الانتخابات المحلية في تركيا.. إسطنبول في قلب المنافسة
تاريخ النشر: 29th, March 2024 GMT
أنقرة- تشهد الانتخابات المحلية القادمة في تركيا والتي ستجرى بتاريخ 31 مارس/آذار الجاري، تنافس ألف و53 مرشحا يتبعون لـ34 حزبا، ويسعون للفوز في المناصب في 81 محافظة و 972 مقاطعة، وسيتم الإعلان عن النتائج غير الرسمية في الليلة نفسها.
ومن المتوقع أن يكون معدل المشاركة في الانتخابات المقبلة منخفضا جزئيا، بعد فترة قصيرة من الانتخابات الرئاسية وانتخابات أعضاء البرلمان التي جرت في مايو/أيار 2023، إذ يرى المتخصصون أن الناخبين متعبون من تنظيم الانتخابات، وأن المشاركة في الصناديق قد تكون منخفضة بسبب تأثير شهر رمضان.
وتجري الانتخابات عموما بين حزبي الشعب الجمهوري وحزب العدالة والتنمية، ويعمل كلا الحزبين بشدة للحفاظ على هذا التوزيع الحالي، ومع ذلك، قد تفوز الأحزاب المختلفة في العديد من الولايات، مثل أضنة وبورصة وأنطاليا وأدرنة وإسكي شهير ويالوفا وغيرها، في اللحظات الأخيرة، نظرا لاقتراب الأصوات بشكل كبير.
وسيكون من الصعب جدا معرفة كم فقدت أو اكتسبت الأحزاب بسبب التحالفات في الانتخابات، ومع ذلك، سيتم اعتبار الأحزاب التي انخفض عدد بلدياتها أنها غير ناجحة في الانتخابات.
مراد قوروم يخوض الانتخابات البلدية في إسطنبول مترشحا عن حزب العدالة والتنمية الحاكم (الأناضول) انتخابات تحذيريةيقول هاكان بايراكجي صاحب مركز أبحاث "سونار"، الذي تنبأ بانتخابات الرئاسة بدقة جيدة جدا، "قمت بتحليل الانتخابات والأبحاث لمدة 35 عاما، ولقد لاحظت أن الانتخابات المحلية هي بمثابة انتخابات تحذيرية للحكومة، يستخدمها المواطن لتحذير الحكومة في المسائل التي يشعرون بالاستياء منها".
ويوضح "في هذه الانتخابات، هناك 3 قضايا مهمة يشكو منها المواطنون: غلاء المعيشة، ورواتب المتقاعدين، والفساد واتهامات الرشوة، وستظهر ردود الفعل على هذه المسائل في صناديق الاقتراع، ومع ذلك، لا أتوقع خسارة كبيرة في الأصوات وفقدان البلديات بشكل عام في صفوف السلطة".
وفي الوقت الحالي، تتوزع بلديات الولايات على الأحزاب بالشكل التالي:
حزب العدالة والتنمية 39 بلدية. حزب الشعب الجمهوري 21 بلدية. حزب الحركة القومية 11 بلدية. الحزب الديمقراطي 8 بلديات. الحزب الشيوعي التركي 1 بلدية. العين على إسطنبوليتركز اهتمام جميع تركيا ويتوجه نحو انتخابات مدينة إسطنبول باعتبارها أهم مدينة في البلاد، حيث تشهد معركة شرسة بين أحزاب المعارضة والحزب الحاكم على منصب رئاسة البلدية.
ففي الانتخابات السابقة، فاز رئيس بلدية إسطنبول وعضو حزب الشعب الجمهوري أكرم إمام أوغلو، وأصبح ممثلا سياسيا معروفا على مستوى البلاد، ومن المتوقع أن يكون هو مرشح المعارضة -بشكل قاطع- في انتخابات الرئاسة، التي ستجرى في عام 2028، في حال فوزه في هذه الانتخابات، بينما يسعى حزب العدالة والتنمية إلى استعادة المدينة التي حكمها لمدة 25 عاما، من خلال ترشيح وزير الإعمار السابق مراد قوروم.
وقال رئيس شركة "ميثود" للأبحاث جنكيز كيليتش، وفقا لاستطلاع الرأي الأخير الذي أجراه، إن "الوضع بين المرشحين متساوٍ"، موضحا "يتنافس مرشحان مهمان من حزب الشعب الجمهوري وحزب العدالة والتنمية في إسطنبول، وفي الاستطلاع الأخير الذي أجريناه هذا الأسبوع، لاحظنا أن كل مرشح حصل على نسبة قريبة من الأصوات".
وأضاف "بالإضافة للأخطاء الممكنة في الاستطلاع، يمكننا القول إن فرصة كل مرشح متساوية، وإذا لم يحدث أي تطور كبير في الأسبوع الأخير، فستكون النتائج على هذا النحو، يمكننا القول إن المرشح الفائز سيفوز بفارق بسيط في الأصوات".
وفي إجابته عن سؤال سبب تركيز الناس على انتخابات إسطنبول في تركيا، أجاب كيليتش "إسطنبول ليست مدينة مهمة فقط في تركيا، بل هي واحدة من أهم المدن في العالم، فالشخص الذي يكون رئيسا للبلدية هنا يصبح أحد السياسيين النشطاء في جميع أنحاء تركيا، ومعروفا أيضا في العالم، وكما كان الرئيس التركي الحالي أردوغان في السابق رئيسا لبلدية إسطنبول الكبرى، سيكون للمنافس الفائز في هذه الانتخابات تأثير في المستقبل على الساحة السياسية في تركيا".
أكرم إمام أوغلو فاز بمنصب رئيس بلدية إسطنبول عن حزب الشعب الجمهوري في الانتخابات البلدية الماضية (الفرنسية) فرصة إمام أوغلومن ناحية أخرى، تُظهر استطلاعات رأي أخرى أجريت في إسطنبول تنوعا في الآراء، ففي تصريح هاكان بايراكجي للجزيرة نت يقول "وفقا لأبحاث الميدان التي أجريتها، فإنني أرى أن أكرم إمام أوغلو سينهي الانتخابات في المقدمة، لم أحسب بعد مقدار الفرق في الأصوات، ولكن تبدو أمامي التأكيدات على تصدره الانتخابات، بشرط عدم وقوع أزمة سياسية كبيرة أو حدث مهم، لن تتغير النتيجة، وسيفوز إمام أوغلو برأيي".
وعن رأيه بسبب توقع خسارة مرشح حزب العدالة والتنمية، أوضح بايراكجي "تؤثر المشاكل العامة على انتخابات إسطنبول، يمكن تحديد 4 أسباب عامة:
ارتفاع تكاليف المعيشة. رد الفعل الذي أبداه المتقاعدون تجاه زيادة رواتبهم. رد الفعل تجاه اتهامات الفساد والرشوة. التحركات الخاطئة في الحملة الانتخابية للمرشح مراد كوروم.إلى جانب التحالفات السرية التي قامت بها المعارضة بين مكوناتها، والتي زادت أصوات إمام أوغلو أكثر من المتوقع".
مفاجأة حزب الرفاهقال رئيس مركز أبحاث الميدان جنكيز كيليتش "بسبب ارتفاع تكاليف المعيشة والمشاكل الاقتصادية، سيكون الناخبون راغبين بإعطاء تحذير للحزب الحاكم، من دون حدوث خسائر كبيرة في الأصوات، كما نرى أن بعض الأحزاب في المعارضة ستزيد أصواتها، على سبيل المثال حزب الرفاه الجديد".
فقد فاجأ حزب الرفاه الجديد، الذي أسسه فاتح أربكان، ابن رئيس الوزراء السابق، الناس بالحصول على حوالي 3% من الأصوات في الانتخابات السابقة، وفي هذه الانتخابات، قام الحزب بخطوات لافتة للانتباه، من خلال نقل بعض المرشحين المستائين من حزب العدالة والتنمية، كما يشاع أنه قد يتسبب في خسارة بعض الولايات بسبب جذب أصوات من حزب العدالة والتنمية، بدلا من زيادة أصواته في الانتخابات المقبلة في 31 مارس/آذار الجاري.
