سودانايل:
2025-03-04@22:24:07 GMT

راجع موقفك يا ثائر

تاريخ النشر: 29th, March 2024 GMT

تأمُلات
كمال الهِدَي
يا ثائر أي تقارب لك مع جيش الكيزان تحت أي ظرف يستعصي عليه فهمه، فحتى لو جاءنا جيش جرار يقوده نتينياهو ذات نفسه فهذا لا يبرر تحولك الغريب في الموقف، فأي تفكير متعمق وبمعزل عن العواطف البليدة سيقودك للطريق الصحيح دون أن يراجعك في موقفك أي كائن، دع عنك أن يكون الخراب والدمار الحالي بسبب مليشيا هي من صنع هذا الجيش غير الوطني الذي لا يرى كبيراً سوى تنظيم الكيزان الذي هدم الدولة السودانية منذ عشرات السنين لمصلحة هذه الجماعة الضالة المُضلة التي لا تعرف سوى مصالحها.

وقبل أن تنجر وراء الشعارات الجوفاء من شاكلة " معركة الكرامة" عليك أن تعود بذاكرتك للوراء قليلاً وقت أن كانت كتائب الكيزان والجنجويد يضربون شيخاً، أو يهينون إمرأة سودانية، لتسأل نفسك: كيف لمثل هؤلاء أن يتحدثوا عن صون كرامتي كمواطن سوداني!! صحيح أن قحت ودكتور حمدوك إرتكبوا أخطاءً شنيعة كتبت عنها شخصياً وقتذاك عشرات المقالات، لكنك إن إفترضت أن ثورتك هي قحت وقحت هي ثورتك وبذلك تضع الوطن بين خياري إما أن تحكمه قحت أو يعود الكيزان بكامل عنجهيتهم وطغيانهم فلابد أن تراجع فهمك للأمور، لأن الثائر لا يفترض أن يكون بمثل هذه الهشاشة الفكرية. ولا مكان للعاطفة في أمور بهذا الحجم، لأنك لو فكرت بعاطفة فعليك أن تتذكر إخوتك عباس فرح وكشة ومحجوب التاج ودكتور بابكر الذين ضحوا بأرواحهم الغالية من أجل الحرية والسلام والعدالة وهو شعار يستحيل أن يحققه لك الكيزان الذين ألقوا بجثث الكثير من شبابنا في النيل... قبل أن تلقي بلومك على قحت وما فعلته في أعوام أقل من أصابع اليد، تذكر ما فعله بك وبوطنك وأهلك هؤلاء الكيزان على مدى أكثر من ثلاثة عقود. وحتي إن تجاوزت كل الماضي وتاريخهم الأسود كيف لك أن تغض الطرف عن ضابطهم العظيم الذي حضر إفطاراً لكتيبة البراء منذ يومين فقط وقال فيه أنه كُلف لحضور الإفطار.. فهل سألت نفسك عزيزي الثائر عمن كلفه!! ألا يؤكد ذلك أن التنظيم فوق الجيش عند هؤلاء القادة؟! تذكر أيضاً أن الضابط المعني قال أن هذه الحرب الهجين لا يخوضها إلا شباب دون الخامسة والثلاثين، يعني بالمختصر المفيد ليس هناك جيشاً لتقاتل معه عزيزي الثائر كما تتوهم، وكل ما في الأمر أنهم يسوقونك كما تُساق البهائم لحتفها عبر دعمك لمليشياتهم لكي يعودوا أكثر بطشاً وينتقموا من ثورة ديسمبر وليس من قحت أو غيرها كما يوهمونك..
البلد دي بلدنا كلنا وليست مناصفة بينهم وبين قحت، وما لم نكبر عقولنا ويكون لنا رأينا الخاص فيما يجري فيها فسنصبح بلا وطن، هذا إن لم نكن قد أضعنا فرص المحافظة على هذا الوطن أصلاً.
كمال الهِدَي

kamalalhidai@hotmail.com  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

الدور المصري الذي لا غنى عنه

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

كعادتها، لا تحتاج مصر إلى أن ترفع صوتها أو تستعرض قوتها، فهي تمارس نفوذها بصمت، ولكن بفعالية لا تخطئها عين. الدور المصري في تسليم الرهائن الإسرائيليين المحتجزين لدى حركة حماس لم يكن مجرد "وساطة"، بل كان بمثابة العمود الفقري لعملية التبادل بين الجانبين. القاهرة لم تكن مجرد ممر آمن للرهائن المفرج عنهم، بل كانت الضامن الأساسي لتنفيذ الاتفاق، بما تمتلكه من ثقل سياسي وعلاقات متشابكة مع كل الأطراف المعنية.

بحسب المعلومات، فإن الاتفاق تضمن تسليم قوائم الرهائن الإسرائيليين عبر الوسطاء، وعلى رأسهم الجانب المصري، الذي تكفل بنقلهم إلى الأراضي المصرية، حيث تسلمهم الصليب الأحمر الدولي قبل عبورهم إلى إسرائيل عبر معبر العوجا. وهذا السيناريو ليس جديدًا، بل هو امتداد لدور مصري تاريخي في هذا الملف، فلطالما كانت القاهرة لاعبًا لا يمكن تجاوزه في أي مفاوضات تتعلق بقطاع غزة.

ما يلفت الانتباه أن العلم المصري كان حاضرًا في مراسم التسليم في خان يونس، وهو ليس مجرد تفصيل بروتوكولي، بل رسالة واضحة بأن مصر هي ركيزة الاستقرار في المنطقة، وصاحبة اليد الطولى في هندسة التوازنات الدقيقة بين الفلسطينيين والإسرائيليين.

لكن رغم هذه الجهود، تظل الأوضاع متوترة على الأرض.. إسرائيل، كعادتها، تتعامل بمنطق القوة، مهددةً باستئناف العمليات العسكرية إذا لم تلتزم حماس بشروط التهدئة، فيما تشترط الأخيرة إدخال شاحنات المساعدات إلى شمال القطاع قبل الإفراج عن دفعات جديدة من الرهائن. وفي هذه المعادلة المعقدة، تتواصل جهود مصر وقطر لمنع انهيار الهدنة، وسط مراوغات إسرائيلية وابتزاز سياسي واضح.

القاهرة، التي تقود المشهد بهدوء، قدمت رؤية متكاملة للخروج من الأزمة، تبدأ بوقف إطلاق النار، مرورًا بتبادل الأسرى والرهائن، وانتهاءً بفتح ملف إعادة الإعمار. هذه المفاوضات الشاقة امتدت لأكثر من 15 شهرًا، وأسفرت في النهاية عن هذا الاتفاق.

وفيما تواصل إسرائيل محاولاتها للتمسك بمحور فيلادلفيا (صلاح الدين) حتى نهاية العام، تزداد المخاوف من أن تكون هذه مجرد خطوة ضمن مخطط أوسع للسيطرة على القطاع بالكامل. كل هذا يجري وسط تصعيد خطير في الضفة الغربية، حيث تسير إسرائيل على خطى ممنهجة لتعزيز احتلالها، غير عابئة بأي جهود دولية لإحلال السلام.

وسط هذا المشهد المعقد، يترقب الجميع القمة العربية الطارئة التى تُعقد اليوم بالقاهرة، فى انتظار الإعلان عن موقف عربي موحد وحاسم. أما الولايات المتحدة، فتمارس ازدواجية معتادة، حيث يتحدث ترامب عن أن قرار وقف إطلاق النار "شأن إسرائيلي"، وكأن الفلسطينيين ليسوا جزءًا من المعادلة!

ما هو واضح أن الأمور تتجه نحو مزيد من التعقيد، فالإسرائيليون لا يزالون يتعاملون بعقلية القوة الغاشمة، والفلسطينيون يدفعون الثمن، فيما يعمل العرب، وعلى رأسهم مصر، على أن يحافظوا على الحد الأدنى من الاستقرار وسط بحر هائج من الصراعات والمصالح المتضاربة. لكن إلى متى سيستمر هذا الوضع؟ هذا هو السؤال الذي لا يملك أحد الإجابة عليه حتى الآن فى ظل الدعم الأمريكى غير المحدود للعنجهية الإسرائيلية!

مقالات مشابهة

  • حين ينقلب الولاء لله ورسوله وأوليائه إلى عبودية للشيطان
  • هؤلاء ممنوعون تناول العرقسوس في رمضان
  • هؤلاء القادة غابوا عن القمة العربية الطارئة رغم تأجيلها.. تعرف عليهم (شاهد)
  • انطلاق القمة العربية الطارئة بخصوص غزة في مصر.. هؤلاء حضروا (شاهد)
  • الثائر الجيد هو الثائر الميت: التصفيات الجسدية كأداة لإعادة إنتاج الهيمنة في السودان
  • قطع لسانهم| سحر رامي تخرج عن شعورها وتنفعل على هؤلاء لهذا السبب
  • محمد الأشمر.. من هو الثائر السوري الذي تحدى الفرنسيين؟
  • بعد واقعة الإعلامية رضوي الشربيني.. عقوبات رادعة تواجه هؤلاء بسبب السب
  • الدور المصري الذي لا غنى عنه
  • تهدد نزاهة اللعبة.. كيما أسوان يطالب بمعاقبة هؤلاء.. ما السبب