أبوظبي - وام
شهد الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، المحاضرة الثالثة التي نظمها مجلس محمد بن زايد في موسمه الرمضاني الحالي بعنوان «رحلة إلى الذات: الارتقاء إلى مستوى التحديات واختيار السعادة».

الصورة


ألقى المحاضرة الدكتور خالد المنيف، مؤلف ومدرب متخصص في علم النفس وتطوير الذات من المملكة العربية السعودية، سلط خلالها الضوء على مجموعة من المفاهيم والأفكار التي من شأنها أن ترتقي بالإنسان وحياته حتى يصل إلى مرحلة النضج والوعي الحقيقي، ويتمتع بالسعادة إضافة إلى الدروس والتجارب الشخصية التي مر بها المحاضر وشكلت رحلة حياته، بجانب المؤشرات الخمسة التي تدل على تحقيق النجاح الشخصي في الحياة.


وطرح المحاضر رؤيته لمفهوم السعادة ومرحلة النضج الفكري، موضحاً، أنها مرحلة تتسع فيها مدارك الإنسان وتتشكل لديه جملة من الخبرات والتجارب وكم من المواقف يتعامل معها بعقل وفكر واعٍ ما يقوده إلى أسباب السعادة في الحياة.

الصورة


وقال: إن أسباب السعادة تكمن في العديد من العوامل أهمها مدى قدرة الإنسان على إدراك النعم وشكرها وتقديرها، فكلما عظمت القدرة على الامتنان ازداد الفرد قوةً وصموداً وعطاء وبالتالي سعادة، بجانب التحلي بروح التفاؤل والإيجابية والمبادرة والسعي إلى تحقيق الأهداف، إضافة إلى الحرص على سلامة القلب التي هي سبب التوفيق والكلمة الطيبة في التعامل مع الآخرين، وعدم تعليق السعادة بأشخاص أو بما هو متغير.
وقدم الدكتور خالد المنيف، مجموعة من النصائح حول الصفات والقيم والأفكار التي ينبغي أن يغرسها الإنسان في ذهنه، ويؤمن بها من أجل المضي قدماً في الحياة وتحقيق ما تصبو إليه النفس، فذلك من شأنه أن يسهم في تغيير الحال نحو الأفضل وعيش حياة هانئة.

الصورة


وأشار المحاضر في هذا السياق إلى نموذج دولة الإمارات في الاهتمام ببناء فكر الإنسان والاهتمام بإسعاده منذ عهد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه». كما عُرض خلال المحاضرة «مقطع فيديو» شارك فيه عدد من المختصين وهم: مريم الهاشمي «مدربة حياة»، وجمال الشحي، كاتب وناشر، والدكتورة صالحة أفريدي، اختصاصية علم النفس السريريّ، الذين طرحوا رؤاهم تجاه موضوع السعادة وتطوير الذات.
وتبث المحاضرة التي أدارتها سارة محمد الباكري، نائب رئيس الموارد البشرية في شركة «تبريد» على قناتي الإمارات ومجلس محمد بن زايد على «اليوتيوب» يوم غد السبت في تمام الساعة الخامسة مساءً.

المصدر: صحيفة الخليج

كلمات دلالية: فيديوهات الشيخ سيف بن زايد آل نهيان فيديوهات مجلس محمد بن زايد بن زاید

إقرأ أيضاً:

