لماذا وسّعت إسرائيل دائرة إستهدافاتها في لبنان وسوريا؟
تاريخ النشر: 29th, March 2024 GMT
خلال الأيّام الأخيرة الماضيّة، ارتكب العدوّ الإسرائيليّ 3 مجازر داخل لبنان، في بلدات الهباريّة والناقورة وطيرحرفا، إضافة إلى اتّباعه نهجاً تدميريّاً أكبر تجاه منازل وممتلكات المواطنين، بالتوازي مع التهديد بأنّ جيشه مستعدّ لعمل عسكريّ موسّع في العمق اللبنانيّ. ولم تكتفِ إسرائيل بقصف أهدافٍ في الجنوب، وإنّما عمدت إلى استهداف مراكز ومواقع في مناطق بعلبك، وسبق لها أنّ نفّذت عمليّات عسكريّة بطائرات مسيّرة في الضاحيّة الجنوبيّة لبيروت، كذلك، في جدرا الشوفية.
وتتعامل إسرائيل مع "حزب الله" من باب ضرب مواقعه التي تُشكّل تهديداً على أمنها، فزادت من وتيرة الإغتيالات في كافة المناطق اللبنانيّة، وبدأت باستهداف مراكز ليس فقط تابعة لـ"المقاومة الإسلاميّة"، وإنّما لحركة "أمل" و"الجماعة الإسلاميّة"، لأنّ الأخيرتين أصبحتا منخرطتين بشكل مباشر في المعارك في الجنوب، ضدّ جيش العدوّ.
وفي هذا السياق، يقول خبراء عسكريّون، إنّ إسرائيل مستمرّة بملاحقة أبرز القيادات الفلسطينيّة في لبنان، وهي ستقوم باغتيالها كلما سنحت الفرصة لها بذلك، وخصوصاً تلك التي خطّطت لهجوم "طوفان الأقصى". ويُشير الخبراء إلى أنّ تل أبيب أصبحت تستهدف كلّ من يُشكّل خطراً عليها، أكان من "حزب الله" أو من "حماس"، أو من غيرها من التنظيمات التي تُشارك في القتال ضدّها.
وتجدر الإشارة إلى أنّ وتيرة الغارات الإسرائيليّة على سوريا ارتفعت منذ بدء الحرب على غزة. ويلفت الخبراء العسكريّون في هذا الصدد، إلى أنّ إسرائيل تعمل على قصف شحنات الأسلحة التي تُنقل إلى لبنان، لقطع طريق الإمدادات عن "حزب الله"، الذي يقوم بإطلاق الصواريخ يوميّاً على المستوطنات القريبة من الجنوب، وفي الجولان، والحدّ من وصول وتدفّق الأسلحة إليه، وخصوصاً إذا توسّعت رقعة الحرب، وطالت المناطق اللبنانيّة كافة.
ويُتابع الخبراء أنّ الطائرات الإسرائيليّة تُكثّف أيضاً قصفها للمواقع التي يتوافد إليها مسؤولون في الحرس الثوريّ الإيرانيّ في سوريا، لأنّ هؤلاء هم فعليّاً من يُديرون المعارك مع تل أبيب، ويقفون خلف "حزب الله" و"حماس" والحوثيين والفصائل المواليّة لطهران في سوريا والعراق، ويُقدّمون لهم الخبرات العسكريّة والأهداف والمعلومات الإستخباراتيّة، كما الأسلحة بكافة أنواعها، وخصوصاً المسيّرات والصواريخ. من هنا، يوضح الخبراء أنّ العدوّ الإسرائيليّ يستهدف كلّ الأشخاص الذين يُعزّزون قدرات حركة المقاومة في المنطقة.
ويُضيف الخبراء أنّ إسرائيل فرضت على "حزب الله" ضمّ مناطق لبنانيّة جديدة ضمن "قواعد الإشتباك"، في بعلبك، كما في مختلف المدن والبلدات اللبنانيّة، التي يُمكن أنّ تجد فيها هدفاً مناسباً لها. في المقابل، استطاع "الحزب" من خلال قصفه المواقع العسكريّة التابعة للعدوّ في الجولاء المحتلّ، أنّ يُوسّع من رقعة إستهدافاته، وأنّ يضع معادلة جديدة في الصراع القائم بينه وبين الجيش الإسرائيليّ.