ويشير المحلل بايراكجي بشكل خاص إلى عدد الأصوات التي حصل عليها حزب الرفاه الجديد في انتخابات إسطنبول قائلا "ما لفت انتباهي بشكل كبير في إسطنبول هو عدد الأصوات التي حصل عليها حزب الرفاه الجديد، إنهم يعملون بجد، وينتزعون معظم الأصوات من حزب العدالة والتنمية، أصبحوا حزبا مؤثرا في توازن الانتخابات في إسطنبول".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: رمضان 1445 هـ حريات حزب العدالة والتنمیة حزب الشعب الجمهوری فی هذه الانتخابات فی الانتخابات فی إسطنبول إمام أوغلو فی الأصوات فی ترکیا من حزب
إقرأ أيضاً:
وزيرتا البيئة والتنمية المحلية تطلقان المرحلة الأولي من مبادرة "المدن المستدامة - أطلس المدن المصرية"
أطلقت الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة والدكتورة منال عوض وزيرة التنمية المحلية، اليوم في مؤتمر صحفي المرحلة الأولي من مبادرة "المدن المستدامة - أطلس المدن المصرية" وذلك ضمن فعاليات اليوم الرابع للمنتدي الحضري العالمي في نسخته الثانية عشر " WUF12" والمقام في القاهرة خلال الفترة من ٤ إلى ٨ نوفمبر الحالي، وذلك بحضور السيد / ستيفان جامبير ممثل البنك الدولي لدى الدولة المصرية والمدير الاقليمي للبنك في مصر واليمن وجيبوتي وتأتي المبادرة في إطار جهود وزارة التنمية المحلية لدفع استدامة المدن والمجتمعات المحلية بما يتماشى مع رؤية مصر 2030 واستراتيجية المناخ الوطنية 2050.، وأدار المؤتمر الصحفي الدكتور هشام الهلباوي مساعد وزيرة التنمية المحلية للمشروعات القومية ومدير برنامج التنمية المحلية بصعيد مصر وذلك بحضور قيادات الوزارتين والبنك الدولي والأمم المتحدة.
وفى بداية كلمتها أكدت الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة أن "أطلس المدن المصرية المستدامة" نتاج عمل تشاركي بين كافة الوزارات المعنية والمراكز البحثية، ساعد على تنمية القدرات الوطنية وربط الأفكار والأبعاد المختلفة سواء الاقتصادية أو الاجتماعية أو البيئية. وقد عملت وزارة البيئة على جزء الاستدامة البيئية به والذي ينبع من مفهوم التنمية المستدامة، والوقوف على استخدامات الموارد الطبيعية ومدى توازنها وتحديد ذلك طبقا لطبيعة كل منطقة. حيث يبرز "أطلس المدن المصرية المستدامة"، التزام مصر بالتنمية الحضرية المستدامة والمرونة المناخية؛ حيث تستند هذه المبادرة إلى مبادرة المدن المصرية المستدامة، مع التركيز على الحوكمة.
وأشارت وزيرة البيئة إلى تأثير تحدي تغير المناخ في حساب استخدامات الموارد الطبيعية للحفاظ عليها للأجيال القادمة، ومنها استخدامات الأراضي والمياه والطاقة والزراعة ووقف التعديات على الأراضي والتي تصب جميعها تحت فكرة الاستدامة البيئية، وان التحدي الوجودي لتغير المناخ يتطلب سرعة أخذ القرارات من خلال أدوات علمية قوية ترتبط بشكل وثيق بالتنمية الاقتصادية والاجتماعية.
واسترشدت وزيرة البيئة بمحافظة كفر الشيخ كنموذج لمحافظة تطلبت اجراءات التخفيف والتكيف معا، فهي تشهد تولد انبعاثات من الزراعة والمخلفات الصلبة واستخدامات الطاقة التقليدية، وتتأثر في الوقت ذاته من تغير المناخ من خلال ارتفاع منسوب سطح البحر، لتأتي فكرة اطلس المدن كاداة قوية تساعد على اتخاذ قرارات وفي قلبها الشق المجتمعي الخاص بالسكان وعددهم لحساب التأثر عليهم وتأثيرهم في منطقة محددة.
ولفتت د. ياسمين فؤاد إلى اهمية الخريطة التفاعلية لتغير المناخ التي تعمل جنبا إلى جنب مع اطلس المدن في تحديد آثار تغير المناخ على منطقة أو مدينة حتى عام ٢١٠٠، وهي نتاج ايضًا عمل مشترك من وزارات مثل الري والزراعة والأرصاد الجوية والمساحة العسكرية مبنية على نموذج رياضي منبثق من الهيئة الدولية الحاكمة لتغير المناخ، مضيفة أنها توفر اداة قوية تساعد على اتخاذ القرارات في عملية التنمية والاستثمار.
