كشفت صحيفة "بوليتيكو" الأميركية، نقلا عن مسؤولي استخبارات غربيين، أن الصين "تساعد إيران دون قصد" في خنق حركة السفن في البحر الأحمر، مما يعوق تدفقات التجارة العالمية.

وحسب الصحيفة، يرجع هذا إلى مشتريات الصين "غير المشروعة" من النفط الإيراني، التي تمول بشكل غير مباشر سلسلة الهجمات التي يشنها المتمردون الحوثيون في البحر الأحمر، وكان لها تأثير مروع على حركة الشحن العالمية.

ويتدفق نحو 15 بالمئة من التجارة العالمية عبر الممر الذي يمتد من خليج عدن عبر البحر الأحمر وقناة السويس في مصر، ويربط بين آسيا وأوروبا.

أكبر مشتر للنفط الإيراني

وتشتري الصين حوالي 90 بالمئة من النفط الإيراني، بما في ذلك النفط الخام الذي يبيعه فيلق القدس، الذراع شبه العسكرية للحرس الثوري الإيراني، والمسؤول عن العمليات العسكرية الخارجية لطهران، وفق "بوليتيكو".

ونوهت الصحيفة بأن فيلق القدس "يقوم بتدريب وتمويل وكلاء إيران الإرهابيين في جميع أنحاء الشرق الأوسط، بما في ذلك حزب الله في لبنان والمتمردين الحوثيين في اليمن".

وقال أحد المسؤولين للصحيفة، إن الحوثيين "يهاجمون الطرق الدولية، والدولة الأولى التي تضررت منها هي الصين نفسها"، مشيرا إلى أنه "ليس متأكدا من أنهم يدركون ذلك".

ولم يستجب متحدث باسم الحكومة الصينية لطلب التعليق لصحيفة "بوليتكو".

"أباريق الشاي" و"أسطول الظل".. كيف تهرب الصين النفط الروسي والإيراني؟ تعتمد كلا من إيران وروسيا على عائدات النفط والتي تعتبر "شريان الحياة" للاقتصاديين الخاضعين لعقوبات غربية.

وحسب الصحيفة، فإن العقوبات الدولية على النظام الإيراني تركته يعاني من ضائقة مالية، مما دفعه إلى "منح فيلق القدس مخصصات سنوية من النفط لبيعها في الخارج، من خلال شبكة معقدة من الشركات"، لتتمكن إيران من "مواصلة تمويل وكلائها" الإرهابيين.

وتستمد الصين نحو 10 بالمئة من نفطها من إيران، حيث تمكنت الشركات الصينية من شراء النفط الخام بخصم كبير.

وأضافت بوليتيكو أنه "على الرغم من أن الحوثيين تعهدوا بعدم مهاجمة السفن الصينية، فإنهم أطلقوا عدة صواريخ في وقت سابق من هذا الأسبوع، على السفينة هوانغ بو المملوكة للصين".

وهاجمت ميليشيا الحوثي عشرات السفن في خليج عدن والبحر الأحمر منذ أكتوبر، مما أدى إلى انخفاض حركة المرور بنسبة 60 بالمئة، وفقا لمعهد كيل للاقتصاد العالمي.

ويدعي الحوثيون أنهم نفذوا الهجمات تضامنا مع الفلسطينيين في غزة، في أعقاب الحرب التي اندلعت في 7 أكتوبر بعد هجوم حماس على إسرائيل.

لكن الكثير من السفن التي هاجموها ليست إسرائيلية أو متجهة إلى إسرائيل.

وعززت الولايات المتحدة وبعض الدول الأوروبية وجودها في البحر الأحمر، لكن ذلك لم يكن كافيا لردع الهجمات، وفق "بوليتيكو".

ويقول مسؤولو الاستخبارات، حسب الصحيفة، إن الحوثيين "نفذوا الهجمات باستخدام طائرات بدون طيار وصواريخ زودتهم بها إيران".