ويقول الخبراء العسكريّون إنّ المعارك بين "حزب الله" وإسرائيل خرجت عن السطيرة، ولم تعدّ مرتبطة بمنطقة الجنوب اللبنانيّ، ووصلت إلى البقاع، لتوجيه رسالة إلى قيادة "الحزب"، من أنّ تل أبيب قادرة على ضرب بيئته الشيعيّة في مختلف الأراضي اللبنانيّة، وخصوصاً تلك التي تُعتبر خزاناً ليس فقط بشريّاً لـ"المقاومة"، وإنّما حيث يتمّ تخبئة الأسلحة والمواد الغذائيّة، إضافة إلى أنّ البقاع هو صلة الوصل بين سوريا ولبنان، وطريق الإمدادات الرئيسيّ لـ"الحزب" بالأعتدة العسكريّة وبالغذاء والمحروقات.
ويُضيف الخبراء أنّ ما تقوم به إسرائيل مُؤشّر على رغبتها بإضعاف قدرات "حزب الله" وضرب بيئته الشيعيّة وتهجير مناصريه واستهداف المراكز التجاريّة والمزروعات والقطاعات الإنتاجيّة والإقتصاديّة التابعة له، فهي تتحضّر لخوض حربٍ الآن، أو في المستقبل القريب، لأنّها مستمرّة بحربها على "حماس" حتّى النهاية، ولا يبدو أنّها ستتقيّد بقرار مجلس الأمن الأخير الذي يدعوها إلى وقف إطلاق النار، وهي تُريد أنّ تتخلّص من خطر الفلسطينيين في غزة، كما من "الحزب" قرب حدودها مع لبنان. المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: الخبراء أن اللبنانی ة حزب الله إلى أن التی ت
إقرأ أيضاً:
إسرائيل تعلن قصف معابر بين سوريا ولبنان
أعلن الجيش الإسرائيلي، فجر الجمعة، أنه قصف معابر بين سوريا ولبنان، قال إن حزب الله يستخدمها.
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي على منصة "إكس"، إن طائرات حربية إسرائيلية "أغارت على محاور نقل على الحدود السورية اللبنانية، يستخدمها حزب الله في محاولة لنقل وسائل قتالية إلى داخل لبنان".
وأضاف أن "هذه المحاولات تشكل خرقا فاضحا لتفاهمات وقف إطلاق النار بين إسرائيل ولبنان"، مؤكدا أن الجيش "سيواصل العمل لإزالة أي تهديد على دولة إسرائيل وسيمنع أي محاولة تموضع لحزب الله".
وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان قال إن "قصفا إسرائيليا استهدف المعابر غير الشرعية بين سوريا ولبنان في وادي خالد وريف حمص الغربي، وأوقع عددا من الجرحى".
وأضاف أن "طائرات إسرائيلية شنت غارات على المنطقة الحدودية بين سوريا ولبنان، واستهدفت الغارات جسر معبر الواويات" في بلدة وادي خالد شمالي لبنان، مما أدى إلى "خروجه عن الخدمة".
وأشار الى أن "الاستهداف جاء بعد رصد رتل سيارات للتهريب من سوريا باتجاه لبنان"، وقد "أدى لسقوط جرحى" لم يحدد عددهم.
وبحسب مدير المرصد رامي عبد الرحمن، فإن الغارات أوقعت "أضرارا مادية جسيمة في المباني والآليات" في المواقع المستهدفة.
كما ذكرت وكالة الوطنية للإعلام الرسمية في لبنان، أن طائرات تابعة لسلاح الجو الإسرائيلي "تحلق على علو مخفوض فوق مدينة الهرمل وقرى البقاع الشمالي" في شرق لبنان قرب الحدود مع سوريا.
وقبل 10 أيام أعلن الجيش الإسرائيلي أنه شن غارة جوية استهدفت نفقا على الحدود بين سوريا ولبنان، قال إن حزب الله المدعوم من إيران يستخدمه لتهريب أسلحة.
وفي 27 نوفمبر، دخلت هدنة هشة بين إسرائيل وحزب الله حيز التنفيذ بعد مواجهات حدودية استمرت بين الطرفين أكثر من عام وتحولت في آخر شهرين منها إلى حرب مفتوحة خلفت نحو 4 آلاف قتيل في لبنان ودمرت معاقل لحزب الله.
وفي خضم وقف إطلاق النار في لبنان، نفذ الجيش الإسرائيلي عدة غارات قال إن الهدف منها منع تهريب الأسلحة إلى حزب الله اللبناني.
كما دمرت غارات إسرائيلية معظم قدرات الجيش السوري، في أعقاب سقوط نظام الأسد في ديسمبر من العام الماضي.