تعرف على فضل ليلة القدر وعلاماتها
تاريخ النشر: 29th, March 2024 GMT
تختصّ ليلة القدر بالعديد من الفضائل العظيمة، والتي يُذكَر منها ما يأتي: تنزّلَ فيها أعظم الكُتب وأشرفها؛ ففيها أنزل الله -تعالى- القرآن الكريم؛ هداية للناس، واختصاصها بذلك دليل على عُلوّ قَدرها، ومنزلتها، قال تعالى-: (إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ).
تميّزها ببركتها، وما فيها من الخير، والفضل العظيم، قال -تعالى-: (إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ)،
كما أنّ فيها الكثير من الأجر والثواب للمسلم الذي يقومها، تُقدَّر فيها الأرزاق والآجال، وتكتب فيها الملائكة الحوادث، والأعمال، وكلّ ما هو كائن في السنة التي فيها ليلة القدر إلى السنة التي تليها، فينفصل كلّ ما كُتِب من الأمور المُحكَمة بعِلم الله ومشيئته وقدرته من اللوح المحفوظ؛ لتُسجِّله الملائكة في صُحفها بأمر الله تعالى وإرادته؛ قال تعالى: (فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ).
يُعَدّ العمل الصالح فيها أفضل من عمل ألف شهر فيما سواها، كما أنّ العبادة فيها خيرٌ من العبادة في ألف شهر دونها؛ أي ما يقارب عمل ثمانين عامًا، إضافة إلى أنّ الأجر والثواب فيها مُضاعَف؛ فعلى الرغم من أنّ العمل في رمضان مُضاعف في الأصل، إلّا أنّه مُضاعَف أيضًا في هذه الليلة أضعافًا كثيرة لا يعلمها إلّا الله تعالى؛ قال تعالى: (لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ) تمتلئ ليلة القَدْر بالسكينة، والأمن، والطمأنينة حتى طلوع شمسها، وفيها تتنزّل الملائكة بالرحمة، والسلامة، والخير لأهل الطاعة والإيمان؛.
قال تعالى: (تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الفجر ] تُغفَر فيها الذنوب، ويكثر فيها العَفو، والغفران، والتيسير لِمَن قامها مُحتسِبًا الأجرَ من الله -تعالى-؛ قال رسول الله - صلّى الله عليه وسلّم-: (مَن قَامَ لَيْلَةَ القَدْرِ إيمَانًا واحْتِسَابًا، غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ)
تختصّ ليلة القدر بالعديد من العلامات، والتي يُذكَر منها ما يأتي: تظهر الشمس في صباحها شبيهةً بالقمر حين يكون بدرًا؛ حيث لا يكون للشمس شُعاع، وتكون مُستوية؛ فقد روى أُبيّ بن كعب -رضي الله عنه- عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- أنه قال: (أنَّهَا تَطْلُعُ يَومَئذٍ، لا شُعَاعَ لَهَا)
ينشرح صدر المؤمن وقلبه في هذه الليلة، ويجد في نفسه نشاطًا إلى العبادة، وعمل الخير يتّصف لَيلها بالاعتدال؛ فقد وصف الرسول- صلّى الله عليه وسلّم- هذه الليلة في الحديث الذي رواه جابر- رضي الله عنه- عن النبيّ أنّه قال: (إني كنتُ أُرِيتُ ليلةَ القَدْرِ، ثم نُسِّيتُها وهي في العَشْرِ الأَوَاخِرِ من ليلتِها، وهي ليلةٌ طَلْقَةٌ بَلْجَةٌ لا حارَّةٌ ولا باردةٌ).