غضب بلدان المحيط الهندي

ونتيجة للهجمات، اتجهت شركات الشحن الغربية الكبرى، مثل شركة ميرسك ومقرها الدنمارك، إلى تغيير مسار سفنها حول رأس الرجاء الصالح في إفريقيا، مما يضيف ما يصل إلى زمن الرحلة 14 يوما.

وعلى الرغم من أن اتخاذ الطريق الأطول لا يحدث فرقا كبيرا في التكاليف، بفضل ارتفاع رسوم عبور قناة السويس، فإن الوقت الإضافي يمكن أن يعطل سلاسل التوريد التي يعتمد عليها قطاع التصدير في الصين.

وقالت محللة السياسة التجارية في معهد كيل جوليان هينز:"التأثير الرئيسي هو قضاء وقت أطول في البحر. ومن المهم جدا بالنسبة للصين أن تعمل طرق التجارة العالمية دون انقطاع".

ووفق الصحيفة، فقد أثارت الهجمات غضب بلدان المحيط الهندي، بما في ذلك الهند وسريلانكا، معتبرة أنهما "تتحملان العبء الأكبر من اضطراب البحر الأحمر".

"غزة جاهزة للعمل".. نظرة على صادرات الأسلحة الإيرانية والمخاوف بشأنها كانت مشاركة إيران في معرض دولي للأسلحة في العاصمة القطرية، الدوحة، هذا الشهر، خطوة لافتة، كشفت عن مدى تطور منتجات إيران العسكرية ورغبتها في نفوذها الإقليمي

وفي مؤتمر حول التجارة عُقد في سريلانكا الشهر الماضي، واجهت إيران انتقادات حادة، حيث دعا بعض الممثلين عن المنظمة البحرية الدولية التابعة للأمم المتحدة، إلى اتخاذ إجراءات قانونية ضد طهران، وفقا لأشخاص مطلعين على الاجتماع، لم تسمهم "بوليتيكو".

واندلعت الحرب في غزة إثر هجمات حماس، المصنفة إرهابية في الولايات المتحدة ودول أخرى، والتي أسفرت عن مقتل نحو 1200 شخص في إسرائيل، معظمهم من المدنيين وبينهم نساء وأطفال، وفق السلطات الإسرائيلية.

في المقابل، قتل نحو 32 ألف شخص في قطاع غزة، أغلبهم نساء وأطفال، وفق السلطات الصحية في غزة، إثر العمليات العسكرية الإسرائيلية المدمرة، فيما نزح مئات الآلاف من منازلهم متجهين إلى جنوبي القطاع، في محاولة للنجاة.

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: فی البحر الأحمر

إقرأ أيضاً:

وزير خارجية إيران يتحدث عن توسع العدوان الإسرائيلي إلى سوريا

تحدث وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، اليوم السبت، عن توسع العدوان الإسرائيلي إلى الأراضي السورية، في أعقاب سقوط نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد.

وقال عراقجي في مقال نشرته صحيفة "الأخبار" اللبنانية: "اليوم تمتد دائرة هذه الجرائم البربرية، وتتوسع الوحشية الإسرائيلية إلى سوريا. ما يدفعني إلى أن أضيف أيضاً سؤالاً جديداً: من هو المسؤول عن اعتداء إسرائيل على أراضي بلد يعيش مخاض سقوط حكومة ونشوء دولة؟".

وتابع قائلا: "الإعراب عن الأسف والقلق يُعدّ من أبسط العبارات، وهو يُعدّ أحياناً من سفاسف الكلمات التي تُستخدم في آداب عدد من الدول المسؤولة عن تغيير مصير شعوب غرب آسيا"، وفق قوله.

ورأى أنه "توجد فرصة من أجل احترام آراء كل المكونات والاتجاهات الفكرية الموجودة في سوريا. وهناك تحديات ناجمة عن الاعتداءات الصهيونية، التي تدعمها أمريكا وحلفاؤهما الذين ارتكبوا أخطاء لا تغتفر".

وذكر الوزير الإيراني أنه "اليوم، يمر أكثر من 75 عاماً، حيث تبقى المقاومة، هي السبيل الوحيد المتاح أمام أبناء هذه المنطقة، لمواجهة الاعتداءات السافرة للكيان الصهيوني، وفي مواجهة الدعم العلني للدول التي تتنصل من المسؤولية عن الكوارث القائمة".



ولفت إلى أن "المقاومة تبلورت في أذهان الآباء والأمهات، وتجلت في السواعد القوية لأبناء المقاومة، وعُبّر عنها بأشكال مختلفة ومتنوعة. وظلت صورة المقاومة طوال هذه المدة، قائمة بحسب مقتضيات الزمان والقدرة والإمكانات، لكنها، بنت ثقافة نموذجها وفقاً لثلاثية أطفال الحجارة" كما رسمها الشاعر السوري نزار قباني.

وشدد على أن "سوريا تمر بامتحان صعب، وهناك تهديد ناجم عن تحركات التيارات الإرهابية كـ«القاعدة» و«داعش»، وهذا يزيد القلق في المنطقة، وهناك خشية من أن يجعل الإرهابيون سوريا حاضنة آمنة لهم".

وأردف قائلا: "من السذاجة بمكان، أن نتصور أنه بتغيير لون علم دولة سوف تتغير الرؤى والتطلعات الاجتماعية لذلك المجتمع. إن الشعب السوري يمثّله أولئك الشجعان، الذين سطّروا ملاحم المقاومة في حرب تشرين عام 1973. كما إن وجهة نظر أبناء سورية الأحرار في الدفاع عن القضية الفلسطينية، كانت سبباً أساسياً في تبدد آمال الأعداء، بانفصال سوريا عن جبهة المقاومة، رغم انضمام نظام الحكم العروبي البعثي السابق إلى صفوف المشاركين في مؤتمر مدريد".

واستكمل مقاله: "من وجهة نظري، أعتقد أنّ أحداث سوريا الأخيرة، يجب ألّا تؤدي إلى انتهاك السيادة، ولا الاعتداء على وحدة الأراضي وهزيمة نظام الحكم الوطني في هذه الدولة. وربما من المناسب، أن نأخذ بحكمة أدونيس، ودعوته مواطنيه إلى أن يتريثوا قبل صدور الحكم. لقد كان رأيه صائباً حين قال «إن الشعب السوري في كنه وجوده لا يرفض التغيير بل يرفض السلوك والأساليب التي تؤدي إلى نتائج تتنافى مع ذات التغيير".

وأكد أن "الأحداث الأخيرة تشكّل فرصة سانحة من أجل إظهار الاحترام لآراء كل المكونات القومية، واحترام كل الاتجاهات الفكرية الموجودة في سوريا".

مقالات مشابهة

  • المبعوث الأمريكي يكشف عن أهداف زيارته إلى جيبوتي.. السعي لصلاحيات أقوى لاعتراض شحنات الأسلحة المتجهة إلى الحوثيين
  • القوة التي لا تستسلم..!
  • وسائل إعلام الحوثيين: غارة جديدة تستهدف الحديدة غربي اليمن
  • العليمي يدعو لمضاعفة جهود تجفيف مصادر تمويل وتسليح الحوثيين
  • قائد الحرس الثوري الإيراني يتحدث عن "درس سوريا المرير"
  • على وقع هجمات الحوثيين.. تقرير غربي: البحر الأحمر أصبح ساحة للعلاقات العالمية المعقدة (ترجمة خاصة)
  • وزير خارجية إيران يتحدث عن توسع العدوان الإسرائيلي إلى سوريا
  • ترامب يدرس خيارات وقف البرنامج النووي الإيراني واعادة تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية أجنبية
  • تحليل أمريكي يحدد الخيارات العسكرية للتخلص من الحوثيين.. وهذا المسار الأفضل لإضعاف إيران بعد سوريا (ترجمة خاصة)
  • الرأي العام الإيراني يتساءل: ما مصير استثمارات إيران وديونها على سوريا؟