الشبكة المغربية للدفاع

عن الحق في الصحة والحق في الحياة

 

أكدت دراسة علمية جديدة ان العديد من المواد الكيميائية التي تدخل في صناعة البلاستيك تعد خطيرة وذات التأثير السام، والتي تُسبب السرطانات ومشاكل الجهاز المناعي والتنفسي. وتتلف الأعصاب لدى الإنسان، وتدمر الهرمونات ومضاعفات الحمل وارتفاع خطر التعرض للإجهاض والولادة المبكرة وتشوه الأطفال ويرجع السبب الى اضطرابات الهرمونات في جسم الأم….

وغالباً ما تكون إما مواد أساسية في تصنيع البلاستيك، أو نفايات ناتجة عن تصنيعه، والتي تصل إلى الإنسان عن طريق تلوث الهواء والماء بها، كما ان حفظ الأطعمة في الأكياس البلاستيكية خصوصًا إذا كانت ساخنة يؤدي إلى تحرر بعض المواد الضارة التي تسبب تغيرات واضطرابات هرمونية في الجسم، مثل: اضطرابات الغدد الصماء. كما ان الأكياس والعلب البلاستيكية التي تستخدم في حفظ أو نقل المواد الغذائية تزيد من فرص الإصابة بالتشوهات الخلقية، بسبب وجود مواد كيميائية تتفاعل مع الغذاء المحفوظ أو المنقول بواسطتها.
إن مادة البلاستيك باتت موجودة في كل المواد التي نستخدمها تقريبا، بدءا من أواني الطعام مرورا بمستحضرات فالتجميل والملابس، وصولا إلى معظم ألعاب الأطفال. او أكياس البلاستيكية التي تُستخدم لحمل البقالة والسلع، وقنينات المياه البلاستيكية، وأدوات المائدة البلاستيكية التي تُستخدم لتناول الطعام، وأعواد القطن التي تُستخدم لتنظيف الأذنين أو وضع المكياج، والمصاصات المُستخدمة لاستهلاك المشروبات… أطباق التغليف البلاستيكية المستخدمة في تغليف الطعام، وعبوات الطعام البلاستيكية، وأكياس القمامة البلاستيكية، وأدوات تنظيف الأسنان البلاستيكية
تتحلل هذه المواد البلاستيكية بمرور الوقت إلى مليارات الجسيمات المجهرية التي تلوث السلسلة الغذائية وتنتهي في أطباقنا عندما نأكل الأسماك والمأكولات البحرية، ويمكن لهذه الأجزاء أن تتسرب إلى الرئتين عبر الهواء الذي نتنفسه.
كما أن المنتجات البلاستيكية ذات الاستخدام الواحد التي تتراكم في مطارح النفيات اوفي الطبيعة او في المحيطات تستغرق مئات السنين لتتحلل مما يعد خطرا على البيئة،
وفي هذا السياق جمع العلماء قائمة تضم أكثر من 16 ألف مادة كيميائية موجودة في المنتجات البلاستيكية، ووجدوا أن أكثر من 4 آلاف منها تشكل خطرا على صحة الإنسان والبيئة. وأشار الباحثون إلى أن أكثر من 400 مادة كيميائية محددة في التقرير موجودة في كل المنتجات البلاستيكية الرئيسية شائعة الاستخدام مثل تغليف المواد الغذائية، وجميع المواد البلاستيكية التي تم اختبارها سربت مواد كيميائية خطرة إلى البيئة.
كما وجدت دراسة جديدة أن جذور النباتات تمتص الجسيمات الناتجة عن النفايات البلاستيكية، وبالتالي فإنها يمكن أن تنتهي في كثير من ٍ الحبوب والخضراوات التي نأكلها بانتظام، من ٍ مما يشير إلى عدم وجود طعام خال التلوث البلاستيكي.
وتأتي هده الدراسة قبل الجولة التالية من المفاوضات بشأن معاهدة الأمم المتحدة بشأن التلوث البلاستيكي العالمي. لكون المواد البلاستيكية أصبحت مسؤولة الآن عن أضرار كبيرة على صحة الإنسان والنظم البيئية المختلفة. علما أن نحو 1000 مادة كيميائية بلاستيكية تخضع للتنظيم بموجب المعاهدات العالمية مثل اتفاقية ستوكهولم بشأن الملوثات العضوية الثابتة، الا ان الاف المواد الأخرى لا تخضع لبنود هد الاتفاقية والتزامن مع موافقة الأمم المتحدة على إبرام أول معاهدة دولية «ملزمة قانونياً» لمكافحة التلوث البيئي الناجم عن المخلفات البلاستيكية التي تهدد التنوع البيولوجي العالمي