لغز السعادة

السعادة لغز قديم، شغل الفلاسفة والمفكرين، وأرهق الباحثين عنها في كل زمان ومكان.
البعض يراها في النجاح، والبعض الآخر يظنها في المال، وهناك من يربطها بالحب، أو بالسفر، أو بتحقيق الأحلام. ومع ذلك، يمضي الكثيرون حياتهم في ملاحقتها دون أن يجدوها، كمن يطارد خيط دخان. والمفارقة أن هناك من يعيش ببساطة، لا يفكر كثيرًا في سرها، ومع ذلك يبدو سعيدًا بما لديه، كأنه وجد مفتاحًا خفيًا لم يدركه الآخرون. فما الذي يجعل بعض الناس سعداء رغم قسوة الظروف، بينما يبقى آخرون غارقين في التعاسة رغم أن الحياة قد منحتهم أكثر مما يحتاجون؟ الجواب لا يكمن فقط في الظروف، بل في طريقة فهم الإنسان لها، وفي الطريقة التي ينظر بها إلى الحياة ويتعامل مع تقلباتها.
يقول سينيكا: “السعادة ليست في امتلاك الأشياء، بل في التحرر من الحاجة إليها.” وهذه هي الحقيقة التي يغفل عنها كثيرون، فالتعلق المستمر بالماديات لا يولد سوى مزيد من الرغبات التي لا تنتهي، وكأن الإنسان يسير في سباق لا خط نهاية له. أما من أدرك أن ما لديه كافٍ، وأن القناعة ليست استسلامًا بل نوع من الذكاء، فقد عرف طريق السعادة دون الحاجة إلى الركض خلفها. ليس هذا إنكارًا لأهمية الطموح أو السعي نحو الأفضل، لكنه تأكيد على أن السعادة ليست مؤجلة لحين تحقيق شيء معين، وإنما هي حالة يمكن أن يعيشها الإنسان في كل لحظة، إذا امتلك الفهم الصحيح لمعناها.
أما فولتير، فقد قال: “السعادة ليست شيئًا جاهزًا، بل تأتي من الفهم الجيد للحياة والتصرف بحكمة.” وهذا يعيدنا إلى التساؤل: هل الوعي بالحياة شرط للسعادة؟ أم أن هناك من يعيش سعيدًا رغم أنه لا يفكر كثيرًا في معانيها؟ الحقيقة أن هناك نوعان من السعادة: سعادة تأتي من البساطة، وسعادة تأتي من الفهم العميق. الأولون يعيشون وفق إيقاع الحياة دون أن يرهقوا أنفسهم بأسئلة كبرى، يجدون الفرح في تفاصيل يومهم، ولا يضعون أنفسهم تحت ضغط البحث المستمر عن معنى لكل شيء. أما الآخرون، فيدركون أن السعادة لا تعني غياب المشكلات، بل القدرة على التعامل معها دون أن يفقدوا توازنهم. هذا النوع من السعادة أعمق وأطول عمرًا، لأنه لا يعتمد على الظروف الخارجية، بل على قدرة الإنسان على خلق حالته الخاصة من الرضا.
وهنا يبرز السؤال: هل الجهل نعمة حقًا؟ يعتقد البعض أن الأشخاص الذين لا يشغلون أنفسهم بالتفكير قد يكونون أكثر سعادة، لأنهم لا يرهقون عقولهم بتعقيدات الحياة. لكن هذه السعادة غالبًا ما تكون هشة، تنهار عند أول اختبار، لأنها لم تُبنَ على أساس متين. أما من أدرك طبيعة الدنيا وفهم قوانينها، وامتلك وعيًا متزنًا، فإنه يمتلك سعادة أعمق، لأنها لا تتأثر بالتغيرات العابرة، ولا تتبدد عند مواجهة الأزمات. الشخص الذي لا يشغل نفسه بالتفكير في المعنى الأعمق للحياة قد يشعر بالسعادة طالما أن الأمور تسير وفق ما يريد، لكنه عندما يواجه أزمة حقيقية، فإنه ينهار بسهولة، لأنه لم يكن مستعدًا نفسيًا أو فكريًا لمثل هذه اللحظات. بينما من يمتلك وعيًا ناضجًا بالحياة، يدرك أن التحديات جزء من الرحلة، وأن السعادة لا تعني غياب المشاكل، بل تعني امتلاك القدرة على التعامل معها دون أن يفقد اتزانه الداخلي.
السعادة الحقيقية لا تأتي من الهروب من الواقع أو إنكاره، بل من التكيف معه. هناك من يرى في كل مشكلة نهاية العالم، وهناك من يراها تحديًا يمكن تجاوزه. الفرق ليس في حجم المشكلة، بل في طريقة التفكير. كذلك، هناك من يعيش عمره يقارن نفسه بالآخرين، فلا يرى في حياته إلا ما ينقصه، بينما هناك من يدرك أن لكل إنسان رحلته الخاصة، وأن الانشغال بالذات أكثر نفعًا من الانشغال بالمقارنات التي لا تنتهي. البعض يظن أن الحصول على ما يمتلكه غيره سيمنحه السعادة، لكنه يكتشف لاحقًا أن المقارنة لا تقوده إلا إلى مزيد من السخط، وأن السعادة ليست فيما عند الآخرين، بل فيما يمكن أن يجده هو في حياته، إذا تعلم كيف يرى الجمال فيما لديه.
السعادة ليست هدفًا بعيدًا، بل أسلوب حياة. هي في التفاصيل الصغيرة التي يمر بها الإنسان دون أن ينتبه إليها، في لحظة رضا، في ابتسامة غير متكلفة، في بساطة العيش بعيدًا عن التعقيد. البعض يظنها كنزًا مخفيًا يجب البحث عنه، لكنها في الحقيقة قريبة، تحتاج فقط إلى عين ترى، وعقل يفهم، ووعي يعرف كيف يكون ممتنًا. السعادة ليست أن تكون حياتك مثالية، بل أن تعرف كيف تتعامل مع كل لحظة فيها، وتجد فيها شيئًا يستحق أن يُعاش. البعض يطاردها كما لو كانت غزالًا جامحًا، بينما هي جالسة بجواره، تنتظر منه فقط أن يراها.

مقالات مشابهة

  • شاهد| المحاضرة الرمضانية الثالثة للسيد عبدالملك بدرالدين الحوثي (فيديو)
  • نص المحاضرة الرمضانية الثالثة للسيد عبد الملك بدر الدين الحوثي 1446هـ
  • (نص) المحاضرة الرمضانية الثالثة للسيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي
  • (نص + فيديو) المحاضرة الرمضانية الثالثة للسيد القائد 1446هـ
  • بالفيديو.. هبة النجار: الصيام عبادة تهذب النفس وتحقق التقوى
  • لغز السعادة
  • مرايا الوحي.. حكايات المحاضرات الرمضانية للسيد القائد “المحاضرة الأولى”
  • نص المحاضرة الرمضانية الأولى للسيد عبد الملك بدر الدين الحوثي 1446هـ
  • مرايا الوحي: حكايات المحاضرات الرمضانية للسيد القائد المحاضرة الاولى
  • (نص) المحاضرة الرمضانية الأولى للسيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي