رتبة سجدة الصليب في أبرشية طرابلس المارونية
تاريخ النشر: 29th, March 2024 GMT
ترأس رئيس أساقفة أبرشية طرابلس المارونية، المطران يوسف سويف صلاة ورتبة سجدة الصليب، في يوم الجمعة العظيمة في كنيسة مار مارون في طرابلس، عاونه فيه النائب العام للابرشية الخوراسقف انطوان مخائيل وخادم الرعية الخوراسقف نبيه معوض والآباء راشد شويري وجوزف غبش وسيمون ديب، في حضور النائب إيلي خوري وفاعليات.
تخلل الزياح حمل نعش المسيح في الشوارع المحيطة بالكنيسة، حيث طاف المؤمنون خلف النعش يتقدمهم سويف والكهنة، وسط قرع للاجراس وارتفاع أصوات التراتيل الخاصة بمناسبة يوم الجمعة العظيمة.
بعد قراءة الأناجيل، ألقى سويف عظة قال فيها: "آمنا بك مسيحاً مصلوباً ومخلصاً. في يوم الجمعة العظيمة هذا، تعالوا نسجد للمصلوب وتصلى مع يسوع مرددين إلهي إلهي لماذا تركتني وفي قلوبنا إيمان أن ملكوت الله الذي تحقق بالموت على الصليب جعلنا خليفة جديدة مدعوة لحمل قضية الصليب والشهادة له".
أضاف: "يوم الجمعة، يختبر يسوع الألم مع البشرية ولأجلها وهو كلمة الله الذي تجسد لأجلنا ليتضامن مع الامنا وحزتنا وموتنا. فلحظة الموت هي افظع اختبار يعيشه الإنسان، وفقدان الحياة هو السبب الرئيسي للشعور بالألم الكياني إلى جانب الآلام النفسية والجسدية والروحية التي ترافق الإنسان على دروب الحياة وابن الإنسان الذي واجه ساعة الموت صرخ إلى الأب قائلا "يا أبتاه أبعد عني هذه الكاس" (لوقا ٢٢ (٤٢) وتابع صلاته من مزمور الهى إلهي لماذا تركتني" (مزمور ۱۲۲ - متى ۲۷ (٤٦). يسوع يعبر عن وجع الإنسان وياسه وفشله وخيبة أمله فصلاة يسوع وهي أيضا صلاتنا تعكس الشعور الإنساني عند غياب الله امام مأساتنا. إنه لوم المؤمن الذي يثق بنعمة الرب ولو شعر بهذا الغياب إنه إيمان بحضور الرب إنه الإيمان بأن الرب الذي أسلم ذاته للموت قائلاً: لتكن مشيئتك، لا مشيئتي الوفا ٢٢ (٤٢)، هو الذي يحمل جراحنا ويشفيها يدمه الطاهر والامه المحببة التي أدخلتنا إلى الملكوت، وهو تأكيد يسوع المصلوب للص اليمين: اليوم تكون معى في الفردوس" (لوقا ٢٣ ٤٣)".
وتابع: "يوم الجمعة، يتوج يسوع ملكوت الله الذي بدأ إعلانه بعد المعمودية توبوا لقد اقترب ملكوت الله (متى (۲) انطلق يسوع إلى برية هذا العالم ينشر ملكوت الرب الذي حققه بشخصه أي بأعماله وأقواله وأفكاره وبكل كيانه كاله وإنسان معاً. عندما نظر يسوع إلى الهيكل تنيا قائلاً: هذا الهيكل سيهدم ويُبنى في ثلاثة أيام (يوحنا ۲ (۱۹). إله الفصح الثلاثي الأيام الذي تعيده اليوم وكل يوم في حياتنا. هدم وبناء موت وحياة لأدم الأول بنعمة أدم الثاني يسوع المخلص. نعم فإن حبة الحنطة إن لم تقع وتمت في الأرض تبقى مفردة وإن ماتت أنت بثمار كثيرة (يوحنا ١٢:٢٤) فصلب المسيح يدخلنا في منطق الملكوت الجديد، ملكوت المحبة والمغفرة والسلام، ملكوت العدل والكرامة الإنسانية التي حررها الرب بصليبه إحتفالنا بالفصح المجيد وسجودنا للصليب ليس بدوافع رتب طقسية خارجية فقط بل هو فعل إيمان يدفعنا إلى قبول ملكوت الله بكل كياننا الروحي والإنساني، كما قبلته العذراء مريم في البشارة وأجابت نعم أنا خادمة الرب فليكن لي حسب قولك (لوقا ۱ (۳۸). وحقيقة الصليب في موقف علينا أن نوضحه لذواتنا بصدق وصراحة، كما علمنا الرب أن تقول: "نعم نعم ولا لا" (متى : (۳۸) وقبول الملكوت هو نعمة من الله وأيضاً خيار شخصي وواع يصبح نهج حياة نعيشه في الباطن وفي حضورنا اليومي في العالم. هو قبول يجعلنا علامة لحضور ملكوت الله في العالم المدعو أن يتحوّل ويتجدد بقوة الروح القدس".
وأردف: "يوم الجمعة هو دعوة للعائلة البشرية كي تنتقل من واقع سقطة آدم بعد الخلق الأول وسببها الكبرياء، إلى خلق ثان يتجدد بصليب يسوع والامه التي بها شعبنا وتجددنا بهذا التدبير الخلاصي أصبحنا شعباً مقدساء جماعة مختصة تؤمن أن الصليب هو نعمة وشهادة وخيار تفرح يحمله وتفخر برسمه على أجسادنا. فالصليب هو قضية تسعى لتحقيقها ليس فقط ضمن الجماعة المسيحية بل على مستوى البشرية بأسرها، لحفظ الكرامة وصون الحرية الصليب هو مشروع حياة يقود كل من يؤمن به الى الظفر فالقيامة بالصليب يولد كل يوم في الكنيسة شهود وشهداء وقديسون وها بنا نرى يوميا شهداء من منطقتنا يقدمون ذواتهم قرباناً طاهراً لرفع الظلم ومحو الجهل ونشر المحبة. ولبناننا الحبيب يختبر في كل حين استشهاد أبنائه نفسياً ووجودياً من جراء عدم احترام كرامتهم وتأمين العيش اللائق والكريم من قبل بعض القيمين اللامبالين بوجع الناس والمهم، فاغفر لهم يا أبتاه لأنهم لا يدرون ماذا يفعلون (لوقا ۲۳ (٣٤) إلها الحقيقة المرة التي تكمن في غياب الحب وسيطرة الأنانية وعبادة الذات بدلاً من عبادة الله بالحق والروح تصلي في يوم الجمعة هذا الخلاص وطن هو بأمن الحاجة إلى تجديد الإيمان بالإله الحي الوحيد الذي يحررنا من قيود الظلم والموت ويمنحنا فرح الحياة الجديدة. فتعالوا أيها الأحياء لتكون شهودا".
وختم: "لهذا الصليب فخر ايماننا وتسجد للمسيح المرفوع عليه لكي يرفعنا إلى الحب اللامتناهي الذي لا يوصف".
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: یوم الجمعة
إقرأ أيضاً:
المحافظة على الماء والتحذير من القمار.. نص خطبة الجمعة غدا
موضوع خطبة الجمعة غدا.. حددت وزارة الأوقاف، موضوع خطبة الجمعة غدا بعنوان: «حافظ على كل قطرة ماء.. واحذر من القمار بكل صوره».
وقالت وزارة الأوقاف، إن الهدف المراد توصيله إلى جمهور المسجد من خلال هذه الخطبة هو التنبيه إلى ضرورة الحفاظ على كل قطرة ماء، والتحذير البالغ من هدر الماء والتفريط فيه، والنهي المشدد عن المقامرة المادية والإلكترونية.
عناصر خطبة الجمعة غدا1- قدر نعمة الماء.
2- خطورة إهدار الماء.
3- مخاطر المقامرة المادية والإلكترونية.
خطبة الجمعة أدلة خطبة الجمعة غداالأدلة من القرآن
- قوله تعالى: {وَاشْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ إِنْ كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ}.
