى الله علیه المسجد النبوی رضی الله عنها ی الله عنها لیلة القدر طوبى لمن فی العشر فی قول

إقرأ أيضاً:

نص خطبة الجمعة اليوم.. «الهجرة النبوية المشرفة وحديث القرآن عن المهاجرين»

نشرت وزارة الأوقاف نص خطبة الجمعة في عهد الدكتور أسامة الأزهري، بعنوان : «الهجرة النبوية المشرفة وحديث القرآن الكريم عن المهاجرين والأنصار»، مؤكدة أن الهجرة النبوية من أهم أحداث الإسلام، حيث كانت بداية لمرحلة تأسيس الدولة وبنائها بالمدينة المنورة، وكانت مرحلة تحول هام في تاريخ الإسلام، فعندما اشتد الأذى بأصحاب سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم كان الإذن لهم بالهجرة إلى المدينة المنورة، حتى كان الإذن لسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهنا كان بناء الدولة.

خطبة الجمعة 

وأوضحت خطبة الجمعة أن الهجرة العديد من الدروس من أهمها اليسر بعد العسر والفرج بعد الشدة، وحسن وصدق التوكل على الله، مع حسن الأخذ بالأسباب، فقد أخذ نبينا صلى الله عليه وسلم في هذه الرحلة المباركة بأقصى الأسباب منها اختياره الوقت المناسب للخروج، واتخاذه طرقا غير مألوفة للوصول إلى المدينة المنورة و استعانته بشخصيات ماهرة حكيمة لتعاونه في طريق الهجرة.

نص خطبة الجمعة 

وتابعت في نص خطبة الجمعة: قد حف رحلته المباركة التأييد الإلهي في كل خطواتها ومراحلها، حيث أغشى الله أعين المشركين المتربصين به فألقى على أبصارهم غشاوة، حيث يقول سبحانه: «فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لا يُبْصِرُونَ»، وما كان من أمر وصول المشركين إلى باب غار ثور حتى قال سيدنا أبو بكر رضي الله عنه : يا رسول الله لو أن أحدهم نظر تحت قدميه لأبصرنا، فقال صلى الله عليه وسلم: ما ظنك يا أبا بكر باثنين الله ثالثهما ؟! يا أبا بكر لاتحزن إن الله معنا، وما كان من تعثر فرس سراقة بن مالك، وشاة أم معبد رحمه الله؟ فقام رجل من الأنصار، فقال: أنا يا رسول الله، فاصطحبه إلى بيته، فقال لامرأته هل عندك شيء؟ قالت : لا، إلا قوت صبياني، قال: فدعيهم يتلهون بشيء، فإذا دخل ضيفنا فأطفئي السراج، وأريه أنا نأكل، فقعدوا وأكل الضيف، فلما أصبح ذهب إلى النبي، فقال له : «قدْ عَجِبَ اللهُ مِنْ صَنِيعِكُمَا بِضَيْفِكُمَا اللَّيْلَةَ»، ونزل قول الله تعالى: «وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ».

مقالات مشابهة

  • خطبتا الجمعة بالحرمين: العاقل اللبيب مَن جعل على لسانه رقيبًا يكفه عن البهتان والغيبة والكذب والسخرية والاستهزاء
  • خطبتا الجمعة من المسجد الحرام والمسجد النبوي الشريف
  • «الإفتاء» حكم الذكر جماعة وجهرا عقب صلاة العصر يوم الجمعة
  • دعاء دخول المسجد كما ورد عن النبي.. «اللهم افتح لي أبواب رحمتك»
  • نص خطبة الجمعة اليوم.. «الهجرة النبوية المشرفة وحديث القرآن عن المهاجرين»
  • سنن الجمعة المهجورة.. أعمال مستحبة لها فضل عظيم
  • الإكثار من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم..آداب يوم الجمعة
  • «الهجرة النبوية المشرَّفة».. موضوع خطبة الجمعة 5 يوليو 2024
  • رئاسة الشؤون الدينية تكرم غدًا شُركاء النجاح في ختام موسم حج هذا العام
  • “رئاسة الشؤون الدينية” تكرم غدًا شُركاء النجاح في ختام حج 1445