أسواق "أبا السعود".. نافذة أهالي نجران على ذكريات الماضي الجميل
تاريخ النشر: 29th, March 2024 GMT
ترتبط الأسواق الشعبية في حي "أبا السعود" التاريخي بمدينة نجران، في ذاكرة الأهالي خلال شهر رمضان المبارك والأعياد والمناسبات في كل عام، للاستدلال على الماضي الجميل بكل تفاصيله.
وتتاح الخيارات أمام المرتادين والمتسوقين لاقتناء المنتجات التراثية والصناعات المحلية من الأواني المنزلية والملابس الشعبية.
أخبار متعلقة طقس الجمعة.. أمطار رعدية متوسطة إلى غزيرة على معظم المناطق"الشؤون الإسلامية".. 36139 منشطًا دعويًا خلال النصف الأول من رمضانفن العمارة والبناء
ويمثل حي "أبا السعود" التاريخي مركز المدينة القديم، إذ أُنشئ فيه قصر الإمارة التاريخي عام 1363ه، الذي يقف اليوم شاهدًا على تاريخها وثقافتها وما تتميز به من فن العمارة والبناء، وتنتشر حوله الأسواق الشعبية التي تحكي زواياها تاريخ نجران العريق وموروثها الشعبي.
ففي كل سوق توجد حرفة يدوية مثل الصناعات الجلدية والخشبية والمنسوجات، ويشاهد الزائر العديد من الدكاكين على جوانب ممرات طويلة تتنوع فيها الصناعات والمنتجات التراثية التي تلقى رواجًا كبيرًا خلال شهر رمضان المبارك من كل عام.
المنتجات الأثرية والتراثية
وتتنوع السلع المنتجات الأثرية والتراثية المصنعة محليًا في الأسواق الشعبية بحي "أبا السعود".
فبرزت "الصناعات الفخرية والحجرية"، التي تشمل منتجات الحجر الصابوني والفخار، ومن أشهرها أواني الطبخ "البرمة" و"التنور" و"المدهن"، وأدوات الشرب الفخارية ك"الزير" و" الجرة، التي تلقى رواجًا كبيرًا بين أهالي وزوار المنطقة.
إضافة إلى سوق "الجنابي والحناجر"، التي تمثل أهمية كبيرة بوصفها زيًا تقليدًا لأهالي المنطقة في المناسبات والأعياد، وذات قيمة كبيرة لتقديمها كهدية للأصدقاء.
كما تضم تلك الأسواق الواقعة بالقرب من قصر الإمارة التاريخي، محال بيع المنتجات الجلدية المصنعة من جلود البقر والجمال والغنم والماعز بعد دباغتها وتجهيزها.
ومن أبرز تلك الصناعات التي ما زال الناس يقبلون على شرائها إلى اليوم، "الميزب" وهو عبارة عن أداة لحمل الرضيع، و"المسبت" وهو حزام من الجلد يحيط بالخصر، و"القطف" وهو جراب صغير لحفظ القهوة، و"المشراب" وهو وعاء من الجلد لحفظ الماء.
وكذلك محال لبيع الصناعات الخشبية والنسيج والحلي والفضة.
سوق النساء
ويعد سوق النساء الواقع بجوار قصر الإمارة التاريخي من أقدم الأسواق النسائية بالمنطقة، التي تلبي احتياجات المرأة من الملابس والزينة والعطور والتجميل والعناية بالبشرة.
وتمارس النساء فيه البيع والشراء منذ القدم، وما زلن إلى الوقت الحاضر عبر دكاكينهم المعروفة والمشهورة لزوار ومرتادي السوق.
وأكد البائع في محال التراث والمنتجات الحجرية مهدي بن عبدالله، أن الأسواق الشعبية والتراثية تشهد إقبالا كبيرا من الأهالي والزوار، لشراء احتياجاتهم من تلك الأسواق، خاصة في شهر رمضان المبارك.
فيما تشهد بشكل دائم توافد العديد من الزوار من داخل المنطقة وخارجها، لشراء بعض المقتنيات القديمة من الحرف اليدوية التي تشتهر بها المنطقة، التي تعد إرثًا تاريخيًا لأبناء المنطقة.
المصدر: صحيفة اليوم
كلمات دلالية: واس نجران أخبار السعودية الأسواق الشعبية الأسواق الشعبیة article img ratio
إقرأ أيضاً:
هل تقلل الأسواق المالية من خطورة الحرب التجارية التي أشعلها ترامب؟
تشير تقارير اقتصادية حديثة إلى أن الأسواق المالية قد تقلل من خطورة الحرب التجارية التي أشعلها الرئيس الأميركي دونالد ترامب وسط حالة من التفاؤل الحذر في أسواق وول ستريت.
ورغم أن المكسيك وكندا حصلتا على تأجيل لمدة شهر قبل فرض تعريفات بنسبة 25%، فإن هذه الهدنة قد تزيد من حالة التراخي وعدم الاستعداد لاحتمال اندلاع حرب تجارية شاملة، وفقًا لتقرير نشرته صحيفة وول ستريت جورنال.
تفاؤل الأسواق وثقة مبالغ فيهاوعلى الرغم من المخاوف المتزايدة من حرب تجارية عالمية، فإن الأسواق المالية لم تشهد تقلبات حادة بعد إعلان ترامب عن تعريفاته الجديدة. فقد سجل مؤشر ستاندرد آند بورز 500 أمس الاثنين انخفاضا بنسبة 0.8%، في حين تراجع مؤشر الأسهم الأوروبية ستوكس 600 بنسبة 0.9%، لكن التأثير ظل محدودًا.
وتشير البيانات إلى أن أسهم الشركات المتأثرة مباشرة بالتعريفات، مثل فورد وجنرال موتورز -التي تصنّع سياراتها في المكسيك قبل بيعها في الولايات المتحدة-، لم تنخفض بشكل كبير، في حين استعاد الدولار الكندي والبيزو المكسيكي بعضا مما خسراه بعد الإعلان عن التأجيل.
ويقول التقرير إن المستثمرين في وول ستريت يرون في تهديدات ترامب مجرد تكتيكات تفاوضية لانتزاع تنازلات بشأن قضايا مثل الهجرة غير النظامية وتهريب المخدرات، حيث أكد أحد المحللين أن "الأسواق لم تستوعب بعد التداعيات الحقيقية لهذه التعريفات".
ويرى خبراء الاقتصاد أن سياسات ترامب التجارية الحالية أكثر تطرفا بكثير من تلك التي فرضها خلال ولايته الأولى، حيث كان التركيز آنذاك على ممارسات التجارة غير العادلة والأمن القومي، مع فرض تعريفات على الصين وبعض القطاعات مثل الصلب والألمنيوم بجرعات تدريجية سمحت للشركات بالتكيف.
إعلانأما الآن، إذا رفضت الدول المستهدفة تقديم تنازلات، فقد تصل معدلات التعريفات الجمركية الأميركية إلى أعلى مستوياتها منذ ثلاثينيات القرن الماضي، مما قد يؤدي إلى تباطؤ النمو الاقتصادي وزيادة التضخم، فضلًا عن تعطيل سلاسل التوريد العالمية التي أثبتت جائحة كورونا هشاشتها بالفعل.
كندا ترد بقوة وسط إجماع سياسي نادرعلى الرغم من أزمتها السياسية الداخلية، فإن كندا استجابت للتهديدات الأميركية بتوحيد صفوفها، حيث أظهر التقرير أن هناك إجماعًا سياسيا غير مسبوق بين حكومة جاستن ترودو من يسار الوسط، ومعارضيه من اليمين المحافظ.
وقرر رئيس وزراء أونتاريو دوغ فورد، الذي كان يُنظر إليه سابقًا على أنه مقرب من ترامب، اتخاذ إجراءات انتقامية، مثل إزالة المشروبات الكحولية المصنعة في الولايات المتحدة من الأسواق المحلية، وإلغاء عقد الإنترنت العالي السرعة مع شركة "ستارلينك" التابعة لإيلون ماسك.
تداعيات على الأسواق العالميةوفقًا للتقرير، فإن المنتجين الأميركيين قد يواجهون تداعيات طويلة الأمد نتيجة هذه السياسة الحمائية، حيث قد يتحول المستهلكون في الدول المتضررة إلى بدائل محلية أو أوروبية.
ويضيف التقرير أن بريطانيا بعد خروجها من الاتحاد الأوروبي واجهت تحديات مماثلة، إذ أدى عدم اليقين بشأن المفاوضات التجارية الطويلة إلى تراجع الاستثمارات في قطاع الأعمال، وهو ما قد يتكرر مع الولايات المتحدة في حال تصاعد الحرب التجارية.
هل هناك فوائد اقتصادية محتملة؟يرى بعض الاقتصاديين أن التعريفات الجمركية قد تعود بفوائد على المدى الطويل إذا تم تطبيقها بشكل انتقائي لدعم الإنتاج المحلي، كما حدث في بعض الدول الآسيوية في القرن العشرين.
فعلى سبيل المثال، يمكن للولايات المتحدة فرض تعريفات لحماية صناعة السيارات الكهربائية كما فعلت الصين سابقًا، مما قد يعزز قدرتها التنافسية عالميًا. لكن في الوقت نفسه، يُحذر الخبراء من أن السياسات الحمائية الشاملة غالبًا ما تؤدي إلى نتائج عكسية كما حدث في أميركا اللاتينية في الخمسينيات والستينيات.
إعلان من "أميركا أولا" إلى "التعريفات أولا"؟تشير الصحيفة إلى أن سياسات ترامب التجارية تفتقر إلى رؤية اقتصادية واضحة، إذ إن فرض تعريفات واسعة النطاق دون أهداف محددة قد يؤدي إلى ركود صناعي بدلًا من تحفيز الاقتصاد.
ويضيف التقرير أن المستثمرين في الأسواق المالية قد يساهمون دون قصد في تصعيد الأزمة، إذ إن تجاهلهم للتداعيات المحتملة قد يشجع الإدارة الأميركية على اتخاذ خطوات أكثر تشددًا، مما يزيد من مخاطر حدوث أزمة تجارية عالمية.
ومع تصاعد الحمائية الاقتصادية الأميركية، يتزايد القلق من أن الأسواق المالية تقلل من خطورة الوضع وسط تفاؤل مفرط بأن التعريفات مجرد أداة تفاوضية.
لكن الواقع يشير إلى أن الحرب التجارية قد تتحول إلى أزمة حقيقية إذا لم تتمكن الدول المتضررة من إيجاد بدائل، مما قد يؤدي إلى موجة من عدم الاستقرار الاقتصادي العالمي.
ويبقى السؤال الأهم: هل تستطيع الأسواق التكيف مع عالم تقوده سياسة "التعريفات أولا"؟