دعوى في العدل الدولية ضد ألمانيا جراء الدعم العسكري للاحتلال.. سهّلت الإبادة
تاريخ النشر: 29th, March 2024 GMT
لحقت نيكاراغوا بركب جنوب إفريقيا في ملاحقة دولة الاحتلال أمام محكمة العدل الدولية، بعد قضيتها رفعتها على ألمانيا بسبب تصدرها قائمة الدولة المصدرة للسلاح للاحتلال.
وقال ستيفان تالمون، أستاذ القانون الدولي بجامعة بون الألمانية، إن محكمة العدل الدولية يمكن أن تتخذ قرارا بتقييد مبيعات السلاح الألماني إلى "إسرائيل" في إطار دعوى رفعتها نيكاراغوا ضد برلين أمام المحكمة.
وتلفت ألمانيا الانتباه باعتبارها الدولة التي تقدم أكبر دعم بالأسلحة في أوروبا لدولة الاحتلال، التي تُحاكم أمام محكمة العدل الدولية بتهمة "ارتكاب إبادة جماعية" في غزة، رغم الضغوط المتزايدة من جانب منظمات حقوق الإنسان.
ومن المقرر أن تعقد جلسة الاستماع الأولية للدعوى يومي 8 و9 نيسان/ إبريل المقبل؛ حيث تطالب نيكاراغوا محكمة العدل الدولية بأن تأمر ألمانيا بوقف دعمها العسكري للاحتلال.
وبحسب تقرير وزارة الاقتصاد وحماية المناخ الألمانية، فإن مبيعات البلاد من الأسلحة والمعدات العسكرية لدولة الاحتلال العام الماضي زادت 10 مرات مقارنة بعام 2022، لتصل إلى 326.5 مليون يورو.
ورفعت نيكاراغوا دعوى قضائية ضد ألمانيا في محكمة العدل الدولية بدعوى أنها "سهلت ارتكاب الإبادة الجماعية" من خلال دعم الحرب المدمرة الإسرائيلية على الفلسطينيين في قطاع غزة.
وقال تالمون إن موقف ألمانيا ودعمها "غير المشروط" تجاه "إسرائيل" مرتبط بالمحرقة أو ما يسمى بـ"الهولوكوست".
وأكد تالمون أن الحكومة الألمانية الحالية "ليست أول من يعلن أن أمن إسرائيل هو مسؤولية ألمانيا، فقد سبقتها في ذلك الحكومة السابقة أيضًا".
ولفت الأكاديمي الألماني إلى أن برلين "تشعر بنوع من المسؤولية تجاه أمن إسرائيل" بسبب المحرقة.
وأعرب عن اعتقاده بأن ألمانيا ارتكبت خطأ بمواصلة دعمها الكامل وغير المشروط لما يُوصف بـ"حق إسرائيل في الدفاع عن النفس".
وقال إن هذا الوضع "أضر بمصداقية ألمانيا" على الساحة الدولية، مبينا أن ألمانيا تتجنب انتقاد إسرائيل لأنها تعتبرها "حليفا وصديقا".
وأوضح تالمون أن بلاده لم تنتقد إسرائيل أبدًا بسبب ممارساتها، رغم التقارير العديدة الصادرة عن وكالات الأمم المتحدة ومنظمات المجتمع المدني حول الوضع المزري للفلسطينيين.
وذكر أنه "إذا ما نظرنا إلى العلاقات الشخصية، فإنه إذا كنت صديقًا جيدًا لشخص ما، فإنك تقول أحيانًا إن صديقك قد أخطأ، حتى أنك تنتقد صديقك الجيد إذا كنت تظن أنه أخطأ".
وشدد على أن ألمانيا يجب أن تنتقد علانية أخطاء إسرائيل في قطاع غزة على الرغم من تاريخها في المحرقة.
وأشار تالمون إلى أن أنباء القضية التي رفعتها نيكاراغوا ضد ألمانيا لم تنتشر على نطاق واسع داخل البلاد؛ "لهذا السبب، لا أعتقد أن هذه أصبحت قضية عامة لدى الرأي العام الألماني".
وقال إنه خلال جلسة الاستماع للدعوى، سيتم تحديد ما إذا كانت المحكمة تتمتع بالاختصاص القضائي في هذا الإطار ومقبولية القضية.
وتوقع أن تتحدث نيكاراغوا في الجلسة عن دعم ألمانيا الصريح لـ"إسرائيل" وتعليقها المؤقت لتمويل وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل لاجئي فلسطين في الشرق الأدنى (أونروا)، وبالطبع عن شحنات الأسلحة المرسلة من ألمانيا إلى إسرائيل.
ولفت تالمون إلى أن نيكاراغوا لديها اتهامات في إطار الدعوى بأن ألمانيا "لم تنتهك فقط اتفاقية الإبادة الجماعية، بل انتهكت أيضًا القانون الدولي الإنساني".
واستبعد الحقوقي الألماني أن تتخذ المحكمة قرارا بشأن إيقاف شحنات الأسلحة الألمانية إلى إسرائيل بشكل كامل ضمن نطاق التدابير الأولية.
وتابع: "يمكن أن تأمر المحكمة ألمانيا بعدم تزويد إسرائيل بأي أسلحة يمكن استخدامها في انتهاكات القانون الدولي الإنساني".
ورأى أن الصعوبة هنا هي أنه يتعين على نيكاراغوا أولاً أن تثبت أن ألمانيا زودت إسرائيل بالأسلحة المستخدمة في قطاع غزة.