وفي هذا الاطار كان المغرب سباقا الى اعتماد القانون 77-15 الخاص بمنع استعمال الأكياس البلاستيكية، واللجوء الى استعمال بدائل على مستوى الأسواق الكبرى والمهيكلة وتشجيع انتاج المنتجات البديلة من طرف مقاولات وطنية وتشجيع البدائل سنة 2016 في ضوء كوب 22 بمراكش، و القانون رقم 57.18 بتغيير وتتميم القانون رقم 77.15 القاضي بمنع صنع الأكياس من مادة البلاستيك واستيرادها وتصديرها وتسويقها واستعمالها، مبرزة أن مقتضيات القانون المعدل تلزم جميع الموردين والمنتجين والموزعين والموردين للأكياس البلاستيكية بوجوب التصريح بنشاطهم بالنظام المعلوماتي المعد لهذه الغاية من طرف الوزارة، تحت طائلة الجزاءات التي ينص عليها القانون، فضلا عن اعتماد المعيار 11.04.020NM الخاص بمطابقة الأكياس غير المنسوجة، التي تعتبر إحدى الحلول البديلة للأكياس البلاستيكية الممنوعة، بالموازاة مع إعداد دفتر تحملات بشراكة مع المعهد الوطني للتقييس، يحدد الجودة والسلامة وكذا المتطلبات الأساسية لاستغلال وحدات إنتاج الأكياس البلاستيكية المقننة؛ وذلك من أجل تأطير صناعتها ومواكبة الشركات المصنعة قصد الامتثال للمعايير التقنية المعمول بها.
الا ان المجهودات المبذولة لتفعيل و نفاد القانون وتحسين تطبيقه للحد من استعمال أكياس البلاستيك ظلت محدودة وغير كافية رغم الحملات الكبرى التي رافقت اصدار القانون سنة 2016 وكانت نتائجها وحصيلتها موفقة وإيجابية الى حد كبير، فقد عادت من جديد الى الانتشار بجميع مناطق المغرب وبشكل اكبر في بعض مدن في الشمال والمدن الصغيرة والبوادي وهوامش المدن، حيث ما زالت الأكياس البلاستيكية تغزو الأسواق والدكاكين والتجارة غير المهيكلة مصدرها الأوراش السرية وشبكات التهريب، علاوة على ان بعض المقاولات تقوم بتصنيع الأكياس بالمعايير القديمة المضرة بالبيئة وترويجها بطريقة غير قانونية، كما ان نتشــار النفايــات البلاستيكية في البيئة الطبيعية خاصة فوق الاراض الزراعية و في مطارح الأزبال والنفايات يؤكد عدم التعامـل معهـا بطريقـة سـليمة وضعف تدبيرها من طرف الجماعات الترابية وكدلك أثنـاء جمعهـا ونقلهـا والـتخلص منهـا، ممـا يـؤدي إلـي أضـرار صـحية وبيئيـة جسـيمة، ممـا يـؤثر علـى الأراضي والمجـاري المائيـة والبحر ..
وتزداد في شهر رمضان في الانتشار بسبب تراخي سلطات المراقبة وعدم وفرة البدائل وسهولة استعمال الأكياس البلاستيكية التي تقدم مجانا كما لازال الاقبال على الأكياس البلاستيكية متواصلا في غياب البديل المجاني تتحمل الدولة نفقات انتاجه لتكريس ثقافة عدم استعمال الأكياس البلاستيكية ومنعها وفق القانون حيث لازال الاقبال عليها متواصلا في غياب البديل المجاني لتعويضها لدى الغالبية العظمى من المواطنين كما يـتم الـتخلص مـنها بطريقـة غيـر صـحية وغير صحيحة، عن طريق إلقائه في القمامـة رغم تأثيراتها السلبية على صحة الإنسان والبيئة، حيث يؤثر التلوث البلاسـتيكي علـى الأراضي، عن طريق المواد الكيميائية الضارة التي تصل إلـى التربـة المحيطـة، وتتسـرب إلى المياه الجوفيـة أيضـا ويـؤدى ذلـك إلـى أضـرار بالغـة، لجميـع الكائنـات الحيـة التـي تتغــذى أو تشــرب مــن الميــاه.
وحسب معطيات رسمية سجلت عدة مخالفات وأحيل ععدد من الملفات على القضاء وصدرت احكام غرامات فقد تم حجز 2084 طنا من الأكياس البلاستيكية الممنوعة بموجب القانون رقم 77.15 منذ دخوله حيز التطبيق في فاتح يوليوز 2016 إلى غاية 31 يناير 2023، على مستوى التصنيع والمحلات التجارية، فضلا عن 742 طنا تم ضبطها على مستوى المعابر الحدودية من طرف إدارة الجمارك والضرائب غير المباشرة”، موضحة أنه “تم خلال الفترة ذاتها تنفيذ 7337 عملية مراقبة بمختلف الوحدات الصناعية
فعلى الجهات الحكومية المعنية تطوير السياسات التي تهدف إلى معالجة التلوث البلاستيكي وإدارة النفايات الصلبة والقيام بإجراءات ملموسة لحماية المجتمع والبيئة من التلوث الناتج عن استهلاك تلك المنتجات. والتصدي لظاهرة الاستهلاك المفرط للأكياس البلاستيكية في الحياة اليومية للسكان، والحد من آثارها الضارة على البيئة وسائر الكائنات الحية، وعدم الاكتفاء بإصدار قوانين وتشريعات لا يتم احترامها وتطبيق الياتها التحسيسية بخطورة استعمال الماد البلاستيكية الخطرة على صحة الانسان والحيوان والبيئة واستبدالها بخيارات متعددة صديقة للبيئة ومستدامة وقابلة للاستخدام لأكثر من مرة. وبدل المزيد من الجهود واليقظة والقيام بالإجراءات الوقائية لتقليص حجم النفايات البلاستيكية والحد من آثارها الضارة على البيئة وسائر الكائنات الحية وتعزيز ومضاعفة خطوات التصدي لظاهرة الاستهلاك المفرط للأكياس البلاستيكية في الحياة اليومية للسكان، من خلال اتباع سياسة التحول لبدائل الأكياس البلاستيكية كالأكياس البلاستيكية القابلة للتحلل والمتعددة الاستخدام، والقماشية، والقطنية، والورقية.
فمن اللازم اتخاذ قرارات سياسية مبتكرة لإدارة استعمال البلاستيك والمواد الكيميائية البلاستيكية من خلال أولا تقديم الدعم المالي والامتيازات الضريبية للبدائل غير البلاستيكية المستدامة والآمنة والصديقة للبيئة .
ثانيا: توفيرها مجانا في الأسواق الكبرى وتوزيعها على التجار والدكاكين بأثمنة رمزية لتشجع التاجر و المواطن المغربي على المرور إليها
ثالتا : تحيين القوانين المتعلقة إدارة وتدبير النفايات الصلبة والسائلة ونفيات المستشفيات وتحديد المسؤوليات وبناء محطات المعالجة
رابعا: تشجيع واشراك مؤسسات المجتمع المدني والشباب في التوعية بالحد من أكياس البلاستيك الأحادية والنجاح في تحقيق أهداف تلك الإستراتيجية الوطنية لمكافحة استعمال المواد البلاستيكية في لجان اليقضة والتتبع والتحسيس المجتمع بخطورة استعمال أكياس البلاستيك وتوعية المواطنين والمواطنات بعدم وضع مواد غذائية ساخنة في أكياس البلاستيك، حيث إن وضع مواد ذات درجات حرارة عالية فيها قد يؤدي إلى الاصابة بالتسمم الغذائي. وتجنب استخدام أكياس وأكواب ومعالق وأطباق البلاستيك في الحياة اليومية لخطورتها على صحة الإنسان. و اختيار العلب المصنوعة من المعادن أو الزجاج لتخزين المواد الغذائية بدلًا من العلب والأكياس البلاستيكي

المصدر: مملكة بريس

إقرأ أيضاً:

هل الشاشات مسؤولة عن انتشار ضعف النظر بين الأطفال؟

شمسان بوست / متابعات:

المعاناة من قصر النظر لدى الأطفال، أصبحت ظاهرة ومشكلة مرضية تزايدت خلال العقود الأخيرة ومازالت، مما يثير قلق الأطباء والآباء على حدٍّ سواء، في الوقت الذي تشير فيه الدراسات إلى أن انتشار قصر النظر بين الصغار لم يعد مشكلة فردية، بل تحول إلى وباء عالمي يؤثر على صحة الأجيال القادمة.


وقصر النظر هو اضطراب في العين، يسبب للطفل صعوبة في رؤية الأشياء البعيدة (أو تبدو غير واضحة)، بينما يمكنه رؤية الأشياء القريبة بوضوح، ويحدث هذا عندما تكون مقلة العين طويلة جداً أو تكون القرنية شديدة الانحناء، لذلك عندما يدخل الضوء إلى العين لا يتم تركيزه بشكل صحيح، مما يسبب عدم وضوح الرؤية.

في هذا التقرير نتعرف إلى الأسباب الرئيسية وراء هذا الارتفاع المقلق في معدلات قصر النظر بين الأطفال، ونلقي الضوء على العوامل البيئية والتكنولوجية التي تلعب دوراً كبيراً في هذه الظاهرة، إلى جانب دور الوراثة وأسلوب الحياة، إضافة لسؤال مُلح؛ عن تأثير الشاشات على عيون الأطفال والكبار معاً، المعلومات والإجابة وفقاً لموقع “هيلث لاين” الطبي.

* قصر النظر وعلاماته

هو اضطراب بصري يجعل من الصعب على الطفل رؤية الأشياء البعيدة بوضوح، بينما يتمكن من رؤية الأشياء القريبة بشكل جيد، ويحدث ذلك عندما يكون شكل العين غير طبيعي أو عندما يزداد تحدب القرنية، مما يؤدي إلى تركيز الضوء أمام الشبكية بدلاً من تركيزه عليها، العلامات والأعراض لقصر النظر عند الأطفال.

وإذا كنت تشكين في أن طفلك قد يعاني من قصر النظر في مرحلة الطفولة، فإليك بعض العلامات التي يجب الانتباه إليها وهي:


الإجهاد حول العينين.

والشعور بالصداع.

التعب بعد ممارسة الرياضة أو أي نشاط آخر.

عدم وضوح الرؤية.

عدم قدرة العيون على إعادة التركيز على الرؤية البعيدة، بعد التعود على مشاهدات قريبة.


*أسباب ارتفاع معدل قصر النظر بين الأطفال

يرتبط ارتفاع معدلات قصر النظر بين الأطفال بعدة عوامل تتداخل لتؤثر على صحة أعينهم، وتتراوح هذه الأسباب بين العوامل الوراثية، التغيرات في نمط الحياة، والتأثيرات البيئية الحديثة، وأول الأسباب:


الاستخدام المفرط للأجهزة الإلكترونية

أحد الأسباب الرئيسية لزيادة معدلات قصر النظر بين الأطفال هو الاستخدام المكثف للأجهزة الإلكترونية، مثل الهواتف الذكية، الأجهزة اللوحية، وأجهزة الكمبيوتر.

وكلنا يعرف أن الأطفال اليوم يمضون ساعات طويلة أمام الشاشات في الأنشطة الترفيهية أو حتى التعليمية.

والشاشات تؤثر على العين وتسبب الإجهاد البصري، حيث إن التركيز المستمر على الأشياء القريبة مثل الشاشات يؤدي إلى إرهاق العين وتكيّفها لرؤية المسافات القريبة فقط.

قلة التعرض للضوء الطبيعي، وقضاء وقت طويل في الداخل يقلل من التعرض لأشعة الشمس؛ مما يؤدي إلى انخفاض إنتاج مادة الدوبامين في الشبكية، التي تساعد في تنظيم نمو العين.



قلة النشاطات الخارجية


الأطفال الذين يقضون وقتاً أقل في اللعب والنشاطات خارج المنزل، يكونون أكثر عرضة للإصابة بقصر النظر، مقارنة بأقرانهم الذين يقضون وقتاً أطول في الهواء الطلق.


اللعب في الخارج يعرض الأطفال للضوء الطبيعي الذي يساعد على منع تمدد العين الزائد، وهو العامل الرئيسي في تطور قصر النظر، كما أن من سمات العيش في المدن الكبرى قلة المساحات الخضراء المفتوحة، ما يعني تقليل الأنشطة الخارجية للأطفال.


إضافة إلى أن التعليم المكثف، والضغوط التعليمية المتزايدة وكمية المهام التي تتطلب القراءة والكتابة، تؤدي إلى إرهاق بصري مستمر، مما يزيد من احتمالية الإصابة بقصر النظر.



تأثير الجينات في قصر النظر


إذا كان أحد الوالدين أو كلاهما يعاني من قصر النظر، فإن احتمالية إصابة الطفل بهذه الحالة تكون أعلى، الجينات قد تحدد شكل وحجم العين، فالأطفال الذين لديهم تاريخ عائلي من قصر النظر قد يكونون أكثر حساسية للعوامل البيئية.


مزيج من العوامل الوراثية والبيئية؛ مع وجود استعداد وراثي، يمكن للعوامل البيئية مثل قضاء الوقت في الخارج أو الحد من استخدام الشاشات أن تقلل من خطورة الإصابة.



التغيرات في نمط الحياة الحديث

التعليم المكثف واستخدام الكتب؛ حيث نجد في العديد من الدول وخاصة في آسيا، يبدأ التعليم الأكاديمي المكثف في سن مبكرة جداً، وبالتالي يقضي الأطفال ساعات طويلة في القراءة والدراسة، مما يزيد من الضغط على عيونهم.

كما أن نمط الحياة السريع والمتطلبات الكثيرة التي تُفرض على الأطفال، قد تؤدي إلى التوتر وقلة النوم، وهذان العاملان يؤثران سلباً على صحة العين بشكل عام.


نقص الوعي الصحي

قلة الوعي بأهمية الفحوصات الدورية للعين، تجعل كثيراً من حالات قصر النظر لا تُكتشف إلا بعد أن تتفاقم، خاصة أن الأطفال لا يدركون في كثير من الأحيان أنهم يعانون من مشكلة في الرؤية، مما يجعل التشخيص المبكر صعباً.


الإهمال في ارتداء النظارات الطبية

حتى عند اكتشاف قصر النظر، قد يُهمل بعض الأطفال أو أولياء أمورهم استخدام النظارات الطبية، مما يزيد من تدهور الحالة.


*كيف يمكن التصدي لهذه الظاهرة؟

زيادة الوقت في الهواء الطلق: تشجيع الأطفال على قضاء ساعتين إلى ثلاث ساعات يومياً في الأنشطة الخارجية يساعد على تقليل مخاطر قصر النظر، الضوء الطبيعي يعزز صحة العين ويمنع تمددها.

تقليل وقت الشاشة: تقليل مدة استخدام الأجهزة الإلكترونية إلى ساعتين كحد أقصى يومياً للأطفال، وما رأيك في تطبيق قاعدة 20-20-20: بعد كل 20 دقيقة من التركيز على شاشة أو كتاب، يجب النظر إلى شيء على بعد 20 قدماً لمدة 20 ثانية.

إجراء فحوصات منتظمة للعين: يجب أن يخضع الأطفال لفحص بصري شامل مرة واحدة على الأقل في السنة، خاصة إذا كان لديهم تاريخ عائلي من قصر النظر.


* كيفية مواجهة ظاهرة قصر النظر


المعاناة من قصر النظر لدى الأطفال، أصبحت ظاهرة ومشكلة مرضية تزايدت خلال العقود الأخيرة ومازالت، مما يثير قلق الأطباء والآباء على حدٍّ سواء، في الوقت الذي تشير فيه الدراسات إلى أن انتشار قصر النظر بين الصغار لم يعد مشكلة فردية، بل تحول إلى وباء عالمي يؤثر على صحة الأجيال القادمة.

وقصر النظر هو اضطراب في العين، يسبب للطفل صعوبة في رؤية الأشياء البعيدة (أو تبدو غير واضحة)، بينما يمكنه رؤية الأشياء القريبة بوضوح، ويحدث هذا عندما تكون مقلة العين طويلة جداً أو تكون القرنية شديدة الانحناء، لذلك عندما يدخل الضوء إلى العين لا يتم تركيزه بشكل صحيح، مما يسبب عدم وضوح الرؤية.

في هذا التقرير نتعرف إلى الأسباب الرئيسية وراء هذا الارتفاع المقلق في معدلات قصر النظر بين الأطفال، ونلقي الضوء على العوامل البيئية والتكنولوجية التي تلعب دوراً كبيراً في هذه الظاهرة، إلى جانب دور الوراثة وأسلوب الحياة، إضافة لسؤال مُلح؛ عن تأثير الشاشات على عيون الأطفال والكبار معاً، المعلومات والإجابة وفقاً لموقع “هيلث لاين” الطبي.


*قصر النظر وعلاماته

هو اضطراب بصري يجعل من الصعب على الطفل رؤية الأشياء البعيدة بوضوح، بينما يتمكن من رؤية الأشياء القريبة بشكل جيد، ويحدث ذلك عندما يكون شكل العين غير طبيعي أو عندما يزداد تحدب القرنية، مما يؤدي إلى تركيز الضوء أمام الشبكية بدلاً من تركيزه عليها، العلامات والأعراض لقصر النظر عند الأطفال.

وإذا كنت تشكين في أن طفلك قد يعاني من قصر النظر في مرحلة الطفولة، فإليك بعض العلامات التي يجب الانتباه إليها وهي:


الإجهاد حول العينين.

والشعور بالصداع.

التعب بعد ممارسة الرياضة أو أي نشاط آخر.

عدم وضوح الرؤية.

عدم قدرة العيون على إعادة التركيز على الرؤية البعيدة، بعد التعود على مشاهدات قريبة.


*أسباب ارتفاع معدل قصر النظر بين الأطفال

يرتبط ارتفاع معدلات قصر النظر بين الأطفال بعدة عوامل تتداخل لتؤثر على صحة أعينهم، وتتراوح هذه الأسباب بين العوامل الوراثية، التغيرات في نمط الحياة، والتأثيرات البيئية الحديثة، وأول الأسباب:


*الاستخدام المفرط للأجهزة الإلكترونية

أحد الأسباب الرئيسية لزيادة معدلات قصر النظر بين الأطفال هو الاستخدام المكثف للأجهزة الإلكترونية، مثل الهواتف الذكية، الأجهزة اللوحية، وأجهزة الكمبيوتر.

وكلنا يعرف أن الأطفال اليوم يمضون ساعات طويلة أمام الشاشات في الأنشطة الترفيهية أو حتى التعليمية.

والشاشات تؤثر على العين وتسبب الإجهاد البصري، حيث إن التركيز المستمر على الأشياء القريبة مثل الشاشات يؤدي إلى إرهاق العين وتكيّفها لرؤية المسافات القريبة فقط.

قلة التعرض للضوء الطبيعي، وقضاء وقت طويل في الداخل يقلل من التعرض لأشعة الشمس؛ مما يؤدي إلى انخفاض إنتاج مادة الدوبامين في الشبكية، التي تساعد في تنظيم نمو العين.


*قلة النشاطات الخارجية

الأطفال الذين يقضون وقتاً أقل في اللعب والنشاطات خارج المنزل، يكونون أكثر عرضة للإصابة بقصر النظر، مقارنة بأقرانهم الذين يقضون وقتاً أطول في الهواء الطلق.

اللعب في الخارج يعرض الأطفال للضوء الطبيعي الذي يساعد على منع تمدد العين الزائد، وهو العامل الرئيسي في تطور قصر النظر، كما أن من سمات العيش في المدن الكبرى قلة المساحات الخضراء المفتوحة، ما يعني تقليل الأنشطة الخارجية للأطفال.

إضافة إلى أن التعليم المكثف، والضغوط التعليمية المتزايدة وكمية المهام التي تتطلب القراءة والكتابة، تؤدي إلى إرهاق بصري مستمر، مما يزيد من احتمالية الإصابة بقصر النظر.


*تأثير الجينات في قصر النظر

إذا كان أحد الوالدين أو كلاهما يعاني من قصر النظر، فإن احتمالية إصابة الطفل بهذه الحالة تكون أعلى، الجينات قد تحدد شكل وحجم العين، فالأطفال الذين لديهم تاريخ عائلي من قصر النظر قد يكونون أكثر حساسية للعوامل البيئية.

مزيج من العوامل الوراثية والبيئية؛ مع وجود استعداد وراثي، يمكن للعوامل البيئية مثل قضاء الوقت في الخارج أو الحد من استخدام الشاشات أن تقلل من خطورة الإصابة.


*التغيرات في نمط الحياة الحديث

التعليم المكثف واستخدام الكتب؛ حيث نجد في العديد من الدول وخاصة في آسيا، يبدأ التعليم الأكاديمي المكثف في سن مبكرة جداً، وبالتالي يقضي الأطفال ساعات طويلة في القراءة والدراسة، مما يزيد من الضغط على عيونهم.

كما أن نمط الحياة السريع والمتطلبات الكثيرة التي تُفرض على الأطفال، قد تؤدي إلى التوتر وقلة النوم، وهذان العاملان يؤثران سلباً على صحة العين بشكل عام.


*نقص الوعي الصحي

قلة الوعي بأهمية الفحوصات الدورية للعين، تجعل كثيراً من حالات قصر النظر لا تُكتشف إلا بعد أن تتفاقم، خاصة أن الأطفال لا يدركون في كثير من الأحيان أنهم يعانون من مشكلة في الرؤية، مما يجعل التشخيص المبكر صعباً.


*الإهمال في ارتداء النظارات الطبية

حتى عند اكتشاف قصر النظر، قد يُهمل بعض الأطفال أو أولياء أمورهم استخدام النظارات الطبية، مما يزيد من تدهور الحالة.


*كيف يمكن التصدي لهذه الظاهرة؟

زيادة الوقت في الهواء الطلق: تشجيع الأطفال على قضاء ساعتين إلى ثلاث ساعات يومياً في الأنشطة الخارجية يساعد على تقليل مخاطر قصر النظر، الضوء الطبيعي يعزز صحة العين ويمنع تمددها.

تقليل وقت الشاشة: تقليل مدة استخدام الأجهزة الإلكترونية إلى ساعتين كحد أقصى يومياً للأطفال، وما رأيك في تطبيق قاعدة 20-20-20: بعد كل 20 دقيقة من التركيز على شاشة أو كتاب، يجب النظر إلى شيء على بعد 20 قدماً لمدة 20 ثانية.

إجراء فحوصات منتظمة للعين: يجب أن يخضع الأطفال لفحص بصري شامل مرة واحدة على الأقل في السنة، خاصة إذا كان لديهم تاريخ عائلي من قصر النظر.


* كيفية مواجهة ظاهرة قصر النظر

تعديل البيئة التعليمية: توفير فترات استراحة منتظمة للأطفال أثناء الدراسة، مع تقليل الاعتماد على المهام التي تتطلب النظر القريب فقط.

تحسين التغذية: تناول الأطعمة الغنية بالفيتامينات مثل فيتامين A وC والمعادن مثل الزنك الذي يعزز صحة العين.

التوعية المجتمعية: حملات توعوية لأولياء الأمور والمعلمين حول أهمية الاهتمام بصحة العين، وكيفية تقليل العوامل التي تؤدي إلى قصر النظر.


*ما الذي يخبئه المستقبل؟

مع التقدم في التكنولوجيا والعلم، ظهرت تقنيات جديدة تهدف إلى الحد من تطور قصر النظر لدى الأطفال، مثل:


عدسات لاصقة مخصصة: تساعد على تقليل تطور قصر النظر.

الأدوية مثل الأتروبين منخفض التركيز: تعمل على إبطاء نمو العين وتقليل تطور قصر النظر.

تحسين نمط الحياة وتقليل الوقت الذي يُقضَى أمام الشاشات.

هل يمكن السيطرة على قصر النظر عند الأطفال؟

ارتفاع معدلات قصر النظر بين الأطفال ليس مجرد تحدٍ طبي، بل هو دعوة لتغيير نمط حياتنا وأسلوب تربية أطفالنا.

التكنولوجيا الحديثة على الرغم من فوائدها، إلا أنها أصبحت أحد العوامل الرئيسية في تدهور صحة العين لدى الأجيال الشابة.

مع القليل من التوعية والتعديلات البسيطة في روتين الحياة اليومية، يمكننا حماية عيون أطفالنا وضمان مستقبل بصري أفضل لهم، الآن هو الوقت المناسب للتفكير في عادات أطفالنا البصرية والبدء في بناء جيل يتمتع بصحة بصرية قوية.

مقالات مشابهة

  • السلاح الفلسطيني ... سحب أم إعادة انتشار؟
  • قريبا.. بورسعيد خالية من البلاستيك بدعم ياباني بقيمة 3 ملايين دولار
  • أكياس الشاي من البوليمرات غير صحية
  • برلمانية مستقبل وطن بـالشيوخ توافق على قانون المسئولية الطبية
  • الأوبئة توضح حول تسجيل إصابات بأنفلونزا الطيور في الأردن
  • القائم بأعمال رئيس جامعة طنطا يتفقد معرض منتجات المتدربين بورش كلية التربية النوعية
  • (عودة وحيد القرن) كانت من أنجح العمليات التي قام بها قوات الجيش السوداني
  • تحذير.. أكياس الشاي تؤثر على صحتك
  • تأثير أكياس الشاي على صحة الإنسان
  • هل الشاشات مسؤولة عن انتشار ضعف النظر بين الأطفال؟