تابع العالم على اتساعه مشاهد متعددة خلال اليومين السابقين، الجنرالات وهم يخاطبون الشعب من عدة مناطق مختلفة، ورغم أن موضوعهم كان واحداً ، فإن المسافة بينهم وبين القوى السياسية التي أطلقت العنان لتخيلاتها على الميديا، كانت هي نفسها المسافة بين القدرة وبين العجز عن فعل شيء.

تصريحات صارمة ، قالها الجنرالات، فتحت أبواب التكهن عن مشهد الأيام القادمة على مصراعيها، رغم أنها خرجت في سياق يؤكد على أن الجنرالات لا يسقطون تحت وطأة الحدث.

، ولا ينزلقون إلى استنتاجات نهائية متسرعة. وإنهم يضعون المشهد في سياق التاريخ والجغرافيا معاً ، وأنهم يلتفتون ملياً إلى الروح العميقة في مسارح الأحداث بعيداً عن ترسانة الكراهيات وجاذبية الثأر.

وهو ما قطعه “كباشي” بحديثه حول قتال الجيش من أجل إحلال السلام، فواقع الحال يقول إن دحر التمرد، وتخليص البلاد من المشاريع الانتهازية، يصب في غاية أن يعيش السودانيين في سلام دائم مستقبلاً.

أكد “كباشي” على أن الجيش يرعى حركة المقاومة الشعبية، باعتبارها ثورة جماهيرية ضد العدوان، وان شباب المقاومة يعملون تحت مظلة القوات المسلحة السودانية، نافياً أن تكون حركة المقاومة تهدف إلى تمكين أجندة سياسية، وهي الحقيقة المجردة.

وكان القلق قد استبد بالتمرد و حلفاءه، حينما أطبق الجنرال “، أحمد إبراهيم مفضل” مدير المخابرات العامة، وهو يرتدي الزي العسكري على مساعي العدو التي تهدف إلى إحداث شرخ داخل المنظومة الأمنية والعسكرية ، و تأليب الشعب استناداً إلى روايات كاذبة مصدرها خونة تضج أضابير المخابرات بملفات عمالتهم المفضوحة.

مفضل” أكد على توجه الدولة بالقضاء على مليشيا الدعم السريع بكل أنحاء البلاد، وشدد على أن جميع من يحملون السلاح في الميدان يعملون تحت إمرة و مظلة القوات المسلحة.
ذكرني ظهور “مفضل” إلى قمة الأضواء، و الاحتفاء المفرط بخطابه الموجه لضباط وجنود “هيئة مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة”، وهو يرتدي الزي العسكري، تلك الحملات المدمرة ، التي نفذها عملاء الإمارات ضد جهاز أمن الدولة،ابان سلطتهم ، وتلك الأرقام الفلكية لاعداد الضباط المحالين للتقاعد بأوامر الناشطين أصحاب الثأرات الشخصية.

واذكر احتفاء البعض بطرد ضباط جهاز المخابرات من وظائفهم، وملاحقتهم جنائياً عبر أوامر قبض صدرت عن نيابات مسيسة، واتضح فيما بعد أن كل تلك المجازر كانت بتكليف مباشر من “حميدتي” وشقيقه، لتدمير جهاز مخابرات الدولة، تيقنت أن بعض الانتصارات تحمل في طياتها وعود انهيارها، خصوصاً حين يعجز صاحب القوة الهائلة حينها “حميدتي” عن فهم ما يدور في شرايين مسرح انتصاره.

كان “حميدتي” ينظر بعين الغبطة لتداعي جدار السودان المحكم “جهاز المخابرات العامة” ولكنه غاب عن عقله الصغير سراً، أن هذا الجدار يستمد قوته من تعاون الشعب السوداني الحر. وإنه ليس من عادة الجدر القوية أن تغيب من سداد مستحقات التصدي عن الوطن وإن تهالكت .