كما أشارت وزيرة البيئة إلى مبادرة المدن المستدامة التي تم اطلاقها في مؤتمر المناخ COP27، والتي كانت ايضا نتاج عمل مشترك ونتج عنها الأطلس بدعم من البنك الدولي كجزء من مجهودات كبيرة للدولة في هذا المجال. مضيفة أن مع بداية مؤتمر المناخ COP29 خلال أيام تحتل المدن المستدامة مكانة عبر اجندة العمل المناخي، وتتطلع مصر إلى تبادل خبراتها ومجهوداتها الوطنية في هذا المجال، وقالت وزيرة البيئة " سأحرص خلال مؤتمر المناخ بأذربيجان مشاركة تجربة الأطلس المصري مع الأشقاء الأفارقة والعرب كجزء من الدور الريادي لمصر في دعم المجموعات العربية والأفريقية".
واوضحت وزيرة البيئة أن الاهتمام بمفهوم المدن المستدامة يأتي من واقع إيمان الدولة المصرية بأهمية تحقيق التنمية بمفهومها المستدام وأن تصل تلك التنمية إلى كافة النطاقات الجغرافية بمختلف طبيعتها ومميزاتها وتحدياتها البيئيه بما يضمن تناغم أنشطتها مع تلك الطبيعة وتضمن بيئة صحية بجانب توفير الفرص الخضراء والمستدامة وبالتالي فرص عمل خضراء تساهم في تحسين الظروف الحياتية للمواطنين.
وأضافت د. ياسمين فؤاد إلى قيام وزارة البيئة بتنفيذ العديد من البرامج والمشروعات بجانب صياغة العديد من التشريعات والأدلة الإرشادية وبناء القدرات وإيجاد آليات التحفيز والتمويل في كافة المجالات الرئيسية للمضي نحو المدن المستدامة في مجالات نظم زراعية مستدامة، مصادر الطاقة المتجددة، وسائل مختلفة لإنتاج وتوفير الأجهزه الموفرة للطاقة، نظم النقل المستدام، حلول لتقليل الزحف العمراني من القرى للمدن وتوفير فرص استثمارية خضراء بالمناطق الريفية، زيادة المسطحات الخضراء، ترشيد الطاقة في قطاع الصناعة، أنظمة الصرف الصحي المستدامة في المناطق الحضرية، تصميم النظم الكفيلة بالحفاظ على المياه في كافة القطاعات.
وتابعت وزيرة البيئة، أنه وفي هذا الإطار يجب أن نؤكد أن الممارسات التقليدية في الريف المصري أعطت نموذج للمجتمعات المستدامة وهو ما يجب أن نعمل على دمجه مع الأدوات والآليات الحديثة وهو ما تقوم وزارة البيئة بتحقيقه في المناطق حول المحميات الطبيعية وفي المدن ذات الأهمية والحساسيه البيئية مثل شرم الشيخ والغردقه والتي نكمل مسارنا لتحويلها لنماذج للمدن المستدامة بالإضافة لكافة المدن والمجتمعات التي نسعى لتحقيق مبادئ المدن المستدامة لتحسين ظروفها البيئية بتطبيق القوانين والتشريعات والدلائل والإرشادات الوطنية لتحقيق ذلك.
ومن جانبها قدمت الدكتورة منال عوض الشكر لفخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي علي رعاية مبادرة " أطلس المدن المستدامة "، لافتة إلى ان هذا يعكس التزامنا المشترك بأن دفع استدامة المدن والمجتمعات المحلية يبدأ محليًا.
وأكدت وزيرة التنمية المحلية إن مبادرة المدن المصرية المستدامة تعود إلى قمة المناخ COP27 التي استضافتها مصر في شرم الشيخ عام 2022، حيث أثبتت مصر التزامها بمواجهة التحديات المناخية عبر مبادرات داعمة للعمل المناخي وتحسين جودة حياة المواطنين، بما يتماشى مع الهدف الأممي الحادي عشر للتنمية المستدامة ويعكس التزامها برؤية مصر 2030 واستراتيجية المناخ الوطنية 2050.
