ساد جدل واسع في اليمن بشأن "جامع الصالح" في العاصمة صنعاء بعد نشر قيادي حوثي مقطع فيديو فيه إساءة إلى بيت الله ودعا إلى تحوليه إلى صالة تنس، والذي أثار استياء واسعا بين أوساط اليمنيين.

 

ويظهر القيادي الحوثي حسين الأملحي في الفيديو وهو يتحدث من داخل جامع الصالح بصنعاء بسخرية عن الجامع، حيث قال بأن الجامع لا منفعة منه، ودعا إلى تحويله إلى ملعب ومجاري للعاصمة صنعاء.

 

وغصت مواقع التواصل الاجتماعي في اليمن منهم من رد على القيادي الحوثي الأملحي بنشر صورة جامع الصالح على حساباتهم وانهالوا عليه دفاعاً عن المسجد كونه بيت من بيوت الله، فيما آخرون يرون أن الجامع من مال الشعب كون صالح كان فاسدا.

 

وتضمنت الحملة منشورات وصورًا تتناول القيمة الدينية والجمالية لجامع الرئيس "الصالح" في العاصمة المختطفة صنعاء واليمن بشكل عام.

 

كما تضمنت الحملة عرض صور جامع الصالح على بروفايلات الناشطين وصفحاتهم في مواقع التواصل الاجتماعي.

 

وحاولت جماعة الحوثي خلال السنوات الماضية تغيير اسم الجامع من جامع الصالح إلى جامع الشعب غير أنها فشلت في فرض ذلك على اليمنيين.

 

يعد جامع الصالح إنجازا معماريا فريدا يختزل جمال فنون العمارة اليمنية، كأكبر صرح معماري في المساجد اليمنية وأبرز المعالم الإسلامية.

 

يتسع الجامع لنحو 45 ألف مصل ويضم كلية علوم القرآن والدراسات الإسلامية، و25 فصلا للدراسات ومكتبات وقاعات اجتماعات ومتحفا ومصلى للنساء تأسس على نهج الوسطية والاعتدال.

 

يشغل جامع الصالح الذي استغرق بناؤه ثمانية أعوام وتكلف أكثر من مائة مليون دولار، مساحة قدرها 224 ألف و821 مترا مربعا ويتسع لنحو 45 ألف مصلٍّ في الداخل والخارج، ويستوعب موقف السيارات الخاص به 1900 سيارة، إلى جانب مساحات واسعة من الحدائق والممرات والأحزمة الخضراء.

 

وفي السياق علق زير الأوقاف في الحكومة الشرعية محمد عيضه شبيبه بالقول "سيظل هذا المسجد الشامخ هو مسجد الشهيد الصالح وسيبقى تحفة من عجائب البناء في الدنيا يذكر بحاكم يمني عربي مسلم ولو كره كهنة السلالة ".

 

 

الكاتب الصحفي، محمد العلائي قال "حالتكم صعبة، لأن الماضي القريب بأخباره ومعالمه المادية وآثاره يشهد عليكم ويذكركم بنقصكم، بينما ليس لكم في الحاضر شاهد".

 

وأضاف "لا خبر ولا أثر كبير -مادي أو معنوي- تتغلبون به على الضعف الذي يعتريكم أمام تاريخ من سبقكم".

 

 

وتابع العلائي قائلا: "في الحياة هناك طريقة وحيدة للحط من شأن عمل غيرك هي أن تأتي بعمل أعظم منه، وإلا ستكون أضحوكة".

 

الكاتب محمد دبوان المياحي قال إنهم لا يُسيئون للرئيس الراحل فحسب، ولا يدنِّسون جامع الصالح. إنّهم يشعرون بالغربة في مدينة كلّ ما فيها لا يتصل بهم. متوترون تجاه كل شيء ويرغبون بالنقمة حتى من كراسي السلطة التي يقعدون عليها. أسماء الشوارع تُذكرهم بأنّهم طارؤن على العاصمة وتبث الوحشة في صدورهم. شارع الزبيري، ميدان التحرير، ميدان السبعين، دار الرئاسة، كلّ الأسماء والأماكن توقظ اللعنة في نفوسهم الخائفة".