وكلمة بلجة تُفيد معنى أنّها: ليلة تتّصف بالإشراق، ولا حَرَّ فيها، ولا بَردالتعريف بليلة القدْر يتكوّن مصطلح ليلة القدر من جُزأين؛ فالأوّل هو الليلة، وتُعرَّف بأنّها: الوقت الذي يمتدّ منذ غروب الشمس وحتى طلوع الفجر، أمّا الثاني فهو القَدر، وقد تعدّدت أقوال الفقهاء في بيان المعنى المراد من القَدر؛ استنادًا إلى بعض الأدلّة، ومنها: قوله -تعالى-: (وَما قَدَرُوا اللَّـهَ حَقَّ قَدرِهِ)
فالمقصود هنا بالقَدر: التشريف والتعظيم، وهي ليلة ذات قَدْر بتنزُّل القرآن والملائكة فيها، كما تتنزّل فيها رحمات الله -تعالى- وبركاته، ومن معاني القَدْر أيضًا: التضييق؛ كما في قوله -تعالى-: (وَمَن قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ)؛
والمقصود هنا أنَّ التضييق في هذه الليلة هو إخفاؤها، وعدم تعيينها بوقت مُحدَّد، ولأنَّ الأرض تضيق وتزدحم بالملائكة، ومن معانيه أيضًا أنّ القدَرَ بفتح الدال رديفٌ لمفهوم القضاء؛ أي بمعنى الفصل والحُكم، وقال بعض العلماء في معنى القدْر وسبب تسميتها بذلك: إنَّ الملائكة في هذه الليلة تكتب ما قُدِّرَ من الرزق والآجال من الله -تعالى-، وهذا في قوله -تعالى-: (إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ أَمْرًا مِّنْ عِندِنَا إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ،
وليلة القدر ليلة ثابتة لا تُرفَع حتى قيام الساعة، ومن الأدلّة على ذلك ما صحّ عن عائشة -رضي الله عنها-، عن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-، قال: (تَحَرَّوْا لَيْلَةَ القَدْرِ في الوِتْرِ، مِنَ العَشْرِ الأوَاخِرِ مِن رَمَضَانَ)،
وذهب جمهور العلماء إلى أنَّ هذه الليلة تقع في ليالي رمضان، وهذا ما يُسانده الجَمع بين الآيتَين؛ في قوله -تعالى-: (إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ)،
وقوله تعالى-: (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ)،ويؤكّد هذا حديث الرسول -صلّى الله عليه وسلّم-: (التَمِسُوهَا في العَشْرِ الأوَاخِرِ مِن رَمَضَانَ لَيْلَةَ القَدْرِ)،
حيث وضع الحديث النبوي مُحدّدًا آخر لليلة القدر بإثبات وقتها بالعَشر الأواخر من الشهر الفضيل، ثمّ استدلّوا على أنّ ليلة القدر تكون في ليالي الوَتر من العَشر الأواخر بقوله -صلّى الله عليه وسلّم-: (فَالْتَمِسُوهَا في العَشْرِ الأوَاخِرِ مِن كُلِّ وِتْرٍ)،
وقد وردت أقوالٌ أخرى كثيرة في بيان وقتها، وبعضها لا يستند إلى دليلٍ صحيحٍ الحِكمة من إخفاء ليلة القدر اقتضت إرادة الله تعالى بأن يجعل وقت ليلة القدر خَفيًّا على العباد.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: الفجر الفني فضل ليلة القدر وعلاماتها أحاديث ليلة القدر موعد ليلة القدر فی هذه اللیلة لیلة القدر قال تعالى الق د ر الع ش ر
إقرأ أيضاً:
ذكر نبوي لقضاء الديون: دعاء يعينك على التوفيق
يسأل العديد من الناس عن كيفية الاستعانة بالله تعالى لقضاء الديون والوفاء بالالتزامات المالية، هل هناك ذكر نبوي يمكن أن يساعد في هذا الشأن؟
قال الدكتور مختار مرزوق ستاذ التفسير وعلوم القرآن بكلية أصول الدين جامعة الأزهر أنه لقضاء الديون والاستعانة بتوفيق الله تعالى، يجب عليك أن تقوم بأمرين مهمين:
أن تكون صادقاً في أداء حقوق العباد:فقد قال صلى الله عليه وسلم: "من أخذ أموال الناس يريد أداءها أداها الله تعالى عنه، ومن أخذها يريد إتلافها أتلفه الله". هذا الحديث يوضح أهمية النية الصادقة في سداد الديون، لأن الله سبحانه وتعالى ييسر الأمور لمن يريد أن يؤدي ما عليه من حقوق.
الاستعانة بالدعاء النبوي:عن أبي وائل عن علي رضي الله عنه قال: "جاءني مكاتب فقال: إني عجزت عن كتابي فأعني". فقال علي رضي الله عنه: "ألا أعلمك كلمات علمنهن رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ لو كان عليك مثل جبل صير دينا لأداه الله عنك".
ثم علمه دعاءً عظيماً:
"اللهم اكفني بحلالك عن حرامك، وأغنني بفضلك عن من سواك".
رواه الترمذي وقال: "حديث حسن غريب"، وحسنه في "صحيح الترغيب" رقم 1820.
ينبغي على كل مسلم أن يحافظ على تلاوة هذا الدعاء، سواء كان مديناً أو غير مدين، لأنه دعاء يحصن الشخص بالله تعالى ويشعره بالراحة في جميع الأحوال. كما أنه يمثل تضرعاً لله عز وجل ليفرج الهموم وييسر الأمور.
الدعاء الوارد في الحديث النبوي الشريف هو ذكر عظيم ينبغي أن يستعين به كل من يعاني من الديون أو أي نوع من الضائقات المالية، مع الإيمان الصادق بالله والإلتزام بالوفاء بالحقوق.