- قوله تعالى: { وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ}.
- قوله تعالى: {وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ}.
- قوله تعالى: { وَالَّذِي نَزَّلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً بِقَدَرٍ فَأَحْيَيْنَا بِهِ بَلْدَةً مَيْتًا كَذَلِكَ تُخْرَجُونَ}.
- قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}.
الأدلة من السنة
حديث: جاء رجل إلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) لِيَتَعَلَّمَ مِنْهُ الوُضُوءَ، فَأَرَاهُ (صَلَوَاتُ رَبِّي وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ الوُضُوءَ ثَلَاثًا ثَلَاثًا، ثُمَّ قَالَ صَلَوَاتُ رَبِّي وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ: هَذَا الْوُضُوءُ، فَمَنْ زَادَ عَلَى هَذَا، فَقَدْ أَسَاءَ، أَوْ تَعَدَّى، أَوْ ظَلَمَ».
نص خطبة الجمعة غداوفيما يلي نص خطبة الجمعة:
حَافِظْ عَلَى كُلِّ قَطْرَةِ مَاءٍ.. وَاحْذَرْ مِنَ القِمَارِ بِكُلِّ صُوَرِهِ
الحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالَمِينَ، اللَّهُمَّ لَكَ الحَمْدُ كَمَا تَقُولُ، وَلَكَ الحَمْدُ خَيْرًا مِمَّا نَقُولُ، سُبْحَانَكَ لَا نُحْصِي ثَنَاءً عَلَيْكَ، أَنْتَ كَمَا أَثْنَيْتَ عَلَى نَفْسِكَ، وأَشهدُ أنْ لَا إلهَ إِلا اللهُ وحدَهُ لا شَريكَ لَهُ، إلهًا أَحَدًا فَرْدًا صَمَدًا، وأَشهدُ أنَّ سَيِّدَنَا مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، أَرْسَلَهُ اللهُ تَعَالَى رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ، وَخِتَامًا لِلأَنْبِيَاءِ وَالمُرْسَلِينَ، اللَّهُمَّ صَلِّ وسلِّمْ وبارِكْ علَيهِ، وعلَى آلِهِ وَأَصحَابِهِ، ومَنْ تَبِعَهُمْ بِإِحْسَانٍ إلَى يَومِ الدِّينِ، وَبَعْدُ:
فَإِنَّ مِنْ حُسْنِ الإِيمَانِ وَلَوَازِمِ الأَدَبِ مَعَ المُنْعِمِ الوَهَّابِ سُبْحَانَهُ أَنْ نَسْتَقْبِلَ نِعَمَهُ بِالشُّكْرِ وَالامْتِنَانِ، فَيَمْتَلِئُ القَلْبُ إِقْرَارًا وَعِرْفَانًا، وَيَنْطَلِقُ اللِّسَانُ ثَنَاءً وَاعْتِرَافًا، وَتَقُومُ الجَوَارِحُ بِدَوْرِهَا حَارِسَةً لِلنِّعَمِ حَافِظةً لَهَا، قَالَ سُبْحَانَهُ: {وَاشْكُرُوا نِعْمَةَ اللهِ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ}، وَقَالَ تَعَالَى: {وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ}.
خطبة الجمعةفَكَيْفَ إِذَا كَانَتْ تِلْكَ النِّعْمَةُ سِرَّ الحَيَاةِ وَأَصْلَ الوُجُودِ وَأَسَاسَ البَقَاءِ؟! كَيْفَ إِذَا كَانَتْ هِيَ الماءَ؟! إِنَّ الماءَ أَغْلَى مِنَ الذَّهَب، إِنَّ الماءَ هُوَ الجَوْهَرُ الَّذِي يَنْبَغِي أَنْ نُحَافِظَ عَلَيْهِ لِحَيَاتِنَا وَحَيَاةِ الأَجْيَالِ القَادِمَةِ، وَيَكْفِي أَنَّ اللهَ تَعَالَى وَصَفَهُ فِي القُرْآنِ وَصْفًا عَظِيمًا يَدُلُّ عَلَى قُدْسِيَّتِهِ، وَيُرْشِدُ إِلَى صَوْنِه وَصِيَانَتِهِ، وَيَحُثُّ عَلَى الحِفَاظِ عَلَى كُلِّ قَطْرَةٍ مِنْهُ، حَيْثُ قَالَ سُبْحَانَهُ: {وَجَعَلْنَا مِنَ الْـمَـاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ}، وقال تعالى: {وَالَّذِي نَزَّلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً بِقَدَرٍ فَأَحْيَيْنَا بِهِ بَلْدَةً مَيْتًا كَذَلِكَ تُخْرَجُونَ}.