 

وأضاف "صنعاء أكبر منهم، ولئن امتلكوا قوة خشنة للسطو عليها؛ لكنهم لم يستطيعوا تجاوز ضآلتهم المعنوية أمامها. نجحوا في سرقة الكنز، لكن أرواحهم خائفة مما بين أيديهم، لا يشعرون بأنّ ما يملكونه حقّ لهم. ثراء الحكم لا يكفي ليمنحك طباع الملوك المعنوية، وسعة نفوسهم. ستقعد لتحكم، وحين تخرج للصلاة. سوف تنتابك مشاعر الضغينة من منارات الجامع. ستفقد خشوعك وتستيقظ كل الطباع الدنيئة في نفسك، صفات العبيد، جوهرك الأساسي، قبل أن تمنحك البندقية فسحة للتجول في القصور وفرض سلطانك القهري على الناس".

 

وتابع "تحتاج أيّ سلطة حاكمة، لقوة معنوية عالية، ميراث من التقاليد الراسخة، مزيج من النبل والنزوع التلقائي للترفع عن الصغائر؛ كي تنجح في ممارسة هيمنتها. حتى دونما حاجتها لتوصية أفرادها بضرورة التهذيب، فالسلطة تشيع لدى حاشيتها شيء من لياقة الكبار؛ لكن سلطة الجماعة، تكشف عن فقدانها لأي صفات المهابة. تفضح نفسها بعفوية. وتؤكد باستمرار، أنّ الفجوة بين الصورة الخارجية للحاكم وحقيقته الباطنية مهولة. إذ لا يكفي أن تأمر؛ كي تكون جديرا بالعظمة. فكل ما فيك يذكرنا بأن سلطتك منتحلة وأصالتك مزيفة، ويا لها خلاصة مخزية".

 

 

وأردف "الأملحي ليس ناشط بغيض الملمح ومنفلت اللسان. هو تعبير محدود عن سلطة كاملة لها نفس الجوهر السافل. سلالة قفزت نحو المقاعد العليا في البلاد وما تزال تحتفظ بعقلها البدائي. عقل جاهز للعبث بأكثر الأمور قداسة والتعامل معها بذهن المهرج المتحرر من أي مسؤولية أو احترام للذات".

 

وأستدرك المياحي بالقول "ففي النهاية ليس ثمة فارق كبير بين طباع المشاط وهزلية الأملحي. كلاهما تعبيران صادمان، عن واحدة من أكثر فترات التاريخ انحطاطًا. الأملحي عنوان عريض، يقول لنا : السلالة تحكم صنعاء، إنها خطيئتكم الأزلية وعاركم الكبير أيها اليمنيون في كل مكان".


الباحث مصطفى ناجي الجبزي، علق بالقول "ما فيش افضل من اثارة جدل حول جامع الصالح لطمس جريمة حفرة رداع".

 

 

كذلك الباحث عاتق جارالله الملجمي يرى أن الموقف السلبي لجماعة الحوثيين ليس تجاه جامع الصالح بذاته بقدر ما هو موقف تجاه كل ما صنعه اليمنيون في ظل الجمهورية من عام 62 وحتى الآن".

 

وأضاف: قد يقول البعض هذا موقف شخصي طيب لو قال ذلك عن قبر حسين الحوثي؟

 

 

من وجهة نظر أخرى قالت الناشط اليمنية الحائزة على جائزة نوبل للسلام، توكل كرمان "الأرض مغتصبة والفلوس مسروقة".

 

 

وأضافت "نسميه إذاً جامع الحرام، أو جامع (...)"، حد قولها.

 

رضوان مسعود رئيس اتحاد طلاب اليمن في جامعة صنعاء اقترح تغيير اسمه إلى (جامع الشهيد/ علي عبد الله صالح)، ليخلد التاريخ جريمة استشهاده على يد خرافة الولاية السلالية، أو ممكن يعدل الاسم إلى (جامع الشهيد الصالح)

 

 

الكاتب الصحفي وليد البكس قال "الناس الآن مضطرة تدافع عن جامع الصالح، الذي صاحبه اصلا سلم لهم مفاتيح صنعاء بكلها".

 

 

في حين قال الكاتب يحيى الثلايا "جامع الصالح .. هكذا كان اسمه ولا زال وسيظل باذن الله ما دام قائما".

 

وأضاف "هو تحفة معمارية فريدة ومعلما من معالم صنعاء التي لن تستطيعوا ابتلاعها ... ، متابعا :ما يناقشه اليمنيون ويفكرون به جديا هي أمور أخرى".

 

 

وقال "جامع الرسي في صعدة بني على أنقاض قصر حميري في صعدة، ولأنه لا تجوز الصلاة في مكان أو مال مغصوب فسوف نبني مكانه مركزا ثقافيا وقاعة للبرع الرازحي، أما قبة المتوكل في صنعاء، سيجعل الشعب منها حمامات عامة وبخارية وتكون هذه الحمامات بديلا عن التي أقمتموها بعد ازالة دبابة مارد الثورة في ميدان التحرير".

 

وأردف "وتتحول كل قباب أئمتكم اللصوص إلى حمامات بخارية للفقراء الذين حرموا بسببكم من النظافة والعافية".

 

الإعلامي فيصل الشبيبي كتب "يُسمّون أنفسهم (مسيرة قرآنية) وهم أبعد الناس عن القرآن والأخلاق".

 

 

وقال "ما ينطق به هذا النكرة (الأملحي) ينطق به أيضًا عبد الملك الحوثي، فهذه هي حقيقتهم وهذه هي أخلاقهم".

 

وأردف "ستزولون أيتها النكرات والعاهات التي ابتليت بها اليمن، وسيبقى جامع الصالح شامخًا حتى الأزل".

 

 

 

 


المصدر: الموقع بوست

كلمات دلالية: اليمن صنعاء جامع الصالح الحوثي حقوق جامع الصالح

إقرأ أيضاً:

11 عاماً مأساوية على اليمن بسبب الانقلاب «الحوثي»

عبد الله أبوضيف (القاهرة)

أخبار ذات صلة الإمارات.. مواقف صلبة تعزز استقرار المنطقة انتهاكات «الحوثي» محاولة خبيثة لنشر الفوضى

