جامعة هارفارد تزيل جلدا بشريا يغلف كتابا من القرن التاسع عشر
تاريخ النشر: 29th, March 2024 GMT
أعلنت جامعة هارفارد أنها أزالت الغلاف المصنوع من جلد بشري من كتاب من القرن التاسع عشر موجود في مكتبتها.
والكتاب الذي يحمل عنوان " أقدار الروح" (Des destinées de l’âme)، محفوظ في مكتبة هوتون بالجامعة منذ ثلاثينيات القرن الماضي، لكنه لفت الانتباه في عام 2014 عندما أكدت الاختبارات أنه كان مغلفا بجلد الإنسان.
Harvard will remove binding made of human skin from 1800s book https://t.co/yMXLjJved0
— Guardian Australia (@GuardianAus) March 28, 2024ومع ذلك، قالت الجامعة يوم الأربعاء إنها "بعد دراسة متأنية، وإشراك أصحاب المصلحة والدراسة، خلصت مكتبة هارفارد ولجنة إرجاع مجموعات متحف هارفارد إلى أن البقايا البشرية المستخدمة في غلاف الكتاب لم تعد تنتمي إلى مجموعات مكتبة هارفارد، بسبب الطبيعة المشحونة أخلاقيا لأصول الكتاب وتاريخه اللاحق".
Livro encadernado em pele humana guardado na Biblioteca da Universidade de Harvard.
Des destinées de l'ame (Os Destinos da Alma) foi publicado na década de 1880. Uma nota achada no livro afirmava que a pele usada pertencia a uma paciente com transtornos que morreu de derrame. pic.twitter.com/02qp0JPsoE
وكتب هذا الكتاب الروائي الفرنسي أرسين هوساي في منتصف ثمانينيات القرن التاسع عشر (1880) للتأمل في طبيعة وجود الروح والحياة بعد الموت.
وقام المالك الأول لهذه النسخة، وهو الطبيب الفرنسي لودوفيك بولاند، بتغليف الكتاب بجلد بشري أخذه من جثة مريضة متوفاة في المستشفى الذي كان يعمل فيه دون موافقة منها.
وكان المجلد جزءا من مجموعات المؤسسة التعليمية المذكورة منذ عام 1934.
إقرأ المزيد بروفيسور في جامعة هارفارد يثير جدلا بتصريح له حول "الكائنات الفضائية"!وهذا التاريخ المثير للقلق، دفع الجامعة إلى اتخاذ قرار بإزالة الغلاف الجلدي. ويتم التشاور مع السلطات المختصة في جامعة هارفارد وفي فرنسا لتحديد التصرف النهائي المحترم في هذه الرفات البشرية.
وقال توم هيري، أمين المحفوظات في مكتبة هوتون، في سؤال وجواب أصدرته جامعة هارفارد للإعلان عن ذلك: "كما يمكنك أن تتخيل، كان هذا ظرفا غير عادي بالنسبة لنا في المكتبة وتعلمنا الكثير عندما وصلنا إلى قرارنا".
وتابع: "كانت المشكلة الأساسية في إنشاء المجلد هي الطبيب الذي لم يرى شخصا كاملا أمامه وقام بعمل بغيض يتمثل في إزالة قطعة من الجلد من مريض متوفى، ومن المؤكد تقريبا دون موافقته، واستخدمها في تغليف الكتاب الذي تعامل معه الكثيرون منذ أكثر من قرن. نعتقد أن الوقت قد حان لدفن الرفات".
جدير بالذكر أنه بعد أن أكدت اختبارات عام 2014 أن الكتاب كان مغلفا بالجلد البشري، كان رد فعل جامعة هارفارد أكثر فظاظة، حيث وصفت في ذلك الوقت هذا الاكتشاف بأنه "أخبار جيدة لمحبي الببليوغرافيا البشرية، والمهووسين بالكتب، وأكلة لحوم البشر على حد سواء".
والببليوغرافيا البشرية هي ممارسة تجليد الكتب في جلد الإنسان، وهو الأمر الذي تمتع بموجة من الشعبية في القرن التاسع عشر.
وصرحت جامعة هارفارد بأنها تأسف الآن على اللهجة المثيرة والمرضية التي تم الإعلان بها عن هذا الاكتشاف آنذاك.
وأضاف هيري: "نعتذر نيابة عن مكتبة هارفارد عن الإخفاقات السابقة في إشرافنا على الكتاب والتي أدت إلى المزيد من تجسيد كرامة الإنسان في المركز والمساس بها".
المصدر: ذي غارديان
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: غرائب معلومات عامة القرن التاسع عشر جامعة هارفارد
إقرأ أيضاً:
إسبانيا.. «عملاق القرن» في أوروبا!
