في الايام الاخيرة بدأ الاعلام الاسرائيلي التسويق لفكرة ان المعركة البرية في رفح، وفي حال حصولها ستمهد لحرب برية في الشمال ضدّ "حزب الله" لإعطاء الامان للمستوطنين لكي يعودوا الى المستوطنات الحدودية مع لبنان بعد ان هجروها بسبب الحرب القائمة. هذه التسريبات قد لا تخرج عن اطار التهويل العام الذي يعتمده الجيش الاسرائيلي ضدّ الحزب وبيئته الحاضنة، الا انه هذه المرة يتم مواكبته مع تطورات ميدانية تصعيدية.



في الساعات الماضية كان التصعيد الاسرائيلي غير مسبوق لجهة استهداف المدنيين والمسعفين، اذ تقصد سلاح الجو استهداف المسعفين بعد وصولهم إلى مكان غارة سابقة، ثم استهدف مدنيين في مقهى في الناقورة بشكل مباشر، وهذا يوحي بأن اسرائيل تريد احراج "حزب الله" ودفعه إلى الرد بشكل كبير لفتح باب المعركة الواسعة، اقله لتوسيع نطاق الضربات الجوية لتشمل مناطق في العمق اللبناني لا تستطيع تل ابيب اليوم استهدافها.

لدى اسرائيل هدف اساسي من توسيع الحرب هو تخفيف الضغوط الاميركية ضدها والتي وصلت الى مستوى غير مسبوق في الايام الماضية حيث امتنعت واشنطن عن استخدام الفيتو لصالح تل ابيب، من هنا يصبح توسيع الحرب الذي يرتب اعباء ومخاطر كبرى على اسرائيل دافعاً اساسياً للاميركيين للالتفاف مجدداً حولها ودعمها، وهذا ما يعطي رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو هامشاً اكبر في المناورة السياسية والميدانية وحتى عامل الوقت يصبح لمصلحته.

كما ان اسرائيل تستفيد من اي عملية عسكرية واسعة في لبنان من خلال تمكنها من استهداف قدرات عسكرية للحزب في مناطق هي خارج دائرة المعركة اليوم، وهذا ما يمكن اعتباره استراتيجية اسرائيلية قديمة، اذ كانت تل ابيب تسعى بإستمرار الى دراسة خيار المعركة بين الحروب من اجل اعادة "حزب الله" من حيث القدرات النوعية سنوات الى الوراء وانهاء الخطر الاستراتيجي الذي يشكله عليها، لذلك فإن حرب سريعة وشاملة اليوم قد تلبي هذا الهدف.

من الواضح أن "حزب الله" تمكّن حتى اليوم  من احتواء التصعيد الاسرائيلي، اذ يقوم بردود موجهة للجانب العسكري وليس للمستوطنين وهذا ما يجعل من ردة الفعل الاسرائيلية محدودة وبالتالي فإن تل ابيب لا تحصل على شرعية كافية لفتح جبهة كبرى مع لبنان، لكن  الاكيد ان ما يحصل من استهداف المدنيين في الجنوب بات يأتي في إطار المسار الشامل للمعركة وليس حدثاً منفصلاً وعليه فإن استمرار هذه الاستهدافات المؤلمة قد يشكل تحولاً جدياً في التطورات.

لذلك فإن عدم ردّ الحزب بشكل رادع ربما لن يطول في حال حصول ضربة غير محسوبة او شكلت تخطيا للخطوط الحمر، وهذا سيخرج المنطقة عن الستاتيكو الحالي المضبوط الى مرحلة المخاطرة الكبرى التي ستوصل الولايات المتحدة الاميركية الى حافة الهاوية في المنطقة وخصوصا ان تأثير ما يحصل في غزة على الانتخابات الرئاسية الاميركية كبير جدا، ولا احد في الادارة الحالية يريد استمرار المعركة وتوسعها..

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: حزب الله تل ابیب

إقرأ أيضاً:

بالفيديو.. طوابير أمام محطات المحروقات بعد غارات الجنوب!

رصد مواطنون، مساء اليوم الجمعة، ازدحاماً عند محطات المحروقات في مدينة صور، مساء الجمعة، وذلك إثر الغارات الإسرائيلية التي طالت جنوب لبنان.     وتهافت المواطنون إلى المحطات لتعبئة سياراتهم بالمحروقات خشية من توسّع القصف الذي طال عدداً من المناطق الجنوبية، فيما وصل عدد الغارات إلى 26.     وكان الجيش الإسرائيلي أعلن شنّ غارات عنيفة على مواقع عسكريّة لـ"حزب الله" في جنوب لبنان.   وزعم جيش العدو أنه جرى تحديد أسلحة وقاذفات صواريخ تابعة للحزب، وقد تم قصفها بواسطة سلاح الجو.   وقال الجيش الإسرائيلي إنَّ "الأسلحة وقاذفات الصواريخ الموجودة في المواقع العسكرية شكلت تهديداً لإسرائيل وانتهاكاً صارخاً للتفاهمات بين إسرائيل ولبنان"، وأضاف: "سيواصل الجيش الإسرائيلي العمل لإزالة أي تهديد لإسرائيل وسيمنع أي محاولة من جانب حزب الله لإعادة تأسيس نفسه وإعادة بناء نفسه".    

بالفيديو.. ازدحامٌ عند محطّات المحروقات في مدينة صور بعد الغارات الإسرائيلية التي طالت جنوب لبنان مساء اليوم#lebanon24#لبنان pic.twitter.com/SV1rlHEeQp

— Lebanon 24 (@Lebanon24) March 7, 2025

مقالات مشابهة

  • فضل الله: ما يحصل من حولنا يزيدنا تمسّكًا بعناصر القوّة
  • الاحتلال الاسرائيلي يعتقل 13 فلسطينيا من رام الله والبيرة والخليل
  • الاشتراكي.. مواقف حاسمة ضد اسرائيل
  • من ليل الخميس حتى الآن.. ماذا يحصل في سوريا؟
  • إسرائيل تعلن استهداف عنصر من حزب الله جنوب لبنان
  • خلال الأسابيع الأخيرة... هكذا عملت فرقة إسرائيليّة على استهداف حزب الله
  • جنوب لبنان: الجيش الإسرائيلي يعلن استهداف عنصر في حزب الله
  • هكذا علّق العدوّ الإسرائيليّ على استهداف السيارة قبل قليل في جنوب لبنان
  • إسرائيل تعلن استهداف مواقع عسكرية لحزب الله في جنوب لبنان
  • بالفيديو.. طوابير أمام محطات المحروقات بعد غارات الجنوب!