ارتكبت جماعة الحوثي جرائم مروعة، هددت الأمن والسلم الإقليميين، من أبرزها محاولة استهداف منشآت مدنية في دولة الإمارات، وتهديدات للمملكة العربية السعودية والممر الملاحي في البحر الأحمر.
وأشعلت الجماعة الحرب في اليمن منذ العام 2014، وأدخلت البلاد في أزمات معقدة ألحقت بها أضراراً جسيمة، وأثرت بشكل واسع وكبير على استقرارها، بل وأثرت تداعيات الأزمة على استقرار وأمن المنطقة، وبدأت الأزمة بانقلاب جماعة الحوثي على الحكومة الشرعية.
وسرعان ما تطور الأمر إلى عمليات عسكرية لوقف أعمال «الجماعة»، شملت أطرافاً محلية وإقليمية ودولية، وخلقت حالة من عدم الاستقرار.
 ويعكس الصراع في اليمن الكثير من التعقيدات، وتسبب في إحدى أكثر الأزمات الإنسانية إيلاماً في القرن الحادي والعشرين.
توترات جيوسياسية
وترى الباحثة السياسية، نورهان شرارة، لـ «الاتحاد» أن هجمات «الحوثي» على منشآت مدنية في دولة الإمارات في عام 2022 كانت عاملاً أساسياً في زيادة حالة عدم الاستقرار بالمنطقة، وتسببت في حالة من التوترات الجيوسياسية بالإقليم.
 وازدادت تأثيرات الأزمة اليمنية إقليمياً بسبب هجمات الحوثي على الممر الملاحي بالبحر الأحمر، كما تقول الباحثة السياسية إن «تحركات الحوثيين وتوسع استهدافاتهم لتتخطى حدود اليمن دفع دولاً غربية للتدخل، مثلما فعلت الولايات المتحدة بالدفع العسكري من خلال عملياتها ضد الجماعة في البحر الأحمر، أو سياسياً من خلال دعم جهود مواجهة جرائمها».
وأوضحت شرارة أن استمرار الأزمة اليمنية يمثل عائقاً كبيراً أمام الاستقرار في المنطقة، وعدم وجود حل سياسي للصراع الذي تشعله جماعة الحوثي، وتصر عليه يقضي على جهود السلام، كما يمكن معه أن يتسبب في مزيد من المواجهات العسكرية المباشرة.
خسائر اقتصادية 
وتسببت الأحداث الإجرامية لجماعة الحوثي في تأثيرات اقتصادية إقليمية، خاصة بعد الهجمات على منشآت النفط في السعودية ومنشآت حيوية أخرى، والذي أثر بشكل مباشر على أسواق النفط العالمية، وأدى لاضطرابات في الإمدادات.
كما أجل الانقلاب الحوثي خطط التنمية الاقتصادية في اليمن، حيث إن العمليات العسكرية للحوثيين تستهلك الموارد وتعرقل نشاط الاستثمار والتجارة.
واصطنعت هجمات جماعة الحوثي على الممر الملاحي بالبحر الأحمر أزمة اقتصادية، وأضرت بمصالح عشرات الدول، وحسب بحث نشرته مؤسسة «الدفاع عن الديمقراطيات الأميركية»، فإن حوالي 12% من التجارة السنوية عالمياً، وهو ما يقدر بنحو تريليون دولار تمر عبر السفن بالبحر الأحمر.
وأشار التقرير إلى انخفاض بنسبة 90% في شحن الحاويات عبر البحر الأحمر نتيجة هجمات الحوثي الإرهابية.
وتأثرت أكثر من 50 دولة اقتصادياً بتلك الهجمات نتيجة عرقلة التجارة، وتعرضت مئات شركات الشحن لخسائر فادحة بسبب تحويل مسار السفن لتدور حول أفريقيا عن طريق رأس الرجاء الصالح بدلاً من قناة السويس، خوفاً من التعرض للهجمات الحوثية في البحر الأحمر.
تأثيرات إنسانية
وألحقت الأزمة اليمنية أضراراً بالغة بالمجتمع اليمني على المستويات الإنسانية والاجتماعية، فقد شرعت جماعة الحوثي في تدمير البنية التحتية للبلاد، بما في ذلك المستشفيات والمدارس وشبكات الكهرباء والمياه، مما جعل ملايين اليمنيين في حاجة ماسة للمساعدات الإنسانية. ووفقاً لتقارير الأمم المتحدة فإن حوالي 80% من السكان في اليمن يحتاجون إلى مساعدات إنسانية.
 ويقدر عدد القتلى بشكل مباشر أو تأثراً بالجوع والمرض بأكثر من 377 ألف شخص (في آخر إحصائية عام 2021)، بالإضافة إلى ملايين المصابين والمشردين والنازحين داخلياً.  وأدت جرائم الحوثي إلى تفشي الأوبئة مثل الكوليرا، إضافة إلى المجاعات التي أودت بحياة العديد من الأطفال والنساء، وتصعّب تلك الأزمات الإنسانية المتفاقمة من إعادة بناء الدولة اليمنية، وتزيد من تعقيدات الأوضاع. وشددت نائب منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية «أوتشا» في اليمن، إيمان الشنقيطي، على أن تأثيرات الأزمة اليمنية واسعة النطاق على المستوى الإنساني، وأثرت بشكل عميق على ملايين السكان، حيث تجاوز عدد النازحين داخلياً 4.5 مليون شخص يعيشون في ظروف صعبة وأحوال غير آمنة وغير مستقرة، في مخيمات مكتظة أو في الملاجئ المؤقتة. وقالت الشنقيطي لـ «الاتحاد» إن استمرار الأزمة يعني استمرار تلك الأوضاع في التدهور، خاصة بسبب غياب المأوى الملائم للسكان، وانعدام المياه النظيفة وانهيار منظومة الصرف الصحي، والافتقار إلى الخدمات الصحية والتعليمية، مما يعرض الفئات الأكثر ضعفاً، مثل النساء والأطفال والأشخاص ذوي الإعاقة، لمخاطر الحماية والاستغلال.

مقالات مشابهة

  • واشنطن تفرض عقوبات على بنك اليمن والكويت لعلاقته بمليشيا الحوثي
  • إعلام حوثي: غارات أمريكية تستهدف عمران شمال اليمن
  • 11 عاماً مأساوية على اليمن بسبب الانقلاب «الحوثي»
  • دعوات لإقامة نهائي كأس عالم 2030 في ملعب «كامب نو»
  • الحوثي يجدد عرضاً لصرف المرتبات في مناطق سيطرة التحالف بشروط(تفاصيل)
  • محمد علي الحوثي يقدم معادلة جديدة لصرف الرواتب ؟
  • في إطار الاحتفاء بعيد جمعة رجب.. قيادات وزارة التربية والتعليم يزورون الجامع الكبير بصنعاء
  • قيادات وزارة التربية والتعليم يزورون الجامع الكبير بصنعاء
  • مليشيا الحوثي تختطف شاباً من منزله جنوبي صنعاء
  • رئيس وزراء نيوزيلندا يزور جامع الشيخ زايد الكبير في أبوظبي