عمرو عبيد (القاهرة)
كان لويس دي لا فوينتي مُحقاً تماماً، ولم يبالغ، عندما وصف عام 2024 بأنه «موسم الأحلام» بالنسبة للمنتخب الإسباني، إذ أنهى «لا روخا» العام الحالي من دون هزيمة في أية مباراة رسمية، بعد الفوز الصعب بنتيجة 3-2 على سويسرا، في ختام مرحلة المجموعات بدور الأمم الأوروبية.
وباستثناء الخسارة «ودياً» 0-1 أمام كولومبيا مطلع 2024، لم يتعرض «الماتادور» لأي هزيمة، واستمر دي لا فوينتي نفسه في تعزيز أرقامه «الرائعة»، بعدما قاد «بطل أوروبا» في 27 مباراة، محققاً الفوز في 22 منها بنسبة نجاح «باهرة» بلغت 81.5%، ولم يخسر سوى مباراتين فقط طوال عامي 2023 و2024، مُسجلاً 72 هدفاً، بمعدل 2.6/ مباراة، ولم تهتز شباكه سوى 19 مرة، بمعدل 0.68/ مباراة.
وتجاوز «لا روخا» كل حدود الإبداع في الحقبة الحالية، بعدما تُوّج بطلاً في «يورو» 3 مرات خلال آخر 5 نُسخ، ليتصدّر المشهد التاريخي في «القارة العجوز»، حيث أصبح أكثر المنتخبات فوزاً باللقب القاري، وإذا كان منتخب ألمانيا يُعد الأبرز أوروبياً في القرن الماضي، بتألقه في بطولات كأس العالم، وكأس الأمم الأوروبية، على حد سواء، فإن «الإسبان» بسطوا سيطرتهم بصورة غير عادية، عالمياً وأوروبياً، على خريطة «القرن الحالي»، بإضافة «مونديال 2010» ودوري أمم أوروبا 2023، إلى «ثلاثية يورو»، بجانب توهج شباب الكرة الإسبانية في الأولمبياد وكؤوس العالم وأوروبا على مستوى الفئات السنية الصغيرة كلها، واستمرت السيادة المُطلقة لمنتخبات «السيدات» أيضاً!
وبنظرة سريعة على نتائج جميع أبطال «يورو» في القرن الحالي، بعد تتويجهم، فإن «لا روخا» هو «عملاق القرن» في أوروبا بلا منازع، إذ حافظ بعد فوزه باللقب القاري على سجله خالياً من الهزائم في 6 مباريات حتى الآن، جميعها رسمية في دوري الأمم، بخمس انتصارات وتعادل وحيد، كما أنه حمل أرقاماً «رائعة» بعد المرتين السابقتين أيضاً، إذ أنهى عام 2008 بلا هزيمة على الإطلاق، محققاً 6 انتصارات متتالية بعد حصد «يورو 2008»، واستمر دوران «عجلة انتصاراته» إجمالاً طوال 13 مباراة تلت التتويج، حتى تعرض للخسارة الأولى منتصف عام 2009، في كأس القارات.
الغريب أن الأمر تكرر بصورة «متطابقة» بعد التتويج بـ«يورو 2012»، إذ اختتم ذلك العام بلا خسارة، حيث فاز 5 مرات وتعادل في مباراة بعد حصد اللقب الأوروبي، لكن الرقم الإجمالي ارتفع إلى 15 مباراة بلا هزيمة بعد التتويج، ولم يخسر إلا في منتصف 2013 بكأس القارات أيضاً!
وبالعودة إلى الأبطال السابقين في القرن الحالي، فإن المنتخب الفرنسي اقترب قليلاً من حصاد «الإسبان»، حيث أنهى عام 2000 بلا خسارة، محققاً فوز وحيد و3 تعادلات، جميعها ودية، لكن مسيرته لم تستمر طويلاً، إذ صمد لمدة 6 مباريات فقط بعد التتويج، قبل أن يسقط في السابعة مطلع عام 2001، والمُثير أن إسبانيا كان المنتخب الذي قهر الأبطال، بالتغلب علي «الديوك» 2-1 ودياً في مارس 2001.
اليونان، بطل «يورو 2004»، كان خارج تلك الصورة تماماً، حيث خسر سريعاً في مباراته الثانية بعد التتويج، وجاءت الهزيمة رسمياً على يد ألبانيا في تصفيات كأس العالم، خلال سبتمبر 2004، ولم يختلف الوضع كثيراً مع البرتغال، بطل 2016، لأنه خسر أيضاً بعد مباراتين، بنتيجة 0-2 أمام سويسرا في تصفيات المونديال، في سبتمبر 2016، أما منتخب إيطاليا المُتوّج بـ«يورو 2020»، فقد خسر في مباراته الرابعة بعد حصد اللقب، والطريف أنها أتت على يد «لا روخا» نفسه، بنتيجة 2-1 في ميلانو، في نصف نهائي دوري أمم أوروبا 2021.