ولم يكن يعرف “حميدتي” إبان غيبوبة نفوذه المطلق، أن هناك رجال يعملون خلف الأضواء ، ولعون بالمهمات شبه المستحيلة وإدمان العيش على حواف الأخطار، يمتلكون قدرات استثنائية على كسر الأقفال وهتك الأسرار أتلفوا مشروعه، وسارعوا عائدين إلى عمق الدولة حيث مكانهم الطبيعي.

بعد أيام سيطفئ جنرالات الدولة الشمعة الثانية ل “العمليات العسكرية الخاصة” التي أطلقوها قبل أكثر من شهرين، ونتج عنها تحرير معظم أجزاء مدينة “أم درمان “، تلك العمليات التي تهدف لتصحيح التاريخ والجغرافيا معاً، وقريباً سيرسلون الجيش السوداني لمطاردة “التتار” على أرض الجزيرة .
محبتي واحترامي

رشان أوشي

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

الشيباني: تسليم الليبيين للأجانب “جريمة لا تسقط بالتقادم”

⚖️ طرابلس | الشيباني: تسليم الليبيين للأجانب “جريمة لا تسقط بالتقادم” وإهانة للدولة

ليبيا – اعتبر عضو مجلس النواب جاب الله الشيباني أن تسليم المواطنين الليبيين إلى دول أجنبية، أو اغتيالهم، أو التضييق عليهم بناء على أوامر خارجية، يمثل سقوطًا أخلاقيًا وقانونيًا خطيرًا لا يمكن قبوله.

???? جريمة لن تُنسى وستُحاسب ⚠️
الشيباني قال في منشور عبر صفحته على “فيسبوك”، إن مثل هذه الأفعال تُعد جريمة لا تسقط بالتقادم في حق الليبيين، مشددًا على أن من ارتكبها “سيُسجل اسمه في صفحات سوداء، وسيطاله العقاب عندما تستعيد الدولة سيادتها”.

???? الدول التي تحترم نفسها لا تسلّم مواطنيها ????
وأضاف الشيباني: “كل الشعوب المتحضرة تعتبر الاعتداء على أي مواطن اعتداءً على الدولة بأكملها، وتحافظ على رموزها وثقافتها وتراثها، وهذه هي الدول التي تحترم نفسها”.

???? رسالة ضمنية ضد تسليم أبوعجيلة المريمي ????????
المنشور يأتي في ظل انتقادات متصاعدة لمواقف حكومة الدبيبة بشأن تسليم المواطن أبوعجيلة المريمي للولايات المتحدة، في وقت تشهد فيه ليبيا جدلاً واسعاً بشأن السيادة الوطنية والتدخلات الخارجية.

مقالات مشابهة

  • الشيباني: تسليم الليبيين للأجانب “جريمة لا تسقط بالتقادم”
  • بندقية البرهان اوجعت مدنيي المليشيا لأن فوهتها ابتلعت بندقية “دقلو”
  • “وول ستريت جورنال”: الجيش الأمريكي يطلق أكبر عملية إعادة هيكلة له منذ الحرب الباردة
  • البرهان.. حديث “البندقية و”اللساتك”
  • تاريخ يعيد نفسه… أوروبا تلبس ثوب “الرجل المريض” الذي خاطته للعثمانيين
  • في بيان أصدرته: “الدعم السريع” تمنح الجيش والمشتركة فرصة الخروج الآمن من الفاشر
  • أمن الدولة تصدر أحكامًا بالسجن لعشرين عامًا في قضايا “دعم المقاومة”
  • طيران ناس يطلق النسخة الثانية من برنامج “عدسة ناسنا”… لتمكين الرحالة من صناعة المحتوى السياحي
  • رئيس الدولة يستقبل الداعمين والشركاء في مبادرة “صندوق البدايات” التي أطلقتها مؤسسة محمد بن زايد للأثر الإنساني
  • “غروندبرغ” يدعو لتحقيق شفاف في الغارة التي استهدفت مركز احتجاز بصعدة