و أعلنت الدكتورة منال عوض إطلاق المرحلة الأولى اليوم من "مبادرة المدن المستدامة - وهو أطلس المدن المصرية: حالة الاستدامة وتأثري تغـير المناخ التي تمثل خطوة ريادية نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة والأجندة الحضرية الجديدة، في مواجهة تحديات التغير المناخي،وكذا تحديات الاستدامة الاقتصادية والاجتماعية.
واوضحت وزيرة التنمية المحلية ان "أطلس المدن المصرية" يهدف إلى تقديم صورة شاملة عن الاستدامة في القطاعات الأساسية للمدن المصرية، والتي تشمل البيئة العمرانية، وجودة الحياة، والإنتاجية، والتنافسية، والاستدامة البيئية والمالية، مشيرة إلى ان التقرير يرصد مختلف أبعاد الاستدامة على مستوى المحافظات والمدن، سواء القائمة أو الجديدة، مما يجعله أداةً هامة لصناع القرار والمعنيين بقضايا التنمية المستدامة.
وأشارت الدكتورة منال عوض إلى أن أطلس المدن المصرية يعد أداة أساسية لتوجيه الجهود لمواجهة التغير المناخي وتعزيز مرونة المدن المصرية للتكيف مع المخاطر البيئية، فضلًا عن دعم التخطيط الحضري الواعي بالاستدامة لمستقبل أفضل، وقالت وزيرة التنمية المحلية أن كل شيء يبدأ محليًا مؤكدة أن مصر تتبني تخطيطًا حضريًا يراعي مبادئ الاستدامة والمرونة والتشاركية".
وأكدت وزيرة التنمية المحلية علي تحقيق التحول الحضري المستدام يتطلب تعاونًا عميقًا مع شركاء التنمية الدوليين وهنا، نثني على دور البنك الدولي والوكالات الأممية، التي قدمت دعمها في سد فجوات والسياسات والتمويل، مما يضمن فعالية وعدالة العمل المحلي المستدام.
واختتمت الدكتورة منال عوض كلمتها بالتأكيد على أن الاستدامة الحضرية ممكنة بتمكين المحليات ووجود حوكمة قوية وتضامن دولي، لنجعل هذا الإطلاق تذكيرًا بأن مسار التنمية المستدامة ليس سعيًا منفردًا، بل هو رحلة مشتركة تتطلب تعاونًا وثقة وإرادة للاستثمار في مستقبل أخضر وآمن.
ودعت وزيرة التنمية المحلية جميع الأطراف من صناع السياسات والخبراء التنمويين والشركاء الدوليين إلى النظر إلى الأطلس كمصدر إلهام،ونتطلع إلي تعاوننا سويًا لاستكمال مسار التنمية المشترك،للوصول إلي مدن مستدامة ومرنة وشاملة للجميع.
هذا ويهدف إطلاق "أطلس المدن المصرية المستدامة" إلى تحقيق العديد من الأهداف منها تعزيز تطوير السياسات من خلال تشجيع صياغة سياسات قائمة على الأدلة تتوافق مع الاستراتيجيات الوطنية مثل رؤية مصر 2030 والاستراتيجية الوطنية لتغير المناخ 2050، وتعزيز قدرة المدن على الصمود في مواجهة تغير المناخ، تقديم النتائج والرؤى الرئيسية من الأطلس، مع تسليط الضوء على أهميته في إعلام جهود الاستدامة الحضرية والمرونة المناخية في جميع المدن المصرية، إضافة إلى تعزيز الحوار من أجل تيسير المناقشات رفيعة المستوى بين المسؤولين الحكوميين والمنظمات الدولية والمجتمع المدني لتبادل أفضل الممارسات والحلول المبتكرة لتحديات الاستدامة الحضرية، وتعزيز التعاون والشراكات بين الوزارات والسلطات المحلية والوكالات الدولية لمعالجة تأثيرات تغير المناخ على المناطق الحضرية بشكل فعال وضمان الاستجابات المتكاملة.
كما أنه من المأمول أن يساعد هذا الأطلس أهداف ونتائج مشروع الخطة الوطنية للتكيف مع التغيرات المناخية، بالإضافة إلى إمكانية تعظيم الاستفادة من هذا الأطلس في إتاحته كأداة مفيدة لحسابات تكلفة تأثيرات التغيرات المناخية فيما يخص الخسائر والأضرار.