إلى معدّي برامج التسلية والترفيه... اللبنانيون ليسوا شحادّين
تاريخ النشر: 29th, March 2024 GMT
صحيح أنه في أيام الصوم والتوبة والصلاة تكثر أعمال الرحمة، التي يحرص القائمون بها من كل الطوائف على ألا تدري يسراهم ما تفعله يمناهم، والأهمّ أن تُصان كرامة المتلقي، وإن كانت الحاجات ماسّة، ولكن السعي إليها يجب ألا يفقد الساعين إليها ما لم يكونوا ليقبلوا به يوم كانت الأيام أيامَ خير وعزّ، ويوم لم يكن اللبناني ليقبل بأن يلمّ ما وقع منه على الأرض حتى ولو كان نصفه.
فعمل الخير لا يكتمل إلاّ إذا اقترن بحفظ كرامة أي انسان أيًا بلغت درجة حاجته إلى ما كان يفضل عنه. وهذا العمل يكون مقبولًا أمام الله إن لم يرافقه التباهي والتفاخر والتبجح وتربيح الجميل وحبّ الظهور.
هذا ما كان سائدًا في غابر الأيام قبل أن تنضب الرحمة من قلوب كثيرين، وهو لا يزال يميّز الذين يتصدّقون بفرح، لأنهم يؤمنون بأن في العطاء المجاني فرحًا لا يضاهيه أي فرح آخر. وقد يكون أجر الذين يعطون بصمت ومن دون ضجيج أو صخب كبيرًا أمام رب العالمين، الذي يوصي في كتبه المقدسة ألا يُرَدّ سائلٌ، أو أن يُقفَل بابٌ في وجه أي محتاج. والأمثلة في هذا المضمار كثيرة.
أمّا ما نشهده هذه الأيام من برامج على بعض شاشات التلفزة، وهي تتنافس في "إذلال" المواطنين عبر ما تغدق عليهم من هدايا عينية ومادية، سواء بالليرة اللبنانية أو بالدولار، يتخطّى كل حدود اللياقات في التعاطي مع الجمهور، الذي نراه ينساق غرائزيًا وراء موجة من التعاطي التجاري والتسويقي الرخيص، لما يعتمده معدّو هذه البرامج ومقدموها من وسائل أقل ما يُقال فيها إنها تدفع المواطنين إلى نوع من التسّول، مع ما يرافق هذه العملية من تشويه قد لا يكون مقصودًا لمعاني العطاء.
فما نشهده كل يوم من على هذه الشاشات يندى لها الجبين، خصوصًا عندما تتعالى الأيدي في الهواء طلبًا لربح غير مستحق، مع ما يرافق هذه العملية من تباهٍ في ممارسة ما يتعارض مع كرامة الانسان، الذي بلغ مستوى الطلب لدى البعض حدود الوقاحة بانتفاء عامل الحياء، الذي غالبًا ما كان يصحب كل سائل لحاجة. وكان يُقال لا تسأل أميرًا فتساويه. وفي هذا القول الكثير من الرفعة وعزّة النفس والإباء والعنفوان، وهي سمات نراها تتهاوى كل يوم وعلى الهواء مباشرة.
قد تكون الحاجة اليوم بفعل الأزمات الاقتصادية والمالية كبيرة، ولكن هذا لا يعني أن يفقد المرء شيئًا من كرامته حتى ولو اضطرّ المحتاج إلى كسرة خبز لإعالة أهل بيته لأن يعمل ليلًا ونهارًا لكي يؤمّن بعرق الجبين لقمة العيش المجبولة في كثير من الأحيان بالدم.
يوم كانت برامج التسلية والترفيه مع جان كلود بولس أو رياض شرارة ترقى إلى مستوى من الأسئلة، التي كانت تحتاج إلى ثقافة ومعرفة عاليتين، كان الربح مستحقًّا، ولم يكن تسولًا كما هي الحال اليوم، عندما يُسأل السائل أن يكمل مثلًا شعبيًا كـ "يا جبل ما... فيأتي الجواب "ما يهزّك ريح". وهكذا دواليك حتى آخر المعزوفة المبكية لكثرة ما فيها وسائل تحقيرية لكرامة الانسان وعزة نفسه. المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
إغلاق 6 شركات سياحة بعد النصب على مواطنين
واصلت أجهزة وزارة الداخلية جهودها لمكافحة الجريمة بشتى صورها، لاسيما فى مجال ضبط المخالفات المتعلقة بالأمن السياحى وإحكام الرقابة على الشركات التى تعمل بمجال السياحة "بدون ترخيص" ، تحسباً لقيام القائمين على تلك الشركات بالنصب والإحتيال على المواطنين تحت زعم تنظيم رحلات ( حج – عمرة – برامج سياحية).
36 طن دقيق.. حملات مكبرة على المخابز المخالفة بالمحافظاتالأمن يكشف حقيقة ادعاء شخص بتسجيل مخالفات مرورية على سيارته دون وجه حقالداخلية تضبط قضايا عملة بقيمة 11 مليون جنيهزوج يطالب باسترداد مقدم الصداق من محكمة الأسرةبعد تأييد الإعدام.. فرصة ثالثة أمام سفاح التجمع للطعن على الحكمصرخة أرملة أمام محكمة الأسرة.. اعرف السببأكدت معلومات وتحريات قطاعى "الأمن العام - شرطة السياحة والآثار" قيام عدد (6 شركات ومكتب "بدون ترخيص") بالنصب والإحتيال على المواطنين والاستيلاء على مبالغ مالية منهم بزعم تنظيم برامج سياحية مختلفة لهم وإيهامهم بأنها شركات سياحية مرخصة "على خلاف الحقيقة" ، والترويج لنشاطهم عبر مواقع التواصل الإجتماعى وإتخاذهم مقرات لإدارتها بشقق مستأجرة لفترات مؤقتة .
وعقب تقنين الإجراءات أمكن ضبط القائمين على إدارتها ، وعُثر بداخل تلك الشركات على عدد من المضبوطات أبرزها (صور جوازات سفر – تأشيرات رحلات دينية وزيارة - باركودات خاصة بالرحلات الدينية - برامج سياحة دينية - دفاتر إيصالات إستلام نقدية – حسابات بنكية - كشوف مدون بها أسماء عملاء الشركات ومعاملاتهم – مطبوعات دعائية – إعلانات عن رحلات سياحية داخلية) .
تم اتخاذ الإجراءات القانونية.