أَيُّهَا النَّاسُ! إِذَا أَرَدْتُمْ أَنْ تَعْرِفُوا قَدْرَ الماءِ فَتَأَمَّلُوا كَيْفَ حَضَرَتْ هَذِهِ النِّعْمَةُ فِي مِضْمَارِ الحُبِّ النَّبَوِيِّ، فَهَذَا سَيِّدُنَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ يُسأَلُ سُؤَالًا عَظِيمًا: كَيْفَ كَانَتْ مَحَبَّتُكُمْ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ فَيَقُولُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: «كَانَ- وَاللهِ- أَحَبَّ إِلَيْنَا مِنْ أَمْوَالِنَا وَأَوْلَادِنَا وَآبَائِنَا وَأُمَّهَاتِنَا، وَمِنَ الماءِ البَارِدِ عَلَى الظَّمَأِ»، أَرَأَيْتُمْ كَيْفَ أَنَّهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ لَمْ يَجِدْ شَيْئًا يُعَبِّرُ بِهِ عَنْ قَدْرِ مَحَبَّتِهِ لِلْجَنَابِ الأَنْوَرِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَبْلَغَ مِنْ تَصَوُّرِ حَالِهِ وَهُوَ يَشْرَبُ مَاءً بَارِدًا يَرْوِي بِهِ غَلِيلَ ظَمَئِهِ وَيَشْفِي بِهِ شِدَّةَ عَطَشِهِ!
خطبة الجمعةأَيُّهَا السَّادَةُ! هَلْ يَسْتَقِيمُ فِي دِينِنَا وَيَصِحُّ فِي أَذْهَانِنَا بَعْدَ ذَلِكَ كُلِّهِ أَنْ نُهْدِرَ قَطْرَةَ مَاء! كَيْفَ يُبِيحُ إِنْسَانٌ لِنَفْسِهِ أَنْ يُهْدِرَ الماءَ حَالَ تَنْظِيفِ أَسْنَانِهِ أَوْ مَنْزِلِهِ أَوْ أَوَانِيهِ أَوْ سَيَّارَتِهِ؟! كَيْفَ يُجِيزُ لِنَفْسِهِ أَنْ يُسْرِفَ فِي الماءِ وَهُوَ يَسْقِي زَرْعَهُ أَوْ يَرُشُّ طَرِيقَهُ! إِنَّهَا عَادَاتٌ يَكْرَهُهَا الشَّرْعُ، وَتَأْبَاهَا العُقُولُ الرَّشِيدَةُ.
أَخِي الكَرِيم، لَا تَسْتَصْغِرْ وَلَا تَسْتَقِلَّ كُلَّ قَطْرَةِ مَاءٍ، فَتُهْدِرهَا وَلَا تُبَالِي! إِنَّ مُعْظَمَ النَّارِ مِنْ مُسْتَصْغَرِ الشَّرَرِ! وَمَنِ اسْتَسْهَلَ هَدْرَ القَلِيلِ مِنَ الماءِ أَضَاعَ الماءَ، وَأَضاعَ الحَيَاةَ نَفْسَهَا، وَأَضَاعَ الأَجْيَالَ القَادِمَةَ، تَذَكَّرْ هَذَا وَأَنْتَ تَغْسِلُ يَدَيْكَ، تَذَكَّرْ هَذَا وَأَنْتَ تَتَوَضَّأُ، تَذَكَّرْ هَذَا وَأَنْتَ تَرْوِي حَقْلَكَ، تَذَكَّرْ هَذَا وَأَنْتَ تَغْسِلُ سَيَّارَتَكَ.
وَاعْلَمْ أَنَّ الشَّرْعَ الحَنِيفَ وَقَفَ بِكُلِّ قُوَّةٍ ضِدَّ إِهْدَارِ الماءِ وَالتَّفْرِيطِ فِي اسْتِعْمَالِهِ فِي أَيِّ غَرَضٍ مِنْ شُرْبٍ أَوْ زِرَاعَةٍ أَوْ صِنَاعَةٍ أَوْ غَيْرِهَا، بَلْ أَعْظَمُ مِنْ ذَلِكَ! إِنَّ الإِسْرَافَ فِي اسْتِخْدَامِ الماءِ مَمْنُوعٌ فِي دِينِنَا وَلَوْ كَانَ ذَلِكَ الإِسْرَافُ حَالَ العِبَادَةِ! فَإِنَّ البَيَانَ النَّبِوِيَّ الشَّرِيفَ الَّذِي جَعَلَ الطّهُورَ شَطْرَ الإِيمَانِ هُوَ ذَاتُهُ الَّذِي سَمَّى الإِسْرَافَ فِي الوُضُوءِ إِسَاءَةً وَتَعَدِّيًا وَظُلْمًا، فَقَدْ جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) لِيَتَعَلَّمَ مِنْهُ الوُضُوءَ، فَأَرَاهُ (صَلَوَاتُ رَبِّي وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ) الوُضُوءَ ثَلَاثًا ثَلَاثًا، ثُمَّ قَالَ صَلَوَاتُ رَبِّي وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ: «هَذَا الْوُضُوءُ، فَمَنْ زَادَ عَلَى هَذَا، فَقَدْ أَسَاءَ، أَوْ تَعَدَّى، أَوْ ظَلَمَ».
الحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالَمِينَ، وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى خَاتَمِ الأَنبِيَاءِ وَالمُرْسَلِينَ، سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ)، وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ، وَبَعْدُ:
خطبة الجمعةفَإِنَّ اللهَ تَعَالَى حَرَّمَ القِمَارَ حُرْمَةً شَدِيدَةً، وَجَعَلَهُ اللهُ رِجْسًا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ، فَقَالَ تَعَالَى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخـَمْرُ وَالْـمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}، وَالميْسِرُ هُوَ القِمَارُ، فَالِقَمارُ خَطِيرٌ، بَلْ وَرِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ، يَسْتَقْذِرُهُ كُلُّ ذِي عَقْلٍ سَلِيمٍ.
وَرُبَّمَا عَرَفَ النَّاسُ القِمَارَ فِي صُورَتِهِ المادِّيَّةِ المَعْرُوفَةِ، فَاجْتَنَبوهُ وَنفَرُوا مِنْهُ امْتِثَالًا لِأَمْرِ اللهِ تَعَالَى، لَكِنَّ القِمَارَ اليَوْمَ فِي عَالمِ الفَضَاءِ الإِلِكتِرُونِيِّ بَدَأَ يَتَّخِذُ صُوَرًا جَدِيدَةً مُسْتَحْدَثَةً، حَيْثُ تَسَلَّلَتْ إِلَى عَادَاتِ بَعْضِ النَّاسِ قَضِيَّةُ المُرَاهَنَاتِ الإِلِكْتِرُونِيَّةِ والقِمَارِ الإِلِكْتِرُونِيِّ، فَقَدْ تَكُونُ مُبَارَيَاتٍ افْتِرَاضِيَّةً، وَقَدْ تَكُونُ أَلْعَابًا إِلِكْتِرُونِيَّةً تَقُومُ عَلَى المُخَاطَرَةِ وَالمرَاهَنَةِ، حَتَّى إِنَّ بَعْضَ المَوَاقِعِ قَدْ يُقَدِّمُ ثَلَاثِينَ مُرَاهَنَةً لِلْحَدَثِ الوَاحِدِ، وَهُوَ القِمَارُ بِعَيْنِهِ، فِي خُطُورَتِهِ، وَفِي تَدْمِيرِهِ لِأَمْوَالِ الإِنْسَانِ وَنَفْسِيَّتِهِ، وَفِي آثَارِهِ بَالِغَةِ الخُطُورَةِ الَّتِي تُدَاعِبُ حُلْمَ الشَّابِّ بِالثَّرَاءِ السَّرِيعِ، فَيَنْدَفِع وَيَنْحَرِف، وَيَنْتَهِي الحَالُ بِهَذِهِ المقَامَرَةِ أَنْ تَدْفَعَ أَحَدَهُمْ أَنْ يَبِيعَ مَنْزِلَهُ، وَتَدْفَعَ أَحَدَهُمْ لِسَرِقَةِ مُجَوْهَرَاتِ أُسْرَتِهِ، وَأَحَدُهُمْ تُحَاصِرُهُ خَسَائِرُ هَذَا القِمَارِ الإِلِكْتِرُونِيِّ الملْعُون، وَتُثْقِلُهُ الضُّغُوطُ وَالابْتِزَازُ فَيَنْتَحِر، مَعَ دُيُونٍ وَإِفْلَاسٍ وَكَوَارِثَ أُخْرَى.
أَلَا إِنَّ القِمَارَ بِكُلِّ صُوَرِهِ حَرَامٌ، المادِّيُّ وَالإِلِكْتِرُونِيُّ سَوَاءٌ، فَحَذِّرُوا مِنْهُ كُلَّ مَنْ تَعْرِفُونَ وَتُحِبُّونَ.
اللَّهُمَّ احْفَظْ بِلَادَنَا وَشَبَابَنَا وَأَفِضْ عَلَيْنَا الأَمَانِ وَالمَحَبَّةِ وَالرَّخَاء.
الأوقاف تفتتح 13 مسجدًا غدا الجمعةوتفتتح وزارة الأوقاف، غدا الجمعة، 13 مسجدًا، في المديريات التالية:
- مديرية أوقاف سوهاج: تم إحلال وتجديد مسجد الرحمة، عزبة الحيط، قرية القرعان، مركز جرجا.
- مديرية أوقاف قنا: تم إحلال وتجديد مسجد آل بريك، قرية الحاج سلام، مركز فرشوط، وصيانة وتطوير مسجد الفتح، شرق سمهود، مركز أبو تشت، ومسجد الوهاب، نجع غانم، العركي، مركز فرشوط، ومسجد الرحمن البحري، بلاد المال قبلي، مركز أبو تشت، ومسجد الشهيد صالح، القناوية، مركز نجع حمادي، ومسجد مرفق مياه ك 6، بندر قنا.
مسجد عمر بن الخطاب- مديرية أوقاف الجيزة: تم إحلال وتجديد مسجد عمر بن الخطاب، بجوار مستشفى الزهراء، مركز ومدينة العياط.
- مديرية أوقاف الشرقية: تم إحلال وتجديد مسجد الزهراء، صان الحجر.
- مديرية أوقاف الفيوم: تم إحلال وتجديد مسجد الكاشف، قرية أبو جندير، مركز إطسا.
- مديرية أوقاف البحر الأحمر: تم صيانة وتطوير مسجد النور، الحي الحضري، مدينة مرسى علم.
مسجد الرحمة- مديرية أوقاف القاهرة: تم صيانة وتطوير مسجد القاضي يحيى زين الدين، شارع المحكمة، سوق العصر، بولاق أبو العلا.
- مديرية أوقاف أسيوط: تم صيانة وتطوير مسجد النصر، عزبة أولاد عبد الودود، قرية أمشول، مركز ديروط.
اقرأ أيضاًمشاركةً في «بناء الإنسان».. الأوقاف تعقد 35 ندوة بمراكز الثقافة الإسلامية بالمحافظات
الأوقاف تفتح باب التقدم للراغبين في الحج لعام 1446 هـ من العاملين بالوزارة
انعقاد برنامج «المنبر الثابت» الدعوي بين الأزهر والأوقاف في 1320 مسجدا