وقال تالمون إن ألمانيا يمكن أن تدعي أمام المحكمة، أنها ليست على علم بأن الأسلحة التي باعتها للجانب الإسرائيلي تستخدم ضد المدنيين.
وذكر أن نيكاراغوا قد تحتاج إلى إثبات أن ألمانيا لديها معلومات حول الجهة التي استخدمت ضدها هذه الأسلحة.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية سياسة دولية نيكاراغوا العدل الدولية إسرائيل المانيا إسرائيل نيكاراغوا العدل الدولية المزيد في سياسة سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة محکمة العدل الدولیة أن ألمانیا
إقرأ أيضاً:
منع دخول المساعدات.. سلاح إسرائيل لمواصلة الإبادة الجماعية في غزة
◄ مسؤول أممي: كل الحلول المقدمة لإسرائيل حول إدخال المساعدات رُفضت
◄ استمرار فرض القيود على دخول المساعدات الإنسانية
◄ جيش الاحتلال يقصف سيارات حراسة المساعدات لخلق حالة من الفوضى
◄ فليتشر: غزة هي المكان الأخطر لتقديم الدعم الإنساني
◄ وكيل أمين "الأمم المتحدة": أصبح من المستحيل توصيل جزء بسيط من المساعدات
◄ الاحتلال يرفض أكثر من 100 طلب للوصول إلى شمال غزة
◄ دخول 12 شاحنة مساعدات فقط إلى شمال غزة خلال شهرين ونصف
◄ منظمة إنسانية تدق ناقوس الخطر بسبب تدهور الوضع في القطاع
الرؤية- غرفة الأخبار
لم تترك إسرائيل أي وسيلة تمكنها من مواصلة إبادة الشعب الفلسطيني في غزة إلا وأقدمت على تنفيذها، في محاولة للضغط على فصائل المقاومة للاستسلام أو لإجبار السكان على النزوح إلى الجنوب أو الإدلاء بأي معلومات تقودهم إلى تحرير الأسرى الإسرائيليين.
ومن بين هذه الوسائل حرب التجويع من خلال الحصار الخانق ومنع دخول المساعدات، خاصة إلى مناطق الشمال التي تتعرض لحملة عسكرية منذ الخامس من أكتوبر الماضي أدت إلى استشهاد الآلاف.
وتقول الأمم المتحدة إن إسرائيل تستخدم النظام الذي تفرضه على دخول المساعدات الإنسانية سلاحا في قطاع غزة.
وبحسب منظمة أوكسفام غير الحكومية، فإن 12 شاحنة مساعدات إنسانية فقط وزعت الغذاء والماء في شمال غزة خلال شهرين ونصف الشهر، داقّة ناقوس الخطر بشأن تدهور الوضع في القطاع الفلسطيني المحاصر.
وذكرت المنظمة: "تم توزيع 3 شاحنات على مدرسة لجأ إليها السكان، وعقب ذلك تم إخلاؤها وقصفها بعد ساعات قليلة".
وأشار جورجيوس بتروبولوس رئيس مكتب غزة الإقليمي لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "أوتشا"، إلى أن "إسرائيل مترددة في فتح نقاط عبور جديدة لزيادة المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، إذ إن قوافل المساعدات الإنسانية توجه إلى معبر كرم أبو سالم الحدودي، حيث تتعرض هناك لخطر النهب".
ولفت المسؤول الأممي إلى أن معظم عمليات النهب للمساعدات الإنسانية تتم في المناطق التي تسيطر عليها القوات الإسرائيلية، مضيفا: "مطالبنا بشأن إدخال المساعدات إلى غزة لم تتم تلبيتها، والمسؤولون الإسرائيليون يرفضون كل الحلول العملية التي نقدمها".
وبالأمس، أكدت الأمم المتحدة أن القيود التي تفرضها إسرائيل على دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة ما زالت مستمرة، في حين تعرضت شاحنة مساعدات للنهب بوسط القطاع، وذلك بعد قصف جيش الاحتلال الإسرائيلي سيارة حراسة كانت ترافقها.
وقالت المتحدثة المساعدة باسم الأمم المتحدة، ستيفاني تريمبلاي، إن المؤسسات التابعة للأمم المتحدة تحاول بشتى السبل إدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع، موضحة -في مؤتمر صحفي عقدته بمقر المنظمة في ولاية نيويورك الأميركية- أن قافلة مساعدات تابعة للأمم المتحدة تمكنت في 20 ديسمبر الجاري من الدخول إلى شمال غزة رغم القيود الإسرائيلية.
من جانبه، قال وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية توم فليتشر إن قطاع غزة حالياً المكان الأخطر لتقديم الدعم الإنساني، حيث أصبح من المستحيل تقريبا توصيل حتى جزء بسيط من المساعدات المطلوبة رغم الاحتياجات الإنسانية الهائلة.
وأوضح فليتشر، في بيان، أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي تواصل منع العاملين الإنسانيين من الوصول إلى المحتاجين في القطاع، "حيث تم رفض أكثر من 100 طلب للوصول إلى شمال غزة".
وقال إنَّ الحصار الإسرائيلي على شمال غزة "أثار شبح المجاعة"، في حين أن جنوب القطاع مكتظ للغاية "مما يخلق ظروفًا معيشية مروعة واحتياجات إنسانية أعظم مع حلول الشتاء".