رويترز: الحرب تطفئ بهجة رمضان في السودان
تاريخ النشر: 29th, March 2024 GMT
غابت الأجواء الاحتفالية المبهجة المعتادة عن السودان في شهر رمضان هذا العام وسط نزوح الملايين من ديارهم ومعاناتهم من الجوع مع استمرار الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع التي تقترب من إتمام عامها الأول.
وضمن تقرير بثته وكالة رويترز لأنباء، قال محمد علي الذي تناول وجبة الإفطار في مركز للنازحين في مدينة بورتسودان المطلة على البحر الأحمر، وهي مدينة فر إليها الكثيرون من العاصمة الخرطوم وغيرها من مناطق تستعر فيها الحرب "ممكن أقول إنه تغير تماما أي معنى أو أي ضبط، الضبط النفسي بتاع البني آدم تغير، متعود ياكل كيف يشرب كيف يقابل مين في رمضان يخطط لرمضان كيف.
وكان شهر رمضان في السودان يتميز في المعتاد بالتجمعات المسائية الكبيرة، والآن يعتمد محمد علي مثل ملايين آخرين من السودانيين على الموائد الخيرية التي يقدمها المتطوعون لتناول وجبة إفطار بسيطة.
الحرب تركت أثرا كبيرا على حياة السودانيين في رمضان (رويترز)واندلعت الحرب في السودان في شهر رمضان الماضي بين الجيش وقوات الدعم السريع نتيجة لتوترات طويلة الأمد على مدار 4 سنوات من تقاسم السلطة.
وحتى الآن، نزح أكثر من 8.5 ملايين شخص بسبب القتال، وفقا للأمم المتحدة، ويواجه نحو 18 مليونا الجوع الحاد الآخذ في التفاقم.
وتقول رويترز إن الحرب وضعت سمعة السودانيين المعروفين بالكرم وكرم الضيافة في اختبار. وتنقل عن الشيخ خالد عبد الرحمن، وهو إمام مسجد في مدينة أم درمان التي شهدت قتالا عنيفا في الأسابيع القليلة الماضية قوله: "الحرب دي قللت وخوفت شوية، لكن ما منعت أن هنالك أناسا على ما هم عليه وأن هنالك أناسا فاتحين أبوابهم ودورهم لكل إنسان يأتي إليهم يستقبلونه ويقدمون له المتاح".
وكانت الولايات المتحدة عبرت عن أملها في استئناف محادثات السلام بعد شهر رمضان، على الرغم من أن الجولات السابقة لم تنجح في تحقيق وقف دائم لإطلاق النار.
وقالت حنان حسن في مطبخ يقدم الوجبات الخيرية في أم درمان "المفترض يكون فيه إن شاء الله بقدرة الله يوقف الحرب كله كله، الهدنة دي ما بتعمل شي".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: رمضان 1445 هـ حريات شهر رمضان
إقرأ أيضاً:
السودان يشكو تشاد ويطالبها بتعويضات
أعلن وزير العدل السوداني معاوية عثمان أن بلاده تقدّمت بشكوى ضد تشاد لدى الاتحاد الأفريقي، واتهمتها بالتورط في نقل أسلحة وذخائر إلى "مليشيات متمردة"، في إشارة محتملة لقوات الدعم السريع التي تخوض مواجهات ضد الجيش السوداني منذ أكثر من عام ونصف.
وأوضح عثمان -للصحفيين في بورتسودان أمس الثلاثاء- أن شكوى بلاده تتضمن مطالبة تشاد بتعويضات لاتهامها بالتورط في نقل أسلحة وذخائر، وأن ذلك "أدى إلى وقوع أضرار على المواطنين السودانيين"، مضيفا "سنقدم الأدلة والإثباتات للجهة صاحبة الاختصاص".
أعلنت حكومة السودان، الثلاثاء، تقديم شكوى ضد تشاد لدى اللجنة الأفريقية لحقوق الإنسان والشعوب واتهام انجمينا بتوفير الدعم اللوجستي لقوات الدعم السريع بالسلاح والذخائر والمرتزقة.
واللجنة الأفريقية لحقوق الإنسان والشعوب (ACHPR) مقرها في العاصمة الغامبية بانجول هي جهاز شبه قضائي… pic.twitter.com/8TJvMPHlRt
— سودان تربيون (@SudanTribune_AR) November 6, 2024
وكانت تشاد نفت الشهر الماضي على لسان وزير خارجيتها "تأجيج الحرب في السودان" من خلال تزويد قوات الدعم السريع بالأسلحة.
وقال المتحدث باسم الحكومة التشادية "عبد الرحمن كلام الله"، في مقابلة إذاعية، إن بلاده "ليست لديها أي مصلحة في تأجيج الحرب في السودان من خلال توريد أسلحة، فنحن من الدول القليلة التي امتدت إليها تداعيات كبيرة بسبب هذه الحرب".
وسبق ذلك أن قالت الخارجية التشادية في أواخر أبريل/نيسان الماضي -في تصريحات للجزيرة مباشر- إنها "تتحدى أي مسؤول سوداني يثبت تورطها في الاقتتال بين الجيش والدعم السريع"، لافتة إلى أن تشاد لا تؤمن بالحل العسكري للأزمة في السودان بل بجلوس طرفي القتال للحوار.
ويتشارك السودان وتشاد حدودا تمتد على قرابة 1300 كيلومتر مع ولايات دارفور في غرب السودان التي تسيطر على أغلبها قوات الدعم السريع.
وتستخدم الأمم المتحدة معبر أدري الحدودي بين البلدين لإيصال المساعدات الإنسانية إلى دارفور المهددة بالمجاعة، في حين وافقت الحكومة السودانية في أغسطس/آب الماضي على فتح هذا المعبر لمدة 3 أشهر تنتهي في 15نوفمبر/تشرين الثاني.
واندلعت المعارك في السودان في منتصف نيسان/أبريل 2023 بين الجيش بقيادة رئيس مجلس السيادة الانتقالي عبد الفتاح البرهان، وبين قوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي).
وقد خلفت الحرب عشرات آلاف القتلى، وشرّدت أكثر من 10 ملايين سوداني، وتسببت -وفق الأمم المتحدة- بإحدى أسوأ الأزمات الإنسانية في التاريخ الحديث، في ظل اتهامات متبادلة بين طرفي الصراع بارتكاب جرائم حرب عبر استهداف المدنيين ومنع المساعدات